أسامة قفيشة Ýí 2016-05-02
لا تقف ما ليس لك به علم
( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) 36 الاسراء
هذا نهي و امر و بيان من الله جل و علا للناس كافه كسائر النواهي و المحرمات مثل الشرك و الفواحش و الخمر و الربا و اكل مال اليتيم ... الى اخره , و لكن الناس تغافلوا عنه و مروا عليه مرور الكرام , و كأن الامر ليس ذو اهميه و لا يعنيهم , أو تجنبوه خوفا من ان ينكشف امرهم .
لا تقف : لا تتبع ولا تسير خلفه
ما ليس لك به علم : ما لا تعلم عنه سيئا أي لا زلت تجهل ان كان حقا ام ضلال , فهي دعوة للاطلاع و المعرفه و التعلم لاثبات حقيقة الامر المتبع , فيجب التحري و البحث حول كل الامور التي نتلقاها بواسطه تلك الحواس من سمع و نظر و مشاعر داخليه في النفس البشرية .
ان هذه الدعوة هي دليل صحي و ايجابي لصالح الفرد و المجتمع , فهي تنمي العقل و الفكر و تصحح الطريق و تكشف الامور , فيستقيم الرأي و تفرز للفرد كل خير , فيتبع ما صلح منه و يترك ما فسد , لأن جودة و خلاصة المعرفه تكن حاضرة جليه , لا تشوبها شائبه , و لا تغلفها خدعة ماكره و لا فكرة فاسده , فهي دعوة لمنطق الحوار و البحث و النقاش .
فتلقي بالباحث لبر الامان و توصله للحق و الصواب , و تدفع عنه شر الضلال و الفساد .
نستنتج من تلك الدعوة الموجه لنا من قبل الخالق جل و علا باستخدام تلك الوسائل المعرفيه انها تنهانا عن اتباع المعلوم او الموروث بدون البحث و التحقق منه , و ذلك في كل الامور و الاحوال , و في كل القضايا عملية كانت او كلاميه في جميع نواحي المعتقدات و المعاملات .
فالآية الكريمة بدأت بالنهي عن الاتباع الاعمى فهذا امر الهي للجميع بدون استثناء , فالبحث عن المعرفه و العلم هو مطلب على الجميع اتباعه كي لا يقع الانسان الذي يسعى لمرضاة الخالق جل و علا في رجس و نجس الافكار الفاسده و المذاهب الوضعيه و الديانات الارضيه , فيصاب بعمى العقل و الادراك و ينحل عن فطرته السليمة , فيتيه في هذه الدنيا بضلاله لعدم استخدامه لتلك الوسائل الموصله للحقيقة بالشكل السليم , و يكون في الآخرة أعمى كونه اتبع ما وجد عليه سلفه دون النظر في صدقه و صلاحه من عدمه .
اذا من الواجب و المفروض عليه ان يعلم قبل العمل و لا يفعل امرا قبل العلم , فالنهي بلا يفيد التحريم , فان سار المرء خلف هواه و خلف ما تواتر او سمع من امور دون البحث و العلم بها وقع في اثمها و ناله العقاب و الجزاء عليها .
يبين الله جل و علا لنا وسائل المعرفه الحسيه و التي يدرك بها الانسان الحقيقه و العلم و هي ( السمع و البصر و الفؤاد ) , فجعل الانسان مسؤولا عنها و تحت سيطرته الكامله , و جعل مسؤولا عن استخدامها و تفعيلها , كي يستقيم سلوكه مهتديا الى الحق و الحقيقة فقال جل و علا ( وَاللَّـهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) 78 النحل , أي انه يولد الانسان و يخرج للحياة لا يعلم شيئا و لا يدرك شيئا و لكن الله وهب له تلك الوسائل الحسيه من اجل ان يعلم و يتعلم و يدرك الغايه التي ارادها الخالق سبحانه و التي بها سيستقيم سلوكه قولا و فعلا فيشكر الله جل و علا عبدا خاضعا تائبا لا يشرك به او معه احد , و لا يقدس احدا غيره .
حيث يبدأ الانسان بحثه مستخدما السمع و المشاهدة و الاحساس الداخلي أو الهاجس الذي يدفع بالشخص للنظر في امر ما كي يعلم صوابه من خطئه , و تم تخصيص تلك الوسائل الحسيه الثلاث نظرا لعظمتها و اهميتها في تحصيل العلم , هذا لا يعني ان فقد الانسان احدى تلك الحواس فهو عاجز عن ادراك المعرفه المطلوبه و لكن ترتب عليه مزيدا من الجهد و العناء في تحصيله .
كل ذلك من تلك الامور الثلاثة يؤدي بالانسان الى المراقبة و المحاسبة و الوقوف مع النفس و مساءلتها .
سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا
سبحانك اني كنت من الظالمين
لا تتعجل ولا تيأس استاذ اسامه .وإن شاء الله النتيجة ستكون مُرضية فى الدنيا والآخرة ..ولنتعلم من مسيرة استاذنا الدكتور منصور ، وصبره ومثابرته ،وتوكله على الله وحده جل جلاله فى إظهار الحق ،ودعوته للمسلمين بالعودة إلى (القرآن وكفى ) . فلو اصابه اليأس فى آواخر السبعينات فى رسالة الدكتوراه عن التصوف ، ماكان التصوف الآن من مواضيع التندر والسخرية عند كثير من المُسلمين ..... ولوإستسلم للإحباط واليأس وترويع السلطه والأمن والسعوديه ،وإجتماع السلفيين والجهاديين ومشايخ الأزهر عليه للتخلص منه ،ما وصلت دعوته للقرآن وكفى إلى العالم كله الآن ، وبفضل من الله أصبحت تيارا فكريا قويا مبنيا على دعائم وحقائق القرآن ، وأصبح الفكر السنى فى مواجهتها يُصارع لمجرد للبقاء ،وأصبحت تُمثل الصورة الناصعة البياض للفكر الإسلامى ، وإن شاء الله تكون هى مُمثلة له وحدها فى المستقبل .
وتذكر معى ومع المرمنين بقرآن رب العالمين قول العزيز الحكيم .((( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ))) الحشر -18
السلام عليكم يا استاذ اسامة انا اتابعك وغيري الكثير ممن يتابعوك ويستفيدوا مما تطرح وقد نقلت لك مقالاين على تويتر منذ اليوم الاول الذي نشرت فيه المقالين ولقي الاعجابات واعادات التغريد
هذا رابط مقال ولاتفف ماليس لك به علم
https://twitter.com/hanifi0111/status/727170297611341824
وهذا رابط مقال سبعة تدخلك الجنة بإذن الله تعالى
https://twitter.com/hanifi0111/status/720352680560857088
وماذا لو امتلكت فلسطين قنبلة نووية !
وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً
دعوة للتبرع
إقتراح رائع ولكن .!: أرسل لك هذه الرسا لة من سوريا التي عانت ولا...
الاعتكاف : ما هو الاعت كاف المطل وب منا والذي ذكر في...
قيام الليل من تانى: هل صحيح كما قرأنا في الكتب ان النبي محمد عليه...
الصلاة على النبى : تنبيه هام عند ذكر النبي والصل اة عليه لا يصح...
ثلاثة أسئلة: سؤال من أخى الاست اذ أمين رفعت : ( استاذ ي ...
more
لم يلفت نظري هذا الفعل ( تقف ) وكاني أراه صراحة لأول مرة !! اعتقد انه من : (قفا يقفو ) وعليه يكون الحرف المحذوف (الواو ) لانه مسبوق بلا الناهية ، وإعجاز القرآن في اختيار الفعل الذي يدل على السير والاتباع للآخرين ، احسنت استاذ اسامة نحن نحتاج لمثل هكذا تدبر في استخراج كنوز القرآن ..