حوار بين الأزهر وداعش (2)

سامح عسكر Ýí 2016-03-22


هدأ الشيخ عبدالعال ومن كرم شيوخ داعش قدم له أحدهم كوبا من الماء، وآخر بكرسي ليجلس، ثم أشار لمنظّم الحوار أنه يريد شيئا..ثم قال له:.."نريد تحرير الشريعة مسألة مسألة، فقد يكون سبب ما حدث هو عدم التنظيم، فكل منا يحاكم الآخر لمذهبه وحزبه، ونحن نريد أن نتحاكم سويا للقرآن والسنة"..ثم أومأ إليه منظّم الحوار برأسه يعني الموافقة، وهنا اعتدل الشيخ عبدالعال وأخذ نفس عميق وشرب معه كوبا من الماء ثم دار هذا الحوار:

الشيخ عبدالعال: أنتم تقولون بطاعة ولي الأمر أليس كذلك؟

الشيخ أبو علي الشامي: نعم..أو في ذلك شك؟

الشيخ عبدالعال: إذن اتفقنا..من هو ولي الأمر المفترض أن يكون حسب السنة المطهرة وإجماع الأئمة؟

الشيخ أبو علي الشامي: قبل السؤال عن من هو ولي الأمر علينا أن نسأل ما هو الحق، فطاعة الله والرسول مقدمة على طاعة ولي الأمر ، قال تعالى: ( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله) [النساء: 64].
وقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى الرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) [النساء: 59].
والقرآن الكريم لهداية البشر كما قال تعالى: ( ألم، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين) [البقرة: 1-2].
وقال تعالى: ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً) [الإسراء: 9]
فليس من المنطقي أن نترك كتاب الله ونسأل سؤال ثانوي عن من هو ولي الأمر، فهذا الولي هو خادم للسنة المطهرة وقائم على تطبيق شرع الله في الأرض.

الشيخ عبدالعال: صحيح ولكن هذا في حين وضوح النص القطعي الدلالة، وأغلب ما ورد في الشريعة يوافق عصر التنزيل، والقرآن فوض أهل الرأي والحكمة والدراية بمعرفة شئون الأمة كما قال تعالى.." وأمرهم شورى بينهم"..[الشورى : 38] فمن هم أهل الرأي والحكمة عندكم؟..لذلك سألتك عن ولي الأمر باعتباره القائم على أمر الله.

الشيخ أبو علي الشامي: نحن نرضى بولي الأمر إذا أطاع الله والرسول مصداقا لقول المصطفى.." ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله) [البخاري (8/104) ومسلم (3/1466)].. وكان صلى الله عليه وسلم يأخذ البيعة على أصحابه بأن يسمعوا ويطيعوا، كما في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: "دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله" [البخاري (8/88) ومسلم (3/1470)].

الشيخ عبدالعال: طيب..حتى الآن لم تجبني عن من هو ولي الأمر المفترض لديكم في دينكم..لا أسأل عن شخصه..بل عن صفاته، ولا أراني مختلف معكم فيما قدمت من نصوص قرآنية ونبوية..

الشيخ أبو علي الشامي: إذا كنت تتفق معنا في وجوب طاعة الله والرسول فعلى ماذا جئتنا لتنصح؟..وفر جهودك ..فنحن نعلم جيدا ماذا نريد، ونطبق شريعة الله كما في الكتاب والسنة، ومن رضي لنفسه أن يحكم بغير حكم الله تعالى، فقد كفر.. قال تعالى: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً، وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً) [النساء: 59-61].
ويقول: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما) [النساء: 65].

الشيخ عبدالعال: ولكنك لم تقرأ قوله تعالى.." ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "..[النساء : 83] وهذا يعني تسمية ولي الأمر وأهل الشورى قبل الحديث عن الشريعة..فأهل الرأي هم أدرى بمصالح الأمة، والقرآن ليس نصا يفعل، بل يفهمه الإنسان وهو الذي يفعل، فإذا كنتم غير متفقين معنا في الفهم فكيف تستدل علينا بنصوص الشريعة ونحن لم نتفق؟..هذه مصادرة على المطلوب..

الشيخ أبو علي الشامي: إذن لا نرضى فوق الشروط السبعة التي ذكرها المواردي في الأحكام السلطانية للخليفة، والأهم هو الشرط السابع أن يكون الإمام من قريش مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم.."قدموا قريشا ولا تَقَدموها"..وقوله.."الأئمة من قريش"..وقد فصلنا على موقعنا في الإنترنت نسب الإمام أبو بكر البغدادي الذي ينتهي نسبه لقريش كما أمرنا النبي في الحديث الصحيح.

الشيخ عبدالعال: المواردي يصيب ويخطئ

الشيخ أبو علي الشامي: هو لم يذكر شيئا من عنده..بل ما جاء به هو ما اتفق عليه الأئمة وأجمع عليه أهل العلم في الكتاب والسنة.

الشيخ عبدالعال: ولكنك أغفلت أمرا هاما أنه حتى مع صحة هذه الشروط فهذا الإجماع ينعقد يوم اتحاد المسلمين حتى لا تحدث فتنة، والمسلمون الآن متفرقون ويحاربون بعضهم بعضا، وبخروجكم حدثت المصائب في البلاد وسال الدم أنهارا في كل مكان.

الشيخ أبو علي الشامي: عندما تحدث حرب فهذا موضع خلاف، وقد أمرنا أن نرد ما اختلفنا عليه لله وللرسول، وأنتم يا أزاهرة قد اتفقتم معنا أن الحكم لله وللرسول، لكن اختلفتم في ولي الأمر وأهل الاستنباط، وهؤلاء مجموعة شخوص سيظل اختلافنا عليهم مصداقا لقوله تعالى.." ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين".. [هود : 118]
لكن مع ذلك أمرنا باتباع الطريق وتحكيم شرع الله، قال تعالى.."وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ".[الشورى : 10]
وحذرنا وحذركم من عصيانه واتباع الهوى بعد أن جائنا وجاءكم العلم..قال تعالى.."ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم".. [آل عمران : 105]

الشيخ عبدالعال: ماذا تقصد؟

الشيخ أبو علي الشامي: أقصد أن هذه الدماء وهذه المظالم يتحملها من عصى الله واتبع الطاغوت..لكن أنت تسألني منذ بداية الحوار وأنا أجيب، سأسألك سؤالا واحدا وأريد الإجابة بصدق؟

الشيخ عبدالعال: تفضل

الشيخ أبو علي الشامي: هل السيسي خليفة ويحكم بشرع الله أو حصل على نصف الشروط التي اتفق عليها أهل السنة والجماعة في الإمام؟

وإلى جواب الشيخ عبدالعال في الجزء الثالث..

اجمالي القراءات 8071

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2012-09-25
مقالات منشورة : 788
اجمالي القراءات : 7,980,951
تعليقات له : 102
تعليقات عليه : 410
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt