سعد الدين ابراهيم Ýí 2014-12-13
من طيبات ثورات الربيع العربى ـ فى تونس ومصر وليبيا واليمن وسورياـ أنها كسرت جِدار الخوف عند الناس، وأنها سيّست معظم المواطنين العرب، أى جعلتهم يهتمون بالشأن العام، وأنها أعادت دمج أبناء المناطق الحدودية، مثل سيناء والنوبة ومرسى مطروح والواحات فى المجرى الرئيسى للسياسة الوطنية. وضمن ذلك شجّعت هذه الثورات أبناء الأقليات الدينية والعِرقية للخروج من شرائعهم، وكسر الحواجز التى فرضتها عليهم قياداتهم الروحية، اتقاء لغضب السُلطة والسُلطان، أو لإحباطات الأغلبية التى كانت بدورها مقموعة من نفس السُلطة والسُلطان، وتستخدم هذه الأقليات كباش فداء للتستر على فشلها فى الداخل وهزائمها فى الخارج.
لذلك رحّبت مع عدد من المُفكرين والباحثين المصريين والعرب، بالدعوة الكريمة التى تلقيناها من الملتقى الأكاديمى المسيحى للمواطنة فى العالم العربى، والذى عُقد فى العاصمة اللبنانية، بيروت، خلال الفترة من ٥ إلى ٨ ديسمبر ٢٠١٤. والتى شارك فيها حوالى ستون ناشطاً من عدة بُلدان عربية مشرقية ـ العرِاق، وسوريا، والأردن، وفلسطين، ومصرـ للحوار حول حاضر ومستقبل المسيحيين الشرقيين، بعد ثورات الربيع العربى (٢٠١٠-٢٠١٣).
وحسناً فعل المُضيف (أى الملتقى الأكاديمى المسيحى) بالإعداد المُسبق لوثيقة أطلق عليها نداء العقيدة والمواطنة، التى كانت نتاج عمل تأملى وبحثى من مجموعة شبابية، أطلقت على نفسها مُصطلح ديار، وضمت أعضاء من جامعيين مسيحيين من مصر وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، للتفكير فى الهم الواحد والمصير المُشترك، وللخروج برؤية موحدة، تساعد المسيحيين على الصمود فى أوطانهم، والانخراط فى مجتمعاتهم، والعمل على نهضة شعوبهم، لكى تكون لهم حياة أفضل، ومستقبل أفسح.
وكانت دعوة عدد من المسلمين للمُشاركة فى الحوار حول الوثيقة، لا تخلو من مغزى. وضمن هؤلاء كان د. على خشان، وزير العدل السابق فى السُلطة الفلسطينية، ود. صافى قصقص، الخبير الاقتصادى الدولى، وزوجته، د. إيمان قصقص، نائبة مُدير المركز الدولى للتشخيص الإشعاعى، بجدة فى السعودية، وزميلنا السابق من مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، نبيل عبدالفتاح، خبير الحركات الإسلامية.
أما مجموعة ديار نفسها، والتى عرضت الوثيقة وأغنت الحوار، فقد قادها القس البروتستانتى القدير د. إكرام لمعى (مصر) ود. مارى ميخائيل (سوريا)، ومن مصر أيضاً د. فريدى البياض، ود. إيرينى ثابت.
وتناولت الوثيقة نفسها عشر قضايا، تمثل فى مجموعها هموم واهتمامات المسيحيين الشرقيين، والتى تتقاطع فى الواقع مع هموم واهتمامات الشعب المصرى وبقية شعوب الأمة العربية، وتشمل العلاقة الجدلية المُعقدة بين الدين والدولة، وأهمية الفصل الودى (وليس الاستعدائي) بينهما، بحيث لا يُفسد الدين السياسة، ولا يُفسد السياسة الدين، وهو ما يتحقق، أساساً بترسيخ مبدأ التعددية وقبول الآخر المختلف دينياً وطائفياً وعِرقياً، وأن تقف الدولة بحيادية تامة على مسافة متساوية من كل الأديان، ومن كل المِلل والنِحل والأعراق. ومن ذلك ألا تنص الدساتير على دين للدولة. فهذه الأخيرة، أى الدولة، هى مِلك، وراعِ، وخادم، لكل مواطنيها.
وكان مصطلح المواطنة هو المفهوم الحاكم، خلال حوار الملتقى فى بيروت. وكان من المهم لذلك أن يتم تعريفه وتحديده بشكل صارم، لا يقبل التأويل أو التلاعب. وانتهى الحوار على تعريف المواطنة بأنها الهوية المتساوية، عند الميلاد، لكل من ينشأون على نفس التراب الوطنى، دون تمييز، بسبب اللون أو العِرق، أو الدين، أو الطائفة، أو النوع.
وبالمعنيين السابقين ليس للدولة، أى دولة، دين. وهو ما أكد عليه مواطنون مسيحيون عرب يعيشون فى المهجر ـ مثل أوروبا واستراليا والأمريكتين. ففى تلك البُلدان لا ينص الدستور، أو أى وثيقة أساسية على دين للدولة. فإذا كان ولا بد من توصيف يُريده المواطنون لأنفسهم، فيمكن القول، أن معظم أو بعض مواطنى الدولة هم مسلمون، فى حالة بُلدان الشرق الأوسط والعالم العربى. حيث أنه غير ذلك ينطوى التوصيف على تفرقة، وينسف بذلك أهم صفات المواطنة المتساوية، التى هى حجر الأساس لأى نظام حُكم ديمقراطى.
ولم يُجادل أحداً حول هذه النقطة، بما فى ذلك بعض رجال الدين من الشيعة والسُنّة، الذين شاركوا فى المُلتقى.
أما الأجندة غير المُعلنة لمُلتقى بيروت، كما أحسه هذا الكاتب (سعد الدين إبراهيم) فهى خوف مكتوم لدى المسيحيين العرب من المستقبل فى أوطانهم. وهو ما يدفع الكثيرين منهم إلى الهجرة، أو التفكير فى الهجرة إلى الخارج.
ولم تكن المذابح التى تعرض لها اليزيديون فى شمال العِراق، على يد حركة داعش، بعيدة عن وعى المُشاركين فى مُلتقى بيروت. ولم يجد أى مُشارك من المسلمين ما يرد به أو يُخفف به من تلك الهواجس والمخاوف. ولم يكن أمام هذا الكاتب إلا الرجاء، بما يُشبه التوسل، للمسيحيين أن يصبروا ويُثابروا، وأن يتجذروا فى أرض الآباء والأجداد. وساعدنى فى إطلاق صيحات الرجاء هذه، النداء الذى صدر من شيخ الأزهر الشريف، قبل مؤتمر بيروت بأيام قليلة، والذى ردّد فيه نفس الدعوة، فى حضور مُمثلى كل الكنائس الشرقية، ومندوبين عن كنيسة روما وكنائس غربية أخرى. وفحواه أن المسلمين والمسيحيين وكل المؤمنين هم فى مُعسكر واحد فى مواجهة التطرف والتشدد والإرهاب. وعلى الجميع أن يظلوا فى جبهة واحدة، حتى يهزموا جيوش الظلام، التى تحاول اختطاف الإسلام، وهو منها براء.
والله شهيد على ما قاله الأزهر الشريف والمُلتقى الأكاديمى المسيحى.
وعلى الله قصد السبيل
المؤسسة الأزهرية: لا هى راغبة ولا قادرة على التطوير
الجشع والفساد فى تجريف أراضى المحروسة
هل الشعب المصرى فى حالة عِشق دائم مع جيشه؟
دعوة للتبرع
القصاص فى القتلى : لدي سؤال عن الناس خ و المنس وخ لو سمحتم...
زوجتى كورية : السلا م عليكم اود ان اشطار كم بعض التوج ات ...
أعتذر لضيق الوقت: عزيزي د. احمد صبحى منصور : اشكرك و ارجو من الله...
حكما عربيا : ما معنى ( وَكَذ َٰ ِكَ أَنزَ لْنَا هُ ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول هل ( يزول ) هو ( يزال ) وهما فى...
more
السلام عليكم ، الملتقى الأكاديمى المسيحى للمواطنة فى العالم العربى، عقد في لبنان ، ، وقد دعي إليه حوالي ستون ناشطا من عدة بلاد عربية ،لعرِاق، وسوريا، والأردن، وفلسطين، ومصرـ للحوار حول حاضر ومستقبل المسيحيين الشرقيين، بعد ثورات الربيع العربى ،خلال الفترة من 5 إلى 8 ديسمبر 2014.
نلاحظ أن هذا المؤتمر قد تم الإعداد له بصورة جيدة ، بداية من اختيار المكان ( بيروت ) وما تشمله من خلطات بشرية متنوعة ، قد أعتادوا على وجود الآخر ببساطة لا تتوفر في أية دولة عربية أخرى ، أضف إلى ذلك نوعية من وجهت لهم الدعوة للحضور وهم عدد من الناشطين الذين يؤرقهم على وجه الخصوص قضايا التمييز ، ثم دعوة عدد من المسلمين بما يحمله من مغزى ، ما يتميز به القساوسة من لباقة وقدرة ليست محل نقاش .. قد نجح المؤتمر في وضع تعريف لمصطلح المواطنة الدي قتل بحثا ..
بأنها الهوية المتساوية، عند الميلاد، لكل من ينشأون على نفس التراب الوطنى، دون تمييز، بسبب اللون أو العِرق، أو الدين، أو الطائفة، أو النوع.
متى سينتقل التعريف من كلمات إلى أفعال وأعمال ....