خالد اللهيب Ýí 2014-05-23
بعد نشري لمقال (القياس عند السلف والخلف) على الفيس بوك ، أمطرني بعض القراء بالهجوم الشخصي والغير علمي في نفس الوقت ، وهم من الأهل وفي ريعان الشباب ، أحزن عليهم وعلى الأجيال السابقة ، متمنيا للأجيال القادمة الصواب والإستيعاب لأمر الله عز وجل والسير على طريق الحق المبين ، لهذا كان الصبر والتجمل.
-- و أقوال الرسول هى الرسالة أو القرآن أو دين الله ، وقد أبلغه الرسول دون زيادة ولا نقصان ، وفيه الكفاية وفيه التفصيل وفيه البيان، وكان النبي أول الناس طاعة لهذا الوحي وعملاً بما جاء فيه .
-- عمل الرسول هو الإبلاغ ، ﴿مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ﴾ 99 المائدة ، والرسول إذا بلغ الرسالة أصبح شاهداً على قومه .
-- والنسق القرآني يجعل من الرسول يوم القيامة شاهداً على قومه أي خصماً لمن عصى منهم ، ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ﴾ 15 المزمل ، وقد جاءت شهادة الرسول على قومه يوم القيامة فى قوله تعالى ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ 30 الفرقان ،
-- فمسئوليته أن يبلغ الناس القرآن وحين هجروا القرآن وتمسكوا بكتب أخرى معه استحقوا أن يتبرأ منهم الرسول يوم القيامة .
-- حتى لا يقول قائل أن الرسول محمد عليه السلام قد مات وترك لنا غير القرآن كلاماً نحتكم إليه فإن القرآن الكريم أوضح لنا أن الرسول كان فى حكمه ينطق بالقرآن وحده ، يقول تعالى ﴿وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ﴾ 48 النور ، فلو كان الرسول شيئاً آخر منفصلاً عن كلام الله لجاء الفعل مثنى ولقال تعالى (وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكما بينهم ).
-- يقول تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ..﴾ (النساء 59) المطاع واحد هو الله في أوامره التى ينطق بها الرسول أو من يقوم بالأمر بعد موت النبي ، نفهم هذا من قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ..﴾ 12الممتحنة ، فلو قال (يا أيها الرسول) لكانت طاعته مطلقة لأنها طاعة للرسالة أي كلام الله .
-- الإيمان ليس بشخص محمد عليه السلام وإنما الإيمان بما نزل على محمد ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾ 2 محمد .
-- ضاق صدر الرسول عليه السلام بقوالهم و إفترآتهم هذه ، (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ) 97 الحجر ، بل كان علية السلام يحزن أشد الحزن من أقوالهم خصوصا حينما يتناولون الذات الإلهية سبحانه و تعالى ،(وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) 65 يونس .
النبي هو شخص محمد بن عبد الله فى حياته وشئونه الخاصة وعلاقاته الإنسانية بمن حوله ، ومن تصرفاته البشرية ما كان مستوجباً عتاب الله تعالى ، لذا كان العتاب يأتي له بوصف النبوة ، كقوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾1التحريم .
-- أسرى بدر ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ 67 الأنفال .
-- وحين استغفر لبعض أقاربه قال له ربه تعالى ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ 113التوبة .
إن أقوال النبي والتى أوردها القرآن ، هي قصص للعبرة نؤمن بها ضمن إيماننا بكل حرف نزل فى القرآن .
أما أقوال النبي خارج الوحي القرآني والتي كتبها الرواة فى السيرة بعد وفاة النبي هى تاريخ فيه الحق والباطل والصحيح والزائف وليست جزءاً من الدين على الإطلاق
-- كان النبي حاكماً مسئولاً عن دولة ، وكان قائداً للأمة ، وكانوا يحتكمون إليه فى أمورهم وقضاياهم ، وكان يحكم بينهم بصفته الرسول الذي ينطق بحكم الله ، والقاعدة القرآنية أن الحكم إلا لله ، ﴿فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ 59 النساء .
-- نحن لا نتبع محمداً عليه السلام كشخص وإنما نتبع النور الذى أنزل معه أي القرآن ﴿.. فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ 157 الأعراف ، كان النسق اللغوي يقتضي أن يقال ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوه..) ولكن الاتباع ليس للشخص الآدمى وإنما للوحي الإلهي ، ومحمد عليه السلام هو أول الناس تمسكاً بالوحي واتباعاً للهدى .
-- أمره تعالى فقال ﴿اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ..﴾106 الأنعام ، وإذا كان النبي متبعاً للوحي فنحن أولى الناس بعده باتباع الوحي ،﴿ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ 3 الأعراف ، نهي واضح محدد عن اتباع غير القرآن .
ليس للنبي أن يجتهد فى التشريع ، ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ 29 ص ، فالنسق اللغوي فى الآية كان يقتضي أن يقال للنبي : كتاب أنزلناه إليك مبارك لتتدبر آياته.
- نعم النبيّ عليه الصلاة والسلام كان ناطقا ومتحدثا ، إنما كلامه اليوميّ العاديّ بصفته نبيّ و إنسان يتفاعل به مع مجتمعه ومع من حوله ، لا يعد جزءا من دين وشريعة الله عز وجل ، فلا يحق للنبي عليه الصلاة و السلام أن يتقوّل على الله سبحانه وتعالى أو أن يُشرع من عنده ، كونه إنسان بشري يصيب و يخطأ و كونه نبي الله عز و جل ، ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) الحاقة ،
- الحديث المعروف : (بلغوا عني ولو آية ) أكد معناه رب العالمين في أكثر من موضع و بأكثرمن أية ، (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..)67 المائدة ، (فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (82) النحل .
كقول النبي عليه الصلاة والسلام (صلوا كما رأيتموني أصلي) ، فهل نقرأ هذا القول في صلاتنا أم نفهم منه التوجه العام لمعرفة كيفية الصلاة عبر مراقبتنا لصلاته وسجوده ، ألم يحج عليه الصلاة والسلام أمام المسلمين ومعهم ، وبذلك رسّخ كيفية الصلاة والحج الذي كان معلوما من قبل لدى العرب ولكنه نفّض عنهما ما شابهما من الضلال والبهتان عبر الزمن وأعادهما الى سيرتهما الصحيحة الأولى .
-- النبي محمد عليه الصلاة والسلام قد مات والميت لا يسمع ولا يرى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران ، كما سيموت أعداؤه (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) ﴿30﴾ وسيختصم معهم يوم القيامه ( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) ﴿31﴾ الزمر، وسيسأل عن كل شئ (فلنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) ﴿6﴾ الأعراف.
-- يعتقد البعض أن كتاب الله تعالى قد أكمل بواسطة الأحاديث التي قام البخاري بجمعها وبهذا الإعتقاد يعتبرون أنه لولا البخاري لضاع الدين!! وأن كتاب الله ناقص دون الأحاديث "والعياذ بالله" لأنه لا إكمال في كمال.. بل الإكمال يكون في النقصان، ونسينا أو تناسينا كيف عاش المسلمون قبل أن يولد البخاري نفسه !!، بل نسينا قوله تعالى (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الأنعام .
وقوله تعالى (الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) هود .
فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
دعوة للتبرع
معجزة القرآن الكريم: الشيخ أحمد منصور .. لدي البعض مع الأسئ لة، ...
البخارى من تانى : أهلاً بك د.أحم .. أنا لا أقدس تلك الأسا مي ...
النجم الثاقب: ما معنى النجم الثاق ب فى سورة الطار ق ؟...
خلع الحجاب: سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبحي منصور انا...
قتل المدنيين .!: فى اسرائ يل تجد معظم البال غين جنود ، إما فى...
more
اشعر بما قلته اخي خالد فالجميع يعاني سواء مع الاهل والاصدقاء
والحق يقال انك أحد الاشخاص الذين يبذلون مجهود في نشر اسم الموقع
اجدك في كل مكان بسم الله ماشاء الله
الله يجزيك كل خير على تعبك
ويحفظ لنا دكتورنا الحبيب وجميع القائمين على هذا الموقع