أين التهجم وأين الحق

خالد اللهيب في الجمعة ٢٣ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

بعد نشري لمقال (القياس عند ‏السلف والخلف) على الفيس ‏بوك ، أمطرني بعض القراء ‏بالهجوم الشخصي ‏والغير علمي ‏في نفس الوقت ، وهم من الأهل ‏وفي ريعان الشباب ، أحزن ‏عليهم وعلى الأجيال السابقة ، ‏متمنيا ‏للأجيال القادمة الصواب ‏والإستيعاب لأمر الله عز وجل ‏والسير على طريق الحق المبين ‏، لهذا كان الصبر ‏والتجمل. ‏
وكان ردّي بالآتي مع بعض ‏التوضيح والتعديل ليناسب مقام ‏موقع أهل القرآن الكريم : ‏
أولا : انا وغيري من الكتّاب لا ‏نرد على كل سائل بما يريد ‏وهذا شيئ طبيعي ، إذ من حق ‏أي كاتب أن يختار ‏موضع مقاله ‏أو بحثه ، فهو الكاتب والمقرر ‏وهو ليس رهينة للأخرين ليملوا ‏عليه موضوع البحث ، ولكن ‏إذا ‏ما سألني تلميذ في الصف ‏الإبتدائي أن أشرح له عن ‏معادلة رياضية تدرس في ‏الصفوف الثانوية ، ‏سيكون ‏ردّي : يا بنيّ عليك أن تنهي ‏المرحلة الإبتدائية ثم المتوسطة ‏وبعدها تكون مؤهلا لأن ‏تستوعب المرحلة ‏الثانوية ، ‏لذلك أقول للمتهجمين عليّ : ( ‏لصغر سنكم إنكم تحرقون ‏مراحل المعرفة ، لذلك طلبت ‏منكم القراءة ‏ثم القراءة ما ينشر ‏على موقع أهل القرآن ثم لكم ان ‏تختاروا بما تقتنعون.‏
ثانيا : تقولون : (أين التهجم ‏عليّ ! ؟ )، ولو... حينما يقول ‏أبو ابراهيم عني :( هذه اراء ‏شخصيه منه ومنقوله ‏مع العلم ‏انه رجل غير متدين)، وحينما ‏يقول عبد العزيزعنيّ :( الاستاذ ‏خالد هو فقط ناقل غير متفقه . ‏يمكن ‏هلا عيتباحث مع جماعتو ‏ويقلن معاد فينا نرد. ظهر الحق ‏وزهق الباط).‏
الرد : ‏
‏1-- ايها السادة هي ليست آراء ‏شخصية لي أو لغيري إنما هي ‏آيات قرآنية فهمت على وجهها ‏الصحيح وكما ‏جاءت وفقا للغة ‏العربية وبكل بساطة و وضوح. ‏
‏ 2-- تقولون عني (خالد ‏اللهيب ، انه رجل غير متدين) ‏، متى يحق للناس أن تحكم على ‏الآخرين في ‏تديّنهم أو كفرهم ، ‏هل شققتم عن قلبي هل أعلنت ‏كفري والعياذ بالله رب العالمين ‏، نعم أنا وأنتم لا نختلف ‏في ‏إيماننا بالأحاديث النبوية ، أنتم ‏تجيزون لأنفسكم أن تعلنوا أن ‏الحديث الفلاني ضعيف أو من ‏الإسرائيليات ‏بينما تمنعوا ذلك ‏عليّ وعلى غيري من كتاب ‏أهل القرآن.‏
‏3-- الفرق بيني وبينكم أني ‏اقارن الحديث مع آيات الله عز ‏وجل ، بينما أنتم تؤمنون ‏وتتمسكون بما يقال لكم ‏عند ‏جماعتكم ، مغلقين عقولكم و ‏فكركم الى درجة أنكم مقتنعين : ‏بأنه يمكن للحديث أن يلغي حكم ‏آية قرآنية ‏عبر ما يسمى الناسخ ‏والمنسوخ وهذا موجود عند فكر ‏الأديان الأرضية التي تتبعونها ، ‏ربما تدرون ذلك و ‏ربما ‏تجهلون ، وهي أديان الأرضية ‏الحزبية سنة و شيعة وصوفية ‏وإخوانية وقاعدة وغيرها كثير.‏
‏4-- قولكم (الاستاذ خالد هو ‏فقط ناقل غير متفقه) :‏
‏-- أولا : ليس من المعيب أن ‏ينقل الإنسان فكر غيره ، أنتم ‏وأنا والكل يفعل ذلك . ‏
‏-- ثانيا : كم أتمنى أن تقرؤا و ‏تدرسوا 45 سنة كما درست ‏وما زلت الى اليوم دارسا ، ‏حيث أني بدأت ‏بالقراءة ولم أبلغ ‏الحلم بعد وذلك في كافة ‏المجالات . ‏
‏-- ثالثا : للحكم على فكر أي ‏إنسان ولمعرفة مستواه العلمي ‏والمعرفي ، عليك أن تقرأ معظم ‏ما كتب ، لا أن ‏تتهمه بالجهل ‏وعدم المعرفة لإختلافك مع ‏رأي وحيد قرأته له .‏
‏-- رابعا : إذا ما كبستم على ‏إسمي لدى موقع أهل القرأن ‏ستجدون كل ما نشرت سابق لي ‏ولغيري من الكتّاب ‏وبذلك يتاح ‏لكم الحكم.‏
‏5-- نعم ، ها أنا ذا أرد ، ولم ‏أدع عدم القدرة على الرد كما ‏زعمتم مهللين فرحين عبر ‏إدعائكم :( الاستاذ خالد ‏هو فقط ‏ناقل غير متفقه . يمكن هلا ‏عيتباحث مع جماعتو ويقلن ‏معاد فينا نرد. ظهر الحق ‏وزهق الباط)، أردّ ‏قولكم عليكم ‏، وأقول : نعم ظهر الحق ‏وزهق الباطل ، إليكم مسألة ‏بسيطة ولكنها مثل الحروف ‏الأولى الواجبة ‏العلم عند ‏الأطفال ، لتعلموا هل مشايخكم ‏من الجهال ؟ وكيف نسج قولهم ‏و بأي منوال ؟.‏
إليكم ما كتبه د . أحمد صبحي ‏منصور سابقا مع الكثير من ‏التصرف : ‏
‏ ملخص مدلول كلمتي ‏‏(الرسول) و(النبي) كما جاءت ‏في القران الكريم
‏1-- حين ينطق النبي بالقرآن ‏فهو الرسول الذى تكون طاعته ‏، طاعة لله ﴿.. ‏وَمَا أَرْسَلْنَا ‏مِن ‏رَّسُولٍ ‏إِلاَّ لِيُطَاعَ ‏بِإِذْنِ اللَّهِ .. ،.. ‏مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ‏اللَّهَ ﴾ ‏‏64 و 80 النساء . ‏
‏2-- ‏النبي محمد عليه الصلاة ‏والسلام أمر باتباع ‏الوحي ‏المنزل عليه كذلك ‏المؤمنون ‏أمروا ‏بطاعة الرسول ‏حين ‏ينطق ‏بالرسالة أي القرآن ‏‏﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا ‏الرَّسُولَ..﴾ ‏‏54 ‏النور. ‏
‏3-- لم يأت ‏مطلقاً فى القرآن ( ‏أطيعوا الله وأطيعوا النبي ) لأن ‏الطاعة ‏ليست ‏لشخص ‏النبي ‏وإنما ‏للرسالة أي ‏للرسول ، أي لكلام ‏الله تعالى الذي نزل على ‏النبي ‏والذى ‏يكون فيه ‏شخص ‏النبي أول من يطيع .‏
‏4-- كما لم يأت مطلقا فى ‏القرآن ‏عتاب له عليه ‏السلام ‏بوصفه الرسول ، ولم ‏يأت مطلقاً (ما ‏على ‏النبي ‏إلا ‏البلاغ) ، وإنما جاء ﴿مَّا عَلَى ‏الرَّسُولِ ‏إِلاَّ الْبَلاغُ﴾ 99 المائدة ، ‏فالبلاغ ‏مرتبط ‏بالرسالة كما أن ‏معنى ‏‏(النبي) مرتبط ‏ببشرية ‏محمد عليه الصلاة و ‏السلام ، وظروفه ‏وعصره ‏وعلاقاته .‏‎‏ ‏
‏5-- كلمة الرسول لها فى القرآن ‏معان كثيرة وهي : النبي ، ‏جبريل ، ‏ملائكة، ‏الذي ‏يحمل ‏رسالة من ‏شخص ‏الى آخر ، القرآن أو ‏الرسالة و هذا يعني أن ‏رسول ‏الله قائم بيننا ‏حتى ‏الآن متمثلا ‏في كتاب الله الذي حفظه الله ‏إلى ‏يوم ‏القيامة، نفهم هذا من قوله ‏تعالى ‏‏﴿وَكَيْفَ ‏تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ ‏تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ ‏وَفِيكُمْ ‏رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم ‏بِاللَّهِ فَقَدْ ‏هُدِيَ إِلَى ‏صِرَاطٍ ‏مُّسْتَقِيمٍ﴾ 101 ‏آل عمران . ‏
‏6-- وكلمة الرسول فى بعض ‏الآيات القرآنية تعني القرآن ‏بوضوح ‏شديد كقوله ‏تعالى ﴿.. ‏وَمَن ‏يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ ‏مُهَاجِرًا إِلَى ‏اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ‏الْمَوْتُ ‏فَقَدْ ‏وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ‏وَكَانَ اللَّهُ ‏غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ 100 ‏النساء . ‏‎‏ ‏
‏7-- الرسول ليس له أن يبدل أو ‏يغير في دين الله عز و جل ‏وكان المشركون يكرهون ‏القرآن كراهية شديدة ، ‏و ‏جاهدوا الرسول أن يغير‏أو ‏يبدل ‏في ‏كلام الله و كان ‏الرسول يرد عليهم معلنا خوفه ‏الشديد من الله ، ‏‏﴿وَإِذَا ‏تُتْلَى ‏عَلَيْهِمْ ‏آيَاتُنَا ‏بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ ‏يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ ‏هَذَا ‏أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ ‏أُبَدِّلَهُ ‏مِن ‏تِلْقَاء ‏نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ‏مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي ‏أَخَافُ إِنْ ‏عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ ‏عَظِيمٍ ‏‏(15) ‏قُل لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا ‏تَلَوْتُهُ ‏عَلَيْكُمْ ‏وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ ‏لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ‏أَفَلاَ ‏تَعْقِلُونَ) ‏‏16 يونس. ‏
‏8-- وفي ‏القرآن الكريم شهادة ‏للرسول تبرؤه وتثبت له ، أنه لم ‏يتحدث فى دين الله إلا ‏بالقرآن ‏وحده ، ‏وأنه لم ‏يتقول على الله ‏شيئاً ، ﴿ تَنزِيلٌ مِّن ‏رَّبِّ ‏الْعَالَمِينَ ‏‏(43) وَلَوْ تَقَوَّلَ ‏عَلَيْنَا ‏بَعْضَ الأَقَاوِيلِ (44) ‏لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ‏‏(45) ‏ثُمَّ ‏لَقَطَعْنَا ‏مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا ‏مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ ‏عَنْهُ حَاجِزِينَ)47 ‏الحاقة ، وحيث ‏أن هذه ‏العقوبة ‏الهائلة لم ‏تحدث فهي ‏شهادة للرسول بأنه بلغ ‏الرسالة ‏كاملة ‏فى عصره ولم يتقوّل ‏على ‏الله شيئاً .‏
‏9-- كلمة (قل) من أهم الكلمات ‏القرآنية ‏وقد وردت فى القرآن ‏‏32 مرة، وهي ‏تعني أن ‏هناك ‏أقوالاً محددة ‏أمر ‏الله ‏تعالى رسوله أن يقولها ‏للناس ، وبالتوقف مع كل ‏آية ‏وردت فيها كلمة ‏‏(قل) ‏نتأكد ‏أن القرآن كان يتابع ‏النبي ‏بإجابات مستفيضة ومتكررة ‏عن ‏كل شىء ‏يحتاجه ‏بحيث لم ‏يكن لديه مجال أو متسع أو ‏تصريح لأن يتكلم ‏فى دين ‏الله ‏من ‏عنده ، وهذا يعني أن ‏أقوال ‏الرسول وأحاديثه هي في ‏داخل ‏القرآن من خلال ‏آيات ‏القرآن ‏خصوصاً ما كان فيها ‏الأمر ‏الإلهي (قل) وفيها ‏كل ما ‏يحتاجه النبي والمسلمون ، ‏وكان ‏الرسول ‏ينذر و يبشر و ‏يذكر ‏و ‏يجاهد بالقرآن و ليس ‏بأحاديث من عنده ، وخارج ‏نطاق ‏الرسالة ‏كانت ‏للنبي ‏أقوال ‏وتصرفات فى ‏حدود بشريته وتعاملاته ‏الخاصة ‏والعامة ‏ومسئولياته ‏وعلاقاته ، ‏وهي لا تعتبر ‏جزءاً من الدين ‏؟‎‏ ‏
ولكن التدبر ‏فى الكتاب مسؤولية ‏الناس كما أن ‏التبليغ مسؤولية ‏الرسول ، والذي لا شك فيه ‏أن ‏النبي عليه السلام ‏بعقليته كان ‏أصلح ‏الناس للاجتهاد ، وكان ‏منتظراً منه ‏أن يبادر بالإجابة ‏على من يسأله ويستفتيه فى ‏أمور ‏الدين ‏، و لكن ‏الواقع ‏القرآني يؤكد أن النبي ‏كان إذا سئل فى شيىء كان ‏ينتظر نزول ‏الوحي ‏ليأتي ‏بالإجابة ، وينزل ‏قوله ‏تعالى ﴿يسألونك عن﴾ كذا ﴿قل﴾ ‏كذا ، ومنها نتأكد ‏أن ‏النبي كان ‏مطلوباً منه فقط أن يبلغ الرسالة ‏كما هي، ‏لقد كانوا يستفتون ‏النبي ‏ولكنه ‏كان ينتظر نزول ‏الوحي ، وتنزل الفتوى من رب ‏العزة ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ ‏فِي النِّسَاء ‏قُلِ ‏اللَّهُ ‏يُفْتِيكُمْ ﴾ 127 النساء ، لم ‏يقل إنى أفتيكم ، وإنما قال ‏‏﴿قُلِ ‏اللَّهُ يُفْتِيكُمْ﴾ . ‏‎

‏-- و أقوال الرسول هى الرسالة ‏أو القرآن أو ‏دين الله ، ‏وقد أبلغه ‏الرسول دون زيادة ولا ‏نقصان ‏، وفيه الكفاية ‏وفيه ‏التفصيل ‏وفيه ‏البيان، وكان ‏النبي أول الناس طاعة لهذا ‏الوحي ‏وعملاً بما جاء فيه . ‏‎‏ ‏
‏-- عمل الرسول هو الإبلاغ ، ‏‏﴿مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ﴾ ‏‏99 المائدة ، ‏ والرسول إذا بلغ ‏الرسالة أصبح شاهداً ‏على قومه ‏‏.‏
‏-- ‏والنسق القرآني ‏يجعل من ‏الرسول يوم القيامة شاهداً على ‏قومه أي خصماً ‏لمن ‏عصى ‏منهم ، ﴿إِنَّا ‏أَرْسَلْنَا ‏إِلَيْكُمْ ‏رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ﴾ 15 ‏المزمل ، وقد ‏جاءت شهادة ‏الرسول على ‏قومه يوم ‏القيامة ‏فى قوله تعالى ‏‏﴿وَقَالَ ‏الرَّسُولُ يَا ‏رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا ‏هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ ‏‏30 ‏الفرقان ،
‏-- ‏فمسئوليته أن يبلغ ‏الناس ‏القرآن وحين هجروا القرآن ‏وتمسكوا بكتب أخرى ‏معه ‏استحقوا ‏أن ‏يتبرأ ‏منهم ‏الرسول يوم القيامة . ‏‎‏ ‏
‏-- حتى لا ‏يقول قائل أن ‏الرسول محمد عليه السلام ‏قد ‏مات وترك لنا غير القرآن ‏كلاماً ‏نحتكم إليه ‏فإن ‏القرآن ‏الكريم أوضح لنا ‏أن الرسول ‏كان فى حكمه ينطق بالقرآن ‏وحده ، يقول ‏تعالى ‏‏﴿وَإِذَا دُعُوا ‏إِلَى ‏اللَّهِ ‏وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا ‏فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ﴾ 48 ‏النور ، ‏فلو ‏كان ‏الرسول شيئاً ‏آخر منفصلاً عن كلام الله ‏لجاء ‏الفعل مثنى ولقال تعالى ‏‏(وإذا ‏دعوا ‏إلى ‏الله ورسوله ‏ليحكما بينهم ). ‏
‏-- يقول تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ‏آمَنُواْ ‏أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ‏الرَّسُولَ ‏وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ ..﴾ ‏‏(النساء ‏‏59) المطاع ‏واحد ‏هو ‏الله في أوامره التى ينطق ‏بها ‏الرسول أو من يقوم بالأمر ‏بعد موت ‏النبي ‏، نفهم هذا من ‏قوله تعالى ﴿يَا ‏أَيُّهَا النَّبِيُّ ‏إِذَا ‏جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ ‏‏..﴾ ‏‏12الممتحنة ، ‏فلو قال (يا ‏أيها الرسول) لكانت طاعته ‏مطلقة ‏لأنها ‏طاعة ‏للرسالة أي ‏كلام الله . ‏‎‏
‏-- الإيمان ليس بشخص محمد ‏عليه السلام وإنما الإيمان بما ‏نزل على محمد ‏‏﴿ ‏الَّذِينَ ‏آمَنُوا ‏وَعَمِلُوا ‏الصَّالِحَاتِ ‏وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ ‏الْحَقُّ مِن ‏رَّبِّهِمْ كَفَّرَ ‏عَنْهُمْ ‏سَيِّئَاتِهِمْ ‏وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾ 2 ‏محمد .‏
‏-- ضاق صدر الرسول عليه ‏السلام بقوالهم و ‏إفترآتهم هذه ، ‏‏(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ ‏صَدْرُكَ ‏بِمَا يَقُولُونَ ) ‏‏97 ‏الحجر ، بل ‏كان علية السلام ‏يحزن أشد الحزن من أقوالهم ‏خصوصا حينما ‏يتناولون ‏الذات ‏الإلهية سبحانه ‏و تعالى ‏،(وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ ‏جَمِيعًا هُوَ ‏السَّمِيعُ ‏الْعَلِيمُ ) 65 ‏يونس .‏
النبي هو شخص ‏محمد بن عبد ‏الله فى حياته وشئونه ‏الخاصة ‏وعلاقاته الإنسانية بمن ‏حوله ، ومن ‏تصرفاته ‏البشرية ‏ما كان مستوجباً ‏عتاب الله ‏تعالى ، لذا كان العتاب يأتي له ‏بوصف ‏النبوة ، كقوله تعالى ‏‏﴿يَا ‏أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ ‏تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ ‏اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ‏وَاللَّهُ ‏غَفُورٌ ‏رَّحِيمٌ﴾1التحريم .‏
‏-- أسرى بدر ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ ‏أَن ‏يَكُونَ لَهُ ‏أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ ‏فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ ‏الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ ‏الآخِرَةَ ‏وَاللَّهُ ‏عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ 67 ‏الأنفال . ‏
‏-- وحين استغفر لبعض أقاربه ‏قال له ‏ربه تعالى ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ ‏وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن ‏يَسْتَغْفِرُواْ ‏لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ ‏أُولِي ‏قُرْبَى ‏مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ ‏أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ ‏‏113التوبة . ‏
إن أقوال النبي والتى أوردها ‏القرآن ‏، هي قصص ‏للعبرة ‏نؤمن بها ضمن إيماننا ‏بكل حرف نزل فى القرآن .‏
‏ أما ‏أقوال النبي خارج الوحي ‏القرآني ‏والتي كتبها الرواة فى ‏السيرة بعد وفاة ‏النبي هى تاريخ ‏فيه الحق ‏والباطل ‏والصحيح ‏والزائف وليست ‏جزءاً من ‏الدين على الإطلاق ‏
‏ -- كان النبي حاكماً مسئولاً ‏عن دولة ، وكان قائداً للأمة ، ‏وكانوا يحتكمون إليه ‏فى ‏أمورهم ‏وقضاياهم ، وكان ‏يحكم ‏بينهم بصفته الرسول الذي ‏ينطق بحكم ‏الله ، والقاعدة ‏القرآنية أن ‏الحكم إلا لله ، ﴿فَإِن ‏تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ ‏فَرُدُّوهُ إِلَى ‏اللَّهِ ‏وَالرَّسُولِ﴾ 59 النساء .‏
‏-- نحن لا نتبع محمداً ‏عليه ‏السلام كشخص وإنما نتبع ‏النور الذى ‏أنزل معه أي القرآن ‏‏﴿.. فَالَّذِينَ آمَنُواْ ‏بِهِ ‏وَعَزَّرُوهُ ‏وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ ‏أُنزِلَ مَعَهُ ‏أُوْلَئِكَ هُمُ ‏الْمُفْلِحُونَ﴾ ‏‏157 الأعراف ، ‏كان النسق اللغوي ‏يقتضي أن ‏يقال ( فالذين آمنوا ‏به ‏وعزروه ‏ونصروه واتبعوه..) ولكن ‏الاتباع ليس للشخص الآدمى ‏وإنما ‏للوحي ‏الإلهي ، ‏ومحمد ‏عليه السلام هو أول الناس ‏تمسكاً بالوحي واتباعاً ‏للهدى . ‏
‏-- أمره تعالى فقال ‏‏﴿اتَّبِعْ مَا ‏أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ..﴾106 ‏الأنعام ‏، وإذا كان النبي متبعاً ‏للوحي فنحن ‏أولى ‏الناس بعده ‏باتباع الوحي ،﴿ اتَّبِعُواْ ‏مَا أُنزِلَ ‏إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن ‏دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً ‏مَّا ‏تَذَكَّرُونَ﴾ ‏‏3 ‏الأعراف ، نهي واضح محدد ‏عن اتباع غير القرآن . ‏‎
ليس للنبي أن يجتهد فى التشريع ‏، ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ ‏مُبَارَكٌ ‏لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ‏وَلِيَتَذَكَّرَ ‏أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ 29 ص ، ‏فالنسق ‏اللغوي فى الآية كان ‏يقتضي أن ‏يقال للنبي : ‏كتاب أنزلناه إليك ‏مبارك لتتدبر آياته. ‏
‏- نعم النبيّ عليه الصلاة ‏والسلام كان ناطقا ومتحدثا ، ‏إنما كلامه اليوميّ العاديّ ‏بصفته نبيّ و ‏إنسان ‏يتفاعل ‏به ‏مع مجتمعه ومع من حوله ، لا ‏يعد جزءا من دين وشريعة الله ‏عز وجل ،‏ فلا يحق للنبي عليه ‏الصلاة و ‏السلام أن ‏يتقوّل ‏على الله سبحانه وتعالى أو أن ‏يُشرع من عنده ، ‏كونه إنسان ‏بشري يصيب و يخطأ و ‏كونه ‏نبي الله عز و جل ، ( وَلَوْ ‏تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ‏الأَقَاوِيلِ ‏‏(44) لَأَخَذْنَا ‏مِنْهُ ‏بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا ‏مِنْهُ ‏الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ ‏عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) ‏الحاقة ، ‏
‏ - الحديث المعروف : (بلغوا ‏عني ولو آية ) أكد معناه رب ‏العالمين في أكثر من موضع و ‏بأكثرمن أية ، ‏‏(يَا ‏أَيُّهَا الرَّسُولُ ‏بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..)67 ‏المائدة ، (فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ‏الْبَلاغُ الْمُبِينُ (82) ‏النحل ‏.‏
‏ كقول النبي عليه الصلاة ‏والسلام (صلوا كما رأيتموني ‏أصلي) ، فهل ‏نقرأ هذا القول ‏في صلاتنا أم ‏نفهم منه ‏التوجه ‏العام لمعرفة كيفية الصلاة عبر ‏مراقبتنا لصلاته ‏وسجوده ، ألم ‏يحج عليه الصلاة ‏والسلام أمام ‏المسلمين ‏ومعهم ، وبذلك رسّخ ‏كيفية الصلاة والحج الذي ‏كان ‏معلوما من قبل لدى ‏العرب ‏ولكنه نفّض عنهما ما ‏شابهما ‏من الضلال والبهتان عبر ‏الزمن ‏وأعادهما الى ‏سيرتهما ‏الصحيحة الأولى . ‏
‏-- النبي محمد عليه الصلاة ‏والسلام قد مات والميت لا ‏يسمع ولا يرى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ ‏رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن ‏قَبْلِهِ ‏الرُّسُلُ ‏أَفَإِن ‏مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ ‏عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ ‏عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ ‏شَيْئًا ‏وَسَيَجْزِي ‏اللَّهُ ‏الشَّاكِرِينَ ‏‏(144) آل عمران ، كما ‏سيموت أعداؤه (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم ‏مَّيِّتُونَ) ﴿30﴾ وسيختصم ‏معهم ‏يوم ‏القيامه ( ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‏عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) ﴿31﴾ ‏الزمر‏‏، وسيسأل عن كل شئ ‏‏(فلنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ ‏أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ ‏وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) ﴿6﴾ ‏الأعراف‏.‏
‏-- يعتقد البعض أن كتاب الله ‏تعالى قد أكمل بواسطة ‏الأحاديث التي قام البخاري ‏بجمعها وبهذا ‏الإعتقاد ‏يعتبرون ‏أنه لولا البخاري لضاع الدين!! ‏وأن كتاب الله ناقص دون ‏الأحاديث "والعياذ بالله" لأنه ‏لا ‏إكمال في ‏كمال.. بل الإكمال ‏يكون في النقصان، ونسينا أو ‏تناسينا كيف عاش المسلمون ‏قبل أن يولد البخاري نفسه ‏‏!!‏، ‏بل نسينا قوله تعالى (أَفَغَيْرَ اللَّهِ ‏أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ ‏إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ ‏آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ‏يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ ‏مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ‏الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَتُ ‏رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ ‏مُبَدِّلِ ‏لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ‏‏(115) وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي ‏الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ‏إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ‏الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ ‏يَخْرُصُونَ (116) الأنعام . ‏
وقوله تعالى (‏الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ ‏آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ ‏خَبِيرٍ (1) هود . ‏
فلا حول ولا قوة الا بالله العلي ‏العظيم ‏
 

اجمالي القراءات 9629