آحمد صبحي منصور Ýí 2014-04-05
كتاب ( قل ) فى القرآن الكريم
( أقوال الرسول فى القرآن فقط ، وليس له أقوال فى الاسلام خارج القرآن )
الباب الثالث : ( قل ) فى إصلاح الكافرين عموما
ف 14 ( قل ) فى الرد على إنكار البعث
مقدمة :
1 ـ من السهل القول بالايمان بالبعث وباليوم الآخر ، ولكن هذا يستلزم سلوكا عمليا يتجلى فى التقوى والاستعداد ليوم البعث ، يوم الحساب ، يوم الدين . التحدى الحقيقى هو فى السلوك ، فما أسهل القول ، وما أصعب الفعل . كلنا يعرف إنه سيموت ، وكلنا متأكد من هذه الحقيقة ، ولكن تحقيقها سلوكا صعب جدا ، فإذا كنت متيقنا من حقيقة موتك ، وإذا كان الآخرون كذلك فلن تكون هناك فى هذه الدنيا مشاكل ولا صراعات ولا محاكم ولا حروب ، فلماذا نتصارع على حُطام هالك فان تافه وكلنا سيتركه بالموت ؟
الايمان بالبعث وباليوم الآخر وبالموت لا يصح إلا بالسلوك القويم فى التعامل مع الناس وفى الايمان الخلص برب الناس ،جل وعلا .
2 ـ وكالعادة ، فإن العرب والمحمديين ينتمون الى ( القول ) وليس الى ( الفعل ) . ولقد أنّب رب العزة المؤمنين الصحابة وقت نزول القرآن فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَتَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ (3) ( الصف ). ولا يزال المحمديون يقولون ما لا يفعلون ، يزعمون الايمان بالبعث وباليوم الآخر ، وفى سلوكهم يقترفون العصيان والفساد بما يؤكد أنهم لا يؤمنون بالله جل وعلا ولا باليوم الآخر . سلوكهم الذى يلوث أخبار العالم اليوم يؤكد أنهم ليسوا من المؤمنين الذين هم مشفقون من قيام الساعة ويعملون لها . ليسوا من الذين قال عنهم رب العزة ( وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)المعارج ) (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنْ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ (49) الانبياء )( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61 )( المؤمنون )
3 ـ نقول هذا لنؤكد فارقا بين نوعين من إنكار البعث وقيام الساعة : نوع صريح ، كان يعلنه كفار قريش وغيرهم ، ويقول به اليوم العلمانيون الملحدون . وهم صرحاء . وهى صراحة مشكورة على أى حال . النوع الآخر هو النفاق الدينى، وهو عاهة بشرية وداء مستمر ينتشر بضراوة بين المحمديين المتدينين بالذات ، يعلنون الايمان بالله جل وعلا وباليوم الآخر وماهم بسلوكياتهم بمؤمنين . وصف رب العزة هذا الصنف والمرض المستحكم فيه فقال:( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)( البقرة )
4 ـ كفار العرب والملحدون أفضل حالا من المحمديين المتمسكين بالسُّنّة الشيطانية.ونتوقف هنا مغ الانكار الصريح للبعث الذى أعلنه كفار العرب ، ورد رب العزة عليهم بكلمة ( قل ) وبدونها .
اولا : إنكار البعث قولا وعملا
1 ـ الانكار القولى للبعث : أعلنوا بصراحة انها حياتهم الدنيا فقط بلا بعث : ( وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ)الأنعام:29 )( إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) المؤمنون: 37 ). وقريب منه اليوم ما يتردد على الألسنة وفى الدراما ( إحنا حنعيش مرة واحدة ).
2 ـ وقرن مشركو العرب هذا الانكار القولى للبعث بسلوك ظالم يؤكد أنهم لا يؤمنون بيوم البعث والحساب ، يقول جل وعلا يتوعدهم ويتوعد من على ملتهم :( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) المطففين:). التطفيف فى الكيل والميزان عنوان لتضييع العدل وتسيد الظلم ، ووصول هذا من قصر الحاكم الى الأسواق والمتاجر والشوارع . وليس مؤمنا بالبعث ذلك المجتمع الذى يصبح فيه العدل ممنوعا والظلم قاعدة ، ويكون فيه الغش فى التجارة وفى الامتحانات معروفا وليس منكرا. ومن يتجول فى أسواق المحمديين ومدارسهم ومصالحهم الحكومية يرى كيف تنطبق الآيات الكريمة عليهم ، مع أن مساجدهم تزاحم كل شارع وحارة ، واصواتهم بالأذان تلاحق الناس من مطلع الفجر الى العشاء .
ثانيا : أمثلة لتنوع الرد على انكار البعث بدون ( قل )
1 ـ الاكتفاء بتقرير أن البعث وعد الاهى حق : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)النحل: 38 ) وسيتحقق هذا الوعد فى وقته وعندها سيندم المنكرون : ( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) يـس :52 )
2 ـ وهذا الوعد هو أيضا ( وعيد ) وتهديد يأتى فى الحوار الالهى مع المنكرين ، يتوعدهم بعذاب اليم ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7) أَافْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (8) سبأ ) ( وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (5 ) الرعد)
3 ـ ويأتى الرد الالهى بتقرير حقيقة يكتشفها العلم حاليا ، وهى أن الله جل وعلا يبدأ الخلق ثم يعيده : ( إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) (4 يونس ) ( أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) (64) النمل )( اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11 الروم ).
4 ـ وهذه الحقيقة نراها ماثلة أمامنا فى دورة حياة بعض الحشرات كالذباب ، والنحل ، من بيض وشرنقة وفراشة وذبابة تضع البيض وتعود نفس الدائرة . وهكذا فيما حولنا بدءا من البيضة والفرخة ودورة الحياة والبعث فيهما ، حيث يخرج الحى من الميت والميت من الحى : ( وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ ) (27) آل عمران )
5 ـ ويتجلى هذا فى موت وبعث النبات . فالحبة الميتة فى التربة تتحول الى بذرة تنبض بالحياة حين تتشرب الماء :( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ )(95)الانعام ) لذا ، فالدليل الأقوى على البعث يتجلى فى دورة حياة النبات من بذرة ميتة الى بذرة تنبض بالحياة الى شجرة تنبت حبا يعود الى الأرض ميتا ثم يحيا بالماء أى يتم بعثه.:( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنْ الْحَيِّ ذَلِكُمْ اللَّهُ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ (95) الانعام ) لذا فهو آية لنا كى نتعظ : ( وَآيَةٌ لَهُمْ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33 يس ) بل ومن بعث الحياة فى البذرة نفهم آلية بعثنا من القبور، فكذلك سيتم إخراج الموتى منها أحياء بالبعث والنشور:( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَيُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) الروم ) وكذلك سيتم البعث أوالنشور( كذلك النشور):( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) فاطر ).
6 ـ ومن هنا كرّر رب العزة ضرب المثل للحياة الدنيا وما يعقبها من موت ثم بعث بدورة حياة النبات : (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) يونس)( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ )(45)الكهف )( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)الحديد )
7 ـ والموت والبعث يمتد يمتد هذا الى أبعد من هذا .! الى الكون ونجومه ومجراته . نعرف الآن موت النجوم بغد ترهلها ثم إنفجارها لتتحول الى ثقب أسود أو أبيض ( أى الى طاقة أو شبح ) ومنها تتراكم وتتجمع أشلاء يتكون منها نجم جديد ، أى يتم بعث نجم من جديد من نجم مات . ويقرر رب العزة أن البعث أهون وأسهل من الخلق الذى يبدأ من لاشىء ، فالبعث هو مثال عكسى لمخلوق سابق ، أما الخلق الأول فهو بلا مثال سابق . ينطبق هذا على بعث الانسان والمثل الأعلى فى بعث السماوات والأرض ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) الروم 27 )، ويؤكد رب العزة جل وعلا سهولة البعث فيقول : (مَا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) لقمان:28 )
8 ـ بل إن الموت والبعث ( يعيش ) فى داخلنا . جسدنا تتجدد خلاياه عدة مرات ، فالله جل وعلا خلقنا من ضعف ثم جعل بعد ضعف قوة وبعد قوة ضعفا وشيبة: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً )(54) الروم ) .وفى كل مرحلة تتجدد خلايا الجسد ، تموت القديمة وتبعث منها خلايا جديدة ، لذا يحتاج الجسم الى الغذاء والبروتينيات لتجديد خلاياه . وكل منا يعرف نشأته طفلا وليدا ، وربما ترى الآن صورتك وأنت طفل وليد فتتعجب اين ذهب هذا الجسد الغض الهش ؟ بإختصار : مات فى داخلك . ويبدو أن خلايا الجلد هى الأكثر تجددا ، فهى التى تظهر عليها تجاعيد الزمن حين يحل الضعف والشيبة محل القوة والشباب . وكم تتحسر نجمات السينما اللاتى بلغن من العمر أرذله وهن يشاهدن صورهن فى مرحلة الصبا والشباب ، والتى تنتهى آخر العمر بما قاله جل وعلا : ( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (68)( يس ) فى أرذل العمر يصير الانسان كالميت الذى يتنفس ، فقد استنفذ دورات الحياة والموت والبعث فى داخله ، وتعين عليه أن يدخل الموتة الثانية والأخيرة ، والتى يعقبها البعث . هذا البعث الذى ينكره الجاهلون ، مع إنه ( يعيش ) فى داخلهم ، لو كانوا يعلمون .!.
9 ـ ولهذا يذكّرنا رب العزة بتحولات الجنين تدخل فى إطار البعث . فالبداية تراب ميت تنبت منه حياة النبات والحيوان ، يأكله الانسان طعاما ميتا لا حياة فيه فيتحول فى داخله الى دماء وخلايا حية ، ومنها المنى و البويضة ، وباتحاد الحيوان المنوى والبويضة تبدأ حياة الجنين ، وتحولاته الى أن يتم نفخ النفس فيه فيكون بشرا ، يولد وتجرى عليه تحولات أخرى من ضعف ثم قوة ثم ضعف ، ثم موت ثم بعث . فالبعث الأخير يوم القيامة سبقته تحولات من الموت والبعث قبل وفى حياة الجنين وفى حياة الانسان فى هذه الدنيا . وهو نفس الحال فى التربة وما يتجدد فيها وعليها من نبات . يقول جل وعلا يشرح لنا ياسلوب علمى تقريرى قصة البعث فينا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ) الحج 7 ـ ) ويوجز هذا يكرره ويؤكد : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ) ( المؤمنون 12 : 16 ). ما سبق جاء بدون كلمة ( قل )
ثالثا : أمثلة لتنوع الرد على إنكار البعث بكلمة ( قل )
1 ـ الخطاب الالهى المباشر السابق عن البعث بدون ( قل ) ورد بعضه مقرونا بكلمة ( قل ) مثل:
1/ 1 : بدء الخلق ثم إعادته : ( قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلْ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّا تُؤْفَكُونَ (34) يونس )، وأن الذى خلق أول مرة هو الذى سيعيد الخلق بعثا مرة أخرى : ( وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً )( الاسراء 49 : 52)
1 / 2 : إخراج الحى من الميت والميت من الحى : ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنْ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنْ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31)( يونس ) ،
1 / 3 : التهديد : ( وكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ . أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ) (الواقعة 47 : 56 ) ( وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) (الصافات 15 ـ ) ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10) التغابن )
1 / 4 : ويقول جل وعلا :( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ )( يس 78 ـ ). وهنا إشارة علمية للبعث فى الشجر الأخضر الذى يتحول الى طاقة ، فالمادة الخضراء الحية تموت وتتحول الى خشب ميت ، يكون مصدرا للطاقة ، وقبلها البترول والفحم . بل إن طاقة الشمس هى مصدر المادة الخضراء فى النبات الحى ، فهنا موت وبعث يتجدد أمام أعيننا . ثم إن الذى خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلها.
1 / 5 : وفى التقرير بالبعث حقيقة مؤكدة : ( وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) السجدة ) ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِوَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3) سبأ )
2 ـ وتأتى ( قل ) ايضا فى إطار حوار حول الخلق والبعث سبقت الاشارة اليه فى فصل سابق ، كقوله جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبعُوثُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )( المؤمنون 80 : 90 )
والأمر بالسير فى الأرض :( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) النمل )
رابعا : الرد على إنكار البعث بكلمة ( قل ) وبدون ( قل )
يقول جل وعلا : ( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) الجاثية 24 ـ 26 ) . هنا رد الاهى مباشر بدون ( قل ) ، وهو: ( وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ ) . ثم رد باستعمال ( قل ) فى الآية التالية : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )
أخيرا
كل هذا الخطاب الذى تكرروتأكد بكلمة ( قل ) وبدونها لم يثمر هداية لدى المحمديين الذين يؤمنون بعذاب القبر والثعبان الأقرع بديلا عن الايمان بالبعث . أولئك المجرمون حين تقوم الساعة ويُبعثون سيُقسمون أنهم ما لبثوا غير ساعة : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) الروم )
ودائما : صدق الله العظيم .!
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,873,019 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
الصحابة..الصحابة ..: مرحبا اهل القرا ن رايي بالنس بة للخوض في...
التراضى فى الزنا: بعد عام من الإنك ار، أقر طارق رمضان ، ...
سؤالان : السؤا ل الأول نحن نحتقر الكلب ، ونقول انه...
أفضل الدعاء: السلا م عليكم و رحمة الله وبركا ته عندي سؤال...
more