المشهد المصري إذا عاد مرسي رئيساً!

محمد عبد المجيد Ýí 2013-11-14


علىَ الرغم من أنه خيالٌ فـي خيال، لكن دعوُنا نجعله واقعاً لبعض الوقت!
جحيمٌ يفتح فاه، والنار تشــّـوي الوجوه قبل أنْ تقترب منها أو تلفحها، والمقصَلة اللويسية تخجل أمام عودة المغول وهم يجوسون خلال كل شبر من أرض مصر، حاملين بين أنيابــِـهم فتاوىَ قطـْـع الرقبة وعليها ختم التفسير والتبرير والتعليل و.. رائحة الكتب العتيقة.



هل تتذكرون آية الله خلخالي عندما كان فخورا لأن صدورَ حُكــْـم الإعدام علىَ خصومه كان يستغرق دقيقتين أو .. أقل؟
انظر في الأرض جيدا لئلا تتعثر قدماك في رأس مقطوعة لعسكري شاب، أو ساق لإعلامي مناهض لأهل" المقطم" سابقاً، أو أنف مجدوعة لضابط أمن، أو عائلة قبطية تطابرت أشلاؤها، وستمر أيضا على مئات الكنائس المحروقة التي سوَّاها المــُـرّسيون بالأرض.
كل صور الانتقام يمكن أن تجد فيها، مصادفة ولو بشق الأنفس، لحظة أو برهة أو هنيهة من الإنسانية، إلا الانتقام باسم السماء لأن المكافأة ليست دنيوية فقط، إنما أخروية!

هل رأيت مُسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو بوذياً أو كونفشيوسياً أو صابئياً أو هندوسياً وهو يمزق جسدَ خصمه كأن نعيم الجنة لا يكتمل بعد موت القاتل إلا بقدْر عذابه؟
هل رأيت ســُـنـيـِّـا يفجر مسجدا للشيعة، وشيعياً يذبح مرضىَ في مستشفى يرقد فيه ســُــنــَّــة؟
في العام الأول كان انتقامُ جيش الأسد يبدو كأنَّ إبليسَ علىَ رأس قواته، وفي العام الثاني استعان الجيش الحــُـرُّ بالسماء، فاحتار السوريون بين الموت بعثياً أو .. جهادياً، بين قاتلٍ يُعـَـفـْـلق سلاحَه، وقاتل يقرأ الفاتحةَ قبل أنْ يبقر بطنَ خصمه.
مشهد مرسي وبديع والبلتاجي والزمر والشاطر والعريان وآلاف السجناء الهاربين وارهابيي الجماعات الإسلامية في سيناء واستيراد قتلة من النصرة والقاعدة وجــِـماع الجهاد، ثم يروّندون مــِـصرَنا، فتصغر مذابح كيجالي في 1994 حيث ذبح الروانديون مليونا من الروانديين في مئةِ يوم فقط.

لا أزكــّـي النفسَ في استشراف أحداث مستقبلية، لكن كتاباتي في ثلاثين عاما أو يزيد أقوم باسترجاعها، وأقرأها، وأعيشها كأنما كتبتها قبل أن آوي إلى فراشي مساء أول أمس، فأخاف من نفسي!

أيها المصريون،
لا تلعبوا لعبةً سخيفة وكاذبة تزعمون فيها أنْ مرسي إسلامي، وأنكم تريدون الشرعية وتطبيق شرع الله في الخلافة، فمن يؤيد عودة المجرم محمد مرسي ليس أكثر من دراكيولا في صورة مواطن يبحث عن العدل.
المطالبة بعودة مرسي ستظل كلمة السرّ من المتعاونين والطابور الخامس الإسلامي(!) لقوات الاحتلال الخارجية أنَّ الطريق إلى القاهرة سالكة، وأن الكوهينيين الجدد سيلصقون نجمة داود فوق زبيبة الصلاة، فالعبرية أيضا لغة الأنبياء.

كل يوم يمرّ يزداد يقيني بأنَّ فضَّ الاعتصام كان أطهرَ صلاة مصرية عسكرية ولو تخضبت بالدماء.
ما يقتلني غيظا هي المسكنة والمذلة والدموع التمساحية للرابعيين الصــُـفـْـر وهم يتحدثون عن موتاهم في اعتصام الجزيرة، خلف قناع رابعة العدوية، فمصر كلها كانت تستجديهم وتتوسل إليهم، والجيش يتحمل إهانتـَـهم إياه، وهم ينتفخون ويتنافخون، ويطوُلون ويتطاولون، ويكذبون ويتكاذبون حتى حسبنا أن منصتهم توالدت عدة منصات مصوبة صواريخها صوب الجيش المصري ، و ناحية قاهرة المعز من رابعتهم ودوحتهم وجبل صهيون وجبل الحلال السيناوي وجبل المقطم مع بركات تورا بورا، وأنَّ الخليفة سينقل مقـَـرَه من مدينة الألف مئذنة إلى قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية في قطر!

أنت لست في حاجة لتصيح بأنك تكره مصر وجيشَها وخيرَها ومستقبلـَـها وشعبـَـها، فيكفي أن ترفع أصفــَـرَك وأصابعَك الأربعة لنفهم إذا كان قلبُك يغتسل بالنهر الخالد أو .. يتملح بالبحر الميت!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 3 نوفمبر 2013

اجمالي القراءات 8808

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 6,246,453
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway