مجدي خليل Ýí 2012-09-06
منذ عدة أيام قال الرئيس الروسى بوتين: من سوريا يبدأ النظام العالمى الجديد؟؟؟!!!. وفى كلمته أمام قمة حركة عدم الانحياز السادسة عشر، اعتبر مرشد الثورة الإيرانية على خامنئى أن المعسكر الشيوعى سقط قبل عقدين وأن الليبرالية والديموقراطية الغربية سقطت فى الوقت الحالى!!، ومن ثم على دول عدم الانحياز أن تأخذ المبادرة وتبدأ فى المساهمة فى تشكيل النظام العالمى الجديد، والسؤال هل هناك نظام عالمى جديد يتشكل كما ادعى هؤلاء؟.، وهل سقطت الليبرالية والديموقراطية الغربية واقتصاد السوق كما ادعى خامنئى؟.
بداية نقول أن النظام العالمى الحالى تشكل على ايدى المنتصرين فى الحرب العالمية الثانية، ولذلك يسمى ترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقام بالدور الأكبر فى هندسة هذا النظام الدول الغربية بزعامة أمريكا، ولكن الاتحاد السوفيتى حصل على نصيبه من الغنائم باعتباره خرج قوة منتصرة من الحرب، ولكن بعد سنوات قليلة بدأ العالم فى الانقسام إلى معسكرين، المعسكر الغربى بزعامة أمريكا، والمعسكرى الشرقى بزعامة الاتحاد السوفيتى،أو دول الستار الحديدى كما سماها ونستون تشرشل.
تشكل النظام العالمى الحالى على جناحين، سياسى يتمثل فى الأمم المتحدة ومؤسساتها، وفى المقدمة مجلس الامن الدولى، والجناح الأقتصادى وقام على ثلاثة مؤسسات وهى صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومنظمة التجارة العالمية، والتى ظهرت بعد سنوات طويلة من المفاوضات التجارية والتى عرفت باسم الجات.
بعد سقوط الاتحاد السوفيتى، وبعد الحرب على العراق عام 1991 أعلن الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الاب عن قيام نظام عالمى جديد وذلك فى خطابه أمام الامم المتحدة، وكان يقصد بالطبع نهاية نظام القطبية الثنائية وأنتهاء الحرب الباردة ونهاية عصر الحروب بالوكالة، وبالغ البعض فى التفاؤل وكتب فوكوياما اطروحته " نهاية التاريخ" معتبرا أن الليبرالية الرأسمالية قد حسمت الصراع بلا منازع. ولكن بعد ذلك ظهرت ثلاثة مشاكل أو مسائل كبيرة أثرت على القيادة الأمريكية ومن وراءها على اوروبا الغربية واليابان: المسألة الاولى وهى العولمة،وإن كانت افادت أمريكا والغرب فى سنواتها الاولى إلا أن اضرارها على الولايات المتحدة تعدت فؤائدها بعد ذلك، وذلك لأسباب عديدة يحتاج شرحها إلى مقال خاص. المسألة الثانية كانت الحرب العالمية على الإرهاب وما تبعها من حروب فى أفغانستان والعراق ومن نفقات مالية باهضة تقدر بالترليونات من الدولارات مما أثر بشكل كبير على الأقتصاد الأمريكى وأيضا على نظرية المجتمع المفتوح التى قامت عليها التجربة الأمريكية. أما المسألة الثالثة فكانت الأزمة المالية الرهيبة التى ضربت أمريكا والغرب عامى 2007 و 2008 وأمتدت أثارها المدمرة حتى هذه اللحظة.
هذه المسائل الثلاثة أثرت على اقتصاديات الغرب، ومع العولمة تسارع النمو فى قوى كبيرة جديدة وخاصة الصين والهند والبرازيل،بالإضافة إلى بعض القوى الأقليمية، مما جعل الولايات المتحدة وبريطانيا يتخذان القرار باعطاء أهمية اقتصادية كبيرة لمجموعة العشرين، مع بقاء مجموعة الثمانية كما هى. ولكن مجموعة العشرين قامت على ركيزتين وهما الاولى هى أقتصاد السوق والثانية هى التشاور الأقتصادى وتحمل الأعباء الاقتصادية لدائرة أوسع من الدول،أى أن الموضوع جاء من الغرب أيضا ولصالح الغرب، وبالتالى لم تمس المؤسسات الأقتصادية الدولية الكبرى مثل صندوق النقد والبنك الدولى ومنظمة التجارة العالمية،أى أنه فى النهاية اضيفت مراكز جديدة للنظام الرأسمالى العالمى بعد قبول الأقطاب الجديدة به.
وجب التنويه أن النظام الاقتصادى الدولى لا يدار بصوت لكل دولة ولكن بنظام التصويت المرجح، فمثلا للولايات المتحدة قوة تصويتية فى صندوق النقد وهى 24% من القوة التصويتية وهذا يعكس حجم اقتصادها وحجم مساهمتها فى الصندوق.
أما النظام السياسى فاعتمد على صوت لكل دولة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة وفى مجلس حقوق الإنسان والمؤسسات الأخرى المنبثقة عن الجمعية العامة، ولكن مجلس الأمن له نظام خاص وهو وجود خمس دول دائمة العضوية ولها حق الفيتو وهى امريكا وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتى( ورثت صوته روسيا) والصين، بالاضافة إلى 10 دول غير دائمين ينتخبوا لمدة سنتين وليس لأى منهم حق الفيتو.
كما قلت ظهرت قوى عالمية ضخمة مثل الهند والبرازيل ومن قبلهما اليابان وايضا المانيا الموحدة، وقد تم معالجة الوضع الاقتصادى الدولى تحت مظلة أقتصاد السوق، ولكن ماذا عن مجلس الأمن وعن توسيع عضويته وعن إعادة تشكيل الجناح السياسى للنظام الدولى؟.
هذا الموضوع من الصعب جدا معالجته ، وخاصة وأنه نتاج حرب عالمية كبرى ومن الصعب إعادة تشكيل الجناح السياسى برمته إلا بعد حرب عالمية أخرى أو بعد أنهيار المعسكر الغربى، العصب الأساسى للنظام، ولكن السؤال هل نظام الديموقراطية الليبرالية الغربية قد انهار مثلما قال خامنئى؟. هذا الكلام محض أمانى وأحلام يقظة ولكن ليس له أى أساس من الواقع. إن السيد خامنئى يعتبر الصحوة الإسلامية( وهى تسميته للربيع العربى) والمقاومة الإسلامية هما من اجهز على النظام الغربى بزعامة أمريكا... وهذا كلام لا يصدقه عقل طفل، فالمقاومة الإسلامية ما هى إلا مليشيات حرب شوارع لا ترتقى حتى لمستوى تعريفها كقوة دولية وأنما مليشيات خارجة على القانون الدولى والكثير منها مصنف فى خانة التنظيمات الإرهابية،أما ما يسمى بالربيع العربى فمن الواضح أنه سيأخذ المنطقة برمتها إلى الوراء.
أما بالنسبة لحركة عدم الأنحياز فلم تكن إيران من الداعين اليها فى باندونج عام 1955 ولم تكن من مؤسسيها فى مؤتمر بلجراد عام 1961 ولكنها تريد أن تركب موجتها لتخفيف الحصار الدولى عنها، وكما استخدمها عبد الناصر فى الستينات يستخدمها خامنئى فى العقد الثانى من القرن الجديد لأسباب دعائية ليس أكثر،فلم تمنع عدم الانحياز انهيار عبد الناصر عام 1967 ولن تمنع ضرب إيران الذى يجرى له التحضير على قدم وساق حاليا،بل لم تمنع الحصار المفروض على إيران والذى أدى إلى تراجع نصف صادراتها من البترول وأدى إلى تهريب شاحنات لبيعها ضمن حصة العراق أو عرضها فى السوق الدولية بأقل 25% من الاسعار العالمية ومع هذا لا يقبل على البترول الإيرانى أحد.
نعم هناك مأخذ على النظام الدولى الحالى وعلى العدالة الدولية، ولكن هذا الكلام من طرف إيران وغيرها من الدول المستبدة ،كلمة حق يراد بها باطل، فدول عدم الإنحياز وغيرها من المنظمات الأقليمية لدول العالم الثالث تحولت إلى اندية للمستبدين، وسلوك هذه الدول فى الجمعية العامة للأمم المتحدة يصب فى دعم الاستبداد ومنع إدانة المستبدين، ومن ثم فأن النظام الذى يبشر به خامنئى لا يعدو سوى كونه تبشير بالخراب، وعليه أن يخجل من قمع 3 مليون شخص إيرانى خرجوا للشوارع عام 2009 للمطالبة بالحرية والديموقراطية، وكما هو معلوم فأن فاقد الشئ لا يعطيه.
إن تأسيس منظمة عدم الانحياز كان يحكمه منطق الابتعاد عن قطبى الحرب الباردة، ولكن المنظمة فشلت فى خلق أهداف جديدة بعد نهاية الحرب الباردة، ولم تتدخل أبد لصالح الشعوب ضد مستبديها، ولم تساهم فى خلق تعاون أقتصادى حقيقى بين أعضائها، ولم تنجح فى حل نزاع واحد بين أعضائها رغم وجود آلية لفض المنازعات، بل ظلت تجمع خليط غير متجانس من الدول يجمع بين بعضها من العداوات أكثر بكثير مما يجمع بينهم من المصالح، وفى كل الأوقات أستمرت كمنصة لاطلاق الشعارات وكمكلمة تنتقد ولا تقدم حلولا لأعضائها ولا للعالم من حولها.
عماد جاد : نموذجا لمثقف الأمن!
الطعن على عدم دستورية قانون بناء الكنائس
دعوة لمسيرة سلمية أمام البيت الأبيض
دعوة للتبرع
يا حسرة على العباد.!: السلا م عليكم ورحمة الله وبركا تة اولا اود...
سؤالان : السؤ ال الأول فى قوله جل وعلا : (...
من الفتاة السورية: أنا هي الفتا ة التي أرسلت إليك منذ بضعة أيام و...
تعليم أولادى: أنا مسلم تزوجت من مسيحي ة. لكني لا أعلم ماذا...
سمع الله لمن حمده: مامع نى (سمع الله لمن حمده) ندما يقال...
more