سوق الأضاحي.. التجار يذبحون المستهلك قبل أضحيته

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٧ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إسلام أون لاين


سوق الأضاحي.. التجار يذبحون المستهلك قبل أضحيته

سوق الأضاحي.. التجار يذبحون المستهلك قبل أضحيته

حازم يونس

 
أسعار الأضاحي ترتفع بلا مبرر

بينما ساق التجار العام الماضي ارتفاع أسعار العلف كمبرر لزيادة أسعار الأضاحي فوجئ المستهلكون بالعالم الإسلامي هذا العام بارتفاع الأسعار رغم زوال هذا المبرر.

وفي حين أكد الأثرياء منهم حرصهم على أداء سنة الأضحية رغم ارتفاع الأسعار اشتكى ذوو الإمكانيات المحدودة من عدم قدرتهم على أدائها، مستندين إلى قوله تعالى: "لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا".

المغرب.. ارتفاع رغم توافر الكلأ

وتعتبر الحالة المغربية هي أكبر تجسيد للمشكلة التي باتت "سيناريو" متكررا لجشع التجار.

ورغم تأكيد سعيد فاكوري، مدير جمعية مربي الأغنام والماعز، أن70% من مربي الماشية اعتمدوا على الرعي نتيجة توافر الكلأ، مقابل 30% لجئوا إلى العلف الذي انخفضت أسعاره عن العام الماضي، فإنه عجز عن توضيح المبررات التي أدت لارتفاع الأسعار.

وفي تصريحات لصحيفة "الصحراء المغربية" نفى فاكوري أن تكون هناك حالات وبائية بين قطعان الماشية قللت المعروض، ومن ثم أدت لارتفاع الأسعار، وأوضح أن هذا العام لم يشهد انتشار أمراض تفتك بالماشية بسبب استفادتها من حملات وطنية مجانية ومنتظمة للتلقيح ضد الأمراض، حيث تم تلقيح ما يناهز 23 مليون رأس من الأغنام والماعز، بكلفة إجمالية بلغت 80 مليون درهم.

وسجل سوق الأضاحي هذا العام في المغرب ارتفاعا في الأسعار بدا واضحا في الكباش من سلالة "الصردي" التي تجاوز ثمنها 50 درهما (6,60 دولارات) للكيلو جرام الواحد.

باكستان.. أسعار الأضاحي تضاهي أسعار الذهب

وفي باكستان ارتفعت أسعار الأضاحي بصورة غير مسبوقة، وقارن تقرير لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" بين سعري الذهب والأضاحي، وأوضح التقرير أنه بينما يقدر سعر البقرة بين 598 و 957 دولارا وسعر الثور بين 1197 و 2394 دولارا، فإن سعر "11,7 جرام" من الذهب يبلغ 445 دولارا.

واستطلع التقرير آراء عدد كبير من الباكستانيين الذين أبدوا استياءهم من هذا الوضع الذي أرجعوه إلى جشع التجار، وطالبوا الحكومة بفرض ضوابط على الأسعار خلال موسم عيد الأضحى.

واشتكى أحد الباحثين عن الأضاحي، ويدعى رحيم حق، من أنه زار سوق الأضاحي للمرة الرابعة ولم يتمكن من العثور على سعر مناسب، غير أنه اضطر في النهاية إلى شراء ماعز بسعر 299 دولارا يبلغ وزنها 15 كيلوجراما فقط.

وعادة ما تتضاعف أسعار الأضاحي في باكستان خلال موسم عيد الأضحى، إلا أنها في هذا العام ارتفعت بنحو غير مسبوق، بحيث لا يتمكن من شرائها سوى الأثرياء.

الإمارات.. التجار يبررون والمواطنون يسألون

وكعادة التجار يحاولون دوما إبداء المبررات التي دفعتهم لزيادة السعر، وهو ما حدث في الإمارات، حيث تشبث التجار هذه المرة بمبررات من عينة ارتفاع سعر الديزل، وبالتالي ارتفاع تكلفة النقل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الماشية في مواطنها الأصلية، وضعف الإنتاج المحلي، إلا أن المستهلك الإماراتي بدا واعيا هذه المرة عندما تساءل في تقرير لصحيفة "الإمارات اليوم" ولماذا لم ترتفع الأسعار إلا في هذا الوقت بالذات قبل أسبوع من حلول عيد الأضحى المبارك؟!

وشهدت أسواق الإمارات ارتفاعا في أسعار الأضاحي بنسبة 30% مقارنة مع أسعار العام الماضي، ووصل سعر الخروف الهندي إلى 400 درهم، بعد أن كان 350 درهما العام الماضي، كما صعد سعر الخروف الإيراني إلى 1000 درهم، بعد أن كان لا يتجاوز 740 درهما، وزاد سعر الخروف الصومالي أيضا ما يعادل 50 درهما عن العام الماضي، ليصل سعره الحالي إلى 400 درهم.

مصر.. التجار يعولون على ليلة العيد

وفي مصر فإن المشهد المعتاد هو احتلال صغار تجار المواشي للأرصفة ببعض الميادين لبيع الأضاحي، غير أن هؤلاء التجار لا يجدون إلا القلة القليلة التي تشتري الأضاحي بسبب ارتفاع أسعارها.

ورغم أن هذا المشهد من المفترض أن يثير قلقهم، فإنهم يعولون كثيرا على "ليلة العيد" لإنعاش الطلب، حيث يفضل الكثيرون الشراء قبل العيد بساعات قليلة.

وقال عيد فتحي (تاجر بمدينة 6 أكتوبر) لـ"إسلام أون لاين": "أغلب الزبائن يشترون يوم الوقفة وأول يوم العيد، فلا داعي للقلق".

ورفض فتحي اتهامه بالجشع والمبالغة في السعر، وقال: "أنا أشتري من التاجر الكبير بسعر مرتفع، فلابد أن أبيع بأعلى منه قليلا ليكون لي هامش ربح، فإذا أردتم أن تبحثوا عن السبب فاسألوا التاجر الكبير".

والتاجر الكبير بطبيعة الحال يدافع عن نفسه، وفي تصريحات لصحيفة "الجمهورية" فسر عدد كبير منهم صعود الأسعار بسبب ذبح إناث المواشي؛ مما خفض المعروض ودفع الأسعار لأعلى رغم انخفاض أسعار الأعلاف.

وأشاروا إلى عدم مقابلة هذا التقلص في أعداد رءوس الماشية بالمزارع بالاستيراد لمواجهة الإقبال على شراء الأضحية.

ووصل سعر الخروف إلى ما بين 1500 جنيه و 1700 جنيه حسب الوزن، مقابل 1250 جنيها قبل عام، وصعد كيلوجرام الأضاحي البقرية إلى 22 جنيها مقابل 17 جنيها قبل عام، وارتفع سعر كيلو الجاموسي الحي إلى 20 جنيها مقابل 16 جنيها.

السعودية.. أسعار تخالف التوقعات

ورغم توقعات بتراجع أسعار الأضاحي في السعودية، وبخاصة مع فتح باب الاستيراد من الصومال، ووصول أول شحنة إلى ميناء جدة تضم 246 ألف رأس، فإن الأسعار سجلت ارتفاعا قدره تجار المواشي في تقرير نشرته جريدة الحياة اليوم 25-11- 2009 بنحو 20%.

وارتفعت قيمة الأضحية الواحدة العام الحالي بنحو 150 ريالا للرأس الواحدة مقارنة بالعام الماضي، وقال تجار لصحيفة "الحياة": "إنه لولا فتح باب الاستيراد من الصومال لارتفعت الأسعار عن هذا المعدل".

وتراوح سعر الخروف النجدي بين 1200 و 1400 ريال، والنعيمي بين 1200 و 1600 ريال، والتيس 900 ريال، والمهجن 850 ريالا، والسواكن 500 ريال، والحري 750 ريالا.

وفي تقرير نشرته اليوم 25-11-2009 جريدة "الشرق الأوسط" السعودية برر بعض مربي الماشية وباعة بالسوق ارتفاعات أسعار المواشي التي يشهدها السوق حاليا، لارتفاع أسعار الأعلاف أولا، والجفاف ثانيا، وهما الأمران اللذان تسببا -بحسب التجار- في تكبد مربي الماشية والتجار خسائر مالية كبيرة، وهو ما انعكس على سوق المواشي.

اختلفت المبررات والنتيجة واحدة

ولعل اختلاف المبررات التي يسوقها التجار من دولة لأخرى هي أبرز دليل على كذبهم جميعا، فالأعلاف التي يتشدق بها مربو الماشية بالسعودية سلعة عالمية، فلا يمكن أن تنخفض في دولة وترتفع في أخرى، وإذا كانت مؤثرة في السعر -كما يزعمون- فلماذا ارتفعت أيضا الأسعار في المغرب رغم اعتماد المربين على الكلأ كما اعترف رئيس الجمعية التي ترعى مصالحهم.

ولكن لأن الدور الرقابي للحكومات أصبح معدوما، وغابت أيضا جمعيات حماية المستهلك، أصبح المواطن ضحية التجار الذين يرفعون الأسعار، ليصبح أمام خيارين، إما الاستغناء عن سنة الأضحية أو الإذعان لشروطهم.

وتختلف الاستجابة حسب الحالة المادية، فالأغنياء يذعنون والفقراء يمتنعون.

اجمالي القراءات 1849
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق