• السلفيون والمعونة الأمريكية
• العالم بين شريعة السعودية والديمقراطية الأمريكية
• قرار الإتحاد الأوربي إدانة مصر فيما يخص ملف حقوق الإنسان
• فتح ملف شركات توظيف الاموال
• حرائق أستراليا تفتح ملف الاحتباس الحرارى
• الفرق بين الروح والوحي والنفس
• الدخول في دين الله.
• حمل الموقع وتصفحه دون اتصال
• محاكمة مبارك بين الحالة الصحية والحالة الأمنية والتمهيد للبراءة..!!

لم تتناول أى من الصحف الأمريكية الهامة طوال الأسبوع السابق خبرا واحدا يخص زيارة مبارك لأمريكا أو المباحثات الثنائية بين الرئيسين الأمريكى والمصرى، كما اختفت التحليلات السياسية ومقالات الرأى التى كانت تتواجد قبل الزيارات السابقة التى قام بها مبارك لواشنطن حتى وإن كانت على سبيل الانتقاد والمطالبة بمزيد من الحريات السياسية أو انتهاج سياسة أكثر ديمقراطية فى مصر، واكتفت العديد من الصحف الأمريكية بتناول الزيارة بشكل متواضع، مما يدعو للدهشة، خاصة إذا ما وضعنا فى الحسبان توقيت الزيارة، والظروف المحيطة بإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما.

وفيما عدا الحوار التلفزيونى الذى أجراه الصحفى الأمريكى (تشارلى روز) مع الرئيس مبارك والذى اقتبست عنه الصحف الأمريكية، لم تأت التغطية الإعلامية فى أمريكا خارجة عن المألوف، ولم تتضمن المؤتمرات الصحفية اليومية التى تجرى بالبيت الأبيض مع المتحدث الرسمى أى سؤال من الصحفيين حول زيارة مبارك أو حول الانتقادات التى اعتادت الصحف الأمريكية توجيهها لحكم الرئيس مبارك حول الديمقراطية والتوريث وحقوق الإنسان والمطالبات التى كانت توجه للرئيس الأمريكى للضغط على السلطة المصرية، لإجراء مزيد من الإصلاحات الديمقراطية فى مصر، اختفت تلك الأصوات لنجد الصحف الأمريكية الكبرى مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز تكتفى بنشر الخبر الخاص بالإعلان عن الزيارة فقط، أو حتى نشر تقرير.

الفتور فى التغطية الإعلامية ليس تجاهلاً لمبارك أو لمصر، هذا ما أكدته الدكتورة منار الشوربجى أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، موضحة أن بعض الصحف قدمت تغطية للزيارة مثل صحيفة بوسطن جلوب"، كما أن أمريكا تعيش عدة قضايا طغت على زيارة مبارك مثل الرعاية الصحية، تلك القضية التى من الممكن أن تحدد مصير – ليس فقط أوباما – ولكن مصير الديمقراطيين بأكملهم.

وقالت الشوربجى إن الأعلام الأمريكى تسيطر عليه هذه الأيام ردود الأفعال حول خطة أوباما لإصلاح الرعاية الصحية والتى تلقى هجوما متزايدا من الحزب الجمهورى، حتى إن السيناتور جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية كان قد ترددت أنباء عن لقائه بالرئيس مبارك أثناء زيارته لواشنطن، ولكن مدير مكتب السيناتور الديمقراطى خرج ببيان ينفى فيه ما تردد، مشيرا إلى أن كيرى سيتواجد بمقر دائرته الانتخابية بولاية ماستشوستس كى يناقش مع سكان الولاية المقترحات الخاصة بخطة أوباما فى مجال الرعاية الصحية.

حالة عدم الاهتمام الإعلامى لزيارة مبارك كسرها تقرير منفرد نشرته صحيفة "بوسطن جلوب" -التى توزع ببوسطن بولاية ماستشوستس- ناقش قضية التوريث ومن المرشح لخلافه الرئيس مبارك الذى قالت عنه الصحيفة أنه "يلعب دورا هاما فى قضايا منطقة الشرق الأوسط كحليف لأمريكا"، لكنه يكاد يكون التقرير الوحيد على صفحات الجرائد الأمريكية، التى اعتادت أن تضم العديد من التقارير اليومية على صفحاتها ومواقعها الإلكترونية على الإنترنت التى تقدم تحليلات للزيارة وتناقش القضايا المنتظر تناولها خلال قمة مبارك – أوباما، مثلما كان يحدث فى زيارات مبارك السابقة لواشنطن.

ولكن هناك أمرا آخر يراه الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان – وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى - سببا فى قلة التغطية الصحفية لزيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة الأمريكية وهو أن "واشنطن فى إجازة الآن"، وأضاف أنه تم "بذكاء مصرى اختيار هذا التوقيت للزيارة لتخفيض الضوضاء المضادة لمصر بالكونجرس"، - تلك الزيارة التى كان مقرر لها فى الأصل أن تتم فى يونيو الماضى ـ خاصة وأن الغالبية من أعضاء الكونجرس الأمريكى يقضون إجازتهم السنوية الآن، وهناك الكثير منهم معارضون للسياسة المصرية ويتبنون أفكارا مضادة للوجهة النظر المصرية حول القضايا الموجودة على الساحة السياسية.

ونفى عودة أن يكون ملف الرعاية الصحية السبب، خاصة وأنه لن يحدث الكثير فيه الآن حتى عودة أعضاء الكونجرس للعمل، مشيرا إلى أن "الأمريكيين عندهم القدرة على الفصل بين القضايا الداخلية والخارجية". الدكتور عودة وصف اختيار هذا التوقيت بأنه "تفكير استيراتيجى" ضمن خطة إعلامية جيدة، لأنه فى النهاية الهدف الرئيسى للزيارة هو بداية جديدة مع الولايات المتحدة، لذلك يجب تقليل الضوضاء الإعلامية حول الزيارة.