حزب الله الإيرانيأكد استعداده لتصدير

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٧ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربية نت


أكد استعداده لتصدير "الثورة الإيرانية" إلى العالم
حزب الله الإيراني يرفض "التطبيع" مع واشنطن قبل إنتاج القنبلة النووية


دبي - سعود الزاهد

أكد رجل دين إيراني متشدد، يتمتع بعلاقات جيدة مع المحافظين وله صلات وثيقة بتنظيمات إقليمية تحاول الإطاحة بأنظمة في المنطقة، أن بلاده لن تقيم علاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية قبل حصولها على القنبلة النووية، رافضا تطبيع العلاقات بين واشنطن وطهران قبل ذلك، وداعيا الإيرانيين إلى العمل على تصدير "الثورة الإسلامية" إلى كافة أنحاء العالم، وذلك وفقا لما ذكرت مصادر إعلامية إيرانية مختلفة.



وقال آية الله سيد محمد باقر خرازي الذي قدمه موقع شهاب نيوز "أمينا عاما لحزب الله الإيراني" وعضو مجلس صيانة الدستور في البلاد قال خلال اجتماع للحزب عقد مؤخرا في إقليم جيلان شمالي إيران معلقا على السياسة الأمريكية الجديدة حيال التفاوض مع إيران: "حين ننتج القنبلة النووية عندها نقيم علاقات مع واشنطن.. وإذا كان لا ينبغي أن نصنع تلك القنبلة فعندئذ لا ضرورة لتلك العلاقات".


وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تحاول الديبلوماسية الإيرانية جاهدة طمأنة المجتمع الدولي أن نشاطاتها النووية سلمية بالكامل ولا تخرج عن أهدافها المدنية الرامية إلى إنتاج الطاقة الكهربائية التي تعاني إيران نقصًا كبيرًا فيها.

وكان مجلس الأمن الدولي أصدر عددًا من القرارات تلزم طهران بوقف تخصيب اليورانيوم أو مواجهة المزيد من العقوبات؛ حيث تعتقد الجهات الغربية والإقليمية أن النشاطات النووية لطهران ذات جانب سري يرمي إلى الحصول على الأسلحة الذرية، ويرى المراقبون أن ذلك من شأنه تغيير موازنة القوى في الشرق الأوسط لصالح طهران وإدخال المنطقة في سباق تسلح خطير للغاية.

كما حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما مد يده نحو طهران ملغيا بذلك نظرية محور الشر مهنئا الإيرانيين بعيد النوروز وخاطب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي مباشرة مقرًّا لطهران حقها في "تبوؤ المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي".

وقال الرئيس الأمريكي متوجهًا إلى الإيرانيين: "أنتم تملكون هذا الحق، لكنه يأتي بمسؤوليات حقيقية، ولا يمكن شغل هذه المكانة بالإرهاب ولا بالأسلحة، بل بالتحركات السلمية التي تبرهن العظمة الحقيقية للشعب والحضارة الإيرانية، مقياس هذه العظمة لا يتجسد في القدرة على التدمير، بل في قدرتكم على البناء والإبداع".

ولكن ظل الموقف الإيراني متحفظًا تجاه المبادرة التاريخية لأوباما رغم الترحيب بها؛ حيث أوضح مستشار الرئيس الإيراني علي أكبر جوانفكرفي أول رد فعل رسمي أن بلاده ترحب "برغبة رئيس الولايات المتحدة وضع خلافات الماضي جانبًا".

وأضاف أن "على الإدارة الأمريكية أن تدرك أخطاءها الماضية وتصلحها"، مؤكدًا أن على أوباما "تجاوز الكلام والقيام بتحرك، وإذا أظهر استعدادًا للقيام بعمل فإن الحكومة الإيرانية لن تدير له ظهرها"، مُدينًا ما وصفه بـ"التوجهات العدوانية والعدائية والاستعمارية للحكومة الأمريكية".

كما شدد مرشد الثورة علي خامنئي على عدم إمكانية إعاقة تطوّر بلاده النووي، مبينا أن العقوبات التي فرضت على بلاده لا جدوى منها، ومعتبرًا أن السنة الفارسية الجديدة ستكون "عام إصلاح نموذج الاستهلاك في جميع المجالات والشؤون".

ونقلت وكالة (مهر) للأنباء عن خامنئي في كلمة بمناسبة عيد نوروز، "إن العالم اعترف أن طريق التطوّر النووي للشعب الإيراني لا يمكن إغلاقه؛ لأن تطوّر إيران في مختلف المجالات العلمية وغير العلمية يبيّن عدم جدوى العقوبات ويبرهن أن الشعب الإيراني العظيم يحقق التقدم بإمكانياته الذاتية، وباعتماده على الشباب الدؤوب والشامخ قد أحبط دعايات الأعداء".

وأضاف أن العام الفارسي المنصرم "بدأ مع أخبار سارة في مجال الطاقة النووية أثبتت قدرة الشعب الإيراني وعلمائه الماهرين، وترافقت مع إطلاق القمر الصناعي (أوميد) الذي جعل إيران في هذا العام في خانة الدول القليلة التي تمتلك هذه التقنية الهامة".


تصدير الثورة

من جانب آخر، أكد أمين عام حزب الله الإيراني المعروف بولائه المطلق لمرشد الثورة لموقع "شبستان" الحكومي أن حزبه "تواق إلى التحول إلى تنظيم عملاق يكون في خدمة النظام والقيادة ولا ينحصر على شخصية بعينها"، مضيفا أن مهمة هذا التنظيم تتلخص في "صيانة مستقبل النظام والحكم في إيران على أساس النموذج الديني" والسعي لـ"انتشار الثورة في كافة أنحاء العالم".

يذكر بأن شعار تصدير الثورة الذي طالما تردد كثيرا من قبل مسؤولين إيرانيين أضر كثيرا بعلاقات الجمهورية الإسلامية مع دول الجوار وخاصة العربية منها، وأدى إلى تشكيل حواجز نفسية وثقافية واجتماعية مع تلك الدول خلال الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت إلى 8 أعوام (1980-1988).

ورغم إخفاق طهران في بلوغ هذه الغاية نتيجة لطابع شعاراتها التي اعتبرها البعض طائفية واتهمها البعض الآخر بإخفاء أهداف قومية ومصالح ذاتية وراءها تهدف إلى فرض نفسها كقوة إقليمية، إلا أن شعار تصدير الثورة ظل يشكل هاجسا حقيقيا لبلدان عربية والتي ما فتئت تتهم طهران بالسعي لاستغلال الشيعة في العالم العربي لأغراض ومصالح سياسية، فيما تؤكد إيران الرسمية عدم رغبتها في التدخل في شؤون الغير، وأنها تهدف لإيجاد وحدة إسلامية حقيقية بعديدا عن الطائفية والتمذهب دفاعا عن مصالح الشعوب الإسلامية التي تجمعها روابط كثيرة مع الشعب الإيراني.


اجمالي القراءات 1696
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق