مثل الانسحاب من الهيروين».. 8 أمراض قد يسببها الفشل في علاقة عاطفية

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٣ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


مثل الانسحاب من الهيروين».. 8 أمراض قد يسببها الفشل في علاقة عاطفية

فشل علاقة عاطفية ليس أمرًا هينًا، فبإمكانه أن يقلب حياة الشخص رأسًا على عقب، ويتركه في حالة يرثى لها، فيبدو لنا أن الشخص الخارج من علاقة عاطفية فاشلة، يميل إلى جلد ذاته، والقسوة على نفسه، وذلك باستدعائه للذكريات وحبس نفسه فيها، والانعزال التام عمن حوله، والاستسلام للحزن والانهيار.

مقالات متعلقة :

لكن علم النفس والأبحاث العلمية تؤكد أن ما قد نراه نحن جلدًا للذات، مثيرًا للشفقة؛ هو في الحقيقة عرض نفسي مصاحب للخروج من علاقة عاطفية، وقد يلازمه أيضًا عرض جسدي باد للعيان، وليس مجرد استسلام. السطور التالية؛ تسرد بعض الأعراض الجسدية والنفسية التي يسببها الخروج من علاقة حب فاشلة.

الاكتئاب.. الانفصال القاسي أخطر من فقدان أحد الأقارب

الكآبة التي تعشش فوق رؤس الخارجين من علاقة عاطفية فاشلة تضمنت خداعًا أو هجرًا مفاجئًا، ليست تلذذًا بالألم، أو محاولة لإثارة الشفقة، بل هي أمر خارج عن إرادتهم، وبوادر اكتئاب مرضي حقيقي.

 

ففي دراسة أجراها الباحثون بجامعة فيرچينيا كومنولث، في ريتشموند، على حوالي 7 آلاف متطوع، تترواح أعمارهم بين 20 و60 عامًا، من الذكور والإناث التوائم، تبين أن الشعور بالهوان والحزن وربما المذلة الناتج عن الخروج من علاقة عاطفية فاشلة، يرتبط بخطر إصابة الشخص بالاكتئاب، بمعدل أكبر من احتمالية إصابته بالاكتئاب، بعد تعرضه لتجربة حياتية مؤلمة، مثل وفاة أحد أحبائه أو أصدقائه، إذ خلص الباحثون إلى هذه النتائج، بعد تحليل الأحداث الحياتية المسببة للضغط والإجهاد للمتطوعين محل الدراسة، والوقوف على مسببات نوبات القلق البالغ وحالات الاكتئاب المرضي.

وأشارت نتائج الدراسة أيضًا، إلى أن حالات الانفصال العاطفي التي انطوت على درجة من درجات الإهانة وانخفاض احترام الذات، مثل التعرض للخيانة أو العنف أو الهجر من الطرف الآخر؛ رفعت معدل الإصابة بالاكتئاب إلى الضعف، مقارنة بحالات الانفصال الودي، المتفق عليه بين الشريكين.

قمع جهازك المناعي.. وهنًا على وهن 

يشتكي البعض من الألم الذي يسببه الحب، لكن هذا الألم لا يقارن أبدًا بالعذاب الذي يسببه الانفصال، أو الخروج من علاقة فاشلة، فبعيدًا عن الألم النفسي الناتج عن الفراق أو الهجر، فإن الانفصال العاطفي المنطوي على جرح بليغ، قد يتسبب في قمع جهازك المناعي.

 

فبحسب ما ذكرته جانيس جلاسر أستاذ الطب النفسي، ومديرة معهد أبحاث الطب السلوكي في جامعة ولاية أوهايو الأمريكية، فإن الانشغال بحب ضائع، وسيطرة مشاعر الغضب والرغبة في الوحدة والانعزال، يعمل على كبح الجهاز المناعي.

إذ إن خلايا الجهاز المناعي، تحتوي على مستقبلات تتفاعل مع العديد من الهرمونات المختلفة في الجسم، بما في ذلك بعض العوامل المرتبطة بالإجهاد، والاكتئاب، والاستجابات العاطفية الأخرى، الناتجة عن الانفصال.

فإذا تسببت الآثار الناجمة عن الانفصال، في إبقاء هرمونات الإجهاد مرتفعة، لأسبوع أو حتى أكثر، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث التهاب مزمن يضر الأنسجة، أو قمع الخلايا المناعية اللازمة لمكافحة العدوى، ويمكن أيضًا أن تعظم هذه التغيرات الهرمونية من الشعور بالألم الجسدي الذي كان موجودًا بالفعل قبل الانفصال وجعله غير محتمل ولا يطاق.

الأرق.. سهر الليالي

وجع القلب الناتج عن الانفصال يتسبب في حالات من الأرق المستمر، حتى بالنسبة لهؤلاء الذين لم يعانوا من قبل، من أية اضطرابات في النوم. فـ«سهر الليالي» يُصبح رفيق هؤلاء الخارجين من علاقات عاطفية فاشلة، إذ يستدعي العقل كل الذكريات الطيبة والسيئة مع الشريك السابق، ويبدأ في إغراق الشخص بداخلها، مما يتسبب في عدم قدرته على النوم مهما حاول، فينقلب إلى شخص عصبي، متقلب المزاج، غاضب، يعاني من نوبات قلق بادية للعيان، بالإضافة إلى وقوعه عُرضة لما يسببه قلة النوم، من رفع ضغط الدم، واحتمالية الإصابة بأمراض القلب.

 

فيما تذكر بعض الأبحاث، أن الانفصال العاطفي يُعزز أيضًا من الشعور بالألم الجسدي، الأمر الذي يُصعّب من فرصة الخلود إلى النوم، ليُصبح سهر الليالي أمرًا ملازمًا للانفصال العاطفي.

آلام الانسحاب.. مخدر الحب يتلاشى

أظهرت نتائج أبحاث الرنين المغناطيسي، أن نشاط المخ في حالة الانفصال العاطفي، يتطابق مع النشاط ذاته الناتج عن انسحاب المخدرات القوية مثل الكوكايين والمواد الأفيونية، من جسم المدمنين.

 

وأن هذه الأعراض الانسحابية الحادة، تترك الشخص الخارج من علاقة، في حالة من انعدام التركيز، وعدم القدرة على التفكير أو أداء أي عمل، ورغبة عارمة في ملاقاة الشريك السابق ورؤيته، كما هو الحال بالضبط مع  مدمن المخدرات، الذي أقلع عنها للتو.

لذا؛ لا تقسو على صديقك الخارج من علاقة عاطفية، عندما يُخبرك بتوقه الشديد لشريكه السابق ورغبته في مهاتفته، فآلام الانسحاب من العلاقة وتغيّر روتين حياته، أمر حقيقي، ولا علاقة له بمدى قوة شكيمته.

اضطرابات الهضم: فقدان الشهية VS عدم التوقف عن الأكل

الحزن والقلق الناتج عن الخروج من علاقة عاطفية، يتسبب في خلق المزيد من الأدرينالين، الذي يتدفق في الجسم، ويزيد من مستويات الكورتيزول، الذي يعمل بدوره على رفع نسبة السكر في الدم، وفقدان الكالسيوم من العظام وارتفاع ضغط الدم، وفقدان كتلة العضلات، وزيادة تراكم الدهون، وفقدان المعرفية الوظيفية، أي أنه باختصار يؤثر على جهاز المناعة لدينا، وبالتالي تتداعى شهيتنا لتناول الطعام، ويمكن القول أيضًا؛ أن فقدان الوزن بعد الخروج من علاقة، يعود إلى أن القلق يتسبب في رفع معدلات الأيض (التمثيل الغذائي)، جنبًا إلى جنب مع العزوف عن تناول الطعام، مما يؤدي في النهاية إلى خسارة الوزن.

 

وعلى الجانب الآخر؛ فإن البعض منا، يميل إلى تناول الطعام بكثرة في حالات الكآبة والغضب والحزن والقلق، وذلك من أجل التشويش على الألم الذي يشعرون به، فتراهم في حالات الفشل العاطفي، يسارعون إلى تناول كميات كبيرة من الحلوى والأطعمة السكرية والشوكولاتات والأطعمة السريعة، مما يتسبب في اكتسابهم زيادة كبيرة في الوزن، الأمر الذي يسبب لهم مزيدًا من الحزن والكآبة، فيلجأون للطعام مرة أخرى، للهروب من الحزن الذي سببه اكتساب الوزن، ليظلوا فترة طويلة ضائعين في هذه الدائرة المغلقة.

متلازمة القلب المكسور: قلبك يرفض الاستمرار في العمل!

قد لا يكون الأمر مجازًا، عندما تقول صديقتك الخارجة لتوها من علاقة عاطفية فاشلة وتعاني من القلق والإجهاد، أن قلبها مكسور؛ فبحسب الدراسات الطبية والعلمية، هناك علاقة وطيدة بين الاكتئاب والصحة النفسية وأمراض القلب.

 

فمتلازمة القلب المكسور، أو ما يعرف باعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد، عبارة عن اتساع مؤقت في جزء من أجزاء القلب، فلا يستطيع ضخ الدم بشكل جيد، وذلك بعد زيادة هرمونات الإجهاد في الجسد، وتتشابه أعراضها مع أعراض النوبات القلبية، وقد تؤدي إلى فشل شديد في عضلة القلب على المدى القصير، وتصيب النساء أكثر من الرجال.

الشك في الهوية.. من أنا وكيف ولماذا؟

الانفصال عن الشريك،لا يُغيّر فقط من نظرتنا الكلية للحياة، ويقلب حياتنا رأسًا على عقب؛ بل إنه يتعدى ذلك إلى التشكيك في هويتنا، لنكتشف أننا لا نعرف الشخص الذي أصبحنا عليه، ولا نستطيع أن نتذكر الشخص الذي كُناه قبل الارتباط.

 

وبحسب دراسات أُجريت في جامعة نورث ويسترن في إيلينوي، فإن الشعور بالذات، ينتهي مع انتهاء العلاقة العاطفية؛ إذ إن الأصدقاء المقربين والخطط قصيرة وطويلة المدى، وحتى المعتقدات والأهداف الحياتية، تكون غالبًا مشتركة بين الطرفين، مما يُصعّب المضي قدمًا بعد الانفصال، وتضع المرء في حالة من التشوش الذهني، تجعله في حالة بحث محموم عن أهداف خاصة، وخطط مستقبلية، ودائرة خاصة من الأصدقاء، كانت له قبل التقائه بشريكه، الأمر الذي يتركه في حالة تخبط، متسائلًا من أنا وكيف أصبحت حياتي متماهية إلى هذا الحد مع شخص آخر؟ ولماذا لم أحتفظ لنفسي بمساحة شخصية ألجأ إليها في حال الانفصال؟

الشبق الجنسي.. رحلة البحث عن الثقة بالنفس وإغاظة الشريك السابق

يميل الأشخاص الخارجون من علاقة عاطفية طويلة، إلى التسكع هنا وهناك وإقامة علاقات عابرة وسريعة، تنتهي مع طلوع النهار، يكون الهدف الأساسي منها؛ تفريغ الضغط العصبي والنفسي، وإقناع الذات أن الشخص المهجور لا يزال مرغوبًا، وذلك بحسب دراسة أجرتها جامعة ميسوري، ووجدت أن ثلث الأشخاص الخارجين من علاقة عاطفية فاشلة، يسارعون إلى إقامة علاقات جنسية عابرة، خلال شهر من الانفصال عن شركائهم.

 

وتقول عالمة النفس لين كوبر، إن الانخراط في هذا النوع من العلاقات، يُعد وسيلة للتغلب على آثار الفشل في العلاقة، أو وسيلة لإثارة غيرة الحبيب السابق، ومن ثم إيجاد فرص للعودة سويًا من جديد، إذ أشارت نتائج الدراسة إلى أن 35% ممن أقاموا علاقات جنسية سريعة بعد انفصالهم، فعلوا ذلك من أجل تجاوز آثار العلاقة السابقة، في حين أن 25% منهم، فعلوا ذلك من أجل الانتقام وإثارة غضب الشريك السابق الذي تخلّى عنهم.

اجمالي القراءات 1544
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق