ماذا تعرف عن الحزام الأخضر للسّاحل الأفريقي؟

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


ماذا تعرف عن الحزام الأخضر للسّاحل الأفريقي؟

يعتبر الساحل الأفريقي ومحيطه الواسع، إحدى المناطق الغنية في العالم بالثروات، والمساحات الواسعة، وذات الكثافة السكانية القليلة، حيث يسكن هذه المساحة الممتدة من المحيط الأطلسي إلى بحر الأحمر شرقًا قرابة 235 مليون نسمة، وهي منطقة تتميز بالانتقال المناخي من الشمال المعتدل، والمستقر إلى الجنوب ذي المناخ المتقلب.

وتمتاز كذلك مناطق الصحراء وجنوب الصحراء بالثروة الحيوانية الغنية من إبل وأبقار وأغنام وماعز، خاصةً في السودان والتشاد، وسميت المنطقة بالساحل للتشابه في النباتات والأشجار فيها مع ما هو موجود على الشاطئ، وسواحل البحار. ولذلك يتداول مصطلح الساحل في وسائل الإعلام كثيرًا، وتم الاحتفاظ به في لغات كثيرة غير العربية.

وبعيدًا عما يعرف به الساحل الأفريقي من نزاعات وصراعات وفقر شديد، يتميز كذلك بالسهول الكبيرة والواسعة، والأحواض الرطبة التي تتغذى من مياه الأمطار والأنهار والبحيرات، مثل نهر السنغال، ونهر النيجر، ونهر النيل، وبحيرة التشاد التي تعتبر سادس أكبر بحيرة في العالم مساحة.

مبادرة الجدار الأخضر انطلقت عام 2007

وفي تقرير أعدته الوكالة الأفريقية للزراعة حول مسح المناطق المحيطة بالصحراء الكبرى، وتحويلها في غضون 2030 إلى مناطق زراعية مغطاة بالغابات، والمحاصيل، والمراعي، وهي مناطق يقول نفس التقرير إنها كانت بهذا الشكل في فترات سابقة، إلى أن تحولت إلى صحراء بدل البحار.

 الأرض

وتم إطلاق المبادرة في الاتحاد الأفريقي عام 2007، وتقوم المبادرة بمسح جزء من الأراضي كل عامين من أجل إحصاء التقدم في تجسيد المشروع الذي يعنى بتحويل المنطقة إلى مصدر الإنتاج الزراعي الأكبر من نوعه في العالم، للمساحة الواسعة، ووجود ثروات مائية هائلة بعدد من المناطق الصحراوية، خاصةً شمال نيجيريا، وجنوب الجزائر، وليبيا، وكذلك على ضفاف نهر النيجر، وبحيرة التشاد.

وقال الخبراء إن حكومات هذه الدول، في سباق مع الزمن من أجل تحقيق هذه الرؤية، وتجسيد المشاريع المتعلقة بالحزام الأخضر الكبير، وتشارك 27 دولة في هذا المشروع الأول من نوعه في القارة، ويمتد المشروع من سواحل السنغال غربًا إلى جيبوتي في الشرق. وحُددت 166 مليون هكتار من الأراضي التي يمكن مسحها وتشجيرها من جديد، وهو ما يقارب ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا أو كينيا.

ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، التي نشرت خريطة بمساحة 10 ملايين هكتار، يحتاج المشروع إلى جهود كبيرة، وعقود مع الدول المتقدمة للمساعدات، والتمويل، ونقل الخبرة التقنية، والفنية من المؤسسات، والهيئات الحكومية، وغير الحكومية، والباحثين.

ويقول المتخصصون في مجال الغابات إن المنطقة في الصحراء، وجنوب الصحراء لأفريقيا تتميز بمناخ متقلب، خاصةً مع تغير المناخ في العالم في هذه الفترة الزمنية، ومع وجود تهديدات بمزيد من الجفاف والفيضانات في نفس الوقت، وهو ما يصعب العملية ويعطيها تحدي الزمن. ويضيف هؤلاء: «الناس بحاجة إلى العمل بجد وبسرعة للتأكد من الأرض واستعادتها لتصبح أكثر إنتاجية زراعيًّا، وهذا ما يدعم سبل العيش الكريم» في تصريح نقلته رويترز.

60 مليون أفريقي مهدد بالنزوح

وتشير الإحصائيات إلى أنّ أكثر من 60 مليون أفريقي مهددون بالنزوح إلى مناطق أكثر استقرارًا في المناخ، يحدث هذا خلال الخمس سنوات المقبلة، في حين إذا استمر هذا التحول المناخي، والجفاف الذي يضرب أنحاء كبيرة من القارة، فمن الممكن جدًّا أن ثلثي الأراضي الصالحة للزراعة ستفقدها الحكومات بحلول عام 2025.

وتعمل الفاو مع مجموعة من حكومات السنغال، وبوركينافاسو، ونيجيريا، والنيجر، وجامبيا، وإثيوبيا على استصلاح الأراضي التي تعاني تراجعًا في الإنتاج الزراعي، ويُدرّب الفلاحون والمؤسسات وإطارات في الوزارات على كيفية اختيار البذور وزرعها، وإعداد الأراضي الصالحة لذلك، ومواجهة مواسم الجفاف التي تعاني منها مناطق كثيرة، وكيفية مقاومة ذلك.

 

كما تدعم المنظمة هذه الحكومات بالخبرة التقنية، واستعمال الجرارات والمحاريث الميكانيكية، ونقل التكنولوجيا إلى هذه المجتمعات التي تعتبر الفلاحة والزراعة أحد أهم القطاعات الرئيسية في زيادة الإنتاج المحلي، إلى جانب موارد الطاقة، والموارد المعدنية التي تتحكم فيها الحكومات، أو مؤسسات دولية كبيرة.

كما يسعى المشروع إلى إنجاز محميات بيئية وسياحية على امتداد نهر السنغال، وبعض البحيرات المنتشرة في النيجر والتشاد كذلك، من أجل جلب السواح وتعديل المناخ، وتخضير المناطق الآهلة بالسكان. ويحتاج هذا إلى نقل نباتات وأشجار من غابات في مناطق أخرى من العالم كالبرازيل، ومناطق وسط أفريقيا، وجنوب شرق آسيا، من أجل الصمود تجاه الجفاف، والتمكن من تجارة الخشب والفواكه، وغيرها من الأطعمة والمواد النباتية.

الاهتمام المغاربي بالمنطقة

وأعلنت الجزائر مؤخرًا، على لسان الوزير الأول عبد المالك سلال، افتتاح خط بري رابط بين الجزائر، وموريتانيا من أجل تسهيل عميلة التبادل التجاري، وتنقل الأشخاص والسلع عبر هذا الممر، الذي اعتبره المسؤول الحكومي إحدى الأدوات التي ستربط الجزائر بجنوبها الصحراوي الأفريقي.

كما تعكس الزيارات في الفترة الأخيرة لملك المغرب محمد السادس، رغبة المملكة في إرساء تعاون أكبر مع دول الجنوب في أفريقيا، والمساهمة في تعاون حكومي واقتصادي قوي، كما جاء في بيانات وتصريحات رسمية لوسائل إعلام محلية. وهي الزيارات التي جاءت كذلك بعد طلب رسمي لعودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الأفريقي، بعد غياب دام لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن.

وبعيدًا عن سياسة الراحل القذافي، لا تعكس السياسات الحكومية في المغرب العربي اهتمامًا بالوضع في دول الصحراء، وجنوب الصحراء الأفريقية، بل ولا يمكن للباحثين الحصول على إحصائيات رسمية عن التعاون التجاري والاقتصادي بين هذه الدول، والذي يعتبر ضعيفًا جدًّا، وينصب الاهتمام غالبًا حول الأوضاع الأمنية، والجيوسياسية، وبتدخل من قوى الغرب الكبرى، مثل الحرب في شمال مالي حول استقلال إقليم الأزواد.

اجمالي القراءات 1732
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق