10 حقائق قد لا تعلمها عن المنطقة المغاربية

اضيف الخبر في يوم الأحد ٠٨ - نوفمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسة


10 حقائق قد لا تعلمها عن المنطقة المغاربية

على الرغم من السمات المشتركة بين شعوب البلدان المغاربية، وسكان دول الشرق الأوسط، مثل اللغة والدين والثقافة، إلا أن الكثيرين من خارج جغرافيا شمال إفريقيا قد يعانون في فهم طبيعة الوضع هناك.

مقالات متعلقة :

هذه
عشرة حقائق عن بلدان المغرب العربي ربما لم تكن لتخطر ببالك، إلا أنها واقعة فعلا.

1-اليهود يحظون بتقبل في المنطقة المغاربية

قد ينظر البعض من مواطني الشرق للوجود اليهودي في المنطقة المغاربية بعين الإساءة والعار، إلا أن الأمر ليس كذلك لدى الساكنين هناك رغم أنهم يدعمون أيضا وبقوة القضية الفلسطينية، حيث يتمتع اليهود بتقبل واسع في الدول المغاربية لا يحظون به في أي دولة من دول الشرق الأوسط.

 

 

 

 

لكن قد لا يصبح الأمر غريبا إذا فهمنا أنه بالفعل قد عاش اليهود في المغرب العربي، خصوصا في المغرب والجزائر وتونس، منذ العصور القديمة، وكانوا جزءًا مكونًا للنسيج الاجتماعي المغربي قبل هجرة معظمهم نحو إسرائيل في القرن الماضي، وكثيرا ما يأتي بعضهم لزيارة الأجداد، ولا يزال حتى الآن 4000 يهودي يعيشون في المغرب حسب إحصاءات المركز الأمريكي لحرية الأديان.

تقول الدراسات التاريخية أن اليهود قدموا إلى شمال إفريقيا منذ خراب الهيكل سنة 586 قبل الميلاد، وتوالى قدومهم بعد ذلك، لكن أكبر هجرات اليهود نحو المغرب كانت سنة  1492م عندما طردتهم الممالك القشتالية الإسبانية مع المسلمين من الأندلس، حيث قام المسيحيون بتطهير ديني ضد المورسكيين بعد سقوط الممالك الأندلسية، ونتيجة الاختلاط في الحياة بين اليهود والمسلمين في المغرب في تلك الفترة، فقد أثر كل منهما في الآخر على المستوى الاجتماعي والثقافي والعادات والتقاليد البادية حتى الآن نتيجة التلاقح الحضاري.

2-البلدان المغاربية متنوعة عرقيا لكنها منصهرة

ربما تحظى المنطقة المغاربية بوحدة عقائدية مذهبية نسبيا، خلافا لدول الشرق الأوسط المتعددة المذاهب والعقائد، إلا أنها تحفل بالتعدديات العرقية، فنجد العرب والأمازيغ والطوارق والأفارقة وغيرهم من الأعراق، حيث كل صنف منهم يحتضن عرقيات مختلفة داخله.

بعكس بلدان الشرق التي تجد صعوبة في تآلف أعراقها، فإن المجتمعات العرقية في شمال إفريقيا، تتميز بكونها أكثر تعايشًا وانصهارًا، وتبدو أكثر تجانسًا فيما بينها، وأقل صراعًا، رغم أن هذه الصورة أصبحت تتآكل في الفترة الأخيرة.

هذا التمازج الشديد بين المكونات العرقية نسبًا وهوية، الذي تتسم به المنطقة المغاربية، يجعل من الصعب جدًا الفصل بينها سواءً على مستوى العرق أو الأرض أو اللغة أو حتى الثقافة، إذ تجد تداخلًا وانصهارًا بين مختلف الهويات، وهو الأمر الذي يتسبب في غياب أرقام دقيقة حول الانتماءات العرقية لسكان شمال إفريقيا.

3-كل الفصول والجغرافيا موجودة بالمنطقة المغاربية

قليلة هي الدول على مستوى العالم التي تجمع بين الفصول الأربع وبين الجغرافيات المختلفة، بيد أن المغرب وتونس، تتوفر بهما هذه الخاصية، حيث بإمكانك الحصول في أي وقت وفصل على الدفء أو البرودة أو الحرارة حسب رغبتك، دون الاضطرار للخروج عن البلاد، كما تستطيع زيارة مختلف جغرافيا الأرض في بلد واحد، فبين صحارٍ وغابات وجبال وسهول وهضاب وبحر ووديان.

تسمح هذه الثروة الطبيعية التي تزخر بها كل من تونس والمغرب، بجذب الملايين من سياح العالم، إذ يمثل هذا القطاع جزءا أساسيا من اقتصاد البلدين.

اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن المكونات العرقية لبلدان المغرب العربي؟

4-المغاربيون مولعون بالهجرة

تتمتع بلدان شمال إفريقيا باستقرار سياسي نسبيا، إذا ما استثنينا ليبيا، إلا أن هذ لم يمنع سكان المنطقة المغاربية من الحلم بالهجرة، بحيث أصبحت المنطقة تصدر أعدادا هائلة من المهاجرين نحو أوروبا تفوق بلدانا تغوص في حروب وأزمات طاحنة مثل العراق وفلسطين.

وحسب تقرير صدر في نهاية العام الماضي للوكالة الأوروبية “فرونتكس”، المكلفة بمراقبة حدود دول الاتحاد الأوروبي، فقد احتلّ المغاربة الرتبة الثانية بعد السوريين (نظرا للحرب الأهلية) على لائحة الجنسيات التي حاول مواطنوها العبور إلى الاتحاد الأوروبي بطرق غير شرعية، خلال العام 2013 والنصف الأول من العام 2014.

وتضم فرنسا وحدها أكثر من ثلاثة ملايين من المواطنين ذوي الأصول المغاربية والجزائرية، ناهيك عن المهاجرين في البلدان الأخرى لشمال إفريقيا الذين زاد عددهم بعد تردي الأوضاع في كل من ليبيا وتونس.

يثير الأمر استغراب المحللين، إذ كيف لبلد يحظى باستقرار سياسي مثل المغرب أو الجزائر، أن يصبح بيئة طاردة لسكانها، إلا أن الفقر المستفحل هو أحد أبرز هذه الأسباب بالتأكيد.

5-المنطقة المغاربية مورد مهم لداعش

بالرغم من الصورة الحداثية والانفتاح الذي يبدو في كل من تونس والمغرب والجزائر، إلا أن هذه البلدان تتقدم دول العالم في تصدير المقاتلين إلى مناطق الصراع بالشرق الأوسط في سوريا والعراق حسب العديد من التقارير الدولية والاستخباراتية، حيث يلتحق أغلبهم بداعش وجبهة النصرة.

وتحظى تونس ذات الـ11 مليون نسمة في المقدمة، إذ يفوق مجندوها في الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق الـ 5000 فرد حسب أرقام رسمية للسلطات التونسية، وهي التي صوت معظم مكونات شعبها لصالح حزب علماني، بينما تشير الأرقام بالمغرب إلى 3000 فرد هاجر للقتال في سوريا، ناهيك عن المواطنين الأوروبيين الملتحقين بالجماعات المتطرفة، والذين ينتمي معظمهم لأصول مغاربية.

مما يثير استغراب الكثير من المراقبين، إذ كيف لبلدين مثل تونس والمغرب يحتضنان مجتمعا مدنيا متنوعا ومنفتحا، أن يتفوق من حيث تصدير المتطرفين إلى بؤر التوتر، على بلدان عربية تفوقه عددا، وينتشر فيها الفكر السلفي بقوة؟!

6-اتحاد المغرب العربي مشروع مكتمل موقوف التنفيذ

قد يعتقد الكثير أن الوحدة المغاربية لا تزال في مرحلة الحلم، إلا أن الأمر في الواقع ليس كذلك، فقد أعلن رسميا قيام اتحاد المغرب العربي، الذي يضم كلًا من المغرب، الجزائر، تونس، موريتانيا، ليبيا، منذ 1989 / 2/ 17 في اجتماع لرؤساء البلدان بمدينة مراكش.

كما وقعت دول المغرب العربي حوالي 28 اتفاقية في الفترة ما بين 1990 و1994 تناولت مجالات مختلفة، سياسية وثقافية وأمنية وصحية واجتماعية، تفعيلًا للاتحاد المغاربي، يمكنك الاطلاع على مضامين تلك الاتفاقيات من هنا.

 

 

 

 

وأكثر من ذلك فإن مشروع الاتحاد المغاربي يملك بالفعل آليات تفعيل هذه الشراكة على أرض الواقع، فقد تم تأسيس مجموعة من المؤسسات لا تزال قائمة حتى الآن للتكفل بتلك المهمة، مثل مجلس الرئاسة ومجلس وزراء الخارجية ولجنة المتابعة وأيضا اللجان الوزارية المتخصصة وغيرها من الأجهزة.

لكن لاعتبارات سياسية بالأساس بين البلدان المغاربية لا يزال مشروع الوحدة حبرا على ورق، ولا يتوقع تفعيله في المستقبل القريب، لا سيما بعد ظهور عوائق جديدة ممثلة في الحالة الأمنية للمنطقة عقدت المهمة، وإن كان وزراء الخارجية المغاربيين يقومون سنويا باجتماعات شكلية في هذا الصدد.

7-الصورة بالمنطقة المغاربية ليست كما قد يعتقد البعض

ينظر عادة إلى المغرب والجزائر وتونس بأنها بلدان أقل قتامة في الوضع الحقوقي والاقتصادي والاجتماعي من كثير من بلدان المنطقة بالشرق الأوسط، ولسوء الحظ فإن الواقع يخالف ذلك، إذا لا يزال الفساد والاستبداد يعشش في هذه الدول، كما تسجل العديد من المنظمات الدولية مجموعة من حالات التعذيب والعنف الجنسي وخنق حرية التعبير والإعلام وغيرها من الممارسات المخالفة لحقوق الإنسان، والتي ترتكبها السلطات الرسمية.

إضافة إلى ذلك تنتشر بشكل واسع بالمنطقة المغاربية ظواهر الفقر والاتجار بالمخدرات والبشر، والدعارة والإجرام.

ويرجع اعتقاد “السجل الأبيض” لدى دول المغرب العربي، إلى حرص سلطات هذه الدول بدرجة أولى، مستغلة كل إمكانياتها الإعلامية والمالية والاستخباراتية، على تصدير صورة “إيجابية” لها نحو الخارج، كما أن الضعف الشديد للبنية الإعلامية والحقوقية وعدم حرفيتها بالمنطقة المغاربية يحول دون نقل صورة حقيقية للأوضاع بالداخل المغاربي، ولا سيما مع عدم وجود اهتمام كبير بالمنطقة من قبل وسائل الإعلام الدولية كالشأن مع الشرق الأوسط.

8-مشاريع فكرية مغاربية مهمة لكنها مهملة

من المعلوم أن المنطقة المغاربية منبع التجديد الفكري للثقافة العربية والإسلامية سواء، نظرا لتناسب ظروفها التاريخية والجغرافية والاجتماعية والسياسية، إلا هناك مشاريع فكرية بعينها  في غاية الأهمية لم تحظ بحق في الدراسة والاعتبار من قبل المثقفين وأصحاب القرار لتفعيلها على أرض الواقع.

وبعكس مفكري بلدان الشرق  فإن مفكري المنطقة المغاربية لا يحبذون فكرة إنشاء مدارس وأتباع لهم، وربما كان هذا سببا لعدم انتشار أفكارهم رغم رصانتها الواضحة وعمقها الشديد.

 

 

 

 

نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، المفكر المغربي محمد عابد الجابري صاحب كتاب “نقد العقل العربي” الذي يقوم بإعادة النظر في الثقافة العربية والإسلامية بمجملها مستثمرا موسوعيته الهائلة، وأيضا عبد الله العروي الذي يطمح لإيجاد جسر سليم يمكّن العالم العربي من العبور نحو الحداثة، دون أن ننسى المفكر الجزائري محمد أركون الذي أجاد كثيرا في حفر وتفكيك العقل العربي والتراث، أما على مستوى الفكر الديني فكان العالم المقاصدي فريد الأنصاري قد انتقد بشدة الحركات الإسلامية في كتابه “الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب” واصفا إياها “بالانحراف الاستصنامي في الفكر والممارسة”.

9-المغاربة يفهمون الكثير من اللهجات

ربما قد يعاني الكثير من مواطني البلدان المشرقية في فهم لهجات البلدان المغاربية عموما، إلا أن هذا الأمر لا يشكل مصدر إزعاج لدى مواطني شمال إفريقيا، إذ بإمكان معظمهم فهم تقريبا جميع اللهجات المشرقية بمشاربها المختلفة، كما أن الكثير منهم يتقن العديد من اللغات الأوروبية مثل الفرنسية والإسبانية والألمانية والهولندية.

ربما يفسر هذا الأمر انفتاح سكان البلاد المغاربية عموما على الحضارات المختلفة ثقافيا، سواء كان ذلك عبر الإعلام أو بسبب ظاهرة الهجرة المنتشرة في المنطقة، وبالمقابل الضعف الشديد للصناعة الإعلامية والفنية المغاربية يمنع تسويق الثقافة المغاربية لدى مناطق أخرى بالعالم بشكل أفضل.

10-المغاربيون لا يتواصلون كثيرا

بإمكاننا إذا صح التعبير وصف الشخصية الجمعية للشعوب المغاربية بالانطوائية شيئا ما مقارنة مع شعوب المشرق مثلا.

يبدو جليا هذا الأمر في منشورات وخطابات المواطنين المغاربيين المتسمة بالاختصار والاختزال بشكل عام، عكس صفة الإطالة والإطناب التي نجدها في كتابات وكلام المشارقة.

ولا يقتصر الأمر على الجانب الثقافي، بل حتى على المستوى الاجتماعي نرصد ضعف التواصل بين الأفراد بالمنطقة المغاربية، ولربما يمكن للسائح المشرقي أن يلمس هذا الأمر بشكل فعلي.

وطبعا لا يعدو ذلك كونه خاصية أفضلية أو نقص بقدر ما هو سمة ثقافية ترسخت لدى هذه الشعوب نتيجة ظروفها التاريخية والسياسية والاجتماعية التي مرت بها.

حسنا، إن كنت مشرقيا وسبق لك أن زرت بلدا مغاربيا بإمكانك إخبارنا عن أي اختلاف رصدته عن ثقافة منطقتك، ونفس الشأن إن كنت مغاربيا وسبق لك أن عايشت مجتمعا مشرقيا.

اجمالي القراءات 2555
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق