حريق هائل يدمر مجلسي الشعب والشورى وغموض في الأسباب

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٩ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


كتب صبحي عبد السلام وحسين البربري وهاني ضوَّه (المصريون): : بتاريخ 19 - 8 - 2008
شب عصر أمس حريق هائل، رجحت التقارير الأولية اندلاعه نتيجة ماس كهربائي داخل مبنيي مجلسي الشعب والشورى، اللذين يقعان بشارع القصر العيني بالقرب من ميدان التحرير، وقد أتت النيران على المبنيين العتيقين، ونجم عنها حدوث انهيارات في الجدران وأجزاء كبيرة من غرفتي البرلمان، وإصابة 13 شخصا بسبب استنشاق الدخان، وسط محاولات مكثفة لإخماد الحريق يبذلها رجال الدفاع المدني والإطفاء، بمعاونة طائرات من القوات المسلحة.


واندلع الحريق في البداية بالدور الثاني لمجلس الشورى، بعد مغادرة الموظفين المبنى، وذلك عندما سمع معتز أبو زيد الموظف بالعلاقات العامة التابع لمجلس الشعب، صوت استغاثة زميله اللواء حاتم عبد العاطي الموظف بالعلاقات العامة، الذي كان متواجدا وقتها بمكتبه، قبل أن تمتد النيران إلى المبنى الأثري لمجلس الشعب.
ووفق إفادات ميدانية، فقد دمرت النيران، مبنى مجلس الشورى، ومباني تابعة لمجلس الشعب، ومنها المبنى الرئيس للجان المشتركة بين مجلسي الشعب والشورى، الذي يضم لجان الدفاع والأمن القومي والشباب والزراعة وحقوق الإنسان والإسكان والعلاقات العامة بمجلس الشعب، وكذلك مكتب مصطفى الفقي رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب.
ولم يتمكن رجال الدفاع المدني من احتواء الحريق، مما استدعى تدخل القوات المسلحة بعربات إطفاء حمولة 10 طن للعربة الواحدة، كما حضرت طائرات الإطفاء والتي قامت برش بودرة إطفاء، إلا أنها لم تفلح في إخماد النيران، حتى لحظة صدور عدد "المصريون" ليوم الأربعاء.
وحضر فور اندلاع الحريق الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، الذي ذهب إلى مكتبه وهو مكتب مؤمن له مخارج، وبعد ساعة ونصف دخلت النيران مكتبه، مما دعاه إلى الخروج بصحبة عدد كبير من أعضاء المجلس، كما دمر الحريق مكتب صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى.
وقد أثرت النيران والمياه المستخدمة في الإطفاء على المبنى الأثري الذي يرجع تاريخ إنشائه إلى مائتي عام، والمسقوف بالخشب، وسط مخاوف من انهيار القاعة الرئيسية لمجلس الشعب،
كما دمرت قاعة مبارك بالكامل وهي القاعة التي يتم فيها استضافة البرلمانيين العرب والأجانب.
وفرضت قوات الأمن، طوقا أمنيا حول مكان الحريق، وقامت بتحويل المرور بشارع القصر العيني والمنطقة المحيطة بمجلسي الشعب والشورى لتسهيل دخول سيارات الإسعاف والمطافئ.
وقال مسئولون أمنيون إن الحريق أسفر عن إصابة ستة إلى 13 شخص وبعض الأضرار المادية، وجاءت الإصابات نتيجة لاستنشاق الأدخنة والحروق البسيطة.
وقرر الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الذي توجه إلى موقع الحريق إنشاء غرفة عمليات لمتابعة جهود الإطفاء واحتواء النيران، في الوقت الذي دعا فيه الدكتور أحمد فتحي سرور إلى زيادة عربات الإطفاء وبذل مزيد من الجهد لتطويق النيران، وقرر أن يكون اليوم الأربعاء أجازة لموظفي المبنى الأثري البالغ عددهم 1700 موظف.
وصرح اللواء فؤاد علام الخبير الأمني، أن هناك مسئولين عن تأمين المبني من أية أخطار تهدده، مثل الحرائق واحتمالات وقوع أي هجوم إرهابي أو حوادث مشابهه، مشيرا إلى أن هناك قصورا واضحا في الخطة التأمينية لمثل هذه المباني، مدللا على ذلك بانتشاره الحريق بسرعة هائلة في أكثر من موقع في أقل من ساعتين.
وأضاف أن ضعف الاستعدادات واستخدام وسائل الإطفاء العادية والتقليدية أدى إلى تفاقم الوضع، وعلى الرغم من أن بداية الحريق كانت في مربع لا يزيد على 200 في 200 متر إلا أن محاولات رجال الإطفاء باءت بالفشل في مواجهة الكارثة.
ودعا علام إلى ضرورة مراجعة الخطة التأمينية لهذه المباني الهامة وتزويدها بوسائل الأمان الحديثة لتلافي تكرار الكارثة.
من جانبه، علق طلعت السادات عضو مجلس الشعب، قائلا: إن الحريق الذي تعرض له مجلسا الشعب والشورى لا يقل خطورة عن حريق القاهرة في يناير عام 1951، خاصة وأن التهم وثائق هامة وخطيرة لا يمكن تعويضها، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من تاريخ مصر تم فقدانه في الحريق.
وشبه السادات المناخ السياسي الذي يسود مصر حاليا بالمناخ السياسي الذي ساد مصر عام 1951 وقت حريق القاهرة الذي عجل بانفجار ثورة عام 1952، محذرا من أن البلاد تتجه نحو مخاض كبير وهو ما قاله جمال مبارك الذي وصفه برئيس الجمهورية القادم، أثناء جولته في محافظة بني سويف، بحسب ما نسب إليه. وانتقد السادات إجراءات تأمين مجلسي الشعب والشورى، قائلا لـ "المصريون" إن صفوت الشريف أنفق أكثر من 100 مليون جنية على تجديد مجلس الشورى وأرضيات طرقاته بالرخام، دون أن يخصص جزءا من هذه الأموال لشراء أجهزة إنذار للحريق وأجهزة إطفاء.
وفي إشارة إلى اندلاع شرارة الحريق من مجلس الشورى، قال السادات: "إن الشرور جاءتنا من جارنا اللى مالوش لازمة ويكلف الدولة أموالا طائلة"، وأعرب عن أمله أن تسرع الحرائق التي اندلعت أمس بالتغيير في مجلس الشورى ومن بعده باقي أجهزة الدولة لأن "النار وظيفتها تطهير كل شيء".
واختتم السادات قائلا: "أنا حزين لأن بيتي وبيت الشعب يحترق، وعايز أشوف وسيلة تساعدني لأتمكن بها من المشاركة في الإطفاء".

اجمالي القراءات 2040
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق