البابا تواضروس يتجنب الحديث عن أزمة «الخصوص».. ويطالب بالإبتعاد عن الإعلام والإهتمام بالصوم

اضيف الخبر في يوم الأحد ٠٧ - أبريل - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً.


تجنب البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الحديث عن أزمة «الخصوص» التى راح ضحيتها خمسة أشخاص بعد فتنة بين مسلمين وأقباط، فيما طالب بالاهتمام بالصوم، وتجنب الأحاديث والإبتعاد عن الميديا والإعلام والعودة إلى الله، قائلاً: «نحن في عيد البشارة، فرصة لكى تجعل النصف الثان من الصوم أفضل من الأول، ربنا يحافظ عليكم ويبارك لكم في هذه الايام المقدسة».

 

وشدد البابا تواضروس خلال العظة التى ألقاها فى كنيسة الأنبا تكلا بمنطقة الإبراهيمية بالإسكندرية أول من أمس على ضرورة الصوم، مؤكداً أن الصوم أغلى فترات السنة كلها، لأنه يشمل 3 محطات رئيسية، من بينها «أحد الرفاع»، ثم «المنتصف»، ثم «جمعة ختام الصوم»، مشيراً إلى أن الكنيسة وضعت قراءات في هذه المحطات الثلاثة، لضبط حياتنا ومسارنا.

 

وأوضح أن الانسان فى حياته مشغول بالكثير من الأحداث فتارة بالحياة وتارة أخرى بالإعلام، لكن عليه أن يعود إلى الله ليدخل مع قلبه ونفسه ليجهز للقاء الله.

 

وقال توضروس: «أن المحطة الأولى التى وضعتها الكنيسة هى «أحد الرفاع»، والتى طالب خلالها دخول كل فرد إلى مخدعه، مشيراً إلى أن المخدع هو القلب بأن يغلق كل فرد فمه طوال السنة وأن يغلق بابه على نفسه، خلال فترة الصوم، لأن الإنسان مشغول بمشغوليات كثيرة جداً، فتارة مشغول بالعمل ومرة مشغول بالاعلام والميديا، وخلال تلك الفترة تحتاج إلى التفتيش فى قلبك بدلاً من استقطاب أى افكار غير نقية، أو مشاعر غير مضبوطة، أو علاقات جت وعششت».

 

وأضاف، «الله أعطى قلبك ليكون مسكنًا له، تستطيع لقاء الله من خلال قلبك، قلب الذهب غير قلب الهش، والقلب النقي يلمع وهو شفاف، ترى مواعيد الله، وترى الايمان بعينك، وكيف تذهب للقاء الله وايديك فاضية، استغل تلك الفترة و ادخل لمخدعك اعمل فترة الصوم مجهزة لتكون جوه قلبك مش بره، اكتب على قلبك مغلق للتحسينات».

 

وأوضح تواضروس، أن القلب هو الهدية التي اذهب بها للمسيح، قائلاً : «المسيح قال اعطني قلبك، الله وضع قلوبنا في صدورنا لا يراها احد، عنيك قد تكشفك، لكن القلب مغلق، لا يراه ولن يراه الا الله، نقي قلبك، طوبي لانقياء القلب، قربك من الله مرتبط بنقاء قلبك».

 

 

وحذر من الاستسلام للحجج المجتمعية والتأثر بما يدور حولنا، مطالباً بتأجيل كل شيء إلا الصوم، قائلاً : «اوعى تقولي انت عارف اننا عايشين في المجتمع، بنقعد على النت والتليفزيون وبنقابل أصحابنا فلابد من تأجيل كل شئ إلا الصوم، ادخل لقلبك، اغلق بابك، الباب – أى اغلق فمك – عن الكلام وليس الهدف أن تغلقه عن الطعام لا تتحدث مع الناس، العالم اتكلم براحتك، الكبائن بتاعت الشارع، بتقول اتكلم براحتك انا بقولك اتكلم براحتك بس مع ربنا، تحدث مع الله، وهذه هى فترة الانقطاع عن كل شيء الا الله».

 

وأشار إلى أن المحطة الثانية التى وضعتها الكنيسة هى: «أحد المنتصف»، مشيراً إلى أن هذا الأحد هو أحد التحذير، فالعالم يحاول أن يروينا بماء متعدد، ماء الشهوات، على اختلاف اشكالها، شهوات الجسد، ولا يشبع أحد، فهو يؤدى إلى الإنتحار فى النهاية، مشيراً إلى أن سيرة أحد الأشخاص المشهورين كان يعمل مطبوعات في الاباحيات، قال انا عشت في كل الاكتئاب، قال ولذلك قررت الانتحار.

 

 

ولفت إلى أن ماء الشهوات، يشعر الانسان بعده بالشبع، ولكن بعد فترة قليلة يعود إلى الجوع، فالانسان يجوع ويشتهي طعام الخنازير، كل من يشرب هذا الماء يعطش، ثم ماء القنية، أي حب الامتلاك، ويفضل الانسان «زي الغبي»  كالذي يكنز المال، معتقداً أن عمره مستمراً للأبد ثم تنتهي حياته في نفس الليلة، ثم لدينا ماء السلطة والكرامة الانسانية والذات، ذات الانسان ، يشعر بنفسه ويعشر ان مفيش زيه، كل هذه الانواع من الماء كل من يشرب منها يعطش.

 

 

وأوضح، أن منتصف الصوم، يتطلب أن تنظر لحياتك، وتعيش حياة وتعمل حاجات جميلة جدًا، أوعى تكون نفسك ملهية، حتى نصل إلى المحطة الأخيرة ألا وهى ختام الصوم، وهي المحطة الأخيرة، لتنتهى الرحلة، لنصل فى النهاية إلى نتيجتين فالأولى نفع من الصوم، أو خسارته ليبقى على عناده، وبقى على رفضه، وبقيت حياته كما هي، ربنا يعطينا فرص كتيرة، باستمرار، فيصل إلى محطة العتاب، فكم مرة ستر عليك ربنا، كم مرة اعطاك، كم مرة وهبك من نعم، كم مرة بارك بيتك وحياتك، كم مرة اعطاك من هذه الصحة، انك تعيش وربنا يديمها عليك، كل هذه وغيرها الكتير والكتير كل يوم.

 

 

وحظر البابا تواضروس بترحيب شديد من شعب الكنيسة، موضحاً أنها ليس كنيسة غريبة عنه، ومش جديدة عليا، هي كنيسة مجتهدة، وآبائها يعملون كوحدة واحدة، ولديكم انشطة كثيرة، منها المستشفى الملحق وهو يخدم كل انسان، وهي كنيسة لها تاريخ قديم وحديث فيما أهدته احدى الأطفال قبل اقامة صلوات العشي، مداعبة من تواضروس للأطفال، حيث القى احد الاطفال قصيدة شعر للترحيب به، ثم اهدته له طفلة عروسة، ثم هنأهم بعيد البشارة، وعقب عظته قام بتوزيع شيكولاته على الحضور.

 

 

وتأتى الزيارة فى اطار التنفيذ التقليد الذى أعلن عنه بأداء القداسات الإلهية فى كنائس شرق وغرب ووسط الاسكندرية بالتساوى، بعيداً عن الكنيسة المرقسية للأقباط على عكس ما كان يقوم به البابا المتنيح شنوده الثالث، حيث عقد لقاء مغلق مع كهنة وآباء الكنيسة الأرثوذكسية بالاسكندرية، بحضور القمص رويس مرقص – وكيل الكاتدرايئة فى الاسكندرية - لمناقشة العديد من الأمور الروعوية والداخلية للكنيسة والاستماع إلى مشاكل الآباء.

 

 

وترأس البابا اجتماع بمجمع كهنة وسط وذلك بكنيسة الأنبا إبرام بمحرم بك، بينما ترأس القداس الصباحي الأحد، بكنيسة مارجرجس بسبورتنج، وينهى زيارته بإجتماع مع خدام كنيسة العذراء بمنطقة محرم بك.

 

 

وتعد هذه هى الزيارة الثالثة للبابا لمحافظة الاسكندرية والتى سيرأس فيها احدى صلوات القداس الإلهى بحضور عدد كبير من الاباء الكهنة والشعب القبطى.

اجمالي القراءات 2694
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق