مقاول يتهم وزير الإسكان السابق في تحقيقات النيابة بتقاضي 450 ألف جنيه رشوة بواسطة قيادات في الوزارة

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٤ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر



... قاللي انت عارف الفلوس دي راحت لمين يا فوزي.. فقلت له لمين؟.. قاللي الفلوس دي راحت لإبراهيم سليمان وزير الإسكان علشان يخلص مسألة المستحقات بتاعة الشركة وبتاعتك" هذا بالضبط نص اعترافات المقاول فوزي عبده علي أحمد صاحب مكتب المقاولات العمومية والمتهم بتقديم رشاوي وهدايا عينية لموظفين كبار في وزارة الإسكان في القضية التي حققتها نيابة أمن الدولة العليا وعرفت بـ"قضية الفساد الكبري في وزارة الإسكان".

مقالات متعلقة :


في القضية أكد المقاول أنه قدم رشاوي لـ"مصطفي امين العدوي نائب رئيس شركة النصر العامة للمقاولات"حسن علام سابقا" وهي شركة قطاع عام بناء علي تعليمات من علي الهتيمي رئيس مجلس إدارة الشركة لتسليمها لوزير الاسكان والتعمير السابق محمد ابراهيم سليمان لتخليص مستحقات الشركة العامة لدي وزارة التعمير وبالتالي صرف مستحقات مقاولي الباطن.

وفي التحقيقات قال المقاول فوزي عبده: إنه لديه مؤسسة خاصة اسمها مكتب المقاولات العمومية ومتخصص في رصف وردم الطرق ويدير أعماله بنفسه ويساعده سكرتير خاص اسمه علاء الدين طوسون ومهندس تنفيذي اسمه حمدي طايل.. وأقر بأن شركته الصغيرة حصلت من الباطن علي أعمال مقاولات كبيرة وكثيرة مع شركة حسن علام مثل حفر وردم نفق القاهرة وحفر نفق الميرغني وطريق المطار ومحطة صرف العين السخنة وطريق مطار الغردقة والطريق الدائري لمدينة سفاجا ومرسي علم وطريق سيوة الواحات وجزء من الطريق الدولي وبالتحديد قطاع رقم 8 من الطريق ومحطة مياه العلمين وتطوير المداخل الشرقية للقاهرة وإنشاء الوصلات الفرعية وتطوير الطريق الرئيسي غرب النيل من شركة ايجيكو.. وشدد أنه اخذ من الباطن 31 عملية كبيرة وقدم حافظة مستندات برتقالية تثبت ذلك.

وقال المقاول: إنه تلقي اتصالا من نائب رئيس شركة النصر العامة لمقابلته وحين التقاه قال له مصطفي امين العدوي:"هاكلمك في موضوع علي بيه الهتيمي رئيس الشركة نفسه علي علم بيه وهو ان فيه فلوس لازم تروح وزارة التعمير.. وأضاف:" قال لي مصطفي بيه أنت راجل مقاول معانا وعارف إن شغلنا بييجي من الوزارة ومستحقاتنا بنصرفها من هناك والمبلغ ده هايكون لمصلحة شركة حسن علام ولمصلحتي انا شخصيا (يقصد مصلحة المقاول) وقال: إن نائب رئيس الشركة أعلمه أن من مصلحته أن تحصل شركة حسن علام علي شغل لان ده معناه انني كمان هاينوبني نصيب من الشغل وآخذ عمليات فسألته المطلوب كام فقاللي المطلوب 200 ألف جنيه فقلت له تحت امرك ووعدته بأن أسلمه المبلغ تاني يوم فقاللي ما تجيبهمش علي المكتب هاتهم لي علي وزارة التعمير الصبح وفعلا صرفت الفلوس الصبح من البنك الأهلي لأني كنت واخد شيك من الشركة بمبلغ 400 ألف جنيه وحطيت الفلوس في شنطة سمسونيت بني وكانت بواكي 100 جنيه ورحت بعربيتي الشيروكي عند مبني الوزارة المتفرع من شارع قصر العيني لقيته قاعد في العربية بتاعته الأوبل فيكترا الخضرا اللي كان مستلمها من الشركة وكانت الساعة 11 صباحا وكان بيتابعني بالموبايل من ساعة ما دخلت البنك لحد ما خرجت ووصلت له وركنت العربية صف تاني ونزلت سلمته شنطة الفلوس ومشيت".

في التحقيقات أكد أيضا: إن الفلوس كانت"رشوة" لوزير الاسكان السابق محمد ابراهيم سليمان لأنه يملك بحكم منصبه إسناد العمليات بالأمر المباشر للشركة وصرف المستحقات فورا دون تعطيل.. وقال المقاول: إن نائب رئيس الشركة قال له انه سلم الفلوس لمدير مكتب إبراهيم سليمان يدا بيد.. وتابع في التحقيقات التي أجراها رئيس نيابة امن الدولة العليا المستشار خالد الشلقامي انه بعد ذلك كان له مستخلص كبير وحين ذهب للحصول عليه أبلغه مصطفي العدوي أن الوزارة عاوزين منه 150 ألف جنيه وقال لي نفس الكلام عن مصلحة شركة حسن علام وشركتي ومصلحة الجميع وأكد له أن الفلوس رايحة إلي وزير الاسكان والتعمير مباشرة وكان معانا في القعدة دي محمود عبد الرازق وكان عارف أن الفلوس دي رايحه للوزير وقاللي نائب رئيس مجلس الإدارة ان أدي الفلوس لمحمود وفعلا اتصل بي تاني يوم بعد ما صرفت الفلوس من البنك وسألني أنت فين قلت أنا في وسط البلد ومروح تحب أجيلك المكتب فقال لي بلاش المكتب والتقيته في المهندسين قدام محل مشهور للكاوتش والبطاريات في آخر شارع وادي النيل وكان معاه عربية الشغل البيجو الـ 405 وأخد الفلوس في شنطة بني كنت عامل منها مجموعة شنط هدايا".

وسأله رئيس نيابة أمن الدولة العليا:" وما الذي دعاك إلي دفع تلك المبالغ؟" فقال:"لأني مزنوق معاهم ولي مستحقات بالملايين ولو رفضت ممكن بسهولة قوي يوقفوا صرف المستحقات دي ويمنعوا عني الشغل ويخربوا بيتي".

هذه الاعترافات كانت تفرض استدعاء وزير الإسكان السابق للسؤال حتي عن علاقته بهذه القضية كما كانت تفرض سؤال مدير مكتبه فيما وجه له من اتهام بالحصول علي أموال ورشاوي لتسليمها للوزير لكن الذي جري كان شيئا آخر مختلفا عن كل التحقيقات التي تجري في كل الدنيا حيث تجاهل الجميع الاتهامات الموجهة لوزير الاسكان ومدير مكتبه ورجاله وكأن شيئا لم يكن أو كأن ابراهيم سليمان ورجاله فوق القانون مثلهم مثل كل المحظوظين والمسنودين في مصر.


اجمالي القراءات 2248
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق