"التعذيب بالوكالة".."التعاون مع الموساد".."خدعة الحرب".. أشهر التهم التي لاحقت سليمان

اضيف الخبر في يوم الخميس ١٩ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الوطن


 

دون إعطاء أسباب مفصلة عن كيفية وفاته، أعلن حسين كمال، مساعد عمر سليمان، وفاة نائب رئيس الجمهورية ومدير المخابرات السابق ، دون أن يوضح سبب الوفاة، قائلا:"كان بخير. حدث الأمر فجأة. كان يخضع لفحوصات طبية".

 

منذ فترة لا تتعدى العامين، وتحديدًا بعد توليه منصب نائب رئيس الجمهورية، كتب مجموعة من الصحفيين تقارير عن الدور الحاسم الذي لعبه مدير المخابرات ونائب رئيس الجمهورية السابق، عمر سليمان في عمليات التعذيب بالوكالة؛ حيث كان مسئولاً عن نظام كامل من التعذيب أرهب المصريين أنفسهم طوال فترة حكم مبارك، التي امتدت لـ 30 عامًا، بالإضافة إلى دوره في التسبب في تشدد الإسلاميين الذين أسسوا تنظيم القاعدة فيما بعد.

 

وكتب ممدوح حبيب، معتقل سابق بجوانتانامو، في مقال له بجريدة أسترالية، عن ملابسات كشفه للعالم عن أسباب معارضته تولي عمر سليمان منصب نائب رئيس الجمهورية؛ حيث أكد أنه لا يجب على الشباب الذي خرج ليطالب بالحرية والكرامة أن يعود دون تحقيق كامل حقوقه، ومحو أي جانب من جوانب نظام مبارك من القاع إلى القمة.

 

يقول أندي وورزنجتون، محلل صحفي وكاتب وخبير في شؤون معتقل جوانتانامو، "كما قلت من قبل في عدة مقالات سابقة شرحت فيها تاريخ سليمان مع عمليات التعذيب، لعب سليمان دورًا حاسمًا في التحالف "اللعين" بين مصر وأمريكا خلال "الحرب على الإرهاب"، حسبما يسمونها، حيث تم ضبط ونقل عدد من المعتقلين إلى مصر ليتم تعذيبهم تحت إشراف مدير المخابرات المصرية".

 

ويشير وورزنجتون إلى أن ويكيليكس سبق، وسربت عدة رسائل بهذا الشأن، حيث جاء نصًا، "في إطار التعاون الوثيق والمستمر بين ممثلي الحكومتين المصرية والأمريكية في مكافحة الإرهاب، فإن الحكومة الأمريكية ترى أن الالتزام المصري بعودة ثلاثة معتقلين مصريين هو التزامًا راسخًا من قبل الحكومة المصرية لتنفيذ المبادئ المطلوبة".

 

وأضافت الوثيقة، أن "التزام اللواء عمر سليمان مضمون ونافذ، حيث إنه ممثل الحكومة المصرية والمسئول عن سجل التعاون في قضايا مكافحة الإرهاب".

 

بروتوكول التعاون المشترك.. برنامج التعذيب الأمريكي

اختُطف ممدوح حبيب من حافلة في باكستان في أكتوبر 2001، واتُهم بالتورط في الأنشطة الإرهابية بسبب مزاعم أنه على اتصال بمؤيدي الإرهابي المصري المعتقل حتى الآن "الشيخ عمر عبد الرحمن" أو "الشيخ الكفيف" كما يسمونه. تعرض حبيب لأبشع أنواع التعذيب، بدايةً من الصعق بالكهرباء، إلى الضرب، إلى التعليق في خطافات معدنية، إلى الغرق في المياه، حتى اعترف كذبًا بأنه قام بتدريب بعض من منفذي عملية 11 سبتمبر. ورغم أن الاعتراف كان غير صحيح تمامًا، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، كانت على استعداد تام لتقديمه للمحاكمة في جوانتانامو حتى قام صحافيان بـ "واشنطن بوست" بكشف قصة تعذيبه، فأُفرج عنه فورًا.

 

وفي حديث لصحيفة "استراليان" يقول حبيب، إنه "سيكون من العار أن يصبح سليمان رئيسًا لمصر؛ نظرًا لماضيه في تعذيب من يتم اتهامهم بالإرهاب، بعد أن بدأ الرئيس الأمريكي كلينتون في إرسال المعتقلين لمصر ليتم تعذيبهم تحت اشراف سليمان شخصيًا.

 

وتشرح جاين ماير في كتابها، "الجانب المظلم"، كيف بدأت عمليات نقل المعتقلين لمصر لتعذيبهم- وكيف كان سليمان عاملًا حاسمًا في تطويره؛ فتقول: كان يُصرح بكل عملية ترحيل على أعلى المستويات في الحكومتين، وقد فاوض رئيس المخابرات المصرية- عمر سليمان- مسئولي المخابرات الأمريكية بشكل مباشر. ويصف إدوارد والكر- السفير الأمريكي الأسبق بالقاهرة- كيف أن النظير المصري- أي سليمان- "ذكي جدًا، وواقعي بشكل كبير"، مضيفًا أنه كان مُدركًا بأنه كان هناك جانب سلبي "بعض التأثيرات السلبية لتورط مصر في عمليات التعذيب وما إلى ذلك. ولكنه لم يكن شديد الحساسية تجاه ذلك الأمر".

 

وبشكل آلي، يُلزم القانون الأمريكي المخابرات الأمريكية بأن تطلب "ضمانات" من مصر بأنه المشتبه بهم الذين تُسلمهم أمريكا لمصر لن يتعرضون لأي عمليات تعذيب، إلا أنه خلال فترة تولي سليمان رئاسة المخابرات المصرية، كانت تعتبر مثل تلك الضمانات بالية ولا حاجة لها.

وصف مسئول سابق بالمخابرات الأمريكية سليمان بأنه "مُقرب" من المخابرات الأمريكية، وهو ما يجعله متورطًا في خدعة "الحرب ضد الإرهاب"

 

ومما يؤكد تلك الإدعاءات، قال حبيب لـ "استراليان"، "هذا الرجل عميل للمخابرات الأمريكية وللولايات المتحدة. وإن دعمت أستراليا سليمان، فإنهم سيكونون يدعمون التعذيب والجريمة". وأضاف حبيب أنه بعد تسليمه إلى مصر "شارك سليمان بنفسه في عملية تعذيبه"، وقال حبيب في كتابه، "لقد كان سليمان حاضرًا في أغلب جلسات استجوابي".

 

دعوى قضائية ضد سليمان بتهمة التعذيب

"ربما لا تعرفني.. ولكنني أنا من يتحكم في حياتك الآن"، بهذه الكلمات بدأ حبيب وصف إحدى جلسات استجوابه، حيث اقتبست "استراليان" نقلًا عنه، "كنت أجلس على كرسي، مغمى العينين، ويداي مقيدتان خلف ظهري. اقترب مني سليمان، كان صوته عميقًا وقويًا، وحدثني باللهجة المصرية والإنجليزية، قائلا "ربما لا تعرفني.. ولكنني من يتحكم في حياتك الآن".

 

وأضافت الصحيفة الإسترالية نقلا عن حبيب، "قال لي سليمان إنه يريد أن يراني أموت ببطء، لا أريدك أن تموت الآن، وقتي ثمين جدًا لأقضيه معك. ليس لديك سواي لأنقذك. أنا مخلصك. يجب أن تخبرني بكل شئ إن أردت أن تكون آمنًا". وعندما رد حبيب بأنه لا يعرف شيئًا، قال سليمان "هل تظن أنني لا أستطيع أن أدمرك تمامًا؟".

 

وأضافت الصحيفة الاسترالية أنه بعد أن انتزع رجال سليمان الاعترافات من حبيب، تم نقله إلى عهدة الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى، حيث تقرر إيداعه معتقل جوانتانامو. وبعد ذلك تم ارسال "اعترافه" كدليل إلى محكمة جوانتانامو.

 

ويقول الكاتب جيف كاي، "إن ممدوح حبيب قد أقام دعوى قضائية ضد رئيس المخابرات المصرية السابق، يتهمه فيها بتعذيبه للحصول على اعترافات كاذبة بشأن أحداث تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، حيث اعترف حبيب تحت التعذيب بعلاقته بأفراد تنظيم القاعدة، وهو ما أدى إلى نقله بعد ذلك إلى جوانتانامو لمحاكمته استنادًا على الاعتراف الذي أدلى به تحت التعذيب".

 

"خدعة الحرب" ضد الإرهاب

ولا يمكن المبالغة في أهمية هذا الأمر، فقد وصف مسئول سابق بالمخابرات الأمريكية سليمان بأنه "مُقرب" من المخابرات الأمريكية، وهو ما يجعله متورطًا في خدعة "الحرب ضد الإرهاب"، والتي كان يحدث فيها عمليات تعذيب سواء أكانت عمدًا أو بالصدفة، ليس لحماية الولايات المتحدة أو حلفائها، وإنما للبحث عن تبريرات للاعتداء غير الشرعي على العراق في 2003.

 

وذكر موقع "دارك بوليتيكرز" أن هناك العديد من الاتهامات الموجهة لـ "سليمان" بشأن تعذيب المشتبه بهم من أفراد تنظيم القاعدة، حيث تم استخدام المعلومات المنتزعة من المشتبه بهم إثر تعذيبهم في الاستعداد الأمريكي لغزو العراق، كدليل على الاتصالات بين صدام حسين وتنظيم القاعدة.

 

ويقول الكاتب أنتوني لوينستين على موقعه الإلكتروني، "لسنوات طويلة عانى ممدوح حبيب من التعذيب وتشويه السمعة، بسبب ما أسمته أمريكا بـ "الحرب على الإرهاب"، ولكن العام الماضي استطاع حبيب تحقيق النصر أخيرًا في محكمة أسترالية قضت بتعويضه جراء تسليمه للولايات المتحدة على إثر تفجيرات 11 سبتمبر".

 

"إن حبيب هو الشاهد الأساسي القادر على التأكيد على دور سليمان في مصر حاليًا. ويجب على نظام باراك أوباما وحلفائه أن يدينون انتهاكات نظام مبارك، ويطالبون بمحاكمات دولية على الجرائم التي اقترفوها". ونقل لوينستين عن حبيب "لا يمكن لسليمان أن يقود مصر لمستقبل أفضل بينما تتلطخ يداه بالدم".

 

ويؤكد الموقع أن وثائق ويكيليكس تثبت أن سليمان تمتع بعلاقات قوية مع المخابرات الأمريكية. وجاء في نص الوثيقة "ربما تكون علاقاتنا الاستخبارية مع عمر سليمان من أقوى عناصر العلاقة مع مصر".

هاآرتس: رغم أن سليمان مسلم ملتزم، إلا أنه لم يوقف المباحثات مع نظرائه الإسرائيليون ذات مرة ليؤدي فريضة الصلاة

 

عداء الأصولية الإسلامية

تحت عنوان "الرصاص المصبوب .. عمر سليمان لم يذرف دمعة واحدة"، ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أنه "رغم أن سليمان مسلم ملتزم، إلا أنه لم يوقف المباحثات مع نظرائه الإسرائيليون ذات مرة ليؤدي فريضة الصلاة. هو يشعر بالازدراء والبغض الشديد تجاه الإخوان المسلمون، الذين يراهم العدو الأول والتهديد الأساسي الذي يهدد أمن مصر.

 

وتضيف الصحيفة "هذه هي وجهة نظره ومعتقده الذي جعله يساعد المخابرات الأمريكية في التحقيق مع معتقلي تنظيم القاعدة. ولهذا فإن المخابرات الأمريكية تكن له الاحترام وتعتبر المخابرات المصرية حليف لا يقل قوة عن الموساد الإسرائيلي".

 

"ومن هنا استمد علاقته بحماس، فهو يراها امتداد لجماعة الإخوان المسلمون". مارك بيري- مدير "منتدى النزاعات"، وهي منظمة دولية يرأسها رئيس المخابرات البريطانية أليستر كروك، تسعى للوصل بين الغرب والمنظمات الإسلامية الأصولية مثل حماس وحزب الله، يقول "التقيته قبل عامين في محاضرة في منتدى مُصغر في معهد أبحاث واشنطن، وسألته ما إذا كانت حماس التي فازت بالانتخابات الفلسطينية، يمكنها أن تكون عامل مستقر وإيجابي في الحكومة الفلسطينية. وقد أجابني بلا تردد قائلا، "بالطبع لا، أنا أعرف هؤلاء جيدًا. إنهم الإخوان المسلمون ولن يتغيروا أبدًا. هم كاذبون والشيء الوحيد الذي يعرفونه هو القوة والعنف".

 

في حين تؤكد الصحيفة الإسرائيلية "لا تعني العلاقات الطيبة بينهما أن أجندة اللواء المصري تتوافق مع إسرائيل بشكل كامل، فلا يجب أن ننسى أنه مصري وطني قبل كل شئ". حيث تؤكد "إن عداءه للإسلام الأصولي لا يعني بالضرورة أن يكون من مؤيدي إسرائيل، فهو لا يمكن أن يكون من مؤيدي إسرائيل بأي شكل من الأشكال".

 

كما ترى الصحيفة الإسرائيلية أن عمر سليمان ليس كما يراه الكثيرون في الأوساط الإسرائيلية بأنه حليف لإسرائيل، فهي تراه معاديًا لإسرائيل -على وجه الخصوص- بنفس درجة معاداته للمنظمات الأصولية الإسلامية.

 

التعاون المشترك مع الموساد.. وعقبة "طنطاوي" في وجه الموساد

ذكر موقع "القناة العاشرة" الإسرائيلية أنه وفقا لوثائق ويكيليكس، فإن وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" "تُقدر" تعاون وتأييد مدير المخابرات المصرية السابق- عمر سليمان- فيما يخص الصراع لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة من خلال الأنفاق السرية على الحدود المصرية.

 

ومع ذلك فإنه وفقًا للبرقية التي أرسلتها السفارة الأمريكية بـ"تل أبيب" إلى الخارجية الأمريكية، فقد أعربت إسرائيل عن قلقها من وزير الدفاع المصري ورئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة - المشير طنطاوي؛ حيث صرحت بأنه "عقبة" في طريق الجهود المشتركة المبذولة لوقف تهريب السلاح إلى غزة.

 

وتشير صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إلى أن عمر سليمان معروف جيدا لكل الإسرائيليين، سواء أكانوا مسئولون رسميون أم مواطنون. فمنذ أن تولى رئاسة المخابرات المصرية في 1993، أقام علاقات مختلفة مع أغلب رؤساء أجهزة إسرائيل مثل الموساد وجهاز الأمن العام الإسرائيلي و جهاز أمان، فقد اعتاد أن يتحدث إلى رئيس الموساد السابق- شبتاي شبيط، في بعض الأمور الشخصية كأسرته وأبنائه.

 

ويقول مسئول بالموساد الإسرائيلي، "التقيته عدة مرات، ومنذ اللحظة الأولى بدت عليه أن مهمته الوحيدة هي حماية النظام والدفاع عن الرئيس، ولا أدل على ذلك من إصرار سليمان على أن تطير سيارة الرئيس المصفحة على نفس الطائرة إلى أديس أبابا؛ وهو ما أدى لتقوية العلاقات بين الإثنين فيما بعد".

 

وأشارت "معاريف" الإسرائيلية إلى أن سليمان سبق وأن تعاون عدة مرات مع جهاز الموساد الإسرائيلي لمقاومة ما أسمته بـ "الجماعات الإرهابية وتنظيم القاعدة في سيناء".

 

وترى "هاآرتس" أن تصريحات بنيامين بن اليعاذر- عضو الكنيست الإسرائيلي- بأن سليمان هو المرشح الرئاسي الأفضل حاليًا للمصالح الإسرائيلية، تم تفسيرها على نحو خاطئ تمامًا، بل أن الصحيفة تؤكد أن تلك التصريحات تم تحريفها ليظهر سليمان على أنه امتداد نظام الحكم السابق في مصر، وأنه مستعد لخدمة مصالح إسرائيل، ولذا فإنه لا يصلح لأن يكون رئيسًا لمصر.

 

وتعود الصحيفة لتكرر أن المقصود من تصريحات بن اليعاذر هو التأكيد على أن سليمان هو الأوحد الذي يرى العلاقات المصرية الإسرائيلية كحجر زاوية استراتيجي، ولا يمكن التخلي عنه. في حين أن بن اليعاذر يرى أن وصول الإخوان المسلمون للحكم يمثل أكبر تهديد لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، بل أنه يمثل خطرًا على الوجود الإسرائيلي في حد ذاته.

 

وأشارت صحيفة "القدس العربي" نقلا عن إذاعة "الجيش الإسرائيلي"، أن وزير تطوير النقب والجليل، سيلفان شالوم، وهو من أقطاب حزب (الليكود) الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو، كان قد صرح بأن ترشيح سليمان للرئاسة هو تحول إيجابي، وأضاف "سليمان الذي يدرك الأمور من الداخل قادر على إحداث تغيير يوقف وصول الأسلحة والجهات المعادية والمخدرات من مصر إلى قطاع غزة"- على حد قوله.

وثائق ويكيليكس: وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" "تُقدر" تعاون وتأييد مدير المخابرات المصرية السابق عمر سليمان

علاوة على ذلك، أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أنّ اللواء سليمان كان قد توسط عدة مرات بين إسرائيل وجهات فلسطينية مختلفة.

 

ونقلت عن مصادر مصرية قولها إنه مع اقتراب موعد الانتخابات، فإنّ المرشح أحمد شفيق- رئيس الحكومة السابق- والذي حظي بدعم الجيش المصري سوف يضطر إلى سحب ترشيحه ليوفر فرص الفوز لعمر سليمان.

 

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن قانون العزل الذي أصدره البرلمان المصري، ماهو إلا محاولة جديدة من محاولات الإخوان المسلمين لإحباط فرصة نجاح أي شخص دون خيرت الشاطر- مرشحهم للانتخابات الرئاسية.

 

خليفة الرئيس.. والحاكم المستقبلي للبلاد

قدم مراسل صحيفة الـ "نيويورك تايمز" بعض التقارير عن التفاصيل الخاصة بـ "سليمان" ودوره المهم في مصر البائدة، والتي يحاول المصريون التخلص منها بعد الاطاحة برأس النظام، فيقول المراسل الأمريكي، "هناك بعض المحللين يرون أن سليمان هو خليفة الرئيس مبارك، فقد اكتسب احترام دولي لدوره كوسيط في شئون الشرق الأوسط وكبح جماح التطرف الإسلامي".

 

في عام 2009، صنفت مجلة "فورين بوليسي" سليمان كأقوى رئيس استخبارات في الشرق الأوسط، متقدمًا على رئيس الموساد آنذاك- مئير داجان. وفي ملاحظة تبدو تهكمية بعض الشيء، كتبت المجلة "بعيدًا عن أي عامل آخر، فإن السبب الأساسي لتأثير سليمان في الشرق الأوسط هو ولاءه الأعمى لمبارك".

 

تقول "هاآرتس" أن سليمان هو اليد اليمنى لمبارك، وهو المسئول عن التوصل لاتفاقية التهدئة بين حماس وإسرائيل، إلا أنه لم ينجح في التأثير على ياسر عرفات وإسرائيل لوقف سفك الدماء أثناء الانتفاضة الثانية؛ حيث كانت إسرائيل تأمل في أن يصل سليمان لحل للتهدئة الدائمة بينهما.

وتتابع الصحيفة "لقد كان مبارك يعده ليرث منصبه، على الرغم من أنه كان يعد ابنه جمال ليرث المنصب، إلا أنه اختار سليمان كحل بديل إذا ما قوبلت تلك الخطوة بالمعارضة الجماهيرية".

 

وكان موقع ويكيليكس قد نشر وثيقة سابقة، جاء فيها أن أحد مسئولي الموساد، أكد أن سليمان سيشغل منصب الرئاسة حتى ولو بشكل مؤقت إن توفي مبارك أو أصبح عاجزًا.

 

تصدير الغاز لإسرائيل

ألمحت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إلى أنه قد يكون له دور في إتمام صفقة تصدير الغاز بين مصر وإسرائيل. في حين تؤكد صحيفة "هاآرتس" على أنه كان له دور من خلف الستار في تقدم صفقة الغاز بين الدولتين؛ حيث توسط رئيس الموساد الإسرائيلي السابق- شبيط شبتاي- لدى سليمان لاقناع المسئولون في مصر، وذلك لعلاقتهما الوثيقة.

وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أن الاتهامات المتبادلة بشأن تصدير الغاز لإسرائيل مشتعلة، وبينما تؤكد تقارير صحفية أن عمرو موسى- وزير الخارجية الأسبق- هو من صرح بالموافقة على تصدير الغاز لإسرائيل، إلا أنه لا يمكن استبعاد تورط عمر سليمان بطريقةٍ ما في الصفقة.

 

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وثائق سرية تحتوي على المراسلات التي تمت بين سليمان ووزير البترول الأسبق سامح فهمي، والتي طالب فيها سليمان بسرعة توقيع اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل، وأنه "من الأفضل التوقيع بشكل سري". وتُرجح الصحف الإسرائيلية أن نشر مثل تلك الوثائق لا يهدف إلا لتلطيخ إسم عمر سليمان، خاصةً بعد أن تعالت الأصوات المطالبة بترشيحه لرئاسة الجمهورية.

 

كما نشرت بعض المواقع الإخبارية الإسرائيلية والأمريكية صورة ضوئية من رسالة أرسلها سليمان إلى وزير البترول الأسبق- سامح فهمي- يحثه فيها على التعجيل بإجراءات توقيع إتفاقية تصدير الغاز مع شركة شرق المتوسط، والتي تنقل الغاز بدورها إلى الشركة الإسرائيلية. وحملت الرسالة ختم النسر المصري وامضاء عمر سليمان شخصيًا.

اجمالي القراءات 3355
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق