بندر بن سلطان يعود إلى "الرواق الملكي" بعد طول غياب

اضيف الخبر في يوم السبت ١٤ - يوليو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ايلاف


بندر بن سلطان يعود إلى "الرواق الملكي" بعد طول غياب

استدعاؤه يعني تحضير خطة ما في مواجهة إيران وسوريا

بندر بن سلطان يعود إلى "الرواق الملكي" بعد طول غياب

 


يرى مراقبون أن عودة الأمير بندر بن سلطان إلى الأضواء مؤخراً تشي بأن خطة ما ستظهر للعلن في الوقت القريب، وخاصة في ظل تسارع التطورات المتعلقة في سوريا وايران والمنطقة ككل.


كان لافتاً لمراقبين كثر حضور الأمين العام لمجلس الأمن الوطني في السعودية الأمير بندر بن سلطان، لقاء العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ديفيد باتريوس، وذلك بعد غياب طويل عن المشهد السياسي في بلاده بسبب ظروف صحية لازمته لأكثر من عامين.

ولم تتسرب معلومات حول هذا الاجتماع اللافت من حيث الوقت والمشاركة، لكنه بالتأكيد يأتي في اطار ما تشهده المنطقة من حالة غليان على خلفية اللازمة السورية، وتشابكات الملف الإيراني، ينضاف إليها الخلاف السعودي مع روسيا والصين، واستدعاء بندر يعني أن "خطة ما ستظهر للعلن" كما قال اكثر من دبلوماسي خليجي في لندن.

الأمير بندر بن سلطان مع رئيس الاستخبارات الأمير مقرن بن عبد العزيز خلال اجتماع الملك مع الرئيس الفلسطيني

ذلك الاجتماع، الذي كان أولى اجتماعات بندر بعد العودة، شهد حضور رفيقه المحارب الجوي السابق ورئيس الاستخبارات الحالي الأمير مقرن بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف، والأمير عبد العزيز بن عبد الله، إضافة إلى تلميذه القديم عادل الجبير السفير الحالي في واشنطن.

واكثر ما يشغل الرياض وواشنطن هو شكل المنطقة بعد الأسد، وكيف ستكون سوريا، بعد دخول مصر في غيبوبة لا يعلم إلا قلة متى تفيق منها، مما أثر على محور الاعتدال العربي، الذي أخذ على عاتقه تحجيم نفوذ إيران خلال السنوات الفائتة.

كما أن موضوع ضربة جوية إلى ايران يثير كثيرا من الأسئلة، في عواصم الخليج المهتمة، وهي الرياض وأبو ظبي والدوحة والمنامة، خصوصا وان طهران تقف كلاعب سيرك غير مدرب، يثير ضحك المشاهدين أكثر من هلعهم، على حد تعبير مراقبين، لم ينسوا الإشارة إلى أن إسرائيل أيضا تراقب المشهد بحذر وقلق.

وتشير عودة الرجل الذي كان تمساح الانتصارات السعودية منذ الثمانينات، إلى أن السعودية تتجه إلى مزيد من التصلب، وانتهاج سياسة أكثر حزما تجاه طهران، في وقت يسمع فيه سكان المنطقة طبول الحرب، ورفعت فيه المملكة النفطية درجة التأهب في كامل قواتها المسلحة جوا وأرضا وبحرا .

لماذا هذه العودة، كيف تمت وماذا تعني؟ هكذا تساءل السياسيون، والمراقبون والجواسيس، ومسترقو السمع، والرؤية، عن معنى هذه العودة الفريدة وتوقيتها، وعلى راس المتسائلين ايران وسوريا وكثير من الشيوعيين والمتشيعة. والإجابة لا يعرفها إلا البندريون، ورجال البلاط، وكبار القوم، وأكابر الأمراء.

ولطالما اشتكى الأسد من تواجد بندر المثير لقلقه، لدرجة طلب فيها أن لا يحضر بندر أي جلسات رسمية تتعلق بالشأن السوري. كما إن وسائل إعلامية إيرانية دأبت على التعرض الى العدو البغيض كلما سنحت الفرصة، وهو مؤشر لدرجة سخونة المعركة على الأرض.

ويعرف بندر، وجهازه، ورفاقه، أن أمن بلاده مرتبطة بالخليج: منطقة مفتوحة على كل الاتجاهات، والاحتمالات، ومنها تهب الرياح، ويضطرب البحر.

غياب بندر الطويل بسبب ظروف صحية، غذى ماكينة الإشاعات حول ما إذا كان الأمير المثير، غاضباً، أو مغضوباً عليه. إلا أن عودته أنهت حالة خضعت لأكثر من تفسير وشائعة، ترددت على مدار السنتين الماضيتين. منها عبارات "العزلة" و"الانطواء" و"الاعتكاف السياسي" و"المرض".

الحقيقة التي انجلت أخيراً، هي أن التفسير الأخير، أي المرض، كان السبب الساسي والحقيقي وراء غياب أخطر واقوى سفير سعودي مر في تاريخ بلاده منذ تأسيسها في مطلع القرن الماضي.

اجمالي القراءات 4212
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق