دار الإفتاء: بناء الكنائس جائز إذا كانت هناك حاجة لذلك

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٢ - أكتوبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: اخبار مصر


دار الإفتاء: بناء الكنائس جائز إذا كانت هناك حاجة لذلك

دار الإفتاء: بناء الكنائس جائز إذا كانت هناك حاجة لذلك

تعليق علي الموضوع إرسال لصديق طباعة الصفحة

القاهرة - أخبار مصر

أكدت دار الإفتاء المصرية أنه يجوز للمسيحيين في الديار المصرية وفقًا للشريعة الإسلامية بناءُ الكنائس في ظل الدولة الإسلامية إذا احتاجوا إلى ذلك في عباداتهم وشعائرهم التي أقر الإسلام على البقاء عليها؛ وذلك وفق اللوائح والقوانين التي تنظمها الدولة المصرية في ذلك حيث لم يَرِدْ في الشرع الحنيف المنعُ من ذلك في شيء مِن النصوص الصحيحة الصريحة، وأنه طبقا لذلك جرى العمل عبر العصور المختلفة ووفق اللوائح والقوانين التي تنظمها الدولة المصرية في ذلك الأمر.

وأشارت دار الإفتاء في بيان صدر عنها الأربعاء إلى أنها أكدت سلفًا في معرض ردها على سؤال حول مشروعية بناء الكنائس للمسيحيين في مصر أنه لا يخفى أن سماح الدولة الإسلامية لرعاياها ومواطنيها من أهل الكتاب ببناء الكنائس ودور العبادة عند حاجتهم لذلك يعد هو المصلحة الراجحة والرأي الصائب التي دلت عليه عمومات النصوص الشرعية من الكتاب والسنة وأكدها عمل المسلمين عبر العصور والأمصار وأيدتها المقاصد الكلية ومرامي الشريعة..

هذا بالإضافة إلى المتغيرات العالمية والدولية والإقليمية والمحلية وقيام الدولة المدنية الحديثة على مفهوم المواطنة الذي أقره النبي - صلى الله عليه وسلم - في معاهدة المدينة المنورة ومبدأ المعاملة بالمثل بين الدول..

وأضافت دار الإفتاء أن الناظر في التاريخ الإسلامي يرى كيف رحب أقباط مصر بالمسلمين الفاتحين وفتحوا لهم صدورهم على الرغم مِن أنَّ حُكّامهم من الرومان كانوا نصارى مثلهم ولكنهم فضلوا العيش تحت مظلة الإسلام وعاشوا مع المسلمين في أمان وسلام وصار قبط مصر عُدة وأعوانًا في سبيل الله كما أخبر النبي محمد - صلى الله عليه وسلم؛ لتصنع مصر بذلك أعمق تجربة تاريخية ناجحة من التعايش والمشاركة في الوطن الواحد بين أصحاب الأديان المختلفة.

وبينت الفتوى أنه قد سبق لدار الإفتاء المصرية في عهد فضيلة الدكتور نصر فريد واصل المفتي الأسبق إصدار فتوى عام 1999 بجواز بناء الكنائس في بلاد الإسلام؛ حيث جاء فيها: "إن الإسلام يعطي أهل الكتب السماوية نصرانية أو يهودية أو غيرهما الحرية الكاملة في ممـارسة طقوسهم الدينية وإقامة معابدهم وتركهم وما يدينون طالما أنهم لا يعادون الإسلام ولا يعينون عليه أحدًا".

وأوضحت أن هذه الفتوى مؤسسة على الدلائل الشرعية المستقرة التي تثبت أن الإسلام هو دينُ التعايش، ومبادئه تدعو إلى السلام ولا تُقِرُّ العنف؛ ولذلك لم يجبر أصحاب الديانات الأخرى على الدخول فيه بل جعل ذلك باختيار الإنسان في آيات كثيرة نص فيها الشرع على حرية الديانة بل أمر الشرع بإظهار البر والرحمة والقسط في التعامل مع المخالفين في العقيدة.

وشددت الفتوى التي حملت توقيع أمانة الفتوى على أن الإسلام ترك الناس على أديانهم ولم يُجبِرْهم على الدخول في الإسلام قهرًا، فقد سمح لهم بممارسة طقوس أديانهم في دور عبادتهم، وضمن لهم من أجل ذلك سلامة دور العبادة وأَوْلاها عناية خاصة؛ فحرم الاعتداء بكافة أشكاله عليها بل إن القرآن الكريم جعل تغلُّب المسلمين وجهادهم لرفع الطغيان ودفع العدوان وتمكين الله تعالى لهم في الأرض سببًا في حفظ دور العبادة سواء أكانت للمسلمين أم لغيرهم من الهدم وضمانًا لأمنها وسلامة أصحابها بل إن الشرع الشريف أذن لأهل الديانات السماوية ببناء ما تهدم من كنائسهم وترميم ما تصدع منها؛ معلِّلا لمشروعية إعادة بناء الكنائس المنهدمة أنه جرى التوارث من لدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا بترك الكنائس في أمصار المسلمين.

واستشهدت دار الإفتاء بأنه إذا كان النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - قد أقرَّ في عام الوفود وفد نصارى نجران على الصلاة في مسجده الشريف، والمسجد هو بيت الله المختص بالمسلمين، فإنه يجوز مِن باب أَوْلى بناءُ الكنائس ودور العبادة التي يؤدون فيها عباداتهم وشعائرهم التي أقر المسلمون البقاء عليها إذا احتاجوا لذلك.

ولفتت أمانة الإفتاء إلى أن الشريعة الإسلامية كلفت المسلمين بتوفير الأمان لأهل الكتاب في أداء عبادتهم تحت مظلة الدولة الإسلامية، وهذا كما يقتضي إبقاء الكنائس ودور العبادة على حالها من غير تعرض لها بهدم أو تخريب، وإعادتها أيضًا إذا انهدمت أو تخربت، فإنه يقتضي أيضًا جواز السماح لهم ببناء الكنائس وأماكن العبادة عند احتياجهم إلى ذلك؛ فإن الإذنَ في الشيء إذنٌ في مُكَمِّلات مَقصودِه، كما ورد عن علماء الأمة الإسلامية وإلا فكيف يُقرّ الإسلام أهل الذمة على بقائهم على أديانهم وممارسة شعائرهم ثم يمنعهم من بناء دور العبادة التي يتعبدون فيها عندما يحتاجون ذلك..!

وعلى ذلك جرى عمل المسلمين عبر تاريخهم المشرف وحضارتهم النقية وأخلاقهم النبيلة السمحة؛ منذ العصور الأولى وعهود الصحابة والتابعين..

كما أشارت إلى أن عالِمى الديار المصرية الإمام والمحدث والفقيه أبوالحارث الليث بن سعد والإمام قاضي مصر أبوعبد الرحمن عبدالله بن لهيعة أكدا أن كنائس مصر لم تُبْنَ إلا في الإسلام، وأن والي مصر في زمن هارون الرشيد موسى بن عيسى أمر بإعادة بناء الكنائس التي هدمها مَن كان قبله وجعلا ذلك مِن عمارة البلاد، وكانا أعلم أهل مصر في زمنهما بلا مدافعة..

وأضافت الفتوى أن المؤرخين كذلك أكدوا أنه قد بُنِيت في مصر عدة كنائس في القرن الأول الهجري مثل كنيسة "ماري مرقص" بالإسكندرية ما بين عامي 39 و56 هجرية، وفي ولاية مسلمة بن مخلد على مصر بين عامي 47 و 68 هجرية بُنِيت أول كنيسة بالفسطاط في حارة الروم، كما سمح عبدالعزيز بن مروان حين أنشأ مدينة "حلوان" ببناء كنيسة فيها، وسمح كذلك لبعض الأساقفة ببناء ديرين كما يذكر المؤرخ المقريزي أمثلة عديدة لكنائس أهل الكتاب، مؤكدًا أن جميع كنائس القاهرة المذكورة محدَثة (أي تم إنشاؤها ) في الإسلام بلا خلاف..

وشددت أمانة الفتوى على أن ما يُحتَجُّ به على منع بناء الكنائس في بلاد الإسلام مِن أحاديث كلها أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، ولا يُعمَل بمثلها في الأحكام، والصحيح منها محمول على منع بناء الكنائس في جزيرة العرب دون سواها من دول الإسلام، وكذلك ما يُحتجُّ به من حكاية الإجماع في ذلك؛ فكل هذا مخالفٌ لمَا عليه عملُ المسلمين سلفًا وخلفًا كما سبق.

وأن ما قاله جماعة من الفقهاء بمنع إحداث (إنشاء) الكنائس في بلاد المسلمين هي أقوال لها سياقاتها التاريخية وظروفها الاجتماعية المتعلقة بها؛ حيث مرت الدولة الإسلامية منذ نشأتها بأحوال السلم والحرب، وتعرضت للهجمات الضارية والحملات الصليبية التي اتخذت طابعًا دينيًّا يغذيه جماعة من المنتسبين للكنيسة آنذاك، مما دعا فقهاء المسلمين إلى تبني الأقوال التي تساعد على استقرار الدولة الإسلامية والنظام العام من جهة، ورد العدوان على عقائد المسلمين ومساجدهم من جهة أخرى.. ولا يخفى أن تغير الواقع يقتضي تغير الفتوى المبنية عليه؛ إذ الفتوى تتغير بتغير العوامل الأربعة (الزمان والمكان والأشخاص والأحوال).**

اجمالي القراءات 4201
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الأربعاء ١٢ - أكتوبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[60776]

دار الإفساء دائما يأتون بعد خراب مالطة ..

لو أن القائمين على دار الافساد في مصر يتقون الله في هذا البلد لتدخلوا فورا قبل اسبوع من اندلاع المذبحة امام ماسبيرو وكان يجب عليهم التدخل الفورى في اسوان وقو هذه الفتوى بصوت عال في وجه المجلس العسكرى والسلفييين حتى لا يحدث ما حدث ، وما قيمة هذه الفتوى الآن هذه جريمة لابد من محاكمة جميع العاملين في دار الافساد عليها وما هي وظيفتكم اذن اذا كان الاسلام لا يمانع في بناء الكنائس .؟ ولماذا تركتم السلفيين والمتطرفين يهدمون الكنيسة ولم تتحركوا ولماذا لم توجهوا رسالة رسمية  للمجلس العسكرى  تقرون فيها حق الاقباط في بناء الكنائس طالما الاسلام لا يمانع.؟ لماذا تركتم الامر برمته للمجلس العسكرى والسلفيين والمجالس العرفية التي فرض السلفيون فيها شروطهم على الاقباط وفردوا عضلاتهم بحماية الجيش .؟

انتم مسئولون مسئولون ضمن المسئولين عن احداث ماسبيروا لانكم لم تقولوا كلمة الجق في موعدها وفي الوقت المناسب لأن هذه الفتوى في هذا التوقيت إدانه لكم وجريمة في حقكم وفي حق من يوافق على بقائكم في اماكنكم انتم خدام السلطان وجزء من المؤامرة الواضحة على هذا البلد ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق