دماء الثورات تسيل على يد النظام السعودي

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٢ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً.


دماء الثورات تسيل على يد النظام السعودي

 محمد الوليدي

لقد ثبت بالدليل القاطع أن النظام السعودي هو الذي أطال أمد الثورات العربية وكلفها المزيد من الدماء. لا يمكن لأي نظام عربي تحمل هذه  الثورات العارمة وعلى مدى فترة طويلة دون الدعم السعودي، ولا يمكن لأي نظام عربي محاربة هذه الثورات وبهذه الشراسة وعلى مدى فترة طويلة دون الدعم السعودي، خاصة وأن الغرب تخلى عن هذه الأنظمة بعد أن تكشفت دكتاتوريتها أمام الشعوب الغربية، ناهيك أن هذه الثورات داهمت هذه الأنظمة على غفلة ولم تكن مستعدة لها، النظام السوري بدأ يدرب قوات متخصصة للتعامل مع الشعب فقط منذ أيام.


وهناك دول ستصبح خليجية بقدرة قادر من أجل قواتها المدربة والمتخصصة.

حتى الثورات التي أنتصرت رغم أنف النظام السعودي، لم يكتمل إنتصارها، بسبب المعوقات التي يضعها هذا النظام، ناهيك عن إبتزاز وإفساد متواصل من أجل حمل الشعوب العربية التي تحررت من طغاتها على الأخذ بسياسات هذا النظام، فلا زال يعيق محاكمة مبارك ولا زال يحتفظ ببن علي ومؤخرا بعلي عبد الله صالح لغاية في نفس يعقوب وليس بهدف علاج الأخير فحسب.

لقد كنا لفترة طويلة نعتقد بأن النظام السعودي عميلا للغرب، لكن ما بدأ يظهر هو عكس ذلك، وها نحن ترى كيف يهدد هذا النظام أمريكيا والحكومات الغربية بقطع النفط والإرهاب فيما إذا أستمر وقوف أمريكيا والغرب مع الشعوب العربية الثائرة، ونلاحظ أن  هذا النظام لا يتفق مع الغرب الا إذا كان الهدف هو الأمة، وهذا يجعلنا نعيد النظر في الماضي القريب وما جرى للأمة من كوارث على أيدي الغرب; حينها سنرى أن كل هذا تم بطلب وتمويل وأصرار سعودي، وسيصدم القراء لو قلت بأن أكبر مذبحة جرت في تاريخ المسلمين على الإطلاق وهي مذابح باكستان الشرقية (بنغلاديش) ١٩٧١، مولها النظام السعودي، والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من مليوني نفس مسلمة، وعلى يد من؟ على يد الملك فيصل الذي زال البسطاء يتغنون بمآثره في قطع النفط والذي لم يفعل ذلك الا حين احرجه الشيخ زايد بن سلطان حين سبقه بإسبوع في قطع النفط، كما فعلها بعد أن وافقته على ذلك الشركات النفطية سرا  بهدف رفع سعر النفط، كما فعلها لأنه بحاجة لرصيد بطولي يبعد عنه الشكوك فيما كان يعد له مع السادات من إتفاق مخز وهي إتفاقيات كامب ديفد، فلم ينجب النظام السعودي بطلا في تاريخه قط ولا حتى حاكما عاديا، بل أسوأ حكام الخليقة عل وجه الأرض، وكفاهم عارا أن نصف ثروة الأمة التي في أيديهم يبذر جلها في مؤامرات ضد الأمة.

أيضا جريمة النظام السعودي في حق فلسطين ومؤامراته التي لم تنتهي عليها وعلى شعبها منذ عهد الملك عبد العزيز وحتى يومنا هذا، خدمة للكيان الصهيوني. لست من مجذوبي جمال عبد الناصر، لكنه قال كلمة حق لها ان تكتب بماء الذهب حين قال:" لا يمكن تحرير القدس دون تحرير الرياض قبلها".

لذا لا يمكن للشعوب العربية أن تحلم بنيل حريتها وكرامتها بالكامل دون خلع النظام السعودي ومحاكمته على كل ما فعل من جرائم في حق الأمة، فإن لم يستطع شعب الجزيرة فعل ذلك فعلى الشعوب العربية أن تتحد وتنقض على عدوها الأول والأكبر وتقتص منه على ما فعل، آملا أن تكون الشعوب العربية هي السباقة في فعل ذلك، قبل أن تفعلها أيران.
لا بد من إيجاد إبراهيم باشا جديد يديل الرياض على رؤوس نظامها، تماما كما أدال إبراهيم باشا دولتهم يوما ما حين هدم الدرعية على رؤوسهم عام ١٨١٨عندما أحتلوا مكة وطردوا الحجاج قبل تأدية مناسكهم بعد أن نهبوهم.

لقد أستبشعت كل الضمائر الإنسانية الحية ما فعله النظام السوري النصيري في الشعب السوري، خاصة حين بلغ به إختطاف أطفال صغار وتعذيبهم حتى الموت والتمثيل في أجسادهم، وإزاء كل هذا وجدنا النظام السعودي قد أنحاز لهذا النظام الباطني الآخر رغم كل ما فعله.

لقد ثبت أن النظام السعودي أخطر على الأمة من أمريكيا والغرب، فالغرب عنده شعوبه التي يخشاها وتأبى الظلم على أحد وعنده عدالة، وثبت أنه رغم كل ما فعله فينا أرحم علينا من النظام السعودي فهذا النظام لا يوجد عنده شيئا يخشاه، لا شعب ولا رب شعب، وأحاطوا أنفسهم بشيوخ يزينون لهم أفعالهم أما العوام شيوخ من منهم ليس بأعمى بصر فهو أعمى بصيرة، ولم تقف مأساتهم عند هذا الحد، فقد سيطروا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبعدوه عن قضايا الأمة، فما أحوج الأمة ودماؤها تسفك في سبيل حريتها وعزتها وكرامتها أن تسمع موجها لها عبر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ما حدث هو عكس ذلك فقد تم تشتيتها و تضليلها عبر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.


 يقينا أننا أمام نحلة خبيثة لا تختلف عن الخوارج أو الحشاشين أو القرامطة الذين سرقوا الحجر الأسود، ولو أنهم يظهرون أمام الأمة بوجه إسلامي متشدد، وما هذا الا تمويه لوجههم الباطني القبيح.. نحلة حاقدة على الأمة ويتكشف المزيد من غلها يوما بعد يوم في ظل صمت رهيب ومريب من قبل علماء الأمة وإعلامها، فإلى متى يظل الصمت عليه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" الساكت عن الحق شيطان أخرس" البعض يعتقد بأن هذا الحديث مثلا، ولكنه حديث  وورد في في " الجواب الكافي " للإمام ابن القيم . وقال تعالى: "ومن يتولهم منكم فإنه منهم"، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع ".

فمن تابعهم فقد خسر خسرانا مبينا، فلا تخسروا آخرتكم، واللهم أشهد بأني قد بلغت

اجمالي القراءات 3956
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الأحد ١٢ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[58439]

لن تنجح الثورات العربية إلا إذا قامت ثورة في السعودية على النظام الوهابي الي يمول جميع المعوقات

أصبح معلوما للقاصى والداني أن النظام السعودي هو سبب السرطان الذي أصاب جميع الثورات العربية النظيفة السلمية ، ينفق النظام السعودى الوهابي مليارات الدولارت لإفشال الثورات وإيقافها عن المضى قدما لتحقيق النجاحات ، لتعيش الشعوب بعد الثورات في البلاد التي ثارت حياة كريمة إنسانية تليق بالآدميين ، ولكن هذا لا يعجب الوهابية ولا يرضيهم فهم يريدون الناس عبيدا لهم ولأموالهم ولذلك ينفقون على التيارات الدينية والبلطجة وامن الدولة في مصر كمثال لقتل الشباب الطاهر ومحاربة دعاة الدولة المدنية ومحاربة دعاة الليبرالية والديمقراطية والدولة المدنية ، وهم يستفيدون  في كل الأحوال من جهة يضيقون على كل الاتجاهات السياسية التي تعارض الفكر الوهابي ، وكذلك خلق جو من المشاحنات والصراعات السياسية بين الفصائل المختلفة ونظرا لمزيد من التمويل للمثل الوهابي في هذا الصراع سيكون له الغلبة ، ومن جهة أخرى سيؤدي هذا الصراع الى تأخر تحقيق مطالب ونجاحات الثورة ، ومن جهة ثالثة يمكن أن يصل الوهابيون للحكم وبذلك يرجعون بالبلاد إلى قرون مضت وسيكون في البلد التي يحكمها الوهابيونن القمع والقهر والاستبداد لكن باسم الدين وبذلك تكون ثورتهم قتلت ..
إذن الحل أن تقوم ثورة حقيقية على آل سعود تكشف حقيقتهم امام العالم وأنهم من يمولون الحركات الدينية الوهابية لقتل الشعوب وثتل الثورات قبل بلوغ هدفها
وحقيقة لا ننكر فضل أهل القرآن في كشف حقيقة الدولة الوهابية ، وأصبح الجميع هنا وهناك يقولون صراحة أن الوهابية هي السبب ، ومنذ شهور قليلة لم يكن يتجرأ شخص على التصريح بهذا ، حتى مفتى مصر قالها صراحة ان انتشار السلفية سيكون عقبة في طريق التقدم وهذا نقد واضح للسعودية وإن كان لا يقصده المفتى ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق