الثورات العربية يصنعها الشباب ويركبها الشيوخ متسلمين مقاليد الحكم

اضيف الخبر في يوم الأحد ٢٢ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: وطن


الثورات العربية يصنعها الشباب ويركبها الشيوخ متسلمين مقاليد الحكم

الثورات العربية يصنعها الشباب ويركبها الشيوخ متسلمين مقاليد الحكم

الكاتب محمد عبد الحميد عبد الرحمن الأحد, 22 مايو 2011 20:06

خارج السرب

FacebookDigg

الثورات العربية يصنعها الشباب ويركبها الشيوخ متسلمين مقاليد الحكم
 
الربيع العربي كما يصفه كثيرون جاء لضخ الدماء في الواقع العربي المتسم بالركود والانسداد.. ربيع صنعته ثورات مدنية الطابع، يقودها شباب يجيدون التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة كما يجيدون مخاطبة العالم بلغة عصرية، ضد حكتم دكتاتوريين ينتمون إلى أجيال من الماضي
 
 
تجاهل الشباب الذين صنعوا التغيير مؤشر قد لا يعد بالخير
شيوخ جدد 
حتى الآن تمكنت الثورات الشبابية العربية من الإطاحة بالنظام في بلدين، تونس ومصر. لكن الأشخاص الذين تسلموا زمام الأمور بعد نجاح الثورة، لا ينتمون فقط إلى النخبة القديمة فحسب، بل إن معظمهم من كبار السن بدرجة ملفتة للأنظار. انطلقت شرارة الثورة من تونس حين قام شاب بإحراق نفسه احتجاجاً على المعاملة السيئة التي يتلقاها من مسؤولي الدولة وعلى وضعه ووضع أقرانه من الشباب المهمشين والعاطلين. لكن تونس الآن يحكمها رئيس مؤقت تجاوز الثمانين من عمره، استعان بالسياسي المخضرم الباجي قايد السبسي (85 عاماً) ليشكل حكومة انتقالية. وكان قائد السبسي قد شغل منصب رئيس الأمن الوطني عام 1963، ثم وزير الداخلية عام 1965. 
 
لا يختلف الأمر كثيراً في مصر. المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تسلم السلطة بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، هو من مواليد عام 1935، ويشغل منصب وزير الدفاع منذ 1991. الحكومة الجديدة التي تشكلت بعد نجاح الثورة المصرية تضم أيضاً عدداً من المخضرمين، على رأسهم نائب رئيس الوزراء الحالي يحيى الجمل (83 عاماً). ولا يقتصر الأمر على قادة المرحلة الانتقالية، بل يمتد ليشمل أبرز المرشحين للرئاسة في مصر، مثل السيد عمرو موسى الذي تجاوز الخامسة والسبعين. وإذا انتقلنا إلى اليمن، نجد أن من يقود المفاوضات نيابة عن المحتجين للضغط على الرئيس صالح لكي يتنحى، هو وزير الخارجية الاسبق سالم باسندوة، المولود عام 1935، والذي تولى أو منصب وزاري عام 1973. 
 
خيبة امل 
لا يمكن أن يكون هذا هو طموح المتظاهرين الشباب، من جيل الفيس بوك واليوتيوب، ولا هو التغيير المرتقب والضروري الذي تحتاجه هذه البلدان التي كانت بأمس الحاجة إلى التغيير والتجديد. بالرغم من كل ما حدث، يبدو أن القوى القديمة لا تزال قوية بما يكفي لتعيد ترتيب الأدوار في ما بينها، دون أن تخلي المكان لقوى جديدة شابة، كانت قد خرجت إلى الشوارع للاحتجاج على سياسات الغرف المغلقة والنخب المنغلقة على ذاتها 
 
التغيير بالطيع عملية طويلة ومعقدة، ولا تخلو من الآلام والعقبات. التخلص من النظام القديم يحتاج الكثير من الوقت، كما إن بناء النظام الجديد يحتاج وقتاً أطول، وكثيراً من الصبر. لكن تجاهل الشباب الذين صنعوا التغيير مؤشر لا يعد بالخير. وقد ظهرت علامات خيبة الأمل لدى الكثير من الناشطين الشباب، خيبة أمل للطريقة التي تجري بها الأمور بعد التغيير، وللوجوه التي برزت إلى الواجهة. ولا يكتفي هؤلاء الشباب بالتعبير عن خيبة الأمل، بل يعلنون مخاوفهم الحقيقية من أن هذا النوع من القادة الجدد لن يكونوا مستعدين إلا لتغييرات شكلية غير جذرية. 
 
من المرجح أن اختيار اشخاص من الطواقم السياسية القديمة جاء نتيجة للدور الذي اضطلعت به القوات المسلحة في حسم الأمور على الأرض. ومعروف أن الجيش يتبنى مواقف محافظة تنطلق من أولويات حفظ الأمن والاستقرار، ولا يمتلك روح المغامرة بأن يسلم أدواراً مهمة لقيادات شابة غير مجربة، ولا حتى أن يصغي إليها. كما إن الجيش والقوى الأخرى الراسخة، تنطلق من أفكار تقليدية تهتم كثيراً بالعمر والخبرة الحياتية والتعقل، وتتخوف من التجريب والتغيير. 
 
 
مع ذلك، كثيرون يشعرون بالرضى مكتفين بالإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية، وهم مستعدون لأن يمنحوا الحكومات الانتقالية فرصة لإثبات حسن نواياها. وفي النهاية فإن القيادات الشابة ليست في حد ذاتها ضماناً لحكم ديمقراطي عادل، فأبرز وجوه الحقبة الدكتاتورية التي تتطلع شعوب المنطقة للخلاص منها، كانوا شباباً حين وصلوا الحكم، مثل عبد الناصر والقذافي وصالح والاسد الأب والابن، لكنهم حكموا بلدانهم بقبضة حديدية وأغلقوا كل الأبواب أمام الإصلاح والتغيير. 
 
تتضح المفارقة في تعليق لأحد المدونين المصريين على أعمار القادة الجدد: "ربما يكون هذا الأمر هو الضمانة الوحيدة أنهم لن يبقوا في السلطة لعقود قادمة، مثل من سبقهم."
 
محمد عبد الحميد عبد الرحمن - إذاعة هولندا العالمية
I
اجمالي القراءات 1188
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق