أكد الدكتور محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة لن تقيم مأتم ولن تقبل عزاء فيما حدث في الانتخابات البرلمانية.. وأنها ستعلن قرارها النهائي بالمشاركة في جولة الإعادة من عدمه غدا الأربعاء بعد استشارة الهيئات المؤسسية داخل الجماعة، وخاطب بديع الشعب المصري قائلا: الحزب الوطني أراد أن يحرم الشعب المصري من حقوقه ونحن مع الشعب المصري سننتفض من أجل المطالبة بحقنا.

 
وقال بديع خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم ظهر الثلاثاء بمقر الكتلة البرلمانية أن النظام لم يعبأ بكافة النداءات الخاصة بإجراء انتخابات نزيهة وغلب مصالحه ومصالح المنتفعين والفاسدين علي مصلحة الوطن والمواطن بل وعلي مستقبل مصر كلها .

ووصف النظام بأنه المعارض الحقيقي لإرادة الأمة واغتصاب حقوق الشعب وخير شاهد علي ذلك ما شاهدته الانتخابات يوم الأحد الماضي ، وأوضح مرشد الاخوان أن نسبة الانتخاب لمرشحي الجماعة زادت بنسبة 35 % عن انتخابات برلمان 2005 مشيرا في ذلك أن جماعته لم تخسر
وأضاف بديع أن استخدام عصا الأمن الغليظة لهو لعب بالنار وتصرف غير مسئول ،من نظام فاقد للأهلية وليس لديه ابسط درجات الوعي والحس الوطني –كما أن كافة تجاوزاته وجرائمه في الانتخابات تؤكد ضعف هذا النظام وارتباكه وعدم مقدرته علي قبول الأخر والتعايش معه.
 
ووصف ما قام به النظام بأنه حلقه في سلسلة عدم مشروعيته وبالتالي فكل ما يبني علي باطل فهو باطل وهذه الانتخابات باطلة في معظم الدوائر ،الأمر الذي يطعن في شرعية كل ما سيصدر عن هذا المجلس ، وأوضح بديع أن الممارسة السياسية من وجهة نظر الإخوان تعني الاهتمام بالشأن العام والحرص علي إصلاح الوطن وحل مشكلات الشعب والعمل علي نهضة الأمة ولذلك فهي ليست انتخابات فقط ولذلك سنظل نعمل في هذا النطاق لتوطيد مكانه مصر .

من جانبه، قال المهندس سعد الحسيني الذي أخفق في انتخابات مجلس الشعب عن المحلة الكبرى أن هناك تطور في أليات التزوير وما وصفه بـ"مستحدثات 2010" حيث قال أول مرة يري رشاوي انتخابية داخل لجان الفرز وعلى مرأى من 9 مستشارين والمئات من رجال الأمن حيث وصلت رشوة عضو اللجنة لـ1000 جنيه، وأضاف عن لجنته أنها شهدت تمزيق للأوراق وتكسير للصناديق داخل لجنة الفرز دون تدخل الأمن أو المستشارين.
 
وقالت منال أبو الحسن مرشحة الجماعة بدائرة مدينة نصر أمام وزير البترول سامح فهمي لدي رسالة للرئيس مبارك أذكره فيها بأنه عندما تولي الحكم قبل 30 عام أقسم بالله علي احترام الدستور والحفاظ علي هذا الوطن لكنه لم يفي وخير شاهد يوم الانتخابات الأسود الذي شهدته مصر يوم الأحد الماضي ، وأضافت لقد حكم النظام علي الشعب المصري ان يورث وان يكون عبدا تحت راية هذا النظام الفاسد.
 
ومن جانبه وصف محمد سعد الكتاتني -رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان الذي فقد مقعده في البرلمان القادم –العملية الانتخابية "بأنها كارثة في تاريخ مصر، فنحن لم نشارك في انتخابات ولكن ما قام به الحزب الوطني هو إدارة لما يشبه الانتخابات واستعان في ذلك بالبلطجة والتزوير مستخدما عدة سيناريوهات ومنها التدخل الناعم ثم الخشن ثم البلطجة حتى تصل للنتيجة المخطط لها وهي أن نتيجة المعارضة "لم ينجح أحد "وأن جميع رموز المعارضة في البرلمان من الإخوان أو المستقلين لم ينجح أحد ولكن الحقيقة أن الجميع أسقط عن عمد ولم نهزم ".

وأضاف الكتاتني أن رئيس لجنة الانتخابات في المنيا قال له قبل أن يعلن النتيجة النهائية "حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن ظلم " وهو ما يعني أن الانتخابات موجهة وأنها أديرت بقرار وليس بإرادة الشعب وأن ما يحدث يؤكد أن النظام فقد  المشروعية الشعبية والقانونية عندما زور إرادة الشعب وعدم احترامه لأحكام القانون.

بينما أكد محمد البلتاجي أحد مرشحي الجماعة الـ26 الباقين للإعادة أنه تقدم بطعن ضد رئيس اللجنة العامة للانتخابات في القليوبية ووصف العملية الانتخابابية بأنها "سرقة في الظلام "، وأضاف أنه سيتقدم باستقالته في المجلس القادم إذا نجح في جولة الإعادة لأن المجلس القادم مشكوك في شرعيته .

علي جانب أخر، أكد عصام العريان –المتحدث الإعلامي للإخوان- أن الجماعة ترفض التدخلات الأجنبية في شئون مصر، وأضاف: نحن لا نتحدث عن صفقات لا دليل عليها والواقع أكد أن النظام لا يقبل المنافسة ومن ظن أن النظام سيوزع عليهم مقاعد الإخوان فهو واهم
وقال أن النظام لم يحترم قرارات القضاء الذي حكم ببطلان الانتخابات علي 122 مقعد في 61 دائرة قبل الانتخابات .