الساعة قائمة إلى مرساها:
آلية البعث و بعث القتيل

Abo Al Adham Ýí 2007-09-26


الفصل الثاني عشر
آلية البعث و بعث القتيل

عن آلية البعث تحدث القرآن في سور مختلفة من خلال التساؤلات المطروحة فهم يستبعدون أن يموت الانسان فيبعث في حينه ( وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا )( سورة مريم الاية 66 و 67 ) وقولهم ( أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ )( سورة الصافات من الاية 16 الى 19 ) وتأتي الآلية بعدها مباشرة ( فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ ) وكلمة هم تفيد المبعوثين الذين يكذبون الان فلم يقل ربنا هم وأباؤهم لان أبائهم سبق ان بعثوا فلا بعث أخر لهم وقد سخروا من القرآن فقالوا ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) وقد ذكرنا هذه الاية في موضع أخر في هذه الرسالة وقلنا ان الخلق ليس جديد وهم يظنونه جديداً وهنا هم يستبعدون بعث الذي مزق كل ممزق فهذا الممزق قتيل قتله أعداؤه مزقوا جسده إرباً إرباً هم يستبعدون ان يبعثه الله وقد قتله الناس والشك في بعث القتيل وارد حتى في أوساط المؤمنيين بالبعث فقد يقول المؤمن بالبعث لنفسه ان الله يبعث الميت الذي يموت موتةً عادية فهل يبعث ايضاً الذي يموت مفاجأة هل رُتب لهذا بعثهُ ايضاً ؟ فقد يظن الانسان انه لابد من ترتيب للبعث لكل من يسبقه مقدمات لموته ولكن الله الذي لا يخفى عليه شئ في الارض ولا في السماء الذي ( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ) ويعلم و ( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى )
فهل يغيب عليه أن يبعث القتيل المفاجأ ان الانسان فوجئ بهذا القتل لكن هل فوجئ به علام الغيوب أليس مقدراً له انه سيقتل ( قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ )( سورة آل عمران الاية 154 ) ولما كان في وسط المؤمنيين منافقين أنزل الله على خاتم أنبيائه قائلاً ( وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ )( سورة البقرة الاية 154 ) فالمؤمنون الحق بالبعث يشعرون ان اخوانهم احياء فهم يؤمنون بالبعث يوم البعث او يوم القتل ولكن المنافقين دائما لا يشعرون ( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ )( سورة البقرة الاية 12 ) ويشرح ربنا في موضع آخر القضية فيقول ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ )( سورة آل عمران الاية 169 ) الذين قتلوا في سبيل الله أحياء وعند ربهم ( لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ ) انك لو قلت فلاناً حياً قلت بعدها انه حي يرزق فرب العالمين يقول أحياء عند ربهم يرزقون فهل يساورنا الشك أنهم احياء ويرزقون
بل ان الامر لا يتوقف عند الحياة والرزق ولكنهم فرحين بما تفضل عليهم ربهم من النعيم المقيم وينتظرون الافواج التي ستأتي بعدهم من ارض الدنيا فهل خاتم النبيين لم يلحق بهم وقد توفاه الله وفاة طبيعية فهل نظن ان اتباع النبي يدخلون الجنة وينتظرون الذين لم يحلقوا بهم من خلفهم ثم يتوفى الرسول ولا يلحق بهم مع اللاحقين اننا نجزم ان خاتم النبيين دخل الجنة وهو منعم الان مع آزواجه فيها ، وينص قوله تعالى ( لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )( سورة التوبة الاية 88 و 89 ) وقد لحق المؤمنون بالذين قتلوا في سبيل الله وعلى رأسهم خاتم النبيين ( فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )( سورة آل عمران الاية 170 و 171 )
ولا يشترط في الذين لحقوا بهم بعد ذلك ان يُقتلوا فالموت الطبيعي يؤدي لنفس المصير ( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ )( سورة الحج الاية 58 و 59 )
والإلحاق معروف لدى العرب والأنبياء يلحقون بأبائهم في الجنة ان هم ساروا على نهجهم ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )( سورة الطور الاية 21 )
وبضمير الواقع يقول ربنا بعدها ( وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ )( سورة الطور من الاية 22 الى 25 )
وهكذا جميع آيات القرآن تتحدث عن الآخرة بضمير الواقع فهل يتحدث الرحمن عنها بضمير الواقع وهي غير كائنة اي حق هذا بالرحمن أنبئوني بعلم إن كنتم صادقين ، ولو لم تكن الآخرة واقع ما قال الرحمن عنها ( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ) وما قال ( وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ) وقد قال أصدق القائلين ( تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ )( سورة الشورى الاية 22 )
وقال أيضاً ( وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ) هل الحضور واقع أم خيال ؟ ...
يتبع
الفصل الثالث عشر
أصحاب الأعراف من هم و مامصيرهم

اجمالي القراءات 6480

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
بطاقة Abo Al Adham
تاريخ الانضمام : 2007-08-02
مقالات منشورة : 21
اجمالي القراءات : 454,194
تعليقات له : 154
تعليقات عليه : 153
بلد الميلاد : United State
بلد الاقامة : United State