تعليق: كتابك : البحث في مصادر التاريخ الديني دراسة عملية من أروع الكتب . | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: عن أَهْلَ الذِّكْرِ، وما تشابه منه > > { تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8)[50] | تعليق: نعم ، ويا ما فعل بتلك القلوب ذلك العجل. | تعليق: شكرا لكم أستاذي يحي فوزي على التعليق. | تعليق: إن كتاب القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يؤمن به إلا المؤمنون المخلصون العبادة لله تعالى وحده، | تعليق: تعليق ( الجزء الثاني) | تعليق: تعليق (01) | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | خبر: الجلابية المصرية... إرث ممنوع لأسباب عنصرية | خبر: 221 نائبا بريطانيًا يدعون للاعتراف بـفلسطين كدولة | خبر: العراق يواجه أسوأ أزمة جفاف منذ 92 عاماً: تداعيات خطيرة بلا حلول | خبر: 6 مؤشرات تحكي حال الاقتصاد المصري المائل | خبر: مصريون يجدون وطنا ثانيا في تنزانيا بعد الهجرة جنوبا | خبر: محكمة استئناف أمريكية تبطل مرسوما لترامب يقيّد حق المواطنة بالولادة | خبر: فرنسا تعلن أنها ستعترف بفلسطين كدولة، وواشنطن تقول إنَّ ردَّ حماس يشي بعدم رغبتها في وقف إطلاق الن | خبر: وول ستريت تحت ضغط هادئ وأجور الأميركيين في مأزق | خبر: الجزائر: الدفاع المدني يكافح حريقاً مهولاً في غابات الشرق وسط خسائر فادحة | خبر: شكرا جزيلا لحضرتك على المُشاركة فى النشر .. أكرمكم الله وحفظكم . | خبر: الزلزال.. قرار إعلاني لتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية | خبر: المشاريع الصغيرة في الصومال... نافدة أمل للفقراء | خبر: الخرطوم منزوعة الحياة.. هدوء بالأسواق وفراغ إداري | خبر: جدل بالعراق بعد رد محافظ البصرة على مواطن: سمحنا لك تتكلم معنا دون إساءة | خبر: وول ستريت جورنال: هل يحكم الذكاء الاصطناعي اقتصاد العالم؟ |
أنا الآن في العراق! :
أنا الآن في العراق!

د. شاكر النابلسي Ýí 2007-05-03


1-
أنا في العراق الآن.
وأكتب لكم من العراق.
لم أزر العراق، ولم أعرف شعبه في داخله، منذ أكثر من ستين عاماً غير هذه المرة.
مشاعري واحساسي في أول مرة تطأ فيها قدمي أرض العراق، مشاعر من كان يغازل حبيباً عن بعد طيلة سنوات كثيرة بالرسائل والتليفون والانترنت، ثم فجأة وجده وجهاً لوجه.


ماذا تريدون مني أن أكتب لكم عن العراق ، وماذا وجدت في العراق؟

-2-
وجدت العراقيين، كل العراقيين مصرين ومستمرين في الصمود، من أجل قطف ثمرة الحرية والديمقراطية التي زرعوا شجرتها منذ أربع سنوات ويزيد.
وجدت العراقيين مصرين على رواء شجرة الحرية والديمقراطية كل يوم بدماء أبنائهم، الى أن تكبر هذه الشجرة، وتطرح ثمارها، وتملأ البستان العراقي والعربي بثمر الحريـة والديمقراطيـة.
وجدتهم ساخرين من الارهاب اليومي، الذي يحصد منهم عشرات الضحايا الأبرياء، ومستعدين لتقديم المزيد من هذه الضحايا فداءً للحرية.
وجدت العراقيين متفائلين جداً بالغد القريب، الذي سينتهي فيه هذا المخاض المذهبي والطائفي العسير.
وجدتهم يؤمنون ايماناً قاطعاً بأن فجر العراق قد أشرق، وحُسم الأمر الذي فيه نحن مختلفون، ولا عودة لعهود الظلام السابقة الممتدة.
وجدت العراقيين يصرون على الحياة والتقدم والعيش المشترك، وأن ما نراه على شاشات الفضائيات الآن ما هو إلا نزاع بين السياسيين لا علاقة للشعب العراقي به، وسوف ينتج عن هذا المخاض العسير الذي يمرّ به الشعب العراقي الآن، جيل جديد من السياسيين الشرفاء والوطنيين الذين يحبون العراق أكثر مما يحبون أنفسهم، ويؤثرون العراق على كل شيء.

-3-
سمعت قصصاً وحكايات جميلة وحزينة في العراق.
سمعت حكايات جميلة عن الماضي القريب تقول، بأن الشعب العراقي لم يكن يعرف للتفرقة المذهبية طريقاً، ولا للنـزاع الطائفي مسلكاً.
وأن محمداً السُنيّ الذي كان يسكن بغداد تزوج من فاطمة الشيعية. وبعد سنوات زوجا ابنتهما لمنذر الكردي وتزوج ابنهما من ساكار.
وأن حسين الشيعي الذي كان يسكن البصرة تزوج من غادة السُنيّة. وبعد سنوات زوجا ابنتهما لشيركو. وأن عباساً كان يحب فينوس، وهاشم كان يحب جوليا، وسيرجون كان يحب تروين، ومنهم من تزوج حبيبته ومنهم من ينتظر.
كان العراق يعيش عصر الحب، فجاء الارهابيون وحولوا العراق الى مذبحة يومية، واصطادوا كل عصافير الحب، وبقيت أشجار نخيل العراق بدون عصافير.
-4-
قال لي العراقيون في العراق، أن العراق الجديد يقوى كل يوم، وقوى الارهاب الظلامية تضعف كل يوم.
وقالوا لي، إن العلمانية التوحيدية تنتصر، ودعاة الدولة الدينية وسارقو المسجد يخسرون.
وقالوا لي، إن التيار الديني انكشف أمره في العراق، وهو في كل يوم يخسر الكثير من مريديه الذين خُدعوا به، وانجروا وراء زعمائه.
قال لي العراقيون، إن الارهابيين الظلاميين يخسرون كل يوم ميلاً من أرض العراق، وأن الشعب العراقي يكسب كل يوم شبراً جديداً من أرض العراق.
قالوا لي، إن الإفلاس والشعور بالخسارة بلغ بالارهابيين الظلاميين حداً أنهم أصبحوا يقتلون الموتى، وينسفون جنازات الموتى.
وقد سبق لهم في ماضي الأيام أن قتلوا الموتى في الجنازات، وقتلوا معهم المشيعيين.
أليس هذا الفعل الاجرامي منتهى اليأس من النصر وأعلى مراحل العدمية وغاية رفض الحياة.
واليوم يعلنون افلاسهم من جديد، بقتل مزيد من الموتى.
فقد قالت الشرطة العراقية، أن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً قتل ما يزيد على 32 شخصا عندما فجر نفسه بالأمس في جنازة شيعية شمالي بغداد . وأضافت أن الهجوم وقع داخل خيمة العزاء التي تجمّع فيها المشيعون في بلدة الخالص بمحافظة ديالى .

-5-
أنا الآن في العراق.
أطمئن الجميع، فالعراق بخير.
فلا يزال العراق يكتب، ولا يزال العراق ينظم الشعر، ولا يزال العراق يغني، ولا يزال العراق يبني، ولا يزال العراق يسير الى الأمام.. الى الأمام.
والعراق الذي رأيت اليوم، ليس حمامات الدم، وليس الأشلاء المتناثرة، وليس أخبار الفساد المالي الذي يزكم الأنوف.
فهذه روائح حمامات العراق، وهذه المشاهد الدموية مشاهد الجزارين، الذين جاءوا لذبح العراق، وسلخ جلده.
العراق غير ما نرى على شاشات التلفزيون، وفي صحافة العربان.
تعالوا وشاهدوا العراق الجديد.
فكل شيء فيه جديد، حتى قلعة اربيل.
السلام عليكم.

اجمالي القراءات 12377

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,906,958
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة