تعليق: كتابك : البحث في مصادر التاريخ الديني دراسة عملية من أروع الكتب . | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: عن أَهْلَ الذِّكْرِ، وما تشابه منه > > { تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8)[50] | تعليق: نعم ، ويا ما فعل بتلك القلوب ذلك العجل. | تعليق: شكرا لكم أستاذي يحي فوزي على التعليق. | تعليق: إن كتاب القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يؤمن به إلا المؤمنون المخلصون العبادة لله تعالى وحده، | تعليق: تعليق ( الجزء الثاني) | تعليق: تعليق (01) | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | خبر: الجلابية المصرية... إرث ممنوع لأسباب عنصرية | خبر: 221 نائبا بريطانيًا يدعون للاعتراف بـفلسطين كدولة | خبر: العراق يواجه أسوأ أزمة جفاف منذ 92 عاماً: تداعيات خطيرة بلا حلول | خبر: 6 مؤشرات تحكي حال الاقتصاد المصري المائل | خبر: مصريون يجدون وطنا ثانيا في تنزانيا بعد الهجرة جنوبا | خبر: محكمة استئناف أمريكية تبطل مرسوما لترامب يقيّد حق المواطنة بالولادة | خبر: فرنسا تعلن أنها ستعترف بفلسطين كدولة، وواشنطن تقول إنَّ ردَّ حماس يشي بعدم رغبتها في وقف إطلاق الن | خبر: وول ستريت تحت ضغط هادئ وأجور الأميركيين في مأزق | خبر: الجزائر: الدفاع المدني يكافح حريقاً مهولاً في غابات الشرق وسط خسائر فادحة | خبر: شكرا جزيلا لحضرتك على المُشاركة فى النشر .. أكرمكم الله وحفظكم . | خبر: الزلزال.. قرار إعلاني لتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية | خبر: المشاريع الصغيرة في الصومال... نافدة أمل للفقراء | خبر: الخرطوم منزوعة الحياة.. هدوء بالأسواق وفراغ إداري | خبر: جدل بالعراق بعد رد محافظ البصرة على مواطن: سمحنا لك تتكلم معنا دون إساءة | خبر: وول ستريت جورنال: هل يحكم الذكاء الاصطناعي اقتصاد العالم؟ |
المثقفون والثورة السورية

د. شاكر النابلسي Ýí 2013-11-17


 

-1-

الثورات في التاريخ البشري انتجت فريقين: فريق يعاضد ويسند الثوار. وفريق آخر، يقف مع السلطة الحاكمة. و"الربيع العربي" والثورات الشعبية التي تحققت من خلاله، انتجت الوضع ذاته. وخاصة في مصر وسوريا، وقبل ذلك في تونس وليبيا.

والفريق المنتَج، عادة ما يضمُّ عناصر من الاقتصاديين، وعلماء الاجتماع، وعلماء النفس، ومن العسكريين، والمثقفين من شعراء، وكتّاب، ومحللين سياسيين وصحافيين.

ولو نظرنا اليوم، إلى حال الثورة السورية ضد النظام القائم الآن في سوريا، لوجدناه لا يخرج عن هذه المنظومة. بل إن هذه المنظومة تتمثل في حال سوريا اليوم، أكثر مما تتمثل في حال أي بلد عربي من بلدان "الربيع العربي"، خاصة وأن الحال السوري أصبح حالاً عالمياً يتناوله الشرق والغرب على السواء، ويتصارع الشرق (روسيا) مع الغرب (أمريكا وفي بعض الأحيان الاتحاد الأوربي) على الانفراد في اللعب على أرضه، ضمن مصالحه، وأهدافه الخاصة.

-2-

يعتقد محمد ديبو، الباحث والمحلل السياسي السوري، أن الثورة السورية، فاجأت المثقفين السوريين بمن فيهم أولئك الذين دعوا إليها وشاركوا في فعالياتها منذ اللحظة الأولى، إذ لم يكونوا يتوقعون أن تتجذر وتتسع بهذه السهولة لتمتد إلى كل البلاد.

وهذا الشعور لم يكن خاصاً بالحال السوري اليوم، بقدر ما كان حال البلدان العربية وغير العربية التي ضربها زلزال الثورات في الماضي والحاضر، والذي أدى الى انقسام المثقفين الى ثلاثة أقسام، أو أكثر – في بعض الحالات – ولكن الانقسام الثقافي في الشأن السوري أدى الى نشوء ثلاث فئات من المثقفين – كما يرى محمد ديبو – هي:

1-           فئة انخرطت في الثورة منذ اللحظة الأولى، مشاركاً، ومنظراً، وفاعلاً، ومطوّراً لآليات نجاحها، متحملاً في ذلك عسف السلطة الذي لا يرحم، ورشاشات الكلام المحرِّض على القتل من زملاء آخرين، وعلى إثره دخل العديد من المثقفين السوريين السجن، ولا يزال بعضهم هناك حتى هذه اللحظة. وهرب البعض الآخر إلى خارج البلد، رغبةً بقول ما يشاء دون قيد، وهرباً من رصاصة قناص غادر. وبقي القسم الأكبر في سوريا، مقاوماً بكلامه وجسده آلة سلطة، لا ترحم.

2-           والفئة الثانية من المثقفين، وقفت على الحياد متفرّجةً على دم شعبها، ينزف في الساحات، بحجة غياب البديل، دون أن يقدم أحد منهم بديلاً أو أفقاً أو رؤية، أو حتى يهجو الاستبداد، الذي هو السبب والمسبب، لانعدام البديل. وقسم كبير من هؤلاء، يبرر صمته وحياده، في أنه لن يكون جسراً لوصول المحافظين إلى السلطة، مما يعني ضمناً تأييد بقاء الاستبداد. وتنسى هذه الفئة أو تتناسى، أن الاستبداد هو ما أنجب التطرف، وأن التطرف هو أولاً وأخيراً نتاج تطرف سلطوي، أفضى إلى ما أفضى إليه، بعد أن أحرق كامل المساحات المدنية، وأعدم السياسة، وأبقى المجتمع في دائرة طوائفه، معبّداً الطريق بذلك لانتشار الأساطير كملاذ للبشر، مما يعني تهيئة الأرض الخصبة لنشوء الإرهاب. وبالتالي، فإن أول خطوة، لمحاصرة التطرف والإرهاب، تبدأ من القضاء على مسببها، ألا وهو الاستبداد.

كذلك، تنسى هذه الفئة أنها، إذا أرادت أن توقف الآخرين من الوصول إلى السلطة، فعليها أن توقفهم من موقع الفاعل، لا الصامت، والحيادي، والمتفرج. وأن المستقبل يُصنع بإرادة الفاعلين، لا الصامتين، أو المتمنين.

3-           والفئة الثالثة من المثقفين السوريين، بقيت في مكانها المعروف. فهي منذ البداية كانت في صف الاستبداد، وستبقى، لأن الثقافة تتحدد لديها بمقدار المكاسب المتحصلة، وعليه يتحدد دورها كحارس لمصالح الاستبداد التي توحدت مع مصالحه، وبالتالي ستبقى في موقعها إلى حين سقوط الاستبداد.

                                       -3-

 تلك كانت فئات المثقفين السوريين الحالية. ولا بُدَّ لنا من الحديث الآن، عن طبيعة دور هذه الفئات الثلاث على ضوء ما أصبح عليه الحال السوري الصعب والقبيح، والذي لا يوجد وصف في أية لغة من لغات الأرض، يمكن أن يُعبِّر عن هذا الحال، من خلال الدمار، والتشرد، والجوع، والبطش، والنوم في العراء في هذا الشتاء القاسي.

وبعد التأمل في الحال الثقافي السوري اليوم، يتبين لنا:

1-               أن جميع المثقفين السوريين يشتركون في خيانة دورهم الثوري، فيما لو اعتبرنا أن دور المثقف يتحدد بصفته النقدية؛ أي أن ينتقد كل ما لا يراه صواباً، حتى في بعض أفعال الثوار أنفسهم. فموقع المثقف الحق، هو في نظرته الناقدة الى مجتمعه، حيث ينتمي المثقف الحق تاريخياً– في بعض الظروف - إلى أصحاب الأحلام الكبرى، وضد عصابات الاستبداد والقتلة.

2-           أصبحت مهمة جانب كبير من المثقفين السوريين التبشير بأفكار وإيديولوجيات فقط، دون نقد هذه الأفكار، وتلك الأيديولوجيات. وهو ما كان عليه حال المثقف في الستينات من القرن الماضي. وهذا الموقف – كما نعلم – يساهم في تكريس قبضة الاستبداد والطغيان، كما هو الحال في سوريا اليوم.

3-           يبدو لنا أن المثقف السوري والعربي – عامة – مسحور، ومباغَت، ومبهور، بما يراه على الأرض من حركات شعبية، كان يحلم برؤيتها، بل كان قد قطع الأمل برؤيتها على مدى عقود تالية. ونتيجة انبهاره هذا، أعطى الحركات الشعبية كامل مشروعيتها، وأيدها. غير أنه في غمرة انبهاره وفرحه ذاك، نسي دوره النقدي، متناسياً أن الثورة كي تستمر، وتنجح، وتثمر، تحتاج إلى عقله وصوته النقدي، أكثر من حاجتها النظر فيها، والمدح لها، والثناء عليها.

4-              إذن على المثقف الحقيقي السوري اليوم، أن يستعيد دوره النقدي الفاعل ليرى ما لا يراه الآخرون من أخطاء، بغية تصويب، وتطوير، وتجذير الثورة، كي يصبح احتفاله بالثورة فاعلاً، لا متفاعلاً، فحسب.

اجمالي القراءات 12024

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-16
مقالات منشورة : 334
اجمالي القراءات : 3,907,276
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 361
بلد الميلاد : الاردن
بلد الاقامة : الولايات المتحدة