رقم ( 4 )
الخاتمة :

 

الخاتمة :

أولا :

 كما قلت فى مقدمة هذا البحث ، أسميت عام 1977 بالعام القرآنى ، حيث قرأت القرآن لآول مرة بمنهج التدبر فحدث تحوّل هائل فى حياتى ، إنسانيا وفكريا ومعرفيا ، وإنفتحت أمامى آفاق قرآنية بحثية لا قدرة لى على إستيعابها ، فمضيت أتنقل من هذا الى ذاك ، ولازلت فى هذا التنقل حتى الان بدليل عشرات الموضوعات من سلاسل مقالات بحثية لم تكتمل ، لأنّ فكرة قرآنية تهجم على عقلى فأتتبعها أكتب فيها مقالا فيتسع المجال الى مقالات أنغمس فيها وقبل أن أتمّها تفاجئنى فكرة قرآنية أخرى أتعلق بها وأنطلق فى بحثها ، وهكذا تعددت أبحاث قرآنية وتاريخية مرتبطة بالقرآن بعضها قارب على الاكتمال وبعضها لا يزال بعيدا عن الاكتمال . كنت ولا أزال مثل طفل دخل متجر جواهر فالتقط جوهرة ، ثم لفت نظره أخرى فأخرى ، فظلّ فى إنبهاره ، وهو على عتبة المتجر . لا زلت على ساحل محيط التدبر القرآنى بعد 36 عاما مرت بعد العام القرآنى 1977 . كنت قد أنهيت هذا العام دراستى الموضوعية للقرآن الكريم وخرجت منها برءوس موضوعات بحثية ، بمرور الزمن بعضها كالعادة قارب على الاكتمال ، وبعضها أقل من ذلك . ومنه هذا البحث عن ( الإعجاز فى إختيار اللفظ فى القرآن ) . الى جانبه كنت قد خططا بحثية لكتب أسميتها ( علوم القرآن التى لم يكتب فيها أحد من قبل) ، مثل : ( علم الانسان ) الذى يتناول ما جاء فى القرآن عن ( الانسان ) و ( بنى آدم ) و ( البشر ) و(الناس )، وخصائص الانسان والمجتمعات وقوانين أهلاكها . ومنها ( علم الساعة ) الذى يتناول خلق وتدمير العالم بين القرآن والعلم الحديث ، وعلامات الساعة فى القرآن ، وأحوال الساعة من البعث الى نعيم الجنة وعذاب الجحيم . و( الزمن فى القرآن الكريم ) ( إعجاز الفصاحة القرآنية وأساليبها ) بما يخالف قواعد النحو اللغة العربية والمعروف من علوم البلاغة . و ( علم القصص القرآنى ) وأيضا ( التشريعات القرآنية ) و ( الإعجاز العلمى فى القرآن ). بعض هذه الأبحاث تمت كتابة بعض سلاسل فيها وتم نشرها ، مثل ( القصص القرآنى ) و ( الواقع الاجتماعى فى القرآن ) واستفدت من  ( تشريعات القرآن ) فى أبحاث شتى منشورة . ولكن الأغلب من هذه الابحاث لم ينشر بعد ، وأتمنى التوقف معها لاحقا بعونه جل وعلا لأتمها وأنشرها . ولكن تظل هناك مؤلفات سبق نشرها فى مصر ولم تعد موجودة ، أو صودرت ، وتمت كتابتها على الكومبيوتر ، ويبقى أن أراجعها لأعيد نشرها لتكون متاحة مجانا لمن يقرأ ولمن ينشر بشرط عدم الاحتكار . وهناك مؤلفات مخطوطة تحتاج الى الكتابة على الكومبيوتر، والى الوقت والجهد . والوقت قليل والجهد كليل ، والله جل وعلا هو المعين .

أتمنى أن أسارع بنشر ما سبق نشره كموسوعات التصوف وتاريخ المسلمين واستكمال السلاسل غير المكتملة لأتفرّغ لاستكمال ما قمت بتخطيطه عام 1977 .

أخيرا

(  لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة ),

     

معجزة اختيار اللفظ في القرآن :
هل هناك تناقض بين ألآيات المتشابهة والموضوعات المتشابهة ؟ أم فيها إعجاز ؟ يؤكده قوله جل وعلا : (أَفَلا يَتَدَبَّر ُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82) النساء ) . فى تدبر للقرآن كان هذا البحث مدخلا لعلم جديد هو ( معجزة إختيار اللفظ فى القرآن الكريم ) .
كان مما إكتشفه الامام البقاعى فى القرن التاسع الهجرى ما أسماه بعلم المناسبة فى القرآن الكريم ، وكتب فيه كتابا ضخما ، لا يزال ـ حسب علمى ـ مخطوطا فى مكتبة الأزهر . ولم أعثر على مخطوطة الكتاب فى السبعينيات ، ولكن السيوطى ( الخصم اللدود للبقاعى ) سرق أفكار البقاعى ، ولخّص كتابه فى رسالة قصيرة ، مطبوعة
more




مقالات من الارشيف
more