رسائل 6 أبريل الجديدة!

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٩ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


لماذا كان الأمن متوترًا وفظًا وعنيفًا في التعامل مع المتظاهرين يوم الثلاثاء الماضي؟ السؤال: ومتي لم يكن الأمن كذلك؟! إن التعامل الأمني المتفرج علي مظاهر ومظاهرات التأييد للدكتور البرادعي ثم علي مسيراته وزياراته في الحسين والمنصورة خدع البعض حتي ظن أن في الأمر أمراً، لكن التعامل مع البرادعي مختلف ومنضبط، فالنظام يحاول ضبط أعصابه مع هذه الظاهرة التي صفعت إحساسه بالأمان، فالحزب الوطني وأمانة سياساته عندما أعطت أوامرها الأولي بالتهجم الإعلامي علي البرادعي فانفضحت وتعرت وصارت مسخرة ومضحكة العالم، سارع فريق النظام للتدخل السريع من قيادات الحرس القديم واستلم ملف التعامل مع الرجل، فاللعب بطريقة الدببة الذين يخدمون أمانة السياسات يؤدي إلي انكشاف عورة الاستبداد المصري أمام العالم من شرقه إلي غربه، هذه اللحظة التي تسلم فيها الحرس القديم ملف التعامل مع البرادعي هي التي فرضت علي جهاز أمن الحزب الوطني حالة الترقب الصامت والحذر والتحوط من التهور المتدهور الذي كان يمكن أن يجعل من التدخل الأمني الفظ هو سمة التعامل مع خطوات وتحركات وزيارات الدكتور محمد البرادعي، إذن هناك ترقب من النظام للسيناريو الذي سيعتمده البرادعي، فلو كان جاداً ومصمماً ومصراً علي الترشح للرياسة فهناك خطة بخطوات متصاعدة، فيها أسوأ مما جري كي يواجه قوة البرادعي الشعبية في الداخل وشهرة البرادعي الدولية في الخارج، لكن حتي هذا الحين سيمضي النظام في ترقبه دون استفزاز المجتمع الدولي والصحافة العالمية بالمساس الأمني بشخص صاحب شهرة دولية محصن بتاريخ عميق الاحترام وحاصل علي جائزة نوبل وقلادة النيل.

لكن هذا التقييد الواضح للتعامل الأمني مع ظاهرة البرادعي يثير تخوفاً لدي حلقة من أصحاب القرار الأمني في أمانة السياسات من أن يتصور المعارضون أن الباب بات مفتوحاً للتظاهر والضغط علي أعصاب النظام بتدافع الجماعات الشعبية الجديدة وشباب 6 أبريل أو غيره من مجموعات متحمسة ومخلصة لمواجهة النظام، خصوصاً أن هذه المجموعات تعتبر التظاهر أهم تعبير عن معارضتهم، ومن ثم نزولهم الحريص والفدائي للشارع يضرب في مفاصل الجهاز الأمني الذي يكره المظاهرات والوقفات الاحتجاجية كراهية تقليدية قديمة ويكاد يعتبرها التحدي الأكبر لكبريائه وسلطته وقدرته علي الربط والضبط والحفاظ علي الاستقرار الذي يفضله الرئيس مبارك ويضعه موضع العقيدة «وكأن دول أوروبا التي تشهد إضرابات حقيقية ومظاهرات بآلاف المتظاهرين كل يوم غير مستقرة!» ولما تقدم شباب 6 أبريل بطلب إلي وزارة الداخلية بتنظيم مظاهرة اعتبر الأمن مجرد الطلب تحدياً، ثم اعتبر إصرار الشباب علي التظاهر بالدعوة والتنظيم والتخطيط والتجمع فعلا في ميدان التحرير تحدياً سافراً، فما كان من الداخلية إلا أن تبعث برسالتها إلي الجميع: «البرادعي شيء - حتي الآن- وأنتم شيء آخر» فكان الضرب والركل وانتهاك الكرامة ودهس الإنسانية والقبض العشوائي والاعتداء البدني فظاً وغاشماً وغشيماً يوم الثلاثاء عنواناً لهذه الرسالة.

لكن يبقي السؤال: هل سيظل أمن الحزب الوطني ملتزماً بسياسة ضبط النفس مع الدكتور البرادعي؟

أما الرسالة التي وصلت لشباب المعارضة يوم 6 أبريل فلا أعتقد أنها أخافت أو أفزعت أحداً منهم، بل لعلها أسعدتهم، فقد بدا واضحاً أنهم شباب يحرك وطناً يحاول النظام أن يشله.. ويشلهم.

اجمالي القراءات 2689
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الجمعة ٠٩ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47055]


 النظام في مصر يحاول أن يكيل بمكيالين بين شباب 6 ابريل وبين الدكتور محمد البراد\عي ولذلك أقترح أن يتم التنسيق بين شباب 6 أبريل والبرادعي حتى يقف النظام عاجزا عن معاقبتهم .. ولعل النظام يفقد عقله ويعتدي على البرادعي حتى تكون نهايته ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق