عمدة موسكو يدعو لـ"جهاد غير مخيف"

اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٤ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إسلام اون لاين


عمدة موسكو يدعو لـ"جهاد غير مخيف"

عمدة موسكو يدعو لـ"جهاد غير مخيف"

د. رياض مصطفى

 
الرئيس الروسي مع راوي عين الدين في لقاء سابق (أرشيف)

موسكو- دعا عمدة موسكو يوري لوجكوف اليوم الخميس إلى "جهاد غير مخيف" عن طريق التعاون الثقافي والبشري بين جميع مكونات المجتمع الروسي، مشيرا إلى أن الدين هو الجهاد، ولكن ليس الذي يخيف الناس، بل ذلك الذي يساعدهم على الإبداع.

جاء ذلك خلال كلمة لوجكوف في افتتاح المؤتمر الدولي الذي يعقد في العاصمة الروسية موسكو بعنوان "روسيا والعالم الإسلامي: الشراكة من أجل الاستقرار"، وذلك بمناسبة احتفال منظمة المؤتمر الإسلامي بعيدها الأربعين ومرور خمس سنوات على انضمام روسيا كعضو مراقب إلى المنظمة.

وقال لوجوكوف في كلمته: "إن الدين هو الجهاد، ولكن ليس الجهاد الذي يخيف الناس، ولكنه ذلك الذي يساعدهم على البناء.. والبناء هو جهود مبذولة يجب أن يقوم بها كل واحد منا في المجالات الثقافية والاتصال البشري والأعمال التجارية وبناء الدولة، فلذلك نحن في موسكو نجاهد".

وأكد لوجكوف أن: "سلطات موسكو تحترم العالم الاسلامي والجاليات الإسلامية المتواجدة على أرض العاصمة، وتعمل على خلق الظروف المناسبة كي يستطيع كل مسلم أن يمارس شعائره الدينية براحة تامة"، مشيرا إلى أن موسكو تحتضن في الوقت الحاضر 162 قومية و41 طائفة دينية ينعمون بالمساواة في الحقوق.

طالع أيضا:

ويشارك في المؤتمر الذي بدأ اليوم الخميس 24–9-2009 ويستمر حتى السبت 26 -9 -2009 أكثر من 40 دولة من مختلف قارات العالم، من بينها الكويت والمملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات وسوريا وغيرها، فضلا عن عدد من المؤسسات المدنية والاجتماعية الكبرى الروسية والعالمية والأوروبية، وعلى رأسها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، الذي سيمثله رئيسه الحالي السيد شكيب بن مخلوف.

"علاقات متنوعة" 

ومن جانبه قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف في رسالته الموجهة للمشاركين في المؤتمر: إن "روسيا التي يعيش فيها ملايين المسلمين تفعل الكثير من أجل فتح مساجد ومدارس جديدة، وإعادة بناء الآثار التاريخية الإسلامية.. إننا نقيم ما تقوم به المؤسسات الإسلامية من عمل في تعزيز التفاهم بين الأديان وتوطيد الاستقرار في العلاقات بين القوميات".

وأشار إلى أن روسيا: "لديها علاقات متنوعة وعريقة مع الدول الإسلامية.. ومن أجل توسيع هذه العلاقات وتحقيق البرامج الإنسانية الدولية تلعب المؤسسات الإسلامية والاجتماعية دورا كبيرا".

ودعا ميدفيدف في الوقت نفسه إلى ضرورة تطوير التعليم الديني والحفاظ على التراث الإسلامي العريق في روسيا، وضرورة أن يلعب المسلمون دورا أكثر فعالية في مكافحة ما أسماه بمعاداة الأجانب والإرهاب والتداعيات الأخرى.

ويعيش في روسيا، التي تعتبر واحدة من أكبر دول العالم مساحة، ما لا يقل عن 25 مليون مسلم، ينقسمون إلى 57 قومية، ويعيش المسلمون في غالبية أنحاء روسيا ويمثلون فيها أكثر المواطنين حراكا، كما أن الإسلام والصحوة الإسلامية في روسيا تنتشر وتتوسع بصفة مطردة، وهو ما جعل العلاقة بين روسيا والعالم الإسلامي تأخذ بعدا إستراتيجيا في السنوات الأخيرة.

"نظام تعليمي إسلامي"

وعن دور المؤسسات الدينية الروسية لتحقيق الشراكة والتقارب بين موسكو والعالم الإسلامي قال رئيس الإدارة الدينية لمسلمي الشطر الأوروبي من روسيا الشيخ روايل عين الدين: إن" المؤتمر سيناقش عدة مسائل مهمة على رأسها بلورة نظام تعليمي إسلامي في روسيا بالتعاون مع المؤسسات الدينية الإسلامية العالمية".

وأوضح في تصريحات لـ"إسلام أون لاين" أن "هناك تحديات كبيرة أمام الأمة الإسلامية في روسيا.. وأن المؤتمر سيبحث تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية ومدى الاستفادة من تجربة النظام المالي الإسلامي لإقامة نظام مالي عالمي جديد.. وهو ما سيجعل مردوده طيبا على الأقلية الإسلامية في روسيا خاصة، وعلى البلد بكامله عامة".

وعقب الأزمة المالية التي عصف باقتصادات العالم في الربع الأخير من عام 2008 تعالت العديد من الأصوات في العالم لتطبيق النظام الإسلامي كطريق لإخراج الاقتصاد العالمي من أزمته الطاحنة.

ومن المنتظر أن يسافر المشاركون في المؤتمر إلى جمهورية الشيشان لزيارة العاصمة، والاطلاع عن كثب على الإصلاحات وعملية إعادة الإعمار التي تقوم بها السلطات المحلية بعد أن هدمت الحرب الأخيرة معظم معالم العاصمة جروزني التي كانت تسمى في زمن قريب بعروس القوقاز، وأن يلتقوا الرئيس الشيشاني رمضان قديروف وعددا من القيادات المحلية.

 

ويعتقد الكثيرون أن العلاقة بين موسكو والعالم الإسلامي بدأت تأخذ منحى تصاعديا إيجابيا، وذلك بعد تحرك السياسة الخارجية الروسية نحو الدول الإسلامية، وتوجت أخيرا باختيار روسيا عضوا مراقبا في منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك في لقاء قمة المنظمة بماليزيا عام 2005م، حيث اعتبر فلاديمير بوتين رئيس روسيا آنذاك هذه الخطوة أساسا لبناء علاقة متينة بين الطرفين، وإعطاء المسلمين الروس دورا أكبر في عملية التقارب بين الجانبين.


صحفي وباحث في الشؤون الروسية.

اجمالي القراءات 3357
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق