محمود الشاذلى رئيس تحالف المصريين الأمريكيين فى واشنطن: النظام المصرى يستقوى بالخارج.. وجمال مبارك ل

اضيف الخبر في يوم السبت ١٥ - أغسطس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


محمود الشاذلى رئيس تحالف المصريين الأمريكيين فى واشنطن: النظام المصرى يستقوى بالخارج.. وجمال مبارك ل

محمود الشاذلى رئيس تحالف المصريين الأمريكيين فى واشنطن: النظام المصرى يستقوى بالخارج.. وجمال مبارك لا يملك مقومات الرئاسة 
مقالات متعلقة :


  حوار   أميرة عبدالرحمن    ١٥/ ٨/ ٢٠٠٩
تصوير – حسام فضل
الشاذلى يتحدث إلى «المصرى اليوم»

يعترفون بعدم وجود وزن سياسى لهم فى المجتمع الأمريكى حتى الآن، لكنهم يطمحون لمنافسة «اللوبى الصهيونى»، من خلال «التمكين السياسى» فى المجتمع الأمريكى عبر الوسائل المشروعة، بهدف التأثير على مطبخ صنع القرار بما يخدم المصلحة العليا للوطن الأم.. وبابتسامة متواضعة، يقول محمود الشاذلى، رئيس تحالف المصريين-الأمريكيين فى الولايات المتحدة: إن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة فى الاتجاه الصحيح.

 

 

بهذه الروح الطموح، المفعمة بالحنين، والولاء، والرغبة فى التغيير، مغلفة فى إطار من الوعى السياسى والقانونى بمقتضيات إدارة اللعبة فى أروقة الكونجرس، لم يُبد الشاذلى دهشته من عدم تطرق أوباما فى خطاب القاهرة لمسألة الإصلاح السياسى، كما لم يبد إحباطه من تجاهل الرئيس مبارك الرد على الخطاب الذى أرسله له التحالف فى ٢٨ فبراير ٢٠٠٩، مؤكدا أنهم سيواصلون دعوته للحوار معهم فى واشنطن خلال زيارته المقررة للولايات المتحدة يوم ١٥ أغسطس الجارى، رغم قناعتهم الراسخة بأن التغيير فى مصر لن يأتى إلا من الداخل.

■ حدثنا عن نشأة التحالف وكيف تبلورت فكرة تأسيسه؟

- فى أواخر الستينيات كان عدد المصريين فى الولايات المتحدة قليلاً، ثم زادت أعدادنا، والمعروف أنه فى بداية أى موجة هجرة ينصب الاهتمام أولا على الذات «كيف أعيش ومن أين آكل؟!»، وبعد أن يستقر المهاجر ماديا يحدث نوع من النضج، فتتسع دائرة اهتمامه وتتعمق، ويبدأ البحث عما هو أكبر، حتى يصل لأعلى مرحلة من النضج، تلك التى يحاول فيها التواصل مع وطنه الأم، وهذا هو الإطار الذى نشأ فيه تحالف المصريين- الأمريكيين.

■ متى كان ذلك تحديدا؟

- ظهرت الفكرة عام ٢٠٠٥ وبدأها ما بين ٣٠ – ٤٠ مصريا من «الجيل الأول» للمهاجرين الذين قرروا إنشاء جمعية غير هادفة للربح، أو مثلما يقال عنها فى مصر «جمعية أهلية» رغم أن هذا المصطلح غير دارج فى الولايات المتحدة، فعادة ما نصنفها باعتبارها «غير حكومية»، وكان أول رئيس منتخب للتحالف هو الدكتور صفى الدين حامد، قبل أن أخلفه فى منصبه، الذى حرصنا أن يحقق مبدأ التداول.

■ قلت إن الجمعية غير هادفة للربح، كيف تمولونها إذن؟

- التحالف قائم بالكامل على تبرعات الأعضاء.

■ ما الفرق بينكم وبين أى تجمع آخر للمصريين المقيمين بالولايات المتحدة؟

- صحيح أن هناك عشرات الجمعيات الأخرى، التى تساعد على تواصل المصريين بالخارج، لكنها فى أغلبها «مهنية»، مثل الأطباء المصريين-الأمريكيين، على سبيل المثال، أو ذات مطالب سياسية تخص فئة من المصريين بعينها، مثل الأقباط أو النوبيين، وغيرهما، ممن يحملون ملفاتهم الخاصة واهتماماتهم التى يركزون عليها نشاطهم.

■ ما الذى يميزكم إذن؟

- ما يميز تحالفنا هو أننا -حسب علمى– أول جمعية مصرية-أمريكية اهتمت بالإصلاح السياسى فى الوطن الأم، فالجمعيات الأخرى لها قضاياها الخاصة، لكن نحن اهتمامنا أوسع وأعم، كما أننا بالحديث جغرافيا، لسنا إقليميين، لنا أعضاء فى إلينوى وفلوريدا وكاليفورنيا، إضافة إلى ذلك، فإن تحالفنا حدد أهدافه ولخصها فى جزءين، الأول هو تمكين المصريين-الأمريكيين فى مجتمعهم الجديد، لينشطوا فيه اجتماعيا وسياسيا عبر مجلس المدينة، والثانى هو الإسهام قدر الإمكان فى تطوير الوطن الأم، فنسعى للتواصل وليس الانشطار، والمصرى الذى ينشط فى أمريكا يسعى للإضافة وليس الإحلال، أى يضيف لثقافته ولكن ينتقى منها ما يناسبه.

■ لكن هل ترون أن صوتكم مسموع فى دوائر صنع القرار الأمريكية؟

- للأسف، نحن كجالية مصرية ليس لنا وزن سياسى حتى الآن داخل المجتمع الأمريكى، لكننا نسعى لتفعيل دور أعضائنا، أملا فى أن يكون لنا دور مؤثر، وقد بدأنا للتو فى محاولة تمكين أنفسنا سياسيا.

■ من خلال نشاطكم بالخارج.. ما الذى يمكنكم تقديمه للوطن الأم؟

- إستراتيجية التحالف تقوم على ترشيد المسؤولين الأمريكيين، سواء فى الإدارة أو الكونجرس، بالمعلومات الصحيحة عن مصر وعن متطلبات التقدم فيها، فالمتاح لى قانونا هو إحاطة الإدارة الأمريكية بالوضع فى مصر، فى محاولة للمساهمة فى تشكيل إستراتيجيتها، بما يخدم المصالح المصرية، مهمتنا كتحالف توصيل المعلومات، من خلال مناقشات مستمرة، نقول لهم مثلا إنكم إذا دعمتم النظام وأغلبية من الشعب غير راض عنه، وإذا كرستم الضغط دون تنفيس، ممكن أن يحدث لمصر ما حدث لإيران مع ثورة الخومينى،

وبالتالى ستتضرر المصالح الأمريكية مع مصر، نحاول إقناعهم بأن تكون نظرتهم بعيدة المدى، ولكن فى نفس الوقت كمواطنين مصريين-أمريكيين لا يمكننا مطالبة واشنطن بالتدخل فى شؤون دولة مستقلة أخرى، فقبل أن أكون أمريكيا، أنا مصرى، وحتى وقت قريب، كان مثل هذا النشاط مقصوراً على الخصوم،

وأقصد بهم اللوبى الصهيونى، الذى كان يضع ويحدد الأجندة، ولأنهم منظمون منذ زمن، فلهم ثقل فى الانتخابات، إلى أن جاء أوباما الذى نجح فى الخروج من مأزق تمويل حملته الانتخابية عندما طلب تبرعات من القاعدة العريضة السفلية بدأت من ١٠ دولارات، فأصبح فى غنى عنهم، أما الكونجرس فيختلف كثيرا لأنه يعتمد إلى الآن على كبار الممولين، وبالطبع من يدفع يحدد الأجندة.

■ لكن الدارج أن تلعب السفارات هذا الدور الذى تقومون به؟

- السفارة جزء من الحكومة، السفير يُعتمد من قبل دولته لتمثيلها رسميا، لكن السفير المصرى فى أمريكا مثلا ليس من حقه قراءة مقال حسن نافعة الشهير، الذى تحدث فيه عن رأيه فى الإصلاح، ثم الإشادة بالمقال أمام الإدارة الأمريكية، باعتباره الوسيلة المثلى للإصلاح السياسى فى مصر، لأن مهمته هى إيصال الرسالة «الرسمية» لحكومته،

أما أنا فيمكننى أن أعبر عن رأيى «كاستشارى» متطوع، للسيناتور الأمريكى فى الكونجرس عن المدينة التى أقيم فيها، ومن حقى أن أقول له إنى أرى فيما كتبه نافعة فى إحدى مقالات أكتوبر ٢٠٠٨ روشتة مثالية للحل والإصلاح فى مصر، وهذه وجهة نظرى الشخصية فعليا.

■ فى تصورك.. كيف يمكنكم منافسة اللوبى الصهيونى.. وهل تطمحون أساسا لمنافسته؟

- بالفعل نبحث تلك المسألة، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة فى الاتجاه الصحيح، لذا فهى عملية تجميعية ولن تتم فى المدى القصير، ولكن طبقا للقانون الأمريكى، نحن أساسا مؤسسة تعليمية وتثقيفية، لا نستطيع العمل فى السياسة، وأنا ليس من حقى كأمريكى أن أمثل المصالح المصرية رسميا، أما «اللوبى»، فهو لفظ محدد قانونا، ولكى أكون «لوبى»، لا بد أن أسجل نفسى وكيلا لدولة أجنبية، وهذا فرق كبير بيننا وبين اللوبى الصهيونى،

إضافة إلى أن الأخير له عقود يمارس نشاطه، بخلاف الجالية المصرية الحديثة نسبيا، والأقل عددا، مقارنة به، فمازال غالبية المصريين فى طور من يريد أن يضمن حياته اليومية، وبالرغم من أن اللوبى الصهيونى لا يمثل دولة إسرائيل من الناحية الرسمية مثلنا، إلا أن كونه سجل نفسه وكيلا لدولة أجنبية، بقيود كثيرة ينص عليها القانون الأمريكى، يمكنه عبر البرلمان، أن يشرح وجهة نظر موكله، بل والأخطر هو ما يحدث عمليا من إعطاء هدايا وتنظيم رحلات وجمع تبرعات.

■ هل تواصلكم يقتصر على الكونجرس أم الإدارة أيضا؟

- الكونجرس والإدارة معا، فقبل زيارة أوباما لمصر، طلبنا حضور اللقاء، وكانت الإدارة تريد أن تتعرف على آراء المصريين-الأمريكيين وهيئات المجتمع المدنى، مع مجموعة من الدبلوماسيين، على الوضع فى مصر، وهذه أحد مؤهلات أوباما الـ٣ التى تميزه عن سلفه جورج بوش، فهو يقرأ، ويسمع، ويحيط نفسه بدائرة مستشارين على أعلى مستوى ثقافى، يختارهم وفقا لكفاءتهم، فى حين كان بوش على العكس تماما، إذ كانت إدارته تتسم بالشللية، ولم يكن يمتلك المستوى الفكرى لاستيعاب أثر كلامه على متلقيه من الشعوب العربية والإسلامية.

■ بمناسبة أوباما.. هل تعتقدون أنه خذلكم فى خطاب القاهرة، بعدم تطرقه للإصلاح السياسى؟

- أوباما لم يخذلنا فى خطابه، لأنه سياسى محنك، يدرك ما هو ممكن وما هو مرغوب فى التوقيت الصحيح، وهو يعلم جيدا أنه لو كان قد تطرق لمشاكل تجعله يأخذ اتجاهاً لا يستطيع تنفيذه، أو لو نفذه سيكون ضد مصلحته الأمريكية العليا، فلن يقدم على تلك الخطوة، أو سيقدم عليها بطريقة مجملة، كما أن أوباما يرى مثلنا أن الإصلاح لا يتم إلا من الداخل، ولا يمكن أن يكون بضغط ولا ترهيب ولا ترغيب، وهو كرئيس للولايات المتحدة، لابد له أن يحسب ما يمكن أن يحدث نتيجة لأى تغيير ينتج عن ضغط ، ولا بد أن يحسب مدى تأثر المصالح الأمريكية بأى تغيير محتمل، لأن مصر بالنهاية بلد مهم للحسابات الأمريكية.

■ هل توقعتم إذن أن يتجاهل خطابه مسألة الإصلاح السياسى الداخلى؟

- نعم، لأنه ليس لديه حلول، هو شخص يفكر فى كل ما يقول، وإن كان يبدو مرتجلاً، لن يقول أوباما شيئاً غير محسوب العواقب، ولم يكن من الذكاء أن يتحدث عن الإصلاح السياسى.

■ ما رأيكم فى تبرئة الدكتور سعد الدين إبراهيم قبل بضعة أيام من زيارة أوباما؟

- لا أملك التكهن.. ربما سعد يعلم أكثر منا، وهذا السؤال يجب أن يوجه له.

■ وإطلاق سراح أيمن نور بعد يومين من مقال «واشنطن بوست»؟

- لا أريد التكهن أيضاً، فنحن حريصون على التمسك بالحقائق لا التكهنات.

■ لكنكم قريبون من دوائر صنع القرار الأمريكى والمفترض أنكم على دراية بما جرى قبيل الزيارة؟

- محتمل جداً أن تكون هناك اتصالات غير معلنة هدفها عدم إحراج أوباما عندما يأتى للقاهرة ويخاطب العالم الإسلامى، فإذا كان البعض قد انتقده لأنه لم يكن أكثر جرأة وصراحة فى المطالبة بالتغيير السياسى، فما بالك لو ألقى خطابه، بينما كان أيمن نور لا يزال قابعاً فى السجن، وسعد ملاحقاً قضائياً، خاصة أن الاثنين أصبحا معروفين عالمياً، كان هذا سيكون نقداً لأوباما لا يمكن الدفاع عنه، ومع ذلك فكل ما أقول ليس مبنياً على معلومات خاصة سرية، لكنها توقعات.

■ هل توجه لكم تهمة الاستقواء بالخارج؟

- لا لم يوجه لنا أحد تلك التهمة، التى توجه لمنظمات مصرية أخرى بالخارج، خاصة منظمات أقباط المهجر، لكن ذلك لم يحدث معنا، لأن أجندتنا فى التحالف تطالب بإصلاح عام لمصر، وليس لها مطالب فئوية على الإطلاق، نطالب بدولة مدنية حديثة ديمقراطية قائمة على أساس المواطنة التى لا تفرق بين مواطن وآخر بسبب اللون أو الجنس أو الدين. الدين لله والوطن للجميع، لا يمكن لأحد أن يتهمنا بالاستقواء،

كما أن التلويح بمثل هذه التهم، جعلنا حريصين أكثر من اللازم وأحدث لنا نوعاً من الحساسية من جهة التشديد على الدعوة للتغيير بالقانون والدستور، ولم ندع أبدا لانقلاب أو لقفز على السلطة بطريق غير شرعى، نحن نسير وفقا للشرعية المعلنة، وحريصون على أن يدرك إخواننا فى الشارع المصرى أننا لا نريد الاستقواء بالخارج، لأننا مؤمنون بأن التغيير يجب أن يكون من الداخل، كما أننا حريصون على العمل فى نطاق القانون الأمريكى، بالمؤسسات التعليمية غير الهادفة للربح، وغير السياسية وغير الدينية لها قواعد محددة يجب أن نلتزم بها.

أقول لك أيضا إن إشكالية الخارج والداخل خلقها النظام، هو الذى روج لفكرة الاستقواء بالخارج، مستغلا الحقائق بعد لى عنقها قبل أن يستغلها لخدمة مصلحته، لأنه من الذى ينفذ الأوامر الخارجية حرفيا ؟ النظام. هو إذن الذى يستقوى بالخارج، وهو الذى ينفذ طلبات الخارج حرفيا، فلولا دور مصر لما كانت القوات الأمريكية لتصل إلى العراق على الإطلاق.

■ ما عناصر الإصلاح التى تتحدثون فيها مع الإدارة الأمريكية؟

- لم نتحدث بعد مع الإدارة الجديدة فى كل الأمور، بالتدريج سنفتح الملفات المتعلقة بمطالبنا من حق التصويت للمصريين-الأمريكيين فى الانتخابات الرئاسية، وإلغاء العمل بقانون الطوارئ، ولكن بعيداً عن هذه الملفات، نتناقش، ففى أحد الاجتماعات الهادفة لبحث سبل تجميل صورة الإدارة الأمريكية فى الشارع المصرى، أفهمناهم أن صورة أمريكا فى الشارع المصرى سلبية للغاية، وقلنا لهم صراحة إنهم لن ينجحوا فى تجميل الصورة إلا لو قالوا لرؤسائهم «غيروا سياستكم»،

وعندما سألونى كمواطن مصرى حول بعض القضايا مثل تمويل المؤسسات المدنية مثلا، قلت لهم بالحرف الواحد إن التحالف ينظر لها بمثابة «قبلة الموت» لأنه لا يوجد أى مواطن مصرى يريد أن يرى فى بلده نموذج أحمد جلبى مصرى (فى إشارة إلى المعارض العراقى الممول من المخابرات الأمريكية).

■ ما رأيك فى مركز ابن خلدون؟

- هو كمؤسسة مستقلة، جزء من الجامعة الأمريكية، له أهداف تعليمية، لكن بالنسبة للتمويل، أبديت فى أكثر من مناسبة رأياً مختلفا عن د. سعد الدين إبراهيم، هو يرى أنه لا بد أن يكون هناك مساعدة مالية للمؤسسات المدنية التى تسعى إلى الديمقراطية، ونحن قلنا له إن التمويل «قبلة موت» للمؤسسات المدنية، نحن نختلف معه فى هذه النقطة، ونتفق معه فى الإصلاح السياسى والتطور الديمقراطى والانتخابات الحرة، كما أننا فى التحالف، نرفض ربط الإصلاح السياسى فى مصر بالمعونة.

■ هل فتحتم ملف التوريث مع الإدارة الأمريكية؟

- الإدارة الأمريكية حسمت هذا الملف من جانبها، باعتباره شأننا الداخلى، أما نحن فنرى أنه سيناريو غير وارد على الإطلاق فجمال مبارك لا يملك مقومات الرئاسة، وإن كان يملك حق الترشح، وهناك نقطة مهمة، وهى أن المصريين هم الذين صنعوا هذا الملف وروجوا له، والمعارضة هى التى ضخمت تلك الفكرة بما خدم جمال مبارك فى النهاية، وساعد على ظهور وتكرار اسمه فى وسائل الإعلام، ونحن نقول إن أمام الرئيس مبارك عامين فى السلطة وبإمكانه أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه إما على طريقة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، أو على طريقة الرئيس السابق للكونغو موبوتو سيسيكو.

■ كيف يمكن أن تلخص لنا إنجازات التحالف حتى الآن؟

- إسهامنا جزئى، ولو قلنا إننا عملنا شيئاً سيكون ذلك تهريجاً، لكن هذا لا يمنع أن التحالف له إنجازات كثيرة أيضا، منها طرحه لفكرة الـ٥٠ بديلاً، منذ عامين، عندما ردد البعض أنه ليس هناك بدلاء للرئيس حسنى مبارك، لكننا طرحنا قائمة طويلة، ليس من ضمنها جمال مبارك، رغم حقه فى الترشح، وأبرز من جاءوا بها كان الدكتور أحمد زويل، والدكتور محمد البرادعى وعمرو موسى،

كما أننا دائما ما نعرب عن مواقفنا تجاه ما يجرى من تطورات سياسية فى الوطن الأم، فأيدنا إضراب ٦ أبريل، ورفضنا قمع السلطة له، لكننا لم ندع الشعب إلى الهياج، وقلنا لهم احذروا الممتلكات الخاصة والعامة، يعنى رفضنا قمع السلطات ورفضنا أيضا الإضرار بالممتلكات، قلنا الإضراب حق مشروع، لكنا ناشدناهم الالتزام بالآداب العامة،

إضافة إلى ذلك فقد وجهنا منذ فترة خطابا للرئيس المصرى، طالبنا فيه بإلغاء العمل بقانون الطوارئ، وبالإفراج عن المعتقلين، وبتسريع إصدار قانون دور العبادة الموحد.

■ هل رد عليكم؟

- لم يأتنا أى رد منه.

■ كيف تفسرون تجاهله لكم؟

- نحن لسنا مغرورين، ولم نتوقع منه أى رد، وندرك أننا مجرد جزء من قوى سياسية واقتصادية كثيرة، ينجح بعضها ويفشل البعض الآخر فى التأثير على مسار الدول، ثم إننا لن نسكت لمجرد أنه لم يرد على الخطاب الأول، وسنستمر ونحاول ثانية وسنناضل بسلاحنا الثقافى.

■ كيف تنوون استقباله خلال زيارته لواشنطن؟

- هناك ٣ اتجاهات يدرسها التحالف حاليا، أولا، طلب مقابلة الرئيس مبارك والتحاور معه، مع إعطاء ضمانات له بأن يكون الحوار حضارياً نطرح فيه رؤانا للأوضاع السياسية فى مصر، وحال وافق سيكون اللقاء هو الأول من نوعه بينه وبين الجالية المصرية فى أمريكا، والاتجاه الثانى هو أن نقوم بتنظيم مسيرة سلمية تتواكب مع قمته وأوباما يوم ١٨ أغسطس، أو أن نقوم بإرسال خطاب مفتوح لكليهما، نقول فيه لأوباما إن من مصلحة أمريكا المساعدة على ترسيخ نظام ديمقراطى فى مصر يتم من خلال التداول السلمى للسلطة.

■ هل تتصلون بأحزاب معارضة مصرية؟

- لا نتصل بأحزاب، لأنه تم تهميشها تاريخيا خلال الـ٢٠ عاما الماضية، فلم تعد ذات ثقل سياسى، نحن نتصل بأفراد لهم أفكار معارضة مثل سمير عليش، والدكتور أسامة الغزالى حرب.

■ وأيمن نور؟

- لا لم يكن لنا أى علاقة به.

■ وحركة «كفاية»؟

- لا.. وعلاقتنا بها لا تتجاوز الانطباع الإيجابى، لأن عزيز صدقى وعبدالوهاب المسيرى كان لهما تاريخ مشرف ومسجل، ليس لهم طموح شخصى، وكلامهم علمى ويسمع له، كما يميز التنظيم أنه يجمع المسلم والقبطى.

■ ماذا عن الإخوان المسلمين؟

- لا أيضاً.. حتى لا تستغل السلطات والجهات الراغبة فى ضرب الإخوان ذلك فتوجه لهم تهمة الاتصال بقوى خارجية، ونحن نرى أنهم أيضا جزء من نسيج المجتمع المصرى الذى لا يمكن إهماله، لا مانع أن يكون لهم حزب سياسى، ولو جرت انتخابات ديمقراطية سليمة، فإن من تفرزه النتائج يحكم.

 

اجمالي القراءات 3126
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق