اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٢٥ - سبتمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه
هذه المرة مختلفة».. ديفيد هيرست يكتب عن الفصل الأخير في «مسرحية السيسي»
نشر الكاتب والصحافي البريطاني المخضرم، ديفيد هيرست، مقالًا في موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، تناول فيه المظاهرات الأخيرة التي شهدتها مصر ضد حكم عبد الفتاح السيسي.
وكتب هيرست وفق مقاله الذي ترجمته «عربي21»، تحت عنوان «الفصل الأخير من مسرحية السيسي: بعد مرور ستة أعوام تبقى مصر عصية على القهر»، واعتبر هيرست، أن «الطاغية المصري أعاد توليد نفس الظروف التي بسببها انطلقت الموجة الأولى من الربيع العربي في عام 2011».
وفيما يلي، النص الكامل لمقال هيرست كما ترجمته «عربي21»:
لو أراد طاغية مصر عبد الفتاح السيسي اختيار مهنة أخيرة يحترفها، فمن المؤكد أنها ستكون التمثيل على خشبة المسرح؛ فقد كان هو الذي تحدث باسم المخابرات الحربية بصوت حنون ليطمئن الليبراليين والإسلاميين المحتشدين في ميدان التحرير في يناير (كانون الثاني) 2011 بأن الجيش يقف إلى جانبهم، ومع الرئيس الراحل محمد مرسي، لعب السيسي دور ضابط الجيش الملتزم دينيًا.
بأيد مرتعشة وأعصاب الممثل المسرحي البارع جلس السيسي ينتظر في الغرفة الجانبية من القصر الرئاسي، بينما كان رئيساه في الجيش – محمد حسين طنطاوي، وسامي عنان – يستمعان إلى قرار إقالتهما من منصبيهما، الأول كرئيس للجيش، والثاني كرئيس لهيئة الأركان.
وفي حضرة الرئيس الذي كان يخطط للانقلاب عليه، لعب دور الخادم المطيع والصامت داخل اجتماعات الحكومة. كل ذلك بينما كان ينتظر ضخ السعوديين والإماراتيين لمبلغ العشرين مليار دولار التي مولوا بها انقلابه العسكري.
وعندما تضرعت إليه الجماهير لكي يخلصها من حكم الإخوان المسلمين، أصبح السيسي في يونيو (حزيران) من عام 2013 «البطل المخلص». لم يكن ذلك الضابط النزيه يرغب في السلطة لنفسه، ولكنه لم يجد بدًا من إعلان نفسه «مرشح الضرورة» لمنصب الرئيس في الانتخابات الرئاسية. ولم يكن خلع البزة العسكرية وارتداء البدلة المدنية سوى تبديل آخر للزي.
وبينما كان رئيسًا، مثل السيسي أدوارًا ثلاثة أخرى على الأقل: دور الفيلسوف الذي لا يتخذ قرارًا دون استلهام التوجيه الإلهي أولًا، ودور باني المشاريع العظيمة مثل توسيع قناة السويس وإنشاء المدن الجديدة، ودور الفرعون الذي أخبر شعبه بأن عليهم أن يتحملوا الفقر.
انتهى تمثيل السيسي لأدواره المختلفة عندما ظهر على خشبة المسرح ممثل آخر من داخل نفس المنظومة، وشهد شاهد من أهله.
على مدى ثلاثة أسابيع قام هذا الشاهد من أهله، والذي تحول إلى واش به، بتحطيم صورة السيسي، وذلك عبر سلسلة من التسجيلات المصورة التي يظل يبثها من منفاه الاختياري في إسبانيا، والتي أخذت بالألباب من المصريين وسمرتهم.
وهذا الشاهد من أهله هو محمد علي، الذي أقر بنفسه أنه ليس بطلًا، وإنما مقاول فاسد، وواحد من 10 مقاولين فقط كان الجيش المصري يستخدمهم في تنفيذ مشاريعه الإنشائية. أكد محمد علي بأنه إنما غادر مصر مصطحبًا معه عائلته وثروته لأن الجيش لم يعد يسدد له ما يستحق له من أتعاب. بمعنى آخر: لم يكن محمد علي يومًا واحدًا من النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان.
ولم يكن محمد علي إسلاميًا، ولا يساريًا، ولا أكاديميًا. ولم يكن يتحدث عن الشريعة. بل إن ما يستهوي بطل مصر الشعبي ويشغل باله لا يتجاوز السيارات السريعة، والتمثيل، وإنتاج الأفلام، وتطوير المشاريع العقارية.
«رؤية محمد علي».. هل يمكن لمصر تطبيق التجربة السويسرية في نظام الحكم؟
يكاد محمد علي يكون النسخة المصرية من شخصية «ديل بوي»، البائع المتجول المتذاكي في المسلسل التلفزيوني الكوميدي البريطاني «أونلي فولز أند هرسيز»، مع فارق أن السيارة التي يقودها محمد علي فيراري زرقاء بدلًا عن العربة الصفراء التي تجري على ثلاثة عجلات ويقودها ديل بوي البريطاني.
يخيل إليك وأنت تنصت إلى ما يقول أنك تسمع سائق «توتك توك» يخاطب زميلًا له في المهنة، فهو حينما يتحدث إنما يتحدث بلغة الشارع، ولهذا ينصت الشارع له، وتلك هي المشكلة التي يواجهها السيسي.
فالسيسي فيما يرويه محمد علي عنه للمصريين «رجل فاشل» ومصدر «عار»، و«قزم»، يستخدم مساحيق التجميل، ومتيم برفع بنطاله إلى أعلى. والسيسي رجل مخادع يلقي المحاضرات على مسامع الناس ليعظهم بالتقشف وشد الأحزمة، بينما يبني القصور لزوجته انتصار.
ويمضي محمد علي ليقول: «ودعوني أقُل لكم ما هي القصور بالضبط التي تم بناؤها لهم». في القائمة التي يسردها محمد علي: منزل فاره في الحلمية بتكلفة 6 ملايين دولار، ومقر إقامة رئاسي في الإسكندرية بتكلفة 15 مليون دولار، وقصر في العاصمة الإدارية الجديدة، وآخر في مدينة العلمين الجديدة إلى الغرب من الإسكندرية.
تكهرب الناس في مصر بما سمعوه من محمد علي عن قصور السيسي، وهم الذين يعيشون في حالة من المفقر المدقع أو يكادون ينزلقون فيه. وبحسب تقرير صدر عن البنك الدولي في شهر أبريل (نيسان)، فإن 60٪ من الشعب المصري إما دون خط الفقر، أو عرضة لأن ينزلقوا نحوه.
بمعنى آخر: يعيش ما يقرب من نصف السكان في مصر الآن تحت خط الفقر أو قريبًا منه، علمًا بأن خط الفقر كان قد حدد عمدًا عند مستوى مرتفع نسبيًا لمصر مقارنة بغيرها من البلدان. أما الأرقام الرسمية المصرية فتشير إلى أن نسبة من يعيشون دون خط الفقر من المصريين ارتفعت من 25.2٪ في عام 2011 إلى 32.5٪ حاليًا.
وفعلًا لقد انخفضت المداخيل الحقيقية لمعظم المصريين، هذا في الوقت الذي تستمر فيه مصر في مراكمة الديون الخارجية، بينما تخضع لبرنامج التقشف الذي يفرضه عليها صندوق النقد الدولي.
دعوة للتبرع
شيخ قليل الحياء: ما رأيك فى الشيخ الواع ظ الذى لا يحلو له إلا...
قبر الرسول: بعد وفاة الرسو ل الكري م محمد عليه السلا م ...
الجلد لا القتل: سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبح 40; ...
قرآنى أفغانى: سلام عليكم اسمي ... من افغان ستان حالا اسكن في...
more