أن تخشى من السعادة.. علامات الإصابة بـ«الشيروفوبيا» والأسباب وطرق العلاج

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١٦ - أبريل - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


أن تخشى من السعادة.. علامات الإصابة بـ«الشيروفوبيا» والأسباب وطرق العلاج

جميعنا يسعى إلى السعادة» جملة مألوفة اعتدت على قراءتها في مقدمات الكتب، واعتادت أذنك سماعها في بدايات الحديث، ولكن مع ألفتها قد لا تكون واقعيةً تمامًا، فهناك بعض الأشخاص الذين يخافون من السعادة، ويخشونها في ما يُعرف بــ«رُهاب السعادة» أو «الشيروفوبيا»، الذي يحمل العديد من الأعراض والأفكار النفسية للمصابين به.

هل تخشى السعادة؟ أعراض الإصابة بـ«الشيروفوبيا»

تأتي كلمة «شيروفوبيا» من الكلمة اليونانية «chairo» التي تعني السعادة، و«فوبيا» المرتبطة بـ«الرُّهاب» النفسي بمختلف أنواعه، ويخاف الأشخاص المصابون بالشيروفوبيا من المشاركة في الأنشطة المرحة والترفيهية التي عادةً ما تجلب السعادة، كما يتعامل معاها الأفراد العاديون بفرحة وبهجة.

ولا يعني أن تلك الأنشطة المرحة، مُخيفة بحد ذاتها بالنسبة للمصابين بالشيروفوبيا، وإنما يشعرون بأنّهم إذا حضروا مناسبة سعيدة قد تعقبها كارثة، فعندما يكون هذا التفكير التشاؤمي المتوجّس مرتبطًا بأذهان المصابين فلن يستطيعوا الاستمتاع حقًّا بالمناسبات السعيدة. بالإضافة إلى ذلك فإنّ المصابين بهذا الرهاب ليسوا بالضرورة تعساء طوال الوقت، وإنما هم يتجنبون المناسبات السعيدة. وقد اعتبر علماء النفس الشيروفوبيا نوعًا من أنواع القلق والاضطراب، وله العديد من العلامات والأعراض، مثل:

– رفض المشاركة في الأنشطة المرحة.

– القلق من الدعوة إلى التجمعات الاجتماعية.

– رفض الفرص التي قد تؤدي إلى تغييرات إيجابية في الحياة، نتيجة الخوف من أن مشكلة سلبية قد تعقبها.

 

وتأتي تلك الأعراض، نتيجة مجموعة من الأفكار النفسية التي تعزز ذلك الشعور، تتضمن: الاعتقاد بأنّ السعادة تجعله شخصًا سيّئًا، وأنّ محاولة الوصول إلى السعادة مضيعة للوقت والجهد، بالإضافة إلى أنّ إظهار السعادة سيكون له انعكاسات سيّئة له، أو لأصدقائه، أو لعائلته.

وتحكي ستيفاني يبوا، عن تجربتها مع الشيروفوبيا، وتقول: «إنه شعور باليأس التام، الذي يؤدّي بدوره إلى شعور بالقلق أو الحذر من المشاركة في أنشطة تعزز الشعور بالسعادة، والشعور أن تلك المناسبات لن تستمر». وتذهب ستيفاني إلى ما هو أبعد عندما تقول: إن الشيروفوبيا تفاقمت لديها لدرجة الشعور بعدم الراحة، إذا ما حققت إنجازات ونجاحات وظيفية، تتضمن إنهاء مهمة صعبة أو كسب عميل معين.

لماذا نخاف السعادة؟ أسباب الإصابة بـ«الشيروفوبيا»

لكن لماذا قد يُصاب الفرد بالشيروفوبيا؟ تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تلك النتيجة من العزوف عن المناسبات السعيدة، والخوف من السعادة، وربط السعادة بمتلازمة «الفرحة يعقبها كارثة»، وما يعقبها من تجنب السعادة خشية ما قد يعقبها من مشاكل محزنة، قد ينتج من تعرّض الشخص في الماضي لأحداث مشابهة تضمنت حوادث مؤلمة جسديًّا، أو عاطفيًّا، تدفع إلى الشعور بالخوف والقلق من السعادة.

وهناك سبب آخر يتعلق بنوع من الشخصيات التي تسعى إلى المثالية والكمال، فقد يصابون أيضًا بالشيروفوبيا، لاعتقادهم بأن السعادة إحدى سمات الأشخاص الكسالى الفاشلين أو غير المنتجين؛ لذلك قد يتجنبون تلك الأنشطة والمناسبات السعيدة باعتبارها أنشطة عديمة الفائدة والإنتاجية.

وهناك سبب ثالث قد يدفع الأشخاص نحو الشيروفوبيا، يتمثل في الطابع «الانطوائي» للشخصية، فقد يكون الانطوائي أكثر عُرضة للشيروفوبيا، والانطوائي هو شخص، يُفضل عادة أداء أنشطته بمفرده ، أو مع عدد قليل من أصدقائه المقربين، وقد يشعرون بالخوف وعدم الارتياح من التجمّعات المزدحمة الكبيرة، والأماكن الصاخبة.

 

البعض يتعامل مع الانطوائية على أنها أحد أنواع «الخجل»، فيما يراها آخرون أنها تشي بأمر سلبي، ولكن في الواقع فإن الانطوائية هي طابع شخصي له طريقة تفكير معينة للتعامل مع الأمور، له مميزاته وعيوبه، وعدة علامات تتضمن على سبيل المثال لا الحصر: الشعور باستنزاف الطاقة عند الإحاطة بالكثير من الناس، والاستمتاع بقضاء الوقت مع الذات، والابتعاد عن دائرة الضوء.

افرح دون الشعور بالذنب.. وسائل علاج «الشيروفوبيا»

مع تعريف علماء النفس للشيروفوبيا، على أنها نوع من الاضطراب النفسي بشكل عام، فلا يوجد أدوية وعقاقير كيميائية يمكنها حلّ المشكلة نهائيًّا، والتخلص من ذلك الرُّهاب بالتحديد؛ لأن الأمر في النهاية أيضًا يعتمد بشكل كبير على العامل النفسي، ومع ذلك فيوجد طرق أخرى مقترحة للعلاج قد تؤدي إلى نتائج مثمرة، تتضمن: ما يُسمى بـ«العلاج السلوكي المعرفي»، وهو نوع من العلاج يساعد الشخص على التعرف إل الأفكار الخاطئة، وتحديدها، لإعداد سلوكيات، يمكن أن تساعدهم على تصحيح أفكارهم، وفي هذا الصدد تنصح الطبيبة النفسية كاري بارون، بالبدء في التفكير، وفك متلازمة «السعادة– الكارثة» ومحاولة التسامح مع الأنشطة الترفيهية التي تستهلك وقتًا، وتضمن اللهو والمرح والسعادة، بدون الخوف من عواقب سلبية.

وتؤكد كاري ضرورة تغيير طريقة التفكير الناتجة من حادثة ما في الماضي، للتخلص من الشيروفوبيا: «قد يستغرق الأمر بعض الوقت، ولكن مع تلك النوعيات من العلاج، قد تستطيع تجاوز الشيروفوبيا، والاستمتاع بالسعادة، التي تعيشها في اللحظة».

ويمكن أيضًا أن يساعد رفقاء المصاب بالشيروفوبيا، بأن يُظهروا له أنهم يقضون مناسبات سعيدة، دون أن أن يتبعها مصائب، أو حتى يبدأ المصابون أنفسهم بإجراء تلك التجارب على أنفسهم فعليًّا؛ لكسر ذلك الحاجز النفسي.

ويضاف إلى تلك الوسائل النفسية المعرفية لعلاج الشيروفوبيا، وسائل أخرى لتخفيف الضغط النفسي والتوتر، تتضمن: الاسترخاء، والنفس العميق، والتدريبات الرياضية، والتأمل، وتناول اللُبان.

اجمالي القراءات 2409
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق