اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٤ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم
أكد نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدني ديفيد هيل عمق العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومصر، مشيداً بالدور الذي تبذله القاهرة في عملية السلام، والعمل علي دعم الاستقرار في المنطقة، نافياً وجود توتر في العلاقات بين البلدين.
وأعرب هيل في حواره مع «المصري اليوم»، الذي أجري داخل مقر وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن عن خيبة أمل الإدارة الأمريكية من سجل الحريات في مصر، خصوصاً ما يتعلق بحرية التعبير، مؤكداً التزام الولايات المتحدة بدعم الديمقراطية وحرية التعبير بها، ومعرباً عن أمله في أن يري تغييراً.
ورفض هيل الحديث عن موقف الإدارة الأمريكية من جماعة الإخوان المسلمين، مكتفياً بالحديث عن ضرورة أن تعمل مصر علي تحقيق التوازن بين عملها في مكافحة الإرهاب، وحماية حرية الرأي والتعبير، واصفاً سجل حقوق الإنسان في مصر بأنه سلبي،
وقال إن قضية خلافة جمال مبارك لوالده قضية داخلية مصرية، مشيراً إلي أن الولايات المتحدة تتعامل مع كافة الرموز السياسية المصرية، بمن فيها جمال مبارك وتربطها بهم علاقات ممتازة.
* بداية أنت توليت مهام منصبك كنائب لمساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدني في أغسطس الماضي، فما هي اختصاصاتك؟
ـ كنت أعمل سفيراً للولايات المتحدة في الأردن حتي يوليو الماضي، عندما أصبحت أحد نواب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدني الخمسة، أنا مسؤول عن دول الشرق الأدني من سوريا والأردن إلي مصر، وهي من الدول المهمة لنا، والتي تربطنا بها شراكة قوية وتواجه تحديات كثيرة، وأنا سعيد بعملي في هذه المهمة.
* يتحدث البعض عن فتور وضعف في العلاقات المصرية الأمريكية، فكيف تري هذا الضعف، وما هي أسبابه؟
ـ أنا لا أري العلاقات المصرية الأمريكية بنفس الطريقة، وأعتقد أن البلدين عملا بنجاح معا لسنوات، كشركاء في دفع عملية السلام، ودعم الاستقرار في المنطقة، مصر دولة محورية في العالم العربي والشرق الأوسط والعالم الإسلامي في دعم التحديث والاستقرار والسلام في المنطقة،
ونحن ممتنون لذلك وممتنون لشراكتنا معها، ونعمل علي مساعدة مصر في دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحديث الجيش المصري من خلال المساعدات التي نستطيع تقديمها له،
وهي طريقة مهمة لتمكين مصر من فرض السلام والاستقرار في المنطقة، إضافة إلي مشاركتها في قوات حفظ السلام حول العالم، وهو شيء معروف ومقدر، إلي جانب ذلك هناك حوار جيد حول القضايا الدبلوماسية والاستراتيجية لتمكن الدولتين من العمل معاً علي مواجهة التحديات الحالية، وأعتقد أن العلاقات بين البلدين علاقات شراكة قوية نأمل أن تستمر في النمو.
* لكن هناك توتراً في العلاقات بين البلدين يظهر بين فترة وأخري، وكان واضحاً في مؤتمر «دافوس» الأخير بشرم الشيخ، حيث لم يحضر الرئيس حسني مبارك خطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش، ولم يحضر بوش خطاب مبارك، وانتقدت الحكومة المصرية علناً خطاب الرئيس الأمريكي؟
ـ أنا كنت في شرم الشيخ كسفير للولايات المتحدة في الأردن، حيث كان من المفترض أن يلتقي بوش والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ولم أشعر بهذا التوتر،
وهناك جداول ومواعيد للزعماء تحدد ارتباطاتهم، في مثل هذه الأحداث الكبيرة، ولا أريد الخوض في هذا الموضوع، وهناك فريق عمل في البيت الأبيض مسؤول عن ترتيب مثل هذه المواعيد.
*لكن كانت هناك انتقادات علنىة من وزارة الخارجية المصرىة لخطاب بوش فى «دافوس»؟
ـ لن أعلق علي هذا الأمر.
* لماذا؟
ـ لأنني قلت ما أود قوله في هذا الصدد.
* الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز ونشر الديمقراطية حول العالم، ومن بين الدول التي تسعون إلي نشر الديمقراطية بها مصر، إلي أي مدي أنتم ملتزمون بدعم الديمقراطية في مصر؟
ـ نحن ملتزمون بمساعدة الدول حول العالم في توسيع الديمقراطية والحكم الجيد، بما في ذلك مصر، وأعتقد أن الديمقراطية تعني التنوع، والسماح لكل الأصوات في المجتمع بأن تكون مسموعة، وحماية وتعزيز حقوق الإنسان، وأن تكون هناك انتخابات ديمقراطية،
وفوق كل ذلك الحق في حرية التعبير، فلا يمكن تعزيز الديمقراطية دون إتاحة مساحة من حرية التعبير، التي تعد عنصراً مهماً وحجر الزاوية في الديمقراطية، ولقد خاب أملنا في عدد من القضايا في مصر، حيث هددت حرية التعبير في بعض المواقف، من خلال قضايا وأحكام قضائية، خاصة الأحكام الأخيرة ضد الصحفيين.
* كيف ترون الحكم علي سعد الدين إبراهيم واستمرار حبس أيمن نور؟
ـ كل هذه قضايا متعلقة بحرية التعبير، ونعتقد أن هناك مبدأ والتزاما عالمياً بتعزيز حرية التعبير في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مصر، ونسعي لنري ديمقراطية صحية وحيوية في مصر والشرق الأوسط، ولذلك من المهم أن تحترم حرية التعبير.
* وكيف تنفذون التزامكم بدعم الديمقراطية وحرية التعبير في مصر؟
ـ نعمل علي تحقيق ذلك بعدة طرق من خلال الحديث عنها، وهذا أمر مهم جداً، علي جميع المستويات سواء الرئيس أو وزيرة الخارجية، والسفراء، خاصة عندما نجد الفرصة للوصول إلي الشرق الأوسط، وهناك برامج مساعدة عديدة لمساعدة مصر علي بناء ديمقراطيتها،
وثالثاً هناك العديد من برامج التبادل التي تتم بين البلدين، وأحدها يتم حالياً، من خلال استضافة ٤٠ أو ٥٠ سيدة من المنطقة للتعرف علي كيفية سير الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويستطعن أن يرين كيف تسير، وعندما يعدن إلي بلادهن، فأعتقد أن أيا كان ما خرجن به من هذه التجربة سيساهم بشكل أو بآخر في تحقيق الديمقراطية.
* يري بعض المحللين السياسيين في مصر أن الحكومة الأمريكية تدعم النظام المصري ولا تقوم بدورها في دفع الديمقراطية، خوفاً من جماعة الإخوان المسلمين، فما تعليقك علي ذلك؟
ـ لدينا شراكة قوية مع مصر وأريد أن يكون ذلك واضحاً، لكن يجب أن يكون هناك توازن، ونحن نفهم أن هناك تهديدات إرهابية في العالم، عانينا منها هنا، وعانت منها دول الشرق الأوسط، فلذلك لابد أن يكون هناك توازن بين حماية حقوق الإنسان وحرية التعبير والقيم الديمقراطية،
والقدرة علي مواجهة الإرهاب، هناك جدل في كثير من المجتمعات حول هذه الأمور، وسمعنا وعوداً من مصر عن تقييد قانون الطوارئ واستبداله بقانون لمكافحة الإرهاب، لكننا لم نر حتي الآن ذلك التطور، ولذلك خاب أملنا، لأننا نعتقد بأهمية تحقيق التوازن بين مكافحة الإرهاب، والديمقراطية، ولكن ليس مهمتي أن أحدد كيف يتم هذا التوازن.
* سؤالي كان بالتحديد عما إذا كانت الولايات المتحدة تخشي من الإخوان المسلمين؟
ـ تحدثت بشكل عام أكثر واستخدمت كلمة الإرهاب والتطرف والعنف والتهديدات، ولا أريد الخوض في الموضوع أكثر من ذلك.
* لا تريد الحديث بشكل تفصيلي عن موقفكم من الإخوان المسلمين؟
ـ أنا تحدثت عن العنف والإرهاب والمتطرفين والذين يستخدمون العنف.
* لكن الإخوان المسلمين نبذوا العنف؟
ـ لا أريد الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
* هل تعتقد أن أمام المصريين خياراً حراً في الانتخابات؟
ـ لا أعتقد أننا يمكن أن نطلق علي الانتخابات التي تجري في مصر انتخابات عادلة ونزيهة، ونحن نأمل أن يأتي اليوم الذي نري فيه في مصر ـ كدولة تسير علي طريق الديمقراطية ـ انتخابات كهذه، ويكون أمام المصريين فرصة وحرية الاختيار بين الأحزاب السياسية المختلفة في الانتخابات.
* وما موقفكم من الحديث عن احتمال خلافة جمال مبارك لوالده في الحكم؟
ـ هذه قضية مصرية داخلية، وليست أمريكية، ونحن لدينا علاقات ممتازة مع كل الرموز السياسية في مصر بمن في ذلك جمال مبارك بصفته أميناً عاماً للجنة السياسات في الحزب الوطني، ولكن ليس دورنا أن نحدد السيناريوهات المختلفة للحكم في مصر، نحن نركز علي العمل مع مصر كشريك في السلام، وفي بناء الديمقراطية، ودعم الرخاء الاقتصادي في مصر.
* بما أنك تحدثت عن السلام، فإن بوش وعد بالتوصل إلي حل للقضية الفلسطينية قبل نهاية العام الجاري، وهذا لم يتحقق؟
ـ نعمل بجد والولايات المتحدة مازالت ملتزمة بالعمل مع الطرفين لتحقيق السلام، والوصول إلي اتفاق سلام حول طبيعة العلاقات في المستقبل، والإدارة الحالية تعمل بشكل يومي في هذه القضية، ونري أن الطرفين يعملان علي تحقيق السلام، وأعتقد أن مؤتمر أنابوليس شهد دفعة قوية لعملية السلام.
* إذا كان الالتزام من جانبكم ومن جانب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بتحقيق عملية السلام موجوداً، فما هي العقبات التي منعت التوصل إلي اتفاق سلام؟
ـ هذه ليست قضية سهلة، فالطرفان والأصدقاء في الخارج مثل الولايات المتحدة يعملون علي حل القضية منذ عدة أجيال، وأعتقد أن هناك فرصة حقيقية، هناك أشياء حدثت، فالعمل في هذه القضايا يتم علي عدة أصعدة، أولا المفاوضات الثنائية،
والعمل علي خلق المناخ المناسب للتوصل إلي اتفاق، ثانياً تقديم المساعدات الاقتصادية للفلسطينيين والمساعدة في بناء المؤسسات الفلسطينية، وثالثاً التعامل مع خارطة الطريق ، والتأكد من وفاء الطرفين بالتزاماتهما.
وفقاً لبنود خارطة الطريق، فإسرائيل ترغب في رؤية الفلسطينيين يكافحون الإرهاب بفاعلية، ويقضون علي البنية الأساسية له، وإصلاح مؤسساتهم ليكون الفلسطينيون مستعدين لدولة عندما تأتي،
وبالنسبة للفلسطينيين فهم يتطلعون إلي وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية، والسماح لهم بحرية الحركة والتنقل، ورابعاً العمل علي دعم الأمن، وفي هذا نعمل بنجاح علي تدريب الفلسطينيين، وإذ رأيتم القوات التي نشرت في جنين، ستلاحظون أن هناك تغيرات ملحوظة.
* هل تعتقد أن حركة المقاومة الإسلامية «حماس» والوضع في غزة إحدي العقبات التي تواجه تحقيق اتفاق السلام؟
- نعم، أعتقد أن الوضع في غزة قاتم، ومن المهم أن نتأكد من هو المسؤول عما يحدث في غزة، نرحب بالجهود المصرية لتحسين الوضع، وعلي حماس أن تقبل بشروط الرباعية الدولية وهي نبذ العنف، والاعتراف بإسرائيل، والالتزام بالاتفاقيات التي وقعتها السلطة الفلسطينية.
* الولايات المتحدة تدعم الديمقراطية، لكنها لم تقبل بخيار الشعب الفلسطيني، والذي اختار حركة حماس من خلال انتخابات ديمقراطية؟
- الإدارة الأمريكية علقت في بيانات كثيرة علي هذه المسألة، وأكدت أنها لا تضع تساؤلات علي نتائج الانتخابات الفلسطينية، واختيار الفلسطينيين، أما عن انتخاب «حماس»، فلقد تم انتخاب الرئيس محمود عباس أيضاً، لكن الحقيقة هي أنه عند انتخاب فصيل مثل حركة «حماس»
فما المطلوب من هذا الفصيل عندما يصل إلي السلطة، يكون السؤال حول مدي استعداد الفصيل للعمل مع المجتمع الدولي ونبذ العنف والاعتراف بإسرائيل، والوفاء بشروط الرباعية الثلاثة، أو أنه سيستمر في العمل كمنظمة إرهابية، واليوم نحن نعمل علي مواصلة الطريق لتحقيق السلام بين شركاء يؤمنون به، وهذا لا توفره حكومة حماس.
* الولايات المتحدة تعمل حالياً بالتعاون مع مصر علي وقف عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود مع قطاع غزة، فهل يمكن أن تشرح لنا دوركم؟
- نحن نشجع السلطات المصرية علي اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا المجال، وأنا لست مخولاً بالحديث في تفاصيل هذا الأمر، ولكن من المهم أن نقول إننا نريد إعادة فتح معبر رفح، وحرية وصول المساعدات إلي قطاع غزة.
* تحدثتم وطالبتم كثيراً بالإفراج عن أيمن نور، لكن الحكومة المصرية لم تستجب لطلبكم؟
- نعم، ولذلك نشعر بخيبة أمل، وتحدثنا عن ذلك بشكل علني وفي حواراتنا الخاصة، ففي الوقت الذي تحاول فيه مصر أن تبدو دولة تدعم الحريات وتسعي لتحقيق الديمقراطية، فإن قضية كهذه تلقي بظلالها علي جهود الديمقراطية، وحرية التعبير حجر زاوية في تحقيق الديمقراطية.
* هذا الحديث العلني عن خيبة أملكم، هل له تأثير علي طبيعة العلاقات بين البلدين؟
- نعم، هو أحد العوامل في العلاقات بين القاهرة وواشنطن، كانت هناك قضية عندما أصدر الرئيس مبارك عفواً عن إبراهيم عيسي، فالصحفيون يجب ألا يرسلوا للسجن، هذه كانت خطوة إيجابية، ولكن لسوء الحظ فإن معظم السجل المصري في هذا المجال سلبي.
* كيف تعملون علي الوفاء بالتزاماتكم نحو الديمقراطية؟
- بطرق متعددة، من خلال العمل والحديث مع القيادات بشكل علني، والمناقشات الدبلوماسية الخاصة، التي نتحدث فيها بانفتاح وحرية، والعمل مع منظمات المجتمع المدني في مصر، ونأمل أن تسهم هذه المناقشات في دعم الديمقراطية في مصر.
* لكن هذه الجهود لم تسفر عن نتيجة؟
- لذلك خاب أملنا، لكننا مازلنا ملتزمين بدعم الديمقراطية في مصر، ونأمل في رؤية تغيير.
* العلاقات الأمريكية مع سوريا هل تحسنت مؤخراً؟
- نحن نشعر بوجود تغيير في سوريا، وأجرينا مناقشات مع المسؤولين السوريين، وفي هذه المناقشات فسرنا لوزير الخارجية السوري أنه يجب علي سوريا وقف دعمها للتواجد الإيراني في الشرق الأوسط، واستمرارها في إدخال محاربين للعراق،
وإيصال الأسلحة لحزب الله، واستضافة المنظمات الإرهابية مثل حركة حماس علي أرضها، والتدخل في الشأن اللبناني، وعدم التزامها بالسماح للمفتشين الدوليين بمعرفة تفاصيل برنامجها النووي وسجل حقوق الإنسان فيها، هذه هي القضايا الرئيسية التي تحد من المناقشات بين البلدين.
دعوة للتبرع
المصائب والعقوبات: ثمّة سؤال: في معرض إجابة لك عن سؤال مؤخرً ا، ...
الانفلونزة والصلاة: أعانى حاليا من انفلو نزة حادة ، وتنتا بنى فى...
أنواع الصلاة : ما هو رأيك فى تأديت نا للصلا ة ؟ وفى رأيك ما...
عالم الغيب والشهادة: اسال عن قول الله سبحان ه وتعال ى ( إِنْ...
ذرية ابليس : هل الشيا طين مخلوق ة بحكم مسبق انها في النار...
more