«واشنطن بوست» في افتتاحيتها عن أيمن نور: محتجز لسبب غير منطقي
كتبت صحيفة الـ«واشنطن بوست» الأمريكية في افتتاحية عددها أمس الأول أنه مع ذكري ثورة 23 يوليو يطلق الرئيس المصري حسني مبارك سراح مئات المحتجزين الذين قضوا أكثر من نصف المدة المقررة لهم، ويعد ذلك حدثا سنويا يتزامن مع احتفاليات ثورة 23 يوليو 1952، تلك الثورة التي أعادت لمصر نظام السلطة العسكرية، ووفقا لما يحدث في هذه المناسبة، يكون من بين هؤلاء الذين سيطلق سراحهم من مارسوا جرائم العنف مثل القتل والاغتصاب، إلا أن الحكومة أعلنت أن هؤلاء الذين ارتكبوا جرائم التزوير لن يكونوا ضمن لائحة المرشحين للإعفاء عنهم من دون أدني شك، وتساءلت الصحيفة: هل تعاني مصر وباء لا يحتمل من قبل المزورين؟ بالطبع لا، ولكن المحتجز السياسي الشهير أيمن نور أُدين بهذا الفعل في محاكمة صاخبة ضده عام 2006.
أيمن نور الديمقراطي الليبرالي قام متأثرا بنداء الرئيس بوش بالديمقراطية في مصر بترشيح نفسه ضد الرئيس حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية، وكانت المكافأة التي حصل عليها نور في المقابل هي الحكم عليه بخمس سنوات في السجن عاني فيها من الضرب المبرح وانتهاكات أخري، وقالت الصحيفة: إن الاضطهاد القاسي الانتقامي الذي مارسه الرئيس مبارك ضد أيمن نور إهانة شخصية للرئيس بوش وخطته للحرية.
وقد قضي أيمن نور أكثر من نصف مدة سجنه، وأثناء وجوده في السجن تم احتجازه بالمستشفي عدة مرات لان صحته ضعيفة حيث إنه مريض بالسكر ويعاني بعض المشاكل بالقلب، وعلي الرغم من أن نور قد أخذ وعدًا بأنه سيتم إطلاق صراحه هذا العام بسبب حالته الصحية، الا أنه من الواضح انه سيقضي مدة الحكم بأكملها، وبذلك فهو سيقضي في السجن سنتان بعدما يترك بوش البيت الأبيض.
وقد كان للرئيس بوش تلميحات واضحة عن تحقيقه لوعده الثاني بالدفاع عن المعارضين، فمنذ عام - في شهر مايو تحديدًا - عرض بوش قضية أيمن نور في حديث له في مدينة براج - عاصمة التشيك - حيث أخبر الصحفيين بأنه قد تحدث عن قضية أيمن نور أثناء مقابلته الرئيس مبارك، وأضاف أن الحكومة قد تغاضت عن تنفيذ الإجراءات التي من شأنها مساعدة السجناء المصريين، وعلي سبيل المثال فإن بوش لوح بحرمان مصر من ملايين من المعونة الأمريكية في مقابل الإفراج عن المفكر المعارض سعد الدين إبراهيم في 2002.
وخلال العامين الماضيين كان اهتمام بوش منصبًا علي أي شيء بخلاف قضية حرية المعارضين، حيث جعل همّ المسئولين عن السياسات الخارجية تهدئة وإرضاء الحكام المستبدين مثل مبارك، ومع ذلك نظن أن الرئيس لن يكون سعيدًا بمعرفته بسوء المعاملة التي يلقاها أحد الذين يصدقون كلامه، مثل نور، وقد قال إن الولايات المتحدة تقوم بتقديم مساعدات كبيرة للقوات العسكرية المصرية، لذا فأنه إذا ما لم يتم الإفراج عن أيمن نور هذا الأسبوع فلابد أن يشعر بوش إنه مضطر لاستخدام نفوذه بخصوص تلك المساعدات.
اجمالي القراءات
2296