عزت يدير الفوضى من غزة
القاهرة – قالت مصادر مقربة من المؤسسة العسكرية المصرية إن لدى المؤسسة معلومات دقيقة حول وقوف الإخوان المسلمين وراء الهجمات المنظمة التي تجري في سيناء في فترة ما بعد عزل محمد مرسي.
وأكدت المصادر أن “تحريك سيناء” هو جزء من خطة إشاعة الفوضى التي يخطط الإخوان المسلمون لتنفيذها بالبلاد، وهي الخطة التي كشفت تفاصيلها صحيفة “العرب” في الأسبوع الماضي.
وذكرت المصادر ذاتها أن لعبة إثارة الفوضى بسيناء يمسك بخيوطها القيادي في جماعة الإخوان محمود عزت الذي فر إلى غزة مباشرة بعد عزل مرسي، وهو الآن في حماية كتائب القسام الجهاز العسكري لحركة حماس.
وكشف مصدر أمني لـ”العرب” أن عزت فر إلى غزة في سياق خطة احتياطية وضعها المسؤول الأول عن الجهاز الخاص للجماعة خيرت الشاطر منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في الأيام التي سبقت الثلاثين من يونيو الماضي وقبل اعتقاله بأيام قليلة.
وأضاف المصدر أن الهدف من الخطة الاحتياطية هو منع الجيش من بسط الأمن والاستقرار وبناء الثقة مع الشعب المصري، ما يسمح بطي صفحة حكم الإخوان وما جلبته من أزمات ومصاعب بشكل نهائي وبات.
وقال المصدر إن لدى أجهزة الأمن تفاصيل ضافية عن لقاءات عزت في غزة مع قيادات فلسطينية إسلامية متشددة بينهم ممتاز دغمش زعيم ما يسمى بجيش الإسلام، وآخرون من جماعة “الفرقان” المقربة من “القاعدة”، وأنه تولى الاتفاق معهم على استهداف الأوتوبيسات الخاصة بنقل العساكر والجنود والمجندين ورجال الشرطة والقطارات الحربية، ومباغتة الجنود بالقتل أو الاختطاف وقت الإفطار أو عند النوم.
يشار إلى أن علاقات قوية تربط حركة حماس بمختلف المجموعات الإسلامية المتشددة، وهي من توسطت لإطلاق سراح الجنود السبعة الذين تم اختطافهم في عهد مرسي مقابل عدم تتبع الخاطفين ووقف الهجوم الذي كان الجيش المصري يستعد لتنفيذه لتحريرهم.
وقال تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس مؤخرا إن مرسي استعمل صلاحياته الدستورية لوقف هجوم الجيش رغم إصرار القيادات العسكرية على المضي به إلى الآخر، وأنه كان يعمل على منع اقتراب الجيش من سيناء سواء لمطاردة المهربين أو للاقتراب من الأنفاق التي تقف وراءها حماس.
كما عارض بشدة دعوات من المؤسسة العسكرية لاستجواب قيادات ميدانية من حماس يشتبه بوقوفها وراء حادث مقتل 16 جنديا مصريا في رمضان من السنة الماضية.
ويقول خبراء عسكريون إن خطة استهداف سيناء التي يتولاها محمود عزت لا قدرة لها على تغيير الواقع السياسي بالبلاد، فالمؤسسة العسكرية تستطيع أن تسيطر على الوضع في أسبوع، وإنها قد تكون مضطرة لدخول غزة لاعتقال المحرضين على الفتنة وبينهم عزت.
ويستبعد الخبراء أن يمانع المحيط الإقليمي والدولي في أن تقدم القوات المصرية على هذه الخطوة خاصة أن الجماعات المتشددة نشطت بقوة في فترة حكم مرسي وبدعم وتنسيق كبيرين من الجهاز الإخواني الخاص الذي يعد محمود عزت أحد أبرز رموزه التاريخيين.
وينتمي عزت إلى التيار القطبي المحافظ داخل الجماعة شأنه شأن المرشد محمد بديع وسعد الكتاتني وعصام العريان ومحمود البلتاجي، وهؤلاء يمثلون الخط الذي تبنى خيار السيطرة على الدولة وأخونة مختلف المؤسسات.