إسرائيل تبكي مبارك وتنتقد “الرعاع” الذين طالبوا بعدم الرحمة معه

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٥ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


إسرائيل تبكي مبارك وتنتقد “الرعاع” الذين طالبوا بعدم الرحمة معه

  • برلماني عن حزب كديما: أتمنى أن يتمكن الدفاع من إثبات براءة مبارك وأشعر بحزن شديد لرؤيته هكذا
  • معاريف تصف محاكمة مبارك: مأساة إغريقية و”الرعاع” طالبوا بعدم الرحمة وحصلوا على رئيسهم مهانا
  • كاتب إسرائيلي يصف علاء وجمال: لم يظهرا كمحكومين بل كممرضين رحيمين أو كاهنين يرافقان الميت إلى مرقده الأخير وهما يحملان القرآن
  • سفير إسرائيلي سابق: ما يحدث في مصر في هذه اللحظة لا يعبر عن المصريين لقد اعتادوا مسامحة القادة على أخطائهم
  • مائير داجان: مبارك كان على اتصال بشخصيات إسرائيلية لحظة بلحظة منذ 25 يناير والجيش خيره بين ترك الحكم أو الاعتقال
  • “إسرائيل اليوم” تعرب عن “أسى صادق حيال بطل الحرب الذي أذله” شعبه

 

إعداد- نور خالد:
أثارت محاكمة مبارك حالة من الدهشة وعدم التصديق في إسرائل، انعكست في جملة من التصريحات والتعليقات التي تتحسر عليه: فقال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي “الشاباك” آفي ديختر إن “وضع مبارك داخل القفص وهو مريض يعكس أن النظام الحالي في مصر ينتهج سلوك الأنظمة غير الديمقراطية”، واعتبر أن “إهانة مبارك تعطي ضوءا أحمر للزعماء العرب حول علاقاتهم مع الولايات المتحدة التي لم تستنكر هذا التصرف”، مشيراً إلى “أن واشنطن متورطة في إهانة مبارك الذي ظل حليفا لها طيلة حكمه لمصر”.
وأعرب عضو الكنيست إسرائيل حسون (حزب كديما) عن أمله في “أن يتمكن فريق الدفاع من إثبات براءة مبارك”، مبــدياً “حزناً شديداً لرؤيته مبارك في هذا الشكل المهين”.
وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر إيلي شاكيد، في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية إن “ما يحدث في مصر في هذه اللحظة لا يعبّر عن الشعب المصري”، موضحاً: “لقد اعتادوا على مسامحة القادة على أخطائهم… ومنذ الثورة وحتى الآن، أظهر الشعب المصري الرأفة بشأن أخطاء السياسيين… أما ما يحدث حالياً فهو انتقام وتعذيب”.
واعتبر إيال مجيد في مقال عنونه “آخر الفراعنة” ونشرته صحيفة “معاريف” أن ما يجري “مأساة إغريقية، دراما شكسبيرية، مسرحية أخلاقية من القرون الوسطى، كل واحد يمكنه أن يختار لنفسه التشبيه المناسب لسقوط النجم المصري من السماء. يبدو أن الإنسانية تحتاج إلى الإهانة مثلما تحتاج إلى التمجيد. هذه المرة، في محاكمة حسني مبارك، أُضيف مظهر أصيل، حمالة – تابوت – عليها كان يستلقي الرئيس الذي اقتيد إلى قفصه مباشرة من المستشفى”.
وأضاف أن “الرعاع، الذين هم أصحاب دور كلاسيكي، طالبوا بعدم الرحمة وحصلوا على رئيسهم المخلوع، وهو مهان حتى التراب. العقاب، كما طلب الجمهور، يجب مصادرته من السماء ومنحه لممثلي الأرض. فقد قرر الجمهور المصري ألا يقتل الرب في الأعالي مبارك، بقوى الطبيعة، كعادته، بل الإنسان من خلال محكمة دنيا”.
وأشار إلى أن “مبارك، كآخر الفراعنة، في صورته الحازمة، أنصت من سريره باستخفاف لجملة اتهاماته التي بسطها المدعون، بعضهم بحماسة، وبعضهم بحرج وعلى عجل. وهو نفسه لم يبدُ قلقا أو مشوشا بل على العكس، كان أحيانا ساخرا… ماذا لديه ليخسره؟ حياته باتت خلفه. ليس على نفسه يحرص، بل على ولديه اللذين وقفا من فوقه بلباسهما الأبيض، واللذين لم يبدوا كمحكومين بل كممرضين رحيمين أو ككاهنين يرافقان الميت إلى مرقده الأخير وهما يحملان القرآن في أيديهما”.
ومن جانبها، كتبت صحيفة معاريف يوم 3أغسطس تحت عنوان “محاكمة التاريخ”: “إن حلم مبارك في أن يعود إلى القاهرة بعد ستة أشهر من طرده من قصره لم يكن على هذا النحو، فتحت حراسة مشددة وبشكل تلفّه السرّية، نقل مبارك من شرم الشيخ إلى قفص الاتهام”، مشيرة إلى “أن المحاكمة حدث تاريخي يعصف بمصر كلها”، وقال المحلل عوديت جرانوت “إن مبارك ألقي فريسة للجماهير من خلال هذه المحاكمة”، لافتاً إلى “أن مصير مبارك سيكون الموت الحتمي سواء أدين أو برّئ”.
وفي صحيفة هآرتس كتب آفي يسسخروف يقول: “إن المحاكمة محاولة أخرى من الحكومة المصرية والمجلس العسكري لتهدئة الشعب”، مشيراً إلى “أن تخوف الحكم الحالي فــي مصــر هو أنه من دون تقديم جواب لمطالب الجماهير التي تقصد ميدان التحرير فإن الغضب قد يوجه إليه”.
وفي مقال آخر نشرته “يديعوت أحرونوت” بعنوان “دموعي على مبارك”، قال الكاتب إن حسني مبارك شخصية “لا تعوض، وأن الشعب المصري أخطأ خطاً فادحاً عندما تسرع وأصر على الإطاحة بمبارك الذي كان يحكم مصر منذ 30 عاما، مبررا ذلك بأن مبارك كان الحائط المنيع الأخير الذي يقف في وجه انتشار الإرهاب والتطرف والإسلام الراديكالي بمنطقة الشرق الأوسط”.
واعترف الإعلامي الإسرائيلي “ايتان هابر” بأن مبارك كان “طاغية”، ولكنه كان رئيساً شديد الولاء لإسرائيل وللولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه كان متعاونا مع اسرائيل وحافظ على معاهدة السلام، وفتح قصره بترحاب وكرم لقادة إسرائيل، ويصدر لنا الغاز المصري الجيد بـ “ثمن بخس”، حتى أنه شارك فى جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلى المغتال إسحاق رابين”.
ومن جانبه، قال رئيس الموساد الإسرائيلي مائير داجان، “إن الرئيس مبارك كان على اتصال لحظة بلحظة بعدد من الضباط الإسرائيليين منذ اندلاع الثورة وحتى تدخل الجيش”، وذكر مائير في تقرير له عن أحداث ثورة 25 يناير وسبب فشل الموساد في توقعه “أن الجيش قام بقطع الاتصال بالكامل عن القصر الجمهوري حيث خير مبارك بين ترك الحكم أو الاعتقال الفوري، فاختار التنحي.
وفي عددها الصادر أمس، اعتبرت “يديعوت أحرونوت” أن محاكمة مبارك والحال التي بدا عليها خلال أولى جلسات محاكمته، تنطوي على “أبعاد سيئة” على علاقة الولايات المتحدّة الأمريكية بالقادة العرب، وتنبئ بـ “انهيار” مكانة القوى الغربية العظمى في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت إن “صور محاكمة الشخص الذي اعتبر في السابق الأقوى في مصر، والآن يرقد على نقالة في داخل قفص الاتهام، قد فاجأ كثيرين في كافة أنحاء العالم، إلا أن الأهم هو الأبعاد السيئة لذلك على علاقات واشنطن بزعماء العالم العربي، الذين باتوا يدركون الآن أن الولايات المتحدّة الأمريكية لن تتمكن من إنقاذهم من مصير مماثل في حال تصاعدت الاحتجاجات في بلادهم”.
ونقلت عن إيتان جلبوغ الخبير الإسرائيلي بشؤون الولايات المتحدّة، أن هناك رابط يجمع بين “محاكمة الرئيس المخلوع وبين أفول نجم الإمبراطورية الغربية في نظر الشرق الأوسط كله”. وأضاف أنه لو كانت مكانة الولايات المتحدة أقوى؛ فمن الجائز الافتراض أنها كانت ستتمكن من منع تقديم حليفها للمحاكمة، مؤكداً على أن “دولة عظمى لا تعمل تعتبر ضعيفة في هذا الجزء من العالم”.
وفي صحيفة “إسرائيل اليوم”، اعتبر بوعز بيسموت أنه “تصعب مشاهدة صور رئيس مصر، مريضا مستلقيا على سرير، محاطا بولديه داخل قفص حديدي في أكاديمية الشرطة في القاهرة حيث بدأت محاكمته هناك أمس. من كان يصدق، قبل نصف سنة، أن هذا ما ينتظر الحليف المخلص للغرب في الدول العربية؟ والرجل جليل الشأن عظيم الأمر الذي كان يتصل به كلينتون وبوش، بلير وشيراك، وميتران وريجان، عندما كان يحتاج إلى شخص ذي مسئولية في الجانب العربي؟”.
وتابع “من تخيل في منتصف السبعينيات أن يأتي يوم يعبر فيه في إسرائيل، التي هي العدو الأسطوري، عن أسى صادق وحقيقي للمصير المأساوي لبطل حرب يوم الغفران من الجانب المصري؟ كيف أذلّك أبناء شعبك؟ وكيف حظيت أمس بذات المعاملة بالضبط وبذات ملابس سجين كتلك التي تلقاها خالد الإسلامبولي قاتل السادات”.

اجمالي القراءات 2899
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق