حرب العائلات علي رغيف العيش في حلوان

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١٠ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


تحولت قرية بلدة حلوان إلي ثكنة عسكرية، بعد المشاجرة التي نشبت يوم الجمعة الماضي بين عائلتي أبوحماد وأبوجمعة التي ينتمي لها وزير الأوقاف السابق محمد علي المحجوب، فبعد ساعات قليلة من المشاجرة التي توفي فيها اثنان من عائلة أبوجمعة وأصيب فيها 6 آخرون بجروح خطيرة.



اختلفت المشاهد تماما، فقد غادرت عائلة أبوحماد البلدة وقامت قوات الأمن بالتمركز أمام منازلهم و«الديوان» الخاص باجتماع العائلة كما انتشرت قوات الأمن في شوارع ودروب القرية الضيقة، وعلي الجانب الآخر سادت حالة من الهدوء في عائلة أبوجمعة بعد أن فقدت العائلة اثنين من شبابها أثناء المشاجرة والتي لاتزال آثارها محفورة في القرية حتي الآن.. فهناك يمكن أن تري أثار طلقات الرصاص علي الجدران، تتكون قرية بلدة حلوان من 30 عائلة يحكمهم النظام القبلي، ومن أكبر عائلات القرية سلمان وحماد وفارس بالإضافة لعائلة جمعة وتتفوق في المراكز المرموقة التي يشغلها أبناؤها مثل الدكتور محمد علي المحجوب وزير الأوقاف السابق و22 ضابط شرطة بالإضافة لبعض العاملين في السلك القضائي.

أما عائلة حماد فهي العائلة الوحيدة في القرية التي تعود جذورها إلي مدينة الحوامدية في الجيزة وتوجد لها فروع أخري في أسيوط تشتهر العائلة بكثرة أفرادها وسطوتها داخل القرية.

تعود تفاصيل الحادث لأسبوعين تقريبا عن تشاجر إسلام أحمد محمود من عائلة جمعة مع محمد صلاح من عائلة حماد بسبب أسبقية الحصول علي رغيف العيش من فرن «عبدالله الصعيدي» وهو فرن بوسط القرية، استعان صاحبه بـ«محمد علي» من عائلة حماد لتنظيم طابور العيش وفرض سيطرته علي رواد الفرن الذين يتزاحمون يوميا للحصول علي رغيف العيش خاصة ان صاحب الفرن ليس له «عزوة» تحميه في القرية.. وفي يوم الجمعة الماضي.. سمح محمد علي حماد لابن عمه محمد صلاح بتخطي طابور العيش والحصول علي ما يريد من خبز وهو ما أثار غضب إسلام أحمد من عائلة جمعة، فأثناء خروج محمد صلاح بعد حصوله علي الخبز صفع إسلام علي وجهه وتطور الأمر لمشاجرة بالأيدي تدخل فيها شباب العائلتين، ولم تتوقف المشاجرة إلا بعد تدخل كبار العائلتين الذين تبادلوا الزيارات وتصالحوا بعد شرب الشاي حسب الأعراف بين عائلات القرية في نفس اليوم.. وإذا كان الأمر قد انتهي من جانب عائلة جمعة فإنه لم ينته بالنسبة لعائلة حماد الذين اعتبروا ما حدث تقليلا من شأنهم وسط عائلات البلد وإهانة نفوذهم وسطوتهم.

وكما أكد لنا بعض أفراد العائلات الأخري فإن عائلة حماد مشهور عنها عدم ترك ثأرها وسبق لها التشاجر مع عائلات أخري لفرض سلطتها علي القرية.

وبدأ شباب عائلة حماد يجهزون في الإعداد لاختطاف إسلام أحمد محمود المتسبب في المشكلة أو ضربه وبالفعل حاولوا الاحتكاك به بالقرب من تجمع لعائلة جمعة ولكن كبار عائلة جمعة قرروا إنهاء هذه المشاكل حفاظاً علي العلاقة بين العائلتين، وفي ليلة الحادث توفيت جدة إسلام وتقرر تشييع الجنازة بعد صلاة الجمعة وبالفعل بعد صلاة الجمعة توجه أهالي القرية إلي مدافن عائلة جمعة في «عرب غنيم» ولم يتبق في منازلهم سوي بعض الشباب الذين تخلفوا عن الجنازة لإقامة سرادق العزاء وكان من بينهم إسلام وأثناء سير الجنازة فوجئ الجميع بانسحاب أفراد عائلة حماد منها قبل الصلاة علي المتوفاة.. في الوقت نفسه كانت هناك مجموعة من شباب عائلة حماد يقودهم محمود سالم حماد مسلحين بالشوم والسنج والأسلحة البيضاء يستعدون للاشتباك مع شباب عائلة جمعة وقبل حدوث الاشتباك تدخل أحد أبناء عائلة جمعة تربطه علاقة نسب بعائلة حماد اسمه هشام فاروق لإنهاء الأمر وإيقاف المعركة القادمة لكن كل محاولاته فشلت، وبدأ الاشتباك بين العائلتين بالشوم والسنج واستخدم أفراد عائلة جمعة بعض الأسلحة النارية ولكنهم لم يصيبوا أحدا.

وهو ما دعا أفراد عائلة حماد للانسحاب من المشاجرة إلي منازلهم وإحضار سلاح آلي كان يحمله «علي محمد حماد» وكان سليمان عزت حماد يحمل طبنجة وتبادل الطرفان إطلاق النار واحتمي أفراد عائلة جمعة بالمركز الطبي الموجود في القرية وتمكن «علي حماد» من إصابة «إسلام جمعة» بطلقين في الصدر توفي علي أثرهما كما جاء في تقرير الطب الشرعي، وتوفي أيضا إبراهيم أحمد محمود جمعة 26 عاماً الذي ترك طفلين وكان ينتظر طفله الثالث، كما أصيب سيد عبدالباقي من عائلة جمعة 76 عاماً إصابة خطيرة هو و6 آخرون من عائلة جمعة وعندما وصلت قوات الشرطة تمكن أفراد عائلة حماد من الهروب وفر باقي أفراد العائلة من القرية خوفاً من انتقام عائلة جمعة بما تملكه من نفوذ وهجروا منازلهم إلي الإسكندرية والحوامدية وأسيوط. وتم تحرير المحضر رقم 6925 لسنة 2008 جنح قسم شرق حلوان بالواقعة.

قبل المعركة كانت العلاقة بين عائلتي حماد وجمعة وثيقة خاصة أن الدكتور محمد علي محجوب قدم لعائلة حماد الكثير من الخدمات مثل مساعدتهم في فرض سيطرتهم علي بعض الأراضي في القرية لبناء منازلهم والديوان الخاص بالعائلة مقابل مساندة أفراد عائلة حماد للدكتور محمد علي محجوب أثناء انتخابات مجلس الشعب وهو ما أثار بعض العائلات الأخري في القرية خاصة عائلة فارس التي استولت عائلة حماد علي قطعة أرض كانت ملاصقة لها وتبادل الطرفان إطلاق النار لولا تدخل الوزير لإنهاء الأمر ومساندة عائلة حماد في الاستيلاء علي الأرض.

المثير أنه رغم انتهاء المعركة إلا أن أبناء القرية يرددون شائعة واحدة حول اختفاء خفاجة حماد كبير العائلة وأحد أكبر تجار الأخشاب في حلوان بعد أن استمعت النيابة لأقواله مباشرة.

اجمالي القراءات 5743
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق