الظواهري يرد على "وثيقة" الشيخ فضل بـ"التبرئة"
دبي - العربية.نت
قال أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة"، عن "وثيقة ترشيد العمل الجهادي في مصر والعالم الإسلامي" التي أصدرها منظر جماعة "الجهاد" المصرية و"أميرها" السابق سيد إمام الشريف المعروف بـ "الدكتور فضل" نهاية العام الماضي، إنها "محاولة يائسة للتصدي للموجة العاتية من الصحوة الجهادية".
وكان د. فضل انتقد تنظيم القاعدة ونهجه، وأكد أنه قطع صلته به وبجميع الأشخاص التابعين له، معتبرا أن القاعدة لا تملك منهجا ولا فكرا ولا منظرا ولا مفتيا إلا ما يراه بن لادن برأيه الشخصي، وشدد على أن أيمن الظواهري مرواغ، وأن بن لادن خان الملا عمر وأضاع أفغانستان.
اعتبر مراقبون أن "مراجعات" الشيخ فضل أهم خطوة على الإطلاق في تاريخ الجماعات الأصولية "الجهادية" وسقوطا لدستور تنظيم القاعدة الذي انطلقت على أساسه عملياتها العسكرية والانتحارية.
وقال الظواهري في كتاب نشرته مواقع تابعة لـ "القاعدة" على الإنترنت حمل عنوان "التبرئة" وجاء في أكثر من 200 صفحة، إن مبادرة "الدكتور فضل" تخدم "مصالح التحالف الصليبي - اليهودي مع حكامنا.. وتمثل ثمرة ما تريده أجهزة المباحث والمخابرات الأمريكية من تخذيل للمجاهدين وخداع للأمة"، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية الثلاثاء 4-3-2008.
ورأى الظواهري أن "المستفيدة الأولى من هذه التراجعات هي أمريكا"، مشيراً إلى "عامل أمريكي في التراجعات".
وقال إن سيد إمام "أعلن تراجعه في كتابه (الجامع) منذ العام 1994، وانصرف لحياته الخاصة باسمه الحقيقي في اليمن في تعايش غريب مع أجهزة أمنها، ثم بعد الحادي عشر من سبتمبر اعتقلته السلطات اليمنية بأوامر أمريكية ورُحل إلى مصر، وتصور الأمريكان أنه قد يكون مفيداً في حملتهم الصليبية الجديدة".
وشدد على أن "لا ولاية لأسير"، مضيفاً أن "الوثيقة تحل مشكلة أسير اكتفى بما قدم، أو ندم عليه، ويريد أن ينصرف للنظر في شأنه الخاص، لكنها لا تحل مشكلة مجتمع ولا شعب ولا أمة... وهي نشرة أمنية، هدفها عدم تعكير صفو الأمن بلغة وزارة الداخلية".
وأضاف أن "السفارة الأمريكية، وفرع (مكتب التحقيقات الفيديرالي) اف بي آي و(الاستخبارات الأمريكية) سي آي اي في مصر هي الجهات التي تشرف على تراجعاتكم".
وكانت أزمة عنيفة نشبت بين الظواهر والشيخ فضل عام 1995 عندما قام الظواهري بإعادة تبويب كتاب د. فضل (الجامع في طلب العلم الشريف) وحذف الأجزاء التي يوجه فيها نقدا حادا للجماعة الإسلامية بشأن انتهاجها أسلوب العنف في مصر، وتغيير الظواهري لاسم الكتاب إلى "الهادي إلى سبيل الرشاد" بناء على ملاحظات تلاميذ د.فضل في اللجنة الشرعية لتنظيم الجهاد.
وانتقد الظواهري في "التبرئة" الدعوة إلى وقف العمليات في مصر، معتبراً أن "مصلحة قيام الدولة الإسلامية المجاهدة... لا شك أنها أعظم من مفسدة سفك دماء بعض الأبرياء".
وأضاف أن في حال وقوع أخطاء "يحاسب المخطئ على خطئه، ويعوض المتضرر حسب الشريعة، ويستمر الجهاد... لنتكلم بصراحة، هذه الحملة والضجة الإعلامية موجهة أساساً وبالتركيز ضد جماعة قاعدة الجهاد، لأنها في نظر أمريكا الخصم الأخطر على مصالحها وأمنها القومي... ان هذه التراجعات لم تكتب في ظروف القهر والسجن والخوف فقط، ولكنها كتبت بإشراف وتوجيه وتدبير وتمويل وإمكانات الحملة الصليبية - اليهودية، ثم أنها كُتبت في الأسر".
وأفرد الظواهري فصلاً في كتابه لكل حلقة من الوثيقة. واستشهد بمقولات لمنظري الحركات "الجهادية"، بينهم عبدالله عزام و"أبو قتادة" و"أبو مصعب السوري" وغيرهم، ومرافعات للمتهمين في قضايا العنف الديني في مصر، اعتبرها تفنيداً لمقولات "الدكتور فضل". وقلل من تأثير الوثيقة على "المجاهدين"، متسائلاً عن تأثير "الدكتور فضل" وأهميته.
وقال إن الأخير "نفض يده من العمل الجهادي وانتقد أصحابه منذ أربعة عشر عاماً، فكيف كان حال الجهاد فيها؟ هل تراجع أم تصاعد حتى صار أقوى خطر يهدد أمريكا؟".
ولفت إلى أن الوثيقة "ألقت باتهامات على المجاهدين من دون دليل ولا برهان". وأضاف أن كاتبها "نزل في أسلوب كتابته إلى مستوى السب والشتم والتجريح الشخصي بالزور والافتراء... وهذا مستوىً يُعرف عن ضباط المباحث، فهل انتقل له هذا الأسلوب من العلاقة التي نشأت بين الكاتب وأولئك الضباط التي كان هذا الكتاب إحدى ثمراتها؟".
وخصص الظواهري فصلاً كاملاً لرواية تجربة جماعة "الجهاد" التي زامل فيها "الدكتور فضل"، والرد على اتهامات الأخير للجماعة في وثيقته. واعتبر أن "مركز مكافحة الإرهاب في الجيش الأمريكي كان أكثر أمانة في نقل كلامي". وهاجم "الجماعة الإسلامية"، متهماً قادتها "باستغلال تراجعاتهم لحصد المكاسب وإرضاء أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001". وحذر "الصامدين في السجون" من المشاركة "في هذه الدعايات".
وكان د. فضل اعتبر أن تنظيم "القاعدة" انتحر في سبتمبر/أيلول 2001، وأن الهجمات التي نفذها عناصر التنظيم في نيويورك وواشنطن، والتي كانت سببا في الغزو الأمريكي لأفغانستان، أفضت إلى ضرب البناء التنظيمي للقاعدة.
وقال "إن إقدام "القاعدة" على تعيين "محاسب" مسؤول عن التنظيم في أفغانستان دليل على أن التنظيم لم يعد يملك قادة حركيين".
اجمالي القراءات
4261