الإسلاموفوبيا.. سلاح المسلمين ضد الغرب أم العكس؟
لم تكن الرسوم الكرتونية المسيئة للنبي محمد، التي أعادت الصحف الدنماركية نشرها مؤخراً كرد على ما سمي بـ"مؤامرة اغتيال" الرسام الدنماركي الذي نفذ الرسوم، والتي كشفتها حكومة بلاده بالقبض على تونسيين ودنماركي من أصل مغربي، هي الحلقة الأولى في مسلسل ما اصطلح على تسميته بظاهرة "الإسلاموفوبيا."
ورداً على الخطوة الدنماركية بنشر الرسوم المسيئة للرسول، اتهمت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي الدنمارك بممارسة التمييز في معاملة الجالية المسلمة فيها، وحملت حكومة كوبنهاغن المسؤولية الكاملة عن ذلك، وفقاً لبيان نشرته وكالة الأنباء الإسلامية مؤخرا.
وأقر التقرير، الذي نشرته وزارة الخارجية الدنماركية، أن المسلمين في الدنمارك يتعرضون لشتى أنواع التمييز.
وذكرت صحيفة "إنفر ماشيون" الدانماركية أن المنظمة كانت قد أصدرت التقرير في صيف العام الماضي، غير أن حكومة كوبنهاغن ختمته على أنه سري وغير قابل للنشر، لكنها قررت نشره لاحقاً بعدما تلقت الضوء الأخضر من المنظمة الأوروبية.
ورداً على هذه الخطوة من جانب الصحافة الدنماركية، انطلقت تظاهرات معادية للدنمارك في عدد من الدول العربية والإسلامية، كانت آخرها التظاهرات التي خرجت في الجزائر وغزة والعاصمة الأردنية عمان.
على أن هذه التظاهرات كانت أقل حدة من تلك التي اندلعت في أعقاب نشر الرسوم في الصحف الدنماركية وعدد من الصحف الأوروبية للمرة الأولى، والتي أدت إلى مقتل عدد من المتظاهرين، إضافة إلى مهاجمة السفارات والقنصليات الدنماركية في عدد من الدول، وتحديداً في سوريا ولبنان وبنغلاديش وإندونيسيا.
ورغم الاستخدام المتزايد لمصطلح "إسلاموفوبيا"، إلا أنه مازال يثير جدلاً متجدداً.. فمعارضوه يجادلون بأنه غالباً ما يساء استخدامه لتقويض مشروعية "انتقاد الإسلام"، ويقولون إنه (أي المصطلح) مجرد أسطورة، في حين يقول البعض الآخر، إن "الإسلاموفوبيا" لها ما يبررها ويسوغها.
مصطلح الإسلاموفوبيا
"الإسلاموفوبيا" Islamophobia مصطلح قديم نسبياً، ظهر في ثمانينيات القرن العشرين، وعاد للاستخدام مؤخراً ليعني أو يشير إلى التحيز والتمييز ضد الإسلام أو المسلمين، لكنه انتشر "كالنار في الهشيم" في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001، التي استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية.
وتتداخل مع هذا المفهوم، مفاهيم أخرى، مثل العنصرية القائمة على معاداة العرب والإسلام، غير أنها باتت مؤخراً تصب في الاتجاه نفسه، خاصة أن العادة جرت على الربط بين العرب والإسلام وبالعكس، الأمر الذي ظهر جليا في اعتداءات أو تحرشات بعرب مسيحيين في عدد من الدول الأوروبية، أو حتى الاعتداء على هنود من السيخ لمجرد أنهم يلبسون عمامات ولهم لحى طليقة، كما حدث في حمى الغضب التي اجتاحت الأميركيين في الولايات المتحدة، في أعقاب ما باتت وسائل الإعلام الغربية تصفها باعتداءات "ناين إلفن"، أي 9/11.
وفي العام 1997، عرّفت مؤسسة "رانيميند ترست" Runnymede Trust البريطانية، وهي عبارة عن مركز أبحاث مكرس للدفاع عن التنوع الثقافي والعرقي ومواجهة التمييز العنصري، عرفت الإسلاموفوبيا باعتباره "الخوف من أو كراهية الإسلام غير المبررة وبالتالي الخوف وكراهية المسلمين كافة."
وحددت المؤسسة المفهوم باعتباره يشتمل على ممارسة التمييز العنصري ضد المسلمين عن طريق استبعادهم من الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعامة للدولة، إضافة إلى الإشارة إلى أن الإسلام ليس له قيم تجمعه مع الثقافات الأخرى، وأنه متخلف عن الغرب و"أيديولوجية سياسية" عنيفة، وليس ديانة سماوية.
وثمة من يعيد استخدام المصطلح للمرة الأولى إلى العام 1921، وذلك في كتاب للفنان الفرنسي المستشرق "إيتان دينيه" بعنوان "آراء غربية في مسائل شرقية" أو "الشرق كما يراه الغرب."
مسؤولية الإعلام الغربي
ضمن مشاركتها في كتاب "موسوعة الدراسات العرقية والإثنية" Encyclopedia of Race and Ethnic studies، انتقدت الكاتبة إليزابيث بوول وسائل الإعلام الغربية، محملة إياها مسؤولية العمل على نشر "الإسلاموفوبيا".
وخلصت، من خلال متابعتها للصحف البريطانية بين عامي 1994 و2004، إلى أن آراء المسلمين عادة ما تكون غير ممثلة أو أقل وضوحاً في قضايا معينة، أو أن وسائل الإعلام تصور المسلمين في قضايا تخصهم بصورة سلبية.
ومن الصور التي تظهرها وسائل الإعلام الغربية عموماً، أن الإسلام والمسلمين يشكلون تهديداً لأمن الغرب وقيمه، أو أنه يجري تصويرهم بوصفهم بربريين وبدائيين متخلفين يسعون وراء الجنس فقط، كما أفادت المؤلفتان "تانسين بن وهيفاء جواد" في كتابهما "المسلمات في المملكة المتحدة وما وراءها: تجارب وصور" Muslim Women in the United Kingdom and Beyond : Experiences and Images.
كذلك طالبت "اللجنة الأوروبية لمكافحة العنصرية والتعصب" في تقريرها الذي نشرته عدد من وسائل الإعلام في الثاني عشر من فبراير/ شباط الجاري الحكومة الهولندية باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من ظاهرة التخويف من الإسلام والمسلمين، وحظر الإساءة للأديان أو الأعراق في وسائل الإعلام، والمناظرات السياسية والبرامج الانتخابية للمرشحين.
وفي تقريرها عن العنصرية في دول الاتحاد الأوروبي لعام 2008، ذكرت اللجنة أن مستوى "الإسلاموفوبيا" في تزايد مطرد منذ عام 2000، حيث أصبح المسلمون "مستهدفين بسياسيات أمنية وحوادث عنف عنصرية."
على أن وسائل الإعلام الغربية ليست وحدها المسؤولة عن هذه الظاهرة كما يلفت البعض، إذ يؤكد خبراء أجانب ومسلمون أن الهجمات التي تعرضت لها مدن نيويورك ولندن ومدريد، والتي نفذها عناصر من تنظيم القاعدة أو جماعات تستلهم فكر القاعدة، تسببت في ولادة مشاعر الخوف هذه عند عامة الناس في العديد من الدول.
اعتراف بانتشار الإسلاموفوبيا
في مؤتمر صحفي عُقد في أكتوبر/تشرين الأول عام 2003، اتهم رئيس الوزراء الماليزي السابق، مهاتير محمد، معظم قادة الدول الغربية بالتحيز.
وقال في هذا السياق: "الحقيقة هم متحيزون (قادة الدول الغربية)، ليسوا كلهم، ولكن معظمهم. هم يشعرون أنه من الصحة أن تنتقد المسلمين والعرب، ولكن من الخطأ أن تنتقد اليهود والأوروبيين. ومن الواضح أنهم يعتبرون (اليهود والأوربيين) شعوبا ذات امتياز."
وهاجم مهاتير الولايات المتحدة الأمريكية التي تسمح بوصف نبي الإسلام محمد بـ "الإرهابي" من قبل بعض الأشخاص، في حين تعتبر أن تقرير حقائق عن القمع الإسرائيلي للفلسطينيين "معاداة للسامية."
في الشهر نفسه، حذر رئيس الوزراء الفرنسي، جان بيير رافاران، من تزايد تخوف الرأي العام من الإسلام، وتعهد بمكافحة أية كراهية دينية في فرنسا.
وقال رافاران في تصريح نقلته وكالة الأسوشيتد برس: " أشعر بالقلق من تنامي "إسلاموفوبيا" (الخوف من الإسلام) في بلادي."
وجاءت تصريحات رافاران إبان زيارة قام بها يوم جمعة (حيث تقام صلاة المسلمين) لأكبر مساجد باريس، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء فرنسي منذ تأسيس المسجد عام 1992، وسط جدل حاد في المجتمع الفرنسي حول كيفية دمج الإسلام في مجتمع علماني.
إلى ذلك، تواجه فرنسا جدلا ساخنا حول ارتداء الفتيات المسلمات الحجاب وغطاء الرأس في المدارس، حيث يعتبره مسؤولون فرنسيون انتهاكا لسياسة الفصل بين الدين والدولة.
وحول هذه القضية، قال رافاران، إن إصدار قانون بتحريم ارتداء غطاء الرأس في المدارس سيكون بمثابة "الملجأ الأخير" للحكومة في هذا الصدد."
وفيما يتعلق بالإرهاب، حذر رافاران من ظاهرة الإرهاب التي ارتبطت بتنامي الحركات الإسلامية الأصولية، مشيرا إلى أنه (الإرهاب) يسعى إلى إيجاد مبرر لتناميه في الإسلام.
وفي العام 2004، أشار مؤتمر العنصرية الدولي، الذي انعقدت أعماله في العاصمة البلجيكية، بروكسل، إلى تزايد التعصب الديني والتفرقة العنصرية ضد المسلمين واليهود بأوروبا في ردة ارتجاعية مضللة للإرهاب الدولي والعنف في الشرق الأوسط.
وجذب مؤتمر منظمة التعاون والأمن في أوروبا، الذي انعقدت أعماله في بروكسل، مسؤولين حكوميين من 50 دولة، بجانب رجال دين ومشاركة 130 منظمة غير حكومية. وعكس المؤتمر، الذي انعقدت أعماله على مدى يومين، صورة قاتمة للأوضاع في أوروبا.
ورغم شكاوى العديد من المنظمات من عدم وجود إحصائيات حكومية للجرائم المبنية على كراهية الدين والعرقية، إلا أنهم أشاروا إلى كم هائل من الأدلة التي تشير إلى تنامي ظاهرة التفرقة والتعصب الديني.
في العشرين من يناير/ كانون الثاني عام 2005، انتقد عدد من البرلمانيين البريطانيين تقريراً أعده رئيس لجنة مراقبة المدارس في بريطانيا، ديفيد بيل، الذي أفاد أن المدارس الإسلامية لا تعلم الأطفال التسامح والتعايش مع الثقافات الأخرى.
وقال بيل في محاضرة عن التعليم والمواطنة، إن المدارس الإسلامية فشلت في إعداد الأطفال وتعليمهم المواطنة لتأهيلهم للاندماج في المجتمع البريطاني، مضيفاً أن المدارس الدينية خارج نظام التعليم البريطاني تدّرس منهجية ضيقة، مما يجعلها تفشل في إعداد الأطفال للانصهار في المجتمع الديمقراطي.
من جانبه، وصف مسؤول المدارس الإسلامية في بريطانيا بيل بأنه مصاب بـ "إسلاموفوبيا" وتحداه أن يثبت فشل تلك المدارس.
مؤتمر دولي لمناقشة "الإسلاموفوبيا"
ونظراً لتزايد العداء والتخويف من الإسلام، وجهت الدعوة لعقد مؤتمر دولي لمناقشة الإسلاموفوفبيا، وتشخيص ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين بعد 11/9، حيث شهدت مدينة اسطنبول التركية انعقاد "مؤتمر الإسلاموفوبيا الأول"، الذي نظمه اتحاد المنظمات غير الحكومية في العالم الإسلامي The Union of NGO in Islamic world، وذلك يومي الثامن والتاسع من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأرجع عدد من المشاركين في المؤتمر ظاهرة العداء للإسلام الحالية إلى فترة الحروب الصليبية، فيما أرجعها البعض الآخر إلى فترة ظهور الإسلام.
وأوضح المفكر التونسي، المنصف المرزوقي، في إحدى جلسات المؤتمر، أن هناك خلطاً بين الإسلام والأصولية الإسلامية المسلحة "لتتوسع دائرة الخوف والكره من أقلية نشطة وغير ممثلة للإسلام إلى أغلبية ممثلة لا حول لها ولا قوة، لكنها هي" الجاثمة على صدور" العنصريين في بلدان، مثل هولندا وسويسرا والدنمارك وبلجيكا وفرنسا والنمسا وألمانيا أو الولايات المتحدة."
واعتبر "أن 'الاسلامفوبيا' مفهوم فارغ ومضلّل لأن مهمته التغطية على صراع بين طرفين متشددين يريدان، كل لأسباب داخلية محض، إذكاء الخلافات بين شعوب لا مصلحة لها في هذا الصراع."
كذلك، قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، في المؤتمر، إنه إذا لم تُتخذ خطوات جادة لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا في الدول الغربية، فإن الأديان ستتعرض لمخاطر كبيرة في المستقبل القريب، وعلى منظمات المجتمع المدني دور في الحوار، لا يقل عن دور الحكومات.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الماليزي السابق، أنور إبراهيم، إن العداء للإسلام والمسلمين يبدو واضحاً بكل معناه في أعمال قتل الفلسطينيين والعراقيين والأفغان وتشريدهم في بلادهم وأوطانهم.
وقال إبراهيم، إن هذا العداء لم يكن وليد واقعة 11 سبتمبر بنيويورك 2001، وإنما هناك خوف ورعب في أعماق الغربيين من الإسلام والتعامل مع البرنامج النووي الإيراني كمثال آخر على هذا الخوف والأحكام الأولية الجاهزة عندهم.
وأشار إلى أن الأمر يتطلب التخلص من ظاهرة تقليل الذات والشأن الموجودة في المجتمعات الإسلامية لنتمكن من مواجهة ظاهرة العداء للمسلمين.
الفاشية الإسلامية
في أغسطس/آب 2006، وفي أعقاب كشف السلطات الأمنية البريطانية عن مؤامرة لتفجير طائرات نقل مدنية، خرج الرئيس الأمريكي جورج بوش بتصريح، وصف فيه المشتبه بهم في هذه المؤامرة بأنهم "فاشيون إسلاميون."
وقوبل هذا الوصف حينها بانتقادات حادة من الزعماء المسلمين في الولايات المتحدة ، حتى مع ثنائهم على التعاون والحساسية اللتين يظهرهما مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI، مع أفراد الجاليتين العربية والإسلامية في البلاد.
وقال المدير القومي لمجلس الشؤون العامة الإسلامي، أحمد يونس: "ينبغي أن نحذر الرئيس (بوش) بشأن استخدام مصطلح 'الفاشية الإسلامية' أو 'الفاشيين الإسلاميين.'"
وذّكر يونس إنه "أولاً، لا يوجد هناك أي شيء إسلامي فيما يخص هؤلاء الفاشيين المجرمين، وثانياً، (هذا الوصف) لا يحرر الغالبية - الغالبية العظمى من المعتدلين المسلمين الذي يسعدهم أن يكونوا قادرين على محاربة المتطرفين في المجتمعات الإسلامية."
أما الإمام محمد مجيد، المدير التنفيذي لمسجد فرجينيا الشمالية، فقد عبّر هو الآخر عن استيائه من كلمات بوش، مشيراً إلى إمكانية أن تضر بجهود دمج الشباب المسلمين في المجتمع (الأمريكي) ككل.
وقال مجيد: "نحن نريدهم أن يكونوا جزءاً من التيار العام في أمريكا، لكن أن يكونوا مشتبهاً بهم بدلاً من أن يكونوا شركاء في هذا، فإنك ستعزل هؤلاء الشباب، ولن يكونوا منتجين."
مظاهر انتشار الإسلاموفوبيا
في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001 الإرهابية، التي استهدفت برجي التجارة العالمي في نيويورك، ومقر البنتاغون في واشنطن، انتشرت مظاهر العداء للعرب والمسلمين بصورة غير مسبوقة، وعادت هذه المظاهر لتنتشر مرة أخرى، بعد هجمات قطارات مدريد، ومن ثم لندن في يوليو/ تموز 2005.
ففي استطلاع للرأي نظمه عام 2004 مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية (كير)، وهي منظمة للحقوق المدنية مقرها واشنطن، تبين أن 25 بالمائة من الأمريكيين لديهم مواقف سلبية تجاه المسلمين.
وأوضحت النتائج التي تم الكشف عنها أن تلك النسبة( 25 بالمائة) تعتقد أن "المسلمين يعلمون أولادهم الكراهية"، وأنهم "يقدرون الحياة بشكل أقل من باقي الجماعات الأخرى."
وفي تعليق له على نتائج الاستطلاع، قال نهاد عوض، المدير التنفيذي للمنظمة: "نعلم أن هناك تمييزاً، ونعلم أن هناك جرائم كراهية ترتكب ضد المسلمين، ونعلم بوجود خطاب كراهية ضد المسلمين والإسلام في هذا المجتمع، وخاصة بعد أحداث 11/9، لكننا لم نكن نعلم أن الأمر بهذا العمق، ولهذا فما تم التوصل إليه من نتائج يثير قلقنا."
وكانت آخر هذه المظاهر، إطلاق مشجعي فريق نيوكاسل الإنجليزي لكرة القدم شعارات مناهضة للإسلام والمسلمين بحق مهاجم فريق ميدلزبوره الإنجليزي، ميدو، في أغسطس/آب عام 2007.
ومسلسل الأحداث المثيرة بدأ في أعقاب قيام الصحيفة الدنماركية "يولاندس بوستن" في سبتمبر/ أيلول من العام 2005، بنشر 12 رسماً كاريكاتورياً تسخر فيهت من النبي محمد، الأمر الذي أثار موجة غضب عارمة في أنحاء العالم الإسلامي.
ورغم مطالبتها بالاعتذار عن الرسومات، إلا أن الصحيفة رفضت ذلك، وقالت إنها لم تعن بها الإساءة أو التطاول على الإسلام.
وتطورت الأمور والأحداث بصورة دراماتيكية، حيث اجتاح متظاهرون سوريون السفارة الدنماركية في دمشق، وأضرموا النار فيها، وكذلك السفارة النرويجية، وهو ما حدث لاحقاً في بيروت، وعواصم أخرى، وسقط عدد من المتظاهرين قتلى في بنغلاديش ومناطق أخرى من الدول الإسلامية.
ولتهدئة الأوضاع، أصدرت الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا لاستنكار نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد.
وجاء في البيان: "إننا نشعر بانزعاج شديد من تداعيات نشر رسوم مسيئة للنبي محمد في صحيفة دنماركية منذ عدة أشهر، وإعادة نشرها من قبل صحف أوروبية أخرى، ونشعر أيضا بانزعاج شديد من الأعمال العنيفة التي نشبت من جراء ردود الأفعال على الرسوم."
ووقع على البيان المشترك كل من كوفي عنان، الأمين العام للأمم المتحدة (سابقاً)، وأكمل الدين إحسان أوغلو، أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، وخافيير سولانا، مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي.
وهكذا يتبين أن هناك مواجهة ما بين الغرب والإسلام، ولكن هل تصل إلى حد التصادم، وإعلان أن هناك شكلاً من أشكال الإسلاموفوبيا لدى الغرب؟
وهل تعتبر الإسلاموفوبيا شكلاً من الأسلحة المسلطة على الغرب، كما يزعم البعض؟
اجمالي القراءات
5485