نشطاء سوريون يفقدون الأمل في الإطاحة بالأسد

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١١ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق


نشطاء سوريون يفقدون الأمل في الإطاحة بالأسد

نشطاء سوريون يفقدون الأمل في الإطاحة بالأسد

آخر تحديث: الاربعاء 11 مايو 2011 9:08 م بتوقيت القاهرة

تعليقات: 1 شارك بتعليقك
 

-

 بدأ نشطاء سوريون يفقدون الأمل في أن تنجح احتجاجات تنادي بالديمقراطية في إنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، وعبروا عن خشيتهم من أن يؤدي استخدامه للقوة إلى قمع حركة الاحتجاج.

وقال نشطاء من داخل سوريا وخارجها، إن المعارضة المشتتة في البلاد لم تستفد من المظاهرات التي اندلعت في شوارع المدن السورية قبل 7 أسابيع، مطالبة بحريات أكبر لتهدر فرصة سانحة للضغط على حزب البعث من أجل إجراء إصلاحات.

وقال عبد الكريم الريحاوي، رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان في دمشق، إن القوى على الأرض لا يمكنها الإطاحة بالنظام. وأضاف أنها أهدرت فرصة ذهبية ونادرة لفعل شيء. وأضاف أن الاحتجاجات ستستمر؛ لكنها لن تكتسب مزيدا من التأييد. وأشار إلى أن الأسد قد ينشر المزيد من القوات لقمع المحتجين إذا اقتضت الضرورة.

وكانت قوات سورية قد اقتحمت الحي القديم في مدينة حماه عام 1982 أثناء حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار، لسحق انتفاضة قادها الإخوان المسلمون، ما أسفر عن مقتل زهاء 30 ألف شخص. وقال ناشط سوري آخر يعيش في المنفى "إذا قمع النظام الاحتجاجات -لا سمح الله- أعتقد أننا سنحتاج إلى 50 سنة أخرى للتحرك مجددا".

ويقول محللون إن الاضطرابات قد لا تطيح بالأسد لكنها هزت حكمه بكل تأكيد.

وكانت بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري، قالت في وقت سابق هذا الأسبوع، إن الحكومة السورية أحكمت قبضتها على الوضع، وإن البلاد اجتازت أخطر لحظة.

وتعكس تصريحات بعض النشطاء السوريين -التي تتعارض مع أقوال آخرين إن استخدام الأسد للقوة سيزيد عزم المحتجين- إحباطا من عدم القدرة على حشد أعداد كبيرة مثل التي شاركت في احتجاجات الثورة المصرية، وأطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، أو عدم القدرة على الاتفاق على برنامج سياسي.

وتشمل المعارضة السورية علمانيين وإسلاميين وأكرادا في المنفى وداخل سوريا. ويسعى بعضها للإطاحة بالأسد، بينما يكتفي آخرون بالمطالبة بمزيد من الحريات وإصلاح النظام الاستبدادي. وجعل هذا الاختلاف من الصعب توحيد المطالب لدعم الاحتجاجات التي يغذيها غضب الشارع أكثر من برامج النشطاء.

وقال الناشط الذي يقيم في المنفي: "فشلت المعارضة في تشكيل مجلس حتى لقيادة المحتجين وتوجيههم. هذا الأمر جعل كل مدينة تتصرف بمفردها ويتم الآن قمعها. لقد أنهوا (الاحتجاجات) في درعا والآن في بانياس وحمص ثم سينتقلون إلى مدينة أخرى".

وقال الريحاوي: إن نحو 200 ألف سوري فقط حتى الآن شاركوا في الاحتجاجات من بين 20 مليون سوري. وإلى جانب استخدام الأسد للقوة يخشى بعض الناشطين حدوث فوضى إذا تمت الإطاحة بالأسد، كما أن هناك مخاوف من أن بعض السوريين أحجموا عن المشاركة في المظاهرات بسبب خروج البعض بدوافع طائفية.

وقال ناشط علماني: "نحن مقتنعون الآن بأن هناك إسلاميين يعملون بين المحتجين. إنهم 5% فقط لكنهم يسببون ضررا.. نريد الديمقراطية في سوريا لكن لا نريد ديمقراطية تطلق العنان للطائفية". وألقت السلطات السورية باللوم على جماعات سنية في الاضطرابات التي قتل فيها أكثر من 600 مدني و120 جنديا ورجل شرطة.

وأشار ناشط آخر إلى هتافات رددتها بعض الحشود ضد الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد وضد الأقلية المسيحية في سوريا، وقال: "من الواضح الآن أن لهم خلفية إسلامية". ويخشى العلويون والمسيحيون من القضاء على حرياتهم الدينية إذا وصل الإسلاميون إلى السلطة واحتلوا مكان حزب البعث العلماني. وقال ناشط: "أنا سني لكنني لا أريد أن يحكمنا المتشددون". وأضاف أن بعض المساجد السنية أطلقت دعوة للجهاد.

وعارضت سوريا الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وإطاحته بحزب البعث بزعامة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من السلطة، وغضت الطرف عن استخدام إسلاميين متشددين لأراضيها، للعبور إلى العراق، لمحاربة القوات الأمريكية في السنوات التي أعقبت الحرب.

وقال أحد النشطاء: إن بعض هؤلاء الإسلاميين المتشددين ظلوا في سوريا، وقال معارض: "أخشى أن يكونوا قد منحوا النظام الدافع لاستخدام القوة". وقال نشطاء إن السيناريو الكابوسي أمام سوريا هو حدوث انشقاق في صفوف الجيش الذي ينتمي كبار قادته إلى الأقلية العلوية، مما قد يثير توترا طائفيا، ويدفع الأكثرية السنية إلى صراع طائفي يشبه ما عانى منه لبنان خلال الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990 أو ما حدث من اقتتال طائفي في العراق.

وقال ناشط في مجال حقوق الإنسان: "حدوث انقسام في الجيش يعني بالطبع أن سوريا ستقسم. لأن حدوث انقسام على أساس طائفي يعني أن كل طائفة ستقاتل من أجل بقائها". وأشارت تقارير إلى وجود بعض الانشقاقات المحدودة في صفوف الجيش السوري، لكن مسؤولين وبعض الناشطين نفوا ذلك.

وشمل رد الأسد الأولي على الاحتجاجات خطوات تجاه الإصلاحات، من بينها منح الجنسية لبعض الأكراد، ورفع حالة الطوارئ المفروضة في سوريا منذ 48 عاما، لكن مع استمرار المظاهرات لجأ الأسد لوحدات الجيش السوري قبل أسبوعين لقمع الاحتجاج.

وقال الريحاوي: "هناك العديد من الناس في الشارع يعتقدون أن بشار إصلاحي، وأن الاحتجاجات الآن تعطله عن تحقيق الإصلاحات". وأضاف أن الأسد ما زال يحتفظ بشعبية بين السوريين. وأوضح ناشطون آخرون أنه رغم استخدام الأسد للقوة الغاشمة فإنه سيتعين عليه صياغة حل سياسي للأزمة في البلاد. وقال أحدهم "الحل الأمني ليس في مصلحة النظام. عليهم اللجوء لحل سياسي. نتيجة الحل الأمني صفر

اجمالي القراءات 3380
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق