لندن: ويكيليكس يمنح «الإرهابيين» خارطة بأهم منشآت العالم

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٧ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: عرب أون لاين


لندن: ويكيليكس يمنح «الإرهابيين» خارطة بأهم منشآت العالم

 
التسريبات ما زالت تثير الشك والريبة

 

لندن: ويكيليكس يمنح «الإرهابيين» خارطة بأهم منشآت العالم
 
 

العرب أونلاين- حذام خرّيف: اعتبرت الحكومة البريطانية تسريبات موقع "ويكيليكس" للائحة سرية تتضمّن تفاصيل مواقع استراتيجية تغطي مئات المنشآت والشركات في مختلف أنحاء العالم- باستثناء الولايات المتحدة- خطرا على الأمن العالمي، بعدما جعلت التسريبات من هذه المواقع الحسّاسة هدفا لمخطّطات الإرهابيين.

ودان مالكولم ريفكيند، وزير الدولة البريطاني السابق لشؤون الدفاع والشؤون الخارجية، نشر هذه المعلومات السرية غير المصرح بها لمواقع صناعية وبنى تحتية حساسة؛ معتبرا "ويكيليكس" مجرما لأنه جعل هذه المواقع، التي تزعم أمريكا أنها تريد حمايتها من الهجمات الإرهابية، بحسب البرقية الصادرة عن وزارة الخارجية الأمركية في شباط/ فبراير 2009، مكشوفة ويمكن تدميرها أو تعطيلها من قبل "الإرهابيين" بكلّ سهولة، في وقت كان فيه استهدافها لهذه المواقع والمنشآت بعيدا عن مخطّطاتهم.

ووفقا لتقرير صحيفة "تايمز" البريطانية تضمنت القائمة أسماء لمئات من خطوط أنابيب الطاقة ووصلات بيانات مهمة في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى أكبر الشركات والمصانع مثل المصنع الكيميائي الالماني "بي ايه اس اف" وموقع الغاز الروسي "ناديم" والشركة الصناعية الفرنسية "الستوم" وقناة بنما وشركة الكهرباء العامة في كيبيك ومنجم "كوبالت" في الكونغو ومناجم أخرى في جنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية وشركات للصناعات الفضائية أو الدفاع، فضلا عن مختبرات أدوية...

وأثار الكشف عن هذه اللائحة غضب الدول المعنية على "ويكيليكس" وعلى الولايات المتحدة أيضا، حيث أن واشنطن طلبت من السفارات الأمريكية في جميع أنحاء العالم في فبراير 2009 وضع قائمة بأسماء المنشآت التي من الممكن أن يتسبب الهجوم عليها أو فقدانها في الإضرار بالمجال الصحي والاقتصاد والأمن الوطني الأمريكي، دون الرجوع إلى الحكومات المعنية والتشاور معها لوضع اللائحة.

ولم تستثن أحدث تسريبات "ويكيليكس" الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، المستهدف الأوّل من هذه الوثائق، الموصوفة بالسرية؛ وتقول أحدث الوثائق إن قناة "الجزيرة" ليست مستقلة، كما تدّعي، بل هي أداة في يد الحكومة القطرية تطوّعها بما يخدم سياستها الخارجية وسلاح تستخدمه في مفاوضاتها.

وتكشف البرقية التي سربها موقع ويكيليكس ونشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الحكومة القطرية تسيطر على القناة وتفرض عليها، عند الضرورة، تعديل موقفها وتغيير سياسة برامجها لإرضاء بعض القادة والدول المستاءة من تقارير "الجزيرة".

ونقلت "الغارديان" عن برقية سرية من السفير الأمريكي في قطر جوزيف لوبارون "إن قناة الجزيرة تُستخدم كورقة مساومة في تعاملات قطر مع جارتها إيران التي تتقاسم معها حقلا للغاز، ومع لاعبين إشكاليين آخرين مثل حماس وحزب الله وسوريا"، وأشار السفير الأمريكي إلى أن هذه القناة الفضائية تعتبر مصدرا جوهريا لنفوذ قطر التي تعي جيّدا مدى مقدرة "الجزيرة" على التأثير في الرأي العام.

واستشهدت السفارة الأمريكية في برقيتها بما صرّح به رئيس وزراء قطر، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني للسناتور الامريكي جون كيري بأن بلاده عرضت على الرئيس المصري حسني مبارك وقف البرامج التي تبثّها "الجزيرة" وتسيء لمصر شرط أن تغيّر القاهرة موقفها من المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية.. لكن الرئيس مبارك لم يرد على العرض.

وحضرت قطر في أكثر من موضوع في تسريبات "ويكيليكس" الأخيرة، فإلى جانب ملف "الجزيرة" كشف الموقع أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الدور القطري في مكافحة "الإرهاب" "أسوأ تعاون في المنطقة".

وفي الوقت الذي تدّعي فيه الدبلوماسية الأمريكية أنها تضرّرت بتسريبات "ويكيليكس"الخطيرة، وأنها تعمل على السيطرة عليها ومنع المزيد منها، فجّر الموقع مذكّرة أخرى أرسلتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الشهر الماضي تتّهم فيها سكّان المملكة العربية السعودية والدول الحليفة للولايات المتحدة بأنهم الممولون الأساسيون للإرهاب.

وكتبت كلنتون تنتقد السعودية، واصفة المملكة "بأنها أكبر مصدر في العالم لتمويل جماعات إرهابية سنيّة مسلحة على غرار تنظيم القاعدة، وحركة طالبان، وتنظيم "لشكر طيبة". كما لم ترض الخارجية الأمريكية عن الجهود المبذولة في كل من الإمارات وقطر والكويت لمحاربة ما وصفتهم بالمسلحين المتمردين.

وكشفت برقيات "ويكيليكس" أن واشنطن غاضبة على حليفتها الكويت، حيث تقول البرقية إن "القاعدة وجماعات أخرى استمرت في استغلال الكويت مصدرا للتمويل، ونقطة تحويل أموال رئيسية، لأنها الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لا تجرم تمويل الارهاب".

كما تشير الوثائق إلى أن دولة الإمارات تمثل مصدر قلق لواشنطن التي تعتبرها "ثغرة إستراتيجية" يمكن أن يستغلها المسلّحون، حيث يعتقد أن شبكة طالبان تحصل على "أموال ضخمة" من مصالح تجارية تابعة لها هناك.
اجمالي القراءات 3508
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق