أزمة عمالة في السعودية  
سفارة الفلبين تشترط اختيارالخادمة للمخدوم

لهنّ - أسماء أبوشال

 

تعتمد العائلات السعودية على خادمات شرق أسيا بصورة أساسية لإدارة أمور المنزل ، ولكن مع ظهور بنود جديدة فرضت من القنصلية الفلبينية أثارت جدلاً واسعاً وقوبلت باستنكار كبير في الأوساط السعودية

اختيار الخادم للمخدوم من الشروط التي وضعتها السفارة الفلبينية كأحد شروط استقدام الخادمات للعمل فى المنازل مما يعطي إيحاءاً بانقلاب الأدوار ، الأمر الذي قابلته السعوديات بالرفض القاطع ، وتتضمن الشروط : إرفاق صورة شخصية لسيدة المنزل ضمن الوثائق الرسمية التي ترسل إلى العاملة الفلبينية ، مهنة صاحب العمل وقدرته المالية ، عدد الأطفال وأعمارهم ، مساحة المنزل ورسم "كروكي" تفصيلي للمنزل يوضح عدد الغرف وعدد دورات المياه ومساحته بشكل مجمل ، مع الالتزام بتوفير غرفة خاصة مع دورة مياه للعاملة ، كل ذلك شروط جديدة تستجدي رضا العاملة الفلبينية للعمل في السعودية.

هذا الأمر رفضته السعوديات وأزواجهن ، نظراً لخصوصية المجتمع السعودي الذي لا يتقبل ذلك ويعتبره تعدي سافر على الحياة الشخصية ، لذا يوشك مستقدمو العمالة الفلبينية عن الإقلاع عن ذلك بعد أن تصاعدت شروطها ، وبات الراغب في العمالة الفلبينية يستجدي رضا الخادمة التي سيتيح له كافة تفاصيل حياته حتى يطلعها على صور زوجته .

والملاحظ أن قرار السفارة الفلبينية  لا يشمل باقي دول الخليج ، وأشار رجل الأعمال والمستثمر في مجال الاستقدام وليد سويدان خلال برنامج "صباح الخير ياعرب" إلى أن هذا القرار بدأ منذ سنة تقريباً ، ولا يقتصر على المناطق الشرقية فقط ولكنه بمناطق متفرقة من السعودية ، وينفي أن هذا القرار يأتي نتيجة لإساءة معاملة الخادمات الفلبينيات .   

ويذكر أن بعض الجهات أكدت أن الخدم فى السعودية يعاملون معاملة سيئة قد تكون الأسوأ فى المنطقة ، وكانت صحيفة "وشنطن بوست" الأمريكية انتقدت المعاملة السيئة ضد الأجانب في السعودية، ونشرت تقريرا في السابع ديسمبر 2008 تناولت فيه حملة "الرحمة"  للرفق بالإنسان في المملكة والتي جرت تحت عنوان 'لا تجردني من انسانيتي' ، والتي أطلقها بعض الناشطين بالسعودية لتسليط الضوء على الممارسات اللا إنسانية ضد الخدم.

يقول وليد سويدان : الاستقدام من الأمور الهامة التي توفر العمالة إلى أصحاب العمل ، لذا يتوقف الأمر على العرض والطلب ، وتعتبر العمالة الفلبينية من أود العمالة المرغوب بها بالسعودية ، ولكن أصدرت السفارة الفلبينية لمكتب العمل الموجود في الرياض بعض التعليمات والبنود موجهة إلى مكاتب الاستقدام السعودية .

ويتسائل سويدان : لا أفهم لماذا تستفسر السفارة عن كل هذا المعلومات ، ما تفعله فقط هو إقحام نفسها في أشياء هي في غنى عنها ، وحاولنا الاستفسار عن الأسباب وأبلغناهم أن هذه الشروط ستؤدي إلى تقليل نسبة العمالة الفلبينية فى السعودية ، الأمر الذي بدوره يضعف التحويلات المالية ، ويضيف سويدان : "أرجح أنهم لا يرغبون فى إرسال عمالة إلى السعودية" .

وأصر سويدان على أن الحوادث الفردية لتعذيب الخادمات أو معاملتهم السيئة ليست سبباً مباشراً لهذا القرار مشيراً إلى أن خلال مدة عمله بالاستقدام لم يقابل حالة إساءه واحدة ، لأن من المفترض أن الجميع يتعامل بمبدأ  لا ضرر ولا ضرار ، وكلاً من العامل وصاحب العمل طرفين مكملين لبعضهما البعض ، لأن العاملة جاءت لمساعدة ربة العمل ، وفي حالة التعرض للإساءة على الخادمة أن تذهب لمكتب الاستقدام.

وعن الشروط الذي يضعها المستقدم لضمان الشروط الإنسانية للخادمة لتأمين العيش الكريم ، يقول : لا أضع شروط ولكن وزارة العمل هي من تقوم بذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية ، وأهم شئ  هو إعطاء الأجير أجره ، لذلك نضمن لهم الرواتب والمعاملة الإنسانية.

وفي النهاية أكد سويدان أن شروط السفارة غير مقبولة بالمجتمع السعودي ، وفي حالة نقص العمالة الفلبينية ستتحول السعودية إلى جهات أخري من سريلانكا وأندونسيا وكمبوديا وفيتنام والآن فتحت قنوات الاستقدام من أفريقيا .