بلد زبالة

اضيف الخبر في يوم السبت ٣١ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


بلد زبالة

 

بلد زبالة
فراج إسماعيل   |  31-07-2010 23:20

سكان القاهرة يخشون أن تتحول عاصمة أم الدنيا إلى مزبلة. هذا عنوان تقرير بثته وكالة الأنباء الألمانية أمس عن أكوام القمامة التي تملأ أحياء الأغنياء والفقراء على حد سواء وتعجز الحكومة عن ايجاد حل لها، كأن حكومة نظيف تصر على أن تكون غير نظيفة!

أدري أن بعض العرب يلوي "بوزه" شبرين عندما يسمعنا ندلل بلدنا بـ"أم الدنيا" وهو تدليل ودلال قديم لم نخترعه نحن، وإنما من كتاب التاريخ الذي يحكي عمر مصر المديد، فهذا ابن بطوطة عندما نزل القاهرة في القرن السابع الهجري يبدأ وصفها قائلا "عندما نزلت أم الدنيا وجدت شوارعها مزدحمة تموج بالخلق وعلى جانبيها الحوانيت والناس تشتري وتبيع".

لكن أهم ما كان يلفت الرحالة أو أبو الرحالين ابن بطوطة الذي كان قادما من طنجة في المغرب متجولا بين بلاد المغرب العربي والمشرق والحجاز والهند والسند والصين وغيرها من البلدان، نظافة عاصمة أم الدنيا والحرص على ألا يشوه زحامها الذي يبدو أنه ملازم تاريخي لها، جمال شوارعها وحدائقها الغناء.

وحتى لا تبرر حكومة نظيف زبالتها بالاختناق السكاني والعشرين مليون نسمة الذين يسكنون العاصمة نرد عليها بأقوال ابن بطوطة الذي كان يتحدث عن زحام مماثل وتكدس سكاني في مساحة محدودة من الأرض محاطة بالأسوار وهي التي كان يطلق عليها "القاهرة" في ذلك الزمن، ومع ذلك حرص الحاكم على نظافتها بالامكانيات المحدودة والتي لم تكن تتجاوز مكنسة من ليف النخيل وجردل ماء!

النظافة تلد نظافة.. فنظافة الأخلاق وشفافية القائمين بأمور الولاية على الناس تنعكس على بلدهم فتصبح نظيفة المظهر انعكاسا للجوهر، وهذا ما نفتقده حاليا في أم الدنيا التي نعشقها ونموت في ترابها وتطارد خيالنا حتى وهي مزبلة.

عبارة عادل إمام الشهيرة "بلد شهادات" تحولت إلى "بلد زبالة" في ظل حكومة فقرية عائلية وراثية لا يهم وزراؤها سوى إدارة شئونهم الخاصة وشركاتهم والتربح قبل أن ينتهي زمنهم لغد في علم الغيب.

ماذا أكثر من أن تشاهد بلديات محافظات القاهرة الكبرى "الزبالين" يفترشون زبالتهم أمام البيوت وفي وسط الشوارع ثم يتركونها بعد أن يأخذوا ما يهمهم منها دون أن تزجرهم ولو على سبيل أداء الواجب، كل ما يعنيهم نظافة الشارع الذي يقيم فيه أحمد نظيف بيه الذي اعتبر أداءه الأسوأ في تاريخ رؤساء حكومات مصر قديما وحديثا، ونظافة شوارع السادة الوزراء المصابين بالتبلد الذهني والحسي، فالواحد فيهم لا يعنيه أن تصبح عاصمته مزبلة ومبولة ما دام يقيم في قصره المرصود!
اجمالي القراءات 4515
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   موسى بن عاشور     في   الأحد ٠١ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49853]

( مصر) (أم الدنيا) وستبقى أم الدنيا

نعم مصر أم الدنيا وستبقى أم الدنيا أماعن نظامها الفاسد الوسخ ومهما بلغ به من فساد وظلم وإستبداد ووساخه مثله مثل باقي الأنظمه العربيه المستبده فلن ولن ينال من طهارة مصر وكرم أخلاقها وحضارتها العظيمه منذ ألاف السنين وتمدنها العريق وعلمها وتقدمها على كل الأمم منذ التاريخ القديم وإلى الآن وستضل عظيمه وستشرق شمسها مرة أخرى وترجع ريادتها من جديد بعد زوال الطغيان عنها-إنشاءالله- إنه سميع قريب وتكون منارة العالم  وقدوة يحتدى بها كل العرب والعالم


2   تعليق بواسطة   ميرفت عبدالله     في   الأحد ٠١ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49855]


النظافة تلد نظافة.. هذه جملة معبرة بحق "فنظافة الأخلاق وشفافية القائمين بأمور الولاية على الناس تنعكس على بلدهم فتصبح نظيفة المظهر انعكاسا للجوهر،" وهذا ما نفتقده حاليا في بلدنا الحبيب مصر فالحل في النهوض بهذا الإنسان المصري ا ومحاولة إصلاحه الذي تردى والذي حولته الأنظمة الفاسدة المتعاقبة إلى إنسان آخر لا يعبأ بالفساد ولا ما يجري حوله من ظلم وقهر وطغيان


3   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الأحد ٠١ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[49858]

لا بد أن تستريح ..

مصر كانت أم الدنيا فعلا .. ولكن قد تتحول الأم إلى جدة تعاني امراض الشيخوخة وخرفها وقلة حيلتها .. لذلك يجب على الأم إذا تحولت لجدة أن تستريح ...
أما أن تتشبث الجدة بإن تكون هي في الصورة وتخاف من مصيرها المحتوم فهذا لن يفيدها ..

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق