المركب الغارق في تركيا يجدد أحزان أسر «٩ مفقودين» في الدقهلية.. و«٣٤» في أسيوط

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٦ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصري اليوم


جددت واقعة المركب الغارق أمام السواحل التركية، وعلي متنه نحو ٣٠ من أبناء قرية بساط كريم في الدقهلية، أحزان ٩ أسر فقدت ٩ من أبنائها منذ ١٠ شهور في رحلة مشابهة إلي اليونان، و٣٤ آخرين في أسيوط منذ ٣ شهور.

وقال رجب عبدالخالق هويدي «محام»: «إن ٩ من أبناء القرية تتراوح أعمارهم بين ٢٢ و٣٨ سنة، تركوا أسرهم وتوجهوا إلي دمياط للسفر علي مركب صيد، متوجهين إلي اليونان للعمل والعودة بالثروة، أسوة بكثير من أبناء (بساط الدين)، ومن بين هؤلاء شقيقي الأصغر عبدالقادر، الحاصل علي دبلوم التجارة عام (٨٥).

 حيث لم يجد فرصة عمل مناسبة، وساعدته أسرته لفتح محل لبيع الدواجن، وبدأت أحواله تتحسن وتزوج وأنجب ثلاثة أولاد (محمد - ١٠ سنوات)، و(عاصم - ٨ سنوات)، و(ثناء - ٥ سنوات)، وبعد انتشار مرض أنفلونزا الطيور، وقرار الحكومة بمنع تداول اللحوم الحية، بدأت أحواله تسوء، وفوجئنا به يقرر السفر إلي اليونان لحل مشاكله، والعمل هناك، فعارضناه جميعاً، لكنه أصر وفوجئنا به يسافر دون أن يخبر أحداً ومعه ٨ من شباب القرية».

وقالت زوجته: «عبدالقادر سافر منذ يوم ٢٦ فبراير الماضي يشتري (فراخ) ولم يعد، وبدأ أهالي الشباب الآخرين يسألون عن أولادهم، وعلمنا بعد ذلك أنهم اتفقوا مع صاحب مركب صيد اسمه «علي الله»، يدعي صالح عبدالنور بعزبة البرج، ومعه ثلاثة من أبنائه، لتهريبهم إلي اليونان مقابل ٣٠ ألف جنيه عن كل فرد، واشتري قارباً مطاطياً ليركبوا فيه عند خروجهم من المياه الإقليمية». واتهمت الخارجية بالعجز عن مساعدتهم في معرفة مصير أبناء القرية التسعة، فيما أفرجت النيابة في دمياط عن صاحب المركب رغم قيامه بتهريبهم.

وقالت أشواق السيد عطا «من أهالي القرية»: إن زوجي عبدالسلام عبدالعزيز الفطايري «٣٢ سنة»، كان يتناول معنا الغداء يوم ٢٦ فبراير الماضي، وقال لنا إنه مسافر إلي طنطا لزيارة خالته، وسيعود غداً، ولكنه لم يعد وبحثنا عنه في كل المستشفيات، وبعد عدة أيام فوجئت ببعض أهالي البلدة يطالبوني بديون قدرها ٣٥ ألف جنيه، وقالوا إنه سافر إلي اليونان وكتب علي نفسه إيصالات أمانة.

وأضافت: سافر وترك في رقبتي ثلاثة أولاد في المدارس هم: «محمد - ٨ سنوات» و«علاء - ٧ سنوات» و«إلهام - ٥ سنوات»، ولا أملك من حطام الدنيا شيئاً.

وقالت رشا فرج كامل: إن زوجي طلعت محمد سراج «٢٨ سنة»، كان يعمل باليومية، وكان نفسه يسافر من أجل والدته وأخواته خصوصاً بعد وفاة والده، ولو كنت أعرف ما سيحدث له لمنعته، فقد تركني وأنا حامل وأنجبت له «أدهم» لم يره، وابني الثاني «محمد» عمره ٣ سنوات يسأل عنه، وأخشي أن ينساه.

أما فوزية عبدالصمد «٥٤ سنة» والدة طلعت، فقد ناشدت الرئيس مبارك التدخل من أجل عودة ابنها وباقي أبناء القرية المفقودين، وقالت باكية: «نفسي أشوف ابني قبل ما أموت».

وقال أحمد عبدالفتاح الشربيني، إن شقيقه «محمد - ٢٨ سنة» كان ضمن التسعة المفقودين وسافر دون أن يخبر أحداً، ومنذ هذا التاريخ ووالدته طريحة الفراش بين الحياة والموت، مؤكداً أنهم خاطبوا الاتحاد الأوروبي والخارجية المصرية أكثر من مرة، ولم يتحرك أحد، وعلموا من بعض أهالي القرية الموجودين في ليبيا، أنهم محتجزون في سجن «بني غازي»، حيث ألقت شرطة السواحل هناك القبض عليهم في البحر أثناء سفرهم إلي اليونان.

وقال سمير حمزة عيطة: شقيقي «حمادة - ٢٨ سنة»، حاصل علي بكالوريوس تجارة، سافر، وأجرينا اتصالاً هاتفياً بعقيد في الشرطة الليبية ويدعي «أبوأحمد»، فأكد لنا أن هذه الأسماء محتجزة هناك، وبعد عدة أيام قال لنا إنه عرف مكانهم وسوف يتصل بنا، وهو يزورهم حتي نطمئن عليهم، وسجلنا هذه المكالمات وعرضناها علي مسؤولي الخارجية، ولكنه اختفي بعدها ولا نعرف ماذا حدث؟.

وفي أسيوط، فقدت بعض الأسر ٣٤ من ذويهم في إحدي رحلات الهجرة لإيطاليا، ومنهم: أحمد جمال قطب وحسام فرج مرسي وحاتم عبدالحي عبدالكريم ومينا حمدان عدلي وهشام أحمد منصور وحمادة صابر إبراهيم ومصطفي رجب يوسف ومحسن فوزي محمد ومحمد حنفي محمد ومرزوق نصحي سيف وسرور عادل عزيز ورؤوف سعد عدلي عمرو يسري ومحمد جمال ومرزوق حربي ومصطفي سليمان سيد ومخلص قزمان ومخلص عبدالرؤوف ومصطفي غيط شعبان، جميعهم من مركز أبنوب، واتهموا وزارة الخارجية بالتقصير، وأكدوا أن الاتصال انقطع بأبنائهم بعد مغادرتهم الشواطئ التونسية في ١٧ أغسطس الماضي.

          

اجمالي القراءات 3239
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more