الأحد ١٠ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
إن القرآن الكريم ليس كتاباً في التشريع فحسب، وإنما هو كتاب في الهداية أساسا، وآيات التشريع كلها تدور في إطار الحث على التقوى، ثم أن آيات التشريع لا تتعدى المائتى آية مع ما فيها من تكرار.. والمعنى المقصود مما سبق أنه في كثير من التشريعات القرآنية يكتفي القرآن بوضع القواعد العامة ليتيح للناس حرية الحركة، وذلك يتجلى في موضوع الشركات خصوصاً.. فالقرآن قد أسس قيامها على التعاون على الخير وتحريم الظلم والإثم، نأتي للقاعدة العامة التي يدور في إطارها التعاون التجاري كله من شركات وغيره، وهى "التراضي" " إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ": (النساء 29 )، وينتج عن هذا التراضي توقيع عقد يتراضى عليه الطرفان أو الأطراف ويصبح ملزماً لهم وينبغي الوفاء به لأن الله تعالى يقول " يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " (المائدة 1).
إن الله تعالى وضع تفصيلات مهمة في أكبر آية في القرآن عن موضوع الديون وأوجب كتابتها والأشهاد عليها، وتقاس على الديون كل أنواع التجارة المالية، بل أن القرآن أشار إلى إن شرط الكتابة ينطبق على كل أنواع الاتفاقات التجارية إلا في حالة واحدة هي التجارة الحاضرة المتداولة التي يصعب تسجيل كل مفرداتها الصغيرة، يقول تعالى عن الكتابة " ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها " (البقرة 282 ).
أي أن القرآن الذي نزل في القرن السابع الميلادي في مطلع العصور الوسطي وبين قوم أميين أكد على أهمية كتابة العقود وتدوينها، وذلك ضمن تفصيلات عديدة ومهمة في التعامل التجاري، لتضع الحقوق في نصابها وحتى يمتنع التشاحن والخلاف ما أمكن.
أن التشريع القرآني يترك الحرية كاملة للحركة الإنسانية الاقتصادية في مجال الشركات طالما تدور في المقاصد التشريعية وهى "التعاون على البر والتقوى وعدم الظلم "، وطالما تدور في القواعد التشريعية " التراضي، الالتزام بالعقود، وكتابتها ". وبعد ذلك فالمجال متاح أمام الفقهاء والاقتصاديين ورجال الأعمال لابتكار ما يتمشى مع ظروفهم وعصورهم من أشكال التعامل الاقتصادي في الشركات. ومن هنا فإن تشريع القرآن يعلو فوق الزمان والمكان وهو صالح لكل زمان ومكان.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5082 |
اجمالي القراءات | : | 55,962,725 |
تعليقات له | : | 5,416 |
تعليقات عليه | : | 14,767 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
التواتر فى الصلاة: الدكت ور احمد يقول ان الصلا ة والحج...
جدُّ ربنا .!!: ما معنى تعالى جد ربنا التي وردت في سورة الجن ؟؟...
قرآنى أفغانى: سلام عليكم اسمي ... من افغان ستان حالا اسكن في...
معنى الاخلاص : ماهو الإخل اص في العبا دة و كيف تكون عبادت ي ...
صحف ابراهيم وملته: تكلم الله عن صحف ابراه يم في القرآ ن و نحن لم...
أهلا بالنشر عندنا : السلا م عليكم ورحمة الله تحية طيبة للدكت ور ...
خصومة العقل والقلب: أحبته فأجبر ت أهلها على الموا فقه علي...
وخروا له سجدا: فى سورة يوسف أن اخوته سجدوا له . فهل يصح فى...
الأرض وعلاج الأم : هل ابيع الارض لعلاج امى ؟ ذهبت بها لمستش فى ...
مسألة ميراث : توفيت إمرأة و لها : و لها ( أخ و أختين أشقاء ) و...
غطاء عن ذكر الرحمن: ما معنى الذين كانت اعينه م فى غطاء عن ذكر الله...
أحسن تفسيرا: هل كل كلمات ومصطل خات القرآ ن تفهم من داخل...
الأكثرية مضلة ضالة : حسب ما خلصت اليه من مقالا تك فإن السوا د ...
الى د عثمان : الع ربي حجاج ...
زواجهم هل صحيح ؟: طبق اً للشرو ط التي سبق و ذكرتم وها ...
moreالتداخل بين الأزمنة فى اللسان العربى القرآنى ج 1 ( الانتقال بين الأزمنة )
فشل النحويين فى موضوع ( الأمر ):
معضلة الزمن والميتافيزيقا فى رؤية قرآنية
الزمن المتحرّك بين خلق السماوات والأرض وبين تدميرهما وخلود اليوم الآخر
دعوة للتبرع