ترد في القرآن الكريم آيات متشابهة ، إما تشابه ألفاظ، أو تشابه معنى:
التشابه والفواصل والتكرار فى القرآن الكريم

محمد صادق Ýí 2012-01-12


التشابه والفواصل والتكرار فى القرآن الكريم

ترد في القرآن الكريم آيات متشابهة ، إما تشابه ألفاظ، أو تشابه معنى، ولكن بالتأمل فيها، وملاحظة مواضع الشبه والاختلاف، وتأمل السياق الذي تأتي فيه الآية، والربط بآيات أخرى من مواطن أخرى نصل للفروق الدقيقة ، ونتعرف على بعض أسرار التعبير القرآني.

"يوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، وكلٌّ أتوه داخرين" النمل 87

ونفخ في الصور فصعِق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم نُفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون" الزمر 68

تبدو الآيات متشابهة مع بعض الاختلافات، ومنها ورود كلمة (فزع) في الآية الأولى، وكلمة (صعق) في الثانية، وإن تأملنا الآية جيدا لوجدنا أن (صعق) تناسب ما بعدها، حيث يأتي قوله: (فإذا هم قيام ينظرون)، فجاءت الصعقة في مقابل القيام لأنها تناسبها، ولو عدنا إلى الآيات السابقة من سورة الزمر لوجدنا أن معاني الموت وكلماته تأتي فيها عدة مرات، وبها يصير جو السورة مناسبا لكلمة الصعق.

وفي الآية الأولى فنرى أنها تختم بقوله: (وكل أتوه داخرين) أي صاغرين، وهو المناسب للفزع، إذ إنه يعل صاحبه في ذلة وصَغار ، ولو تتبعنا الآيات التالية لوجدنا قوله عز وجل: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) فأمنهم من الفزع الذي يصيب الخلائق يوم القيامة، فهذه اللفظة تناسب ما قبلها، كما إن هذه السورة تأتي فيها قصة موسى في جو من الفزع كقوله عز وجل: (فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب، يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون).)

قال تعالى في سورة النبأ عن جزاء الكافرين: (لايذوقون فيها بردا ولا شرابا. إلا حميما وغساقا. جزاء وفاقا))

وقال في وصف أهل الجنة: (لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا. جزاء من ربك عطاء حسابا))

وهنا سؤال: لمَ خص كل نوع من الجزاء بذلك الوصف (الجزاء الوفاق) للكافرين، والحساب لأهل الجنة ؟ وهل يصح وقوع أحدهما مكان الثاني؟

والجواب: إن الله تعالى قال: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)، وقال: (من جاء بالحسنة فله خير منها)، أما عن السيئة فقد قال: (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها)

فالحسنة مضاعفة، أما السيئة فتُسجّـل كما هي، ولذا استعمل في جزاء السيئة (وفاقا) لأنه موافق للعمل بلا زيادة ولا نقصان.

أما الحسنة المضاعفة وصف جزاء أهلها بأنه عطاء يكفيهم ويبلغ المنتهى فلا يبقى لهم طلب، وعطاء حساب تعني (عطاء حسبه) أي كافيه مما يريد ويشتهي، ويغنيه عن طلب زيادة، ولهذا فإنه لا يجوز استعمال أحد الوضعين محل الآخر.

"هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، ولله خزائن السموات والأرض، ولكن المنافقين لا يفقهون."

" يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون"

وهنا أيضا سؤال: ما سر الاختلاف في وصف حال المنافقين؟

والجواب أنهم في الآية الأولى يأمرون بعدم الإنفاق على المسلمين بحبس المال عنهم، ويظنون أن في ذلك إضرارا بهم، ولكنهم بفعلهم هذا يضرون أنفسهم فقط لأن الله لا يحبس ما قدر من أرزاق للمسلمين فهو صاحب الملك كله، فلا يضير المسلمين إمساك أولئك النفقة عنهم، فالمنافقون بهذا الفعل لا يفقهون تلك الحقيقة، ولا يفطنون إلى ذلك الأمر.

أما في الآية الثانية فإنهم يتحدثون عن غلبة الأعز، ويقصدون بالعزة من له القوة والغلبة على عاداتهم الجاهلية، فهم لا يعلمون أن هذه القدرة التي يفضل بها الإنسان غيره إنما هي من الله، فهي لله ولمن يخص بها من عباده، والمنافقون لا يعلمون أن الذلة لمن يقدرون فيه العزة، وأن الله معز أوليائه بطاعتهم له، ومذل أعدائه لمخالفتهم أمره.

مصطلح الفاصلة في القرآن: وهنا نتدبر نوع واحد من الفواصل القرآنية...

الفاصلة في القرآن الكريم: آخر كلمة في الآية، كالقافية في الشعر، وقرينة السجع في النثر، خلافاً لأبي عمرو الداني (ت:444ه‍) الذي اعتبرها كلمة آخر الجملة. إذ قد تشتمل الآية الواحدة على عدة جمل، وليست كلمة آخر الجملة فاصلة لها، بل الفاصلة آخر كلمة في الآية، ليعرف بعدها بدء الآية الجديدة بتمام الآية السابقة لها.

وتقع الفاصلة عند الاستراحة بالخطاب لتحسين الكلام بها، وهي الطريقة التي يباين القرآن بها سائر الكلام، وتسمّى فواصل، لأنه ينفصل عندها الكلام ، وذلك أن آخر الآية فصل بينها وبين ما بعدها..

وقد تكون هذه التسمية اقتباساً من قوله تعالى: "كِتَابٌ فُصِّلَتْ أَيَاتُهُ". ولا يجوز تسميتها قوافي إجماعاً، لأن الله لما سلب عن القرآن اسم الشعر وجب سلب القافية عنه أيضاً لأنها منه، وخاصة في الاصطلاح.

وما ورد في القرآن متناسق حروف الروي والإيقاع، موحد خاتمة الفاصلة بالصوت، ويقف فيه بالآية على الحرف الذي وقف عنده في الآية التي قبلها، فلا يسمى سجعاً عند "علماء الصناعة "ولو كان القرآن سجعاً لكان غير خارج عن أساليب كلامهم، ولو كان داخلاً فيها لم يقع بذلك إعجاز، ولو جاز أن يقال: هو سجع معجز، لجاز أن يقولوا:

شعر معجز ، وكيف والسجع مما كان تألفه الكهّان من العرب، ونفيه من القرآن أجدر بأن يكون حجة من نفي الشعر، لأن الكهانة تنافي النبوّات بخلاف الشعر. يبدو مما سلف أن مما تواضع عليه جهابذة الفن، وأئمة علوم القرآن، يضاف إليهما علماء اللغة، هو أن نهاية بيت الشعر تسمى قافية، ونهاية جملة النثر تسمى سجعاً في الأسجاع، ونهاية الآية تسمى فاصلة وهذا التفريق الدقيق قائم على أساس يجب أن نتّخذه أصلاً، وبرنامج ينبغي القول به دون سواه، وهو أن الكلام العربي ـ مطلقاً ـ على ثلاثة أنواع:

قرآن ، نثر ، شعر ، فليس القرآن نثراً ، وإن استعمل جميع أساليب النثر عند العرب، وليس القرآن شعراً وإن اشتمل على جميع بحور الشعر العربي حتى ما تداركه الأخفش على الخليل فسمي متداركاً وهو الخبب، بل هو قرآن وكفى (إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ).

وإذا تم هذا فهو كلام الله تعالى وحده، وأن يقاس كلام البشر بكلام الله، هو إذن مميز حتى في التسمية عن كلام العرب تشريفاً له، واعتداداً به، وإن وافق صور الكلام العربي، وجرى على سننه في جملة من الأبعاد، كما يقال عند البعض، أو كما يتوهم، بأن ختام فواصله المتوافقة هي من السجع، فالتحقيق يقتضي الفصل بين الأمرين، لأن مجيء كثير من الآيات على صورة السجع لا توجب كونه هو، أو أنها منه لأنه قد يكون الكلام على مقال السجع وإن لم يكن سجعاً، لأن السجع من الكلام، يتبع المعنى فيه اللفظ الذي يؤدي السجع، وليس كذلك مما هو في معنى السجع من القرآن، لأن اللفظ وقع فيه تابعاً للمعنى، وفرقٌ بين أن يكون المعنى منتظماً دون اللفظ، وبين أن ينتظم الكلام في نفسه بألفاظه التي تؤدي المعنى المقصود فيه، ومتى ارتبط المعنى بالسّجع كان إفادة السّجع كإفادة غيره ومتى انتظم المعنى بنفسه دون السجع مستجلباً لتحسين الكلام دون تصحيح المعنى.

وقد رأينا عند تعقب هذه الظاهرة: أن التعبير المسجوع في القرآن لا تفرضه طبيعة النسق القرآني فحسب كما يخيل للكثيرين عند النظر في مثل قوله تعالى: (أَلْهَاكُمُ التَكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ). بدليل أنه ينتقل منه فوراً إلى نسق آخر في فاصلة تقف عند النون دون التفات إلى الصيغة الأولى الساربة في طريقها البياني (كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ). فإذا جاز للقرآن الانتقال بها، جاز له الانتقال فيما قبلها كما هو ظاهر، بل أن هذا اللفظ "المقابر" يفرض نفسه فرضاً بيانياً قاطعاً، دون حاجة إلى النظر في الفاصلة معه، أو مع محسّنات الفاصلة، وذلك أن هذا الإنسان المتناسي الطاغي المتكاثر بأمواله ولذاته، وشهواته، ومدخراته، ونسائه، وأولاده، ودوره، وقصوره، وخدمه، وحشمه، وإداراته، وشؤونه، وسلطانه، وعنوانه، وهذا كله تكاثر قد يصحبه التفاخر، والتنابز، والتنافر، أقول: إن هذا مما يناسبه لفظ "المقابر" بلاغياً ولغوياً، فالمقابر جمع مقبرة، والمقبرة الواحدة مرعبة هائلة، فإذا ضممنا مقبرة مترامية الأطراف إلى مقبرة مثلها، ومقبرة أخرى إزددنا إيحاشاً ورعباً وفزعاً، فإذا أصبحت مقابر عديدة؛ تضاعف الرعب والرهب، إذن هذا التكاثر الشهواني في كل شيء، يوافقه ـ بدقة متناهية ـ الجمع المليوني للقبور، لتصبح مقابر لا قبوراً، ولو قيل في غير القرآن بمساواة القبور للمقابر في الدلالة لما سدّ هذا الشاغر الدلالي شيء آخر من الألفاظ، فهو لها فحسب.

ولا يعني هذا التغافل عن مهمة الانسجام الصوتي، والوقع الموسيقي في ترتيب الفواصل القرآنية، فهي مرادة في حد ذاتها إيقاعياً، ولكن يضاف إليها غيرها من الأغراض الفنية، والتأكيدات البيانية، مما هو مرغوب فيه عند علماء البلاغة، فقوله تعالى: (فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ). فقد تقدم المفعول به في الآيتين، وهو اليتيم في الأولى، والسائل في الثانية، وحقه التأخير في صناعة الأعراب، وقد جاء ذلك مراعاة لنسق الفاصلة من جهة، وإلى الاختصاص من جهة أخرى، للعناية في الأمر.

ومهما يكن من أمر، فإن السجع عند العرب مهمة لفظية تأتي لتناسق أواخر الكلمات في الفقرات وتلاؤمها، فيكون الإتيان به أنى اتفق لسد الفراغ اللفظي، وأما مهمة الفاصلة القرآنية فليس كذلك، بل هي مهمة لفظية معنوية بوقت واحد، إنها مهمة فنية خالصة، فلا تفريط في الألفاظ على سبيل المعاني، ولا اشتطاط بالمعاني من أجل الألفاظ، بينما يكون السجع في البيان التقليدي مهمة تنحصر بالألفاظ غالباً، لذلك ارتفع مستوى الفاصلة في القرآن بلاغياً ودلالياً عن مستوى السجع فنياً، وإن وافقه صوتياً.

الترادف فى القرآن...

الترادف يعني اشتراك لفظين أو أكثر في حمل معنى واحد باعتبار واحد أي أن يكونا من نوع واحد اسمين أو صفتين ليسا متغايرين

ولكن الترادف ليس مما يتفق العلماء على الإقرار به في لغتنا العربية ، فبعض العلماء من المتقدمين والمحدثين أقر به واعتبر تلك الألفاظ مؤدية لمعنى واحد كالأصمعي والفيروزأبادي صاحب القاموس المحيط. ومنهم من لا يرى ذلك كأبي منصور الثعالبي صاحب كتاب (فقه اللغة وأسرار العربية) وكأبي هلال العسكري الذي ترجم إنكار الترادف عمليا بتصنيف كتاب (الفروق في اللغة) ليؤكد من خلاله أن هذهالألفاظ ليست مترادفة، فهذا الفريق يؤمن بهذه الفكرة ويرى أن الأالفاظ التي يظن أنها مترادفة ليست كذلك حقيقة ، لكنها متقاربة، وهي تحمل فروقا دقيقة بينها لم تكن تخفى على أصحاب اللغة الذين كانت اللغة عندهم حسا وذوقا وفطرة.

والفصل في ذلك كله ينبغي أن يكون للقرآن الكريم ، فهو (كتاب العربية الأكبر) ، وهو الذي جاء في ذروة البلاغة العليا ، وهو الحاكم على اللغة المخصص للاستعمال، لم ينكره العرب أو يستنكروا شيئا منه، بل هو قد ارتقى بلغتهم وصار المهيمن عليها والحكم بينهم.

ومن التأمل في مواطن ورود بعض الكلمات التي يقال بترادفها في القرآن الكريم نلحظ أن هناك فروقا بين تلك الكلمات وأنه لا يجوز أن تأخذ إحداها مكان الأخرى وإلا لضعف المعنى.

سنتعرف الآن على بعض الأمثلة القرآنية لنرى تفريق القرآن في الاستعمال بين الألفاظ المتقاربة المعنى:

قال تعالى : ( قل سيروا في الأرض ) .. لماذا لم يقل الله : قل سيروا على الأرض .. هل أنا أسير في الأرض .. أو على الأرض .. ؟؟؟؟

حسب مفهوم الناس جميعا .. فأنا أسير على الأرض

 ولكننا نجد أن القرآن قد استخدم كلمة في .. ولم يستخدم كلمة على

يقول : سيروا في الأرض ( ففي ) تقتضي الظرفية .. والمعنى يتسع لأن الأرض ظرف المشي .. ومن هنا فإن التعبير جائز .. ولكن ليس في القرآن كلمة جائز .. فالتعبير بقدر المعنى تماماوالحرف الواحد يغير المعنى وله .. وقد تم تغييره لحكمة لكن ما هي حكمة استخدام حرف ( في ) بدل من حرف ( على ) .. ؟

عندما تقدم العلم وتفتح وكشف الله أسرار الأرض وأسرار الكون .. عرفنا أن الأرض ليس مدلولها المادي فقط .. أي أنها ليست الماء والأرض .. أو الكرة الأرضية وحدها .. ولكن الأرض هي بغلافها الجوي .. فالغلاف الجوي جزء من الأرض يدور معها ويلازمها .. ومكمل للحياة عليها .. وسكان الأرض يستخدمون الخواص التي وضعها الله في الغلاف الجوي في اكتشافاتهم العلميةوالدليل على ذلك أنك إذا ركبت الطائرة فإنها ترتفع بك 30 ألف قدم مثلا عن سطح الأرض .. ولكنك تقول أنت تطير في الأرض .. متى تخرج من الأرض علميا وحقيقة .. عندما تخرج من الغلاف الجوي للكرة الأرضية مادمت أن في الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية .. فأنت في الأرض .. وليست خارج الأرض .. فإذا خرجت من الغلاف الجوي .. فأنت في هذه اللحظة التي تخرج فيها خارج الأرض .. الغلاف الجوي متمم للأرض .. وجزء منها .. ويدور معها.

نعود إلى الآية الكريمة ونقول

لماذا استخدم الله سبحانه وتعالى لفظ في ولم يستخدم لفظ على .. ؟

لأنك في الحقيقة تسير في الأرض .. وليس على الأرض .. هذه حقيقة علمية لم يكن يدركها العالم وقت نزول القرآن .. ولكن الله سبحانه وتعالى هو القائل .. وهو الخالق يعرف أسرار كونه .. يعلم أن الإنسان يسير في الأرض .. أنه يسير على سطح الأرض .. ومن هنا فهو يسير في الأرض التي هي جزء آخر .. وهكذا نجد دقة التعبير في القرآن في حرف .. ونجد معجزة القرآن في حرف.

إن المتدبر في القرآن الكريم لا يمكن أن يقول إن فيه ترادف ألفاظ .. فليس هناك شيء في القرآن الكريم اسمه توارد ألفاظ ولكن هناك دقة بالغة في التعبير .. واختيار اللفظ.

فالنظر إلى المعنى الذي قد لا يفطن إليه كثير من الناسلاتكرار في القران (الا لهدف).. وليست ثمة كلمة الا هي في موضعها.

سأنقل هنا امثلة (وهي غيض من فيض) يزخر بها القرآن الكريم والتي تدل على أن التكرار منفي عنه ولو توهمه متوهم للوهلة الاولى .. وأن كل كلمة هي في موضعها وليست هناك زيادة الا ولها غاية لايكتمل المعنى الا بها وليس هناك كلمة محذوفة الا ولحذفها هدف يستحث العقل البشري المؤمن على التمحيص و التفكير الأيجابي ...

قوله تعالى : (ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا) .. النساء : 10 ... هل (في بطونهم) تكرار .. لا ليست كذلك لان فيها دلالة على امتلاء البطون ووصول هذا الأكل الشنيع الى بطونهم دون افواههم ... وفيه دلالة ايضا على ان هذه النار ستسري بعد ذلك والمها في الجسم كله.

قوله تعالى : (فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة) .. البقرة:196 ... ثلاثة وسبعة معلوم انها عشرة .. فلماذا أكد على انها عشرة كاملة ... أتكرار هو .. معاذ الله .. هو كلام العليم الخبير ... بل ليدفع الوهم عن كون صيام الثلاثة ايام في الحج والسبعة عند الرجوع هو للتخيير ... اي حتى لايقول قائل قد خيرنا بين صيام ثلاثة ايام في الحج و بين سبعة اذا رجعنا لان في السياق ماقد يوحي بذلك ... والسبب الاخر حتى يعرف ان الاجر كامل حتى لو فرق بين صيام الثلاثة والسبعة عند الرجوع .. واثبات انها في كمال الاجر كما لو كانت متتابعة.

الرؤيا والحلم: يستعمل القرآن الكريم كلمة الرؤيا لما يكون حقا وصدقا

يتجلى لنا ذلك بوضوح في رؤيا إبراهيم أنه يذبح ولده في سورة الصافات، وفي رؤيا يوسف التي تحققت بسجود والديه وإخوته له، وفي رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سورتي الإسراء والفتح كقوله تعالى: "لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً" ـ الفتح

وفي رؤيا الملك في سورة يوسف إذ قال" إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ . قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ"

ونلاحظ من الآية الأخيرة بوضوح تام أن الملأ ردوا عليه بأنها (أحلام) ، وأنهم لا يعرفون تأويل الأحلام مما يقطع بأن الحلم يقصد به الهواجس المختلطة والصور المشوشة التي لا تصدق وقد ظنوا أن رؤيا الملك كذلك ، أما هو نفسه فقد عبر عنها بالرؤيا لأنها كانت واضحة جلية له، ولأن الله تعالى يعلم صدق وقوعها فاختار لها هذا اللفظ.

الخشية والخوف: فالخشية هي ما كان عن يقين صادق بعظمة من نخشاه وإن كنا أقوياء في عالمنا

أما الخوف قد يكون عن تسلط بالقهر والإرهاب، وقد يكون ناجما عن ضعف الخائف وإن كان المخوف أمرا يسيرا.

وعلى هذا فالخشية أعلى مرتبة من الخوف لأنها ثمرة اليقين وصدق الانفعال الناجم عن ذروة الإجلال، والخشية في القرآن تكون من الله، وقد تقترن بالأمور العظيمة كالغيب والساعة واليوم الآخر، و(خشية الله منزلة رفيعا يختص بإدراكها فئة معينة من الناس هم العلماء وأولو العقول والألباب من المؤمنين والمتبعين للذكر ومن الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه).

ويفرق القرآن الكريم في الاستعمال أيضا بين المطر والغيث ، فنرى المطر في مواطن العذاب ولانتقام كقوله تعالى في سورتي الشعراء والنمل: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ" ، وقوله عز وجل في الأعراف: " وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ".

أما الغيث فيغلب وروده في مواطن الرحمة والخير المقترن بالبشرى والخصب والنماء، قال سبحانه: " وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ" الشورى

ويمتد الفرق بين الألفاظ إلى استعمال الجمع والمفرد منها، فلكل موضع يناسب المقام الذي يذكر فيه، فحين تُفرَد الرياح بالذكر فإنها تحمل العذاب كقوله تعالى في سورة القمر: "إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ. تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ" ، وفي سورة الإسراء "أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً"."

أما إن جاءت الرياح بالجمع فإنها تدل على الرحمة والبركة ، أو مبشرة بنعمة تأتي من بعد كالغيث والإخصاب ، قال عز وجل: "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِين" ، وقال أيضا:"وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَته".

الريب والشك: دأب المفسرون على تعريف أحدهما بالآخر، والحقيقة أن بينهما تقاربا في المعنى يسوغ ذلك ، ويسوغ له أن ألفاظ العربية ـ حسب المنكرين للترادف ـ لا يمكن أن يحل أحدها مكان الآخر، فالريب والشك بينهما فروق في المعنى، وأكثر ما يؤكد الفرق بينهما أن الريب جاء وصفا للشك في عدة مواقع من القرآن الكريم، كقوله  " وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ " هود. وقوله تعالى في سبأ: " وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ

والشيء لا يوصف بنفسه ولكن يوصف بوصف يقاربه معنى، وهذا يؤكد قول المنكرين للترادف الباحثين عن الفروق. فالشك هو التداخل الداعي إلى الغموض وعدم استبانة الأمور، والتردد. أما الريب فهو شك مع تهمة مصحوبة بقلق النفس واضطرابها، والشك المريب هو التردد الموقع في القلق والاضطراب.

من العرض المتقدم تبين لنا رأي القائلين أن لا ترادف في القرآن الكريم، ويتجلى أنهم ينتصرون للدقة القرآنية التي تشكل وجها مشرقا من وجوه الإعجاز القرآني حيث الكلمة درة نادرة بل فريدة لا يحل غيرها محلها أبدا على سعة قاموس العربية ، والله العالم.

 

المصادر : الصوت اللغوي في القرآن الكريم

الأستاذ محمد الحسناوي ، رسالة الماجستير

المراجع: الإعجاز البياني للقرآن الكريم ، الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم ، الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم، "من اسرار القرآن" للدكتور علي العماري.

 

اجمالي القراءات 41619

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   السبت ١٤ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[63872]

كل عام وأنت بخير

الأستاذ محمد الصادق موضوع مهم وقد أفادني ، فجزاك الله خيرا ، وجعله في ميزان حسناتك ، وأنا أقرا سورة النساء في بدايتها قابلت واو تربط بين جملتين على ما أظن  :


{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1


هل تساءلون  به ، الهاء تعود للفظ الجلالة ، فهل هناك إيجاز في تساءلون بالأرحام أيضا ؟  أو هناك شيئا آخر غير ذلك .شكرا لك


2   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   السبت ١٤ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[63881]

ظهر الفساد في البر والبحر...

 الاستاذ  الكريم / محمد صادق  السلام  وكل عام وأنت بخير  وبارك الله فيك على هذا البحث القرآني الذي ينصر القرآن بين أهل العصر   ومن بين ما لفت نظري هذه الآية.. الكريمة.. التي يأتي فيها حرف الجر (في)  ليعبر عن الفساد الذي يمكن ان يتخلل داخل طبقات البر (الأرض)  ويتخلل البحر  أعماق البحار ودفن النفايات النووية داخلها .. وتلوث أعماق الأنهار.. الخ ..  ودفن النفيات النووية داخل الدول الافريقية الفقيرة .. مقابل حماية أنظمة مستبدة..  كل ذلك  قد عبر عنه القرآن بحرف جر (في) وهى تفيد الظرفية المكانية.. 


أشكرك  من كل قلبي أستاذنا العزيز وهذه هى الآية الكريمة.. نتدبرها معاً


{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41




3   تعليق بواسطة   محمد صادق     في   السبت ١٤ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[63903]

ألأستاذة عائشة حسين

أختنا الكريمة الأستاذة عائشة حسين سلام الله عليك،

أشكرك على مرورك الكريم وحسن تدبرك لآيات الله الكريمات.




يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء 1


سؤال سيادتكم عن الآية الكريمة من سورة النساء أقول والله أعلم، " تساءلون به " أعتقد أنها تعود على تقوى الله بصفة عامة وتخصيص الأرحام للتأكيد على تقوى الله حينما نتعامل مع الأرحام . هذا وأرجو إن كان لدى سيادتكم تعليق آخر أرجو الإفادة حتى نستفيد.

كل التقدير والإحترام،

أخوكم محمد صادق


4   تعليق بواسطة   محمد صادق     في   السبت ١٤ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[63909]

الأخ الكريم الأستاذ محمد عبد الرحمن محمد

أخى الكريم الأستاذ محمد عبد الرحمن محمد سلام الله عليك،


أشكرك على مرورك الكريم وكلماتك الطيبة التى تنم على التمسك بكتاب الله سبحانه، وحسن التدبر فى الآيات الكريمات.


أخى الحبيب أرجو ان تلقى نظرة على الآية التالية للآية التى فيها ظهر الفساد فى البر والبحر، وهى تقول:


قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42)الروم


تجد نفس حرف الجر " فى " ذكر فى الآية 42 وهنا يختلف المعنى عند إستخدام حرف الجر هذا فأرجو أن تعود إلى المقالة ، ولملاحظتى على حسن تدبرك، أرجو أن تفيدنى برأى سيادتكم حتى ترى التشابه فى طريقة إستخدام حرف الجر " فى ".


بارك الله فيك وأدعو الله أن يزيدكم علما وهو السميع العليم والقادر عليه.


كل التقدير والإحترام،


أخوكم محمد صادق 


5   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأحد ١٥ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[63931]

بورك فيك أخى الحبيب محمد صادق ..ونحن على نفس الطريق بحمده جل وعلا

مقالك هذا يسبق عدة مقالات لى لم تنشر تحت عنوان ( معجزة إختيار اللفظ فى القرآن الكريم ) ، هو نفس الموضوع ، ونفس المنهج . وسعادتى لا توصف حين أجدك تبادر بالنشر فى هذه الناحية الجديدة من التدبر القرآنى .


ولهذا قصة ربما ذكرتها من قبل .. ففى المحنة الأولى لى فى جامعة الأزهر ورفضهم مناقشة رسالتى للدكتوراة حتى أغيّر فيها على هواهم رأيت نفسى وأنا مدرس مساعد وباحث مبتدىء أواجه جامعة الأزهر بقضّها وقضيضها . سألت نفسى : هل معقول أكون أنا وحدى على الحق وكلهم على الباطل ؟ وصممت على أن أرجع للقرآن محتكما اليه . كنت قبلها أحفظه دون فهم . وحتى يستريح ضميرى قلت إنى أومن بالله جل وعلا ، ولكن الاحتكام الى القرآن يعنى أن أبحثه برؤية نقدية مثلما أفعل مع كتب التراث الأخرى ، وهذا يستلزم أيضا أن يؤمن عقلى بأنه من عند الله جل وعلا وأنه ظل محفوظا . وقلت لنفسى أننى بمجرد قراءة بضع صفحات فى كتب التراث أكتشف تناقضها . فلا بد أن أبحث عن وجود تناقض فى القرآن ، وقلت لو كان محمد بن عبد الله هو الذى قال هذا القرآن فلا بد أن يقع فى التناقض . وقلت لنفسى إننى وصل لى علم بالتركم المعرفى يفوق ما كان لدى محمد من 14 قرنا ، وبالتالى لو كان محمد بن عبد الله هو قائل هذا الكتاب ( القرآن ) وهو مؤلفه سأستطيع بسهوله أن أكشف ما فيه من تناقضات كما فعلت مع كتب الغزالى و الشافعى والشعرانى والبخارى .


وتفرغت عاما لبحث القرآن الكريم آية آية ، مركزا على المتشابهات والتكرار فى القصص والتشريع وأحوال الآخرة وغيرها وخرجت بالسجود لله جل وعلا والايمان الفعلى بأن القرآن من عندالله جل وعلا ، وأن التكرار من أعجازات القرآن وكذلك المتشابهات ففيها فوارق دقيقة تميز الايات المتشابهة ، وجمعت هذه الآيات. وكان هذا بداية علم جديد أسميته معجزة إختيار اللفظ فى القرآن الكريم .وبعد هذا العام خرجت بمشروعات أبحاث قرآنية هى الأساس لما أكتبه الآن ، وبعد هذا العام من التفرغ للقرآن وجدت نفسى متساهلا مع الشيوخ ، ووجدتهم أضل خلق الله جل وعلا وأكثرهم جهلا ، فأصبحت من وقتها شديدا عليهم ومدركا لخطرهم على الاسلام.


شكرا لأخى الحبيب استاذ محمد صادق أن سبق بهذا البحث ، وأرجوه أن يستمر فيه لنؤصل معا علما جديدا من علوم القرآن الحقيقية وليس ما يسمى بعلوم القرآن التى تطعن فى القرآن عند السّنيين.


 


6   تعليق بواسطة   محمد صادق     في   الأربعاء ١٨ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64000]

ألأخ الكريم الدكتور أحمد منصور

أخى الحبيب وأستاذى الكريم د. أحمد منصور


أشكرك على قطع من وقتك الثمين لقراءة هذه المقالة المتواضعة وأعتذر عن التأخير فى الرد بسبب تعرض الكمبيوتر لهجمتين فى خلال أسبوعين متواليين، والحمد لله لقد تمكنت من إصلاح ما يمكن إصلاحه.


كلماتك تشجع على الإستمرار فى هذا الإتجاه وفى الحقيقة هو إحدى الإتجاهات عند تدبر القرآن الذى أهتم بها وأنا شغوف جدا للبحث فى هذا الإتجاه. وقد إستفدت منه الكثير أثناء القراءة والتدبر فى كتاب الله العلى القدير. وسوف إن شاء الله أتابع هذا الإتجاه أكثر تعمقا وأطلب من الله السميع العليم أن يهدينا جميعا إلى صراطه المستقيم عن تدبر وفهم لما يحبه ويرضاه.


أخى الحبيب لا يسعنى أن أقول إلا شكرا لله وشكرا لك على هذا التشجيع وارجو أن أكون عند حسن الظن.


كل التقدير والإحترام،


أخوكم محمد صادق


7   تعليق بواسطة   ربيعي بوعقال     في   الخميس ١٩ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64009]

اعتراض، على جملة اعتراضية

تحية طيبة ، وبعد : بحث قيم، وجهد مشكور ، وتعقيبات فيها خير كثير ، ولا يسعني إلا أن أسجل الملاحظة التالية : فقد كتب في الرد على تعليق هناك : ((وسوف إن شاء الله أتابع هذا الإتجاه ...))، ولو كتب الجملة بهذا الشكل لكان خير له: : (( وسوف أتابع ـ إن شاء الله ـ هذا التوجه )).


شكرا .


8   تعليق بواسطة   محمد صادق     في   الخميس ١٩ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64032]

أخى الأستاذ ربيعى بوعاقل

أخى الكريم الأستاذ ربيعى سلام الله عليك،


أشكرك على هذه اللفتة الطيبة ولك منى كل الشكر والتقدير وسوف أراعى ذلك مستقبلا ومنكم نستفيد.


كل التقدير والإحترام،


أخوكم محمد صادق


9   تعليق بواسطة   محمد صادق     في   الجمعة ٢٠ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64060]

الأخ الكريم الأستاذ عماد بن عبد الكريم

أخى الكريم الأستاذ عماد بن عبد الكريم سلام الله عليك،

أخى الكريم اشكرك شكرا جزيلا على مرورك الكريم وأسئلة سيادتكم التى تنم على قوة الملاحظة وحسن التدبر.


 الرد على ماجاء فى تعليق سيادتكم أدعو الله أن يوفقنى بالإجابة:


إقتباس:"أما في الآية الثانية فنرى أنها تختم بقوله: (وكل أتوه داخرين) أي صاغرين..."-قد تم تصحيح الخطأ الغير مقصود فشكرا لك.-


-إقتباس:"قوله تعالى : (ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا) .. النساء : 10 ... هل (في بطونهم) تكرار

و أظنك تريد قول :هل في (يأكلون) تكرار


أخى الكريم، أنا اقصد كلمة فى " بطونهم " وليس كلمة " يأكلون " وإليك هذه الجملة " أكل على الطعام. فهل من المعقول أن اقول أكل على الطعام فى بطنه؟ إلا أن يكون هناك سبب لذلك أو حكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى. وإن كنت اقصد كلمة " يأكلون " لكان تدبرى مختلف تماما.


إقتباس:قوله تعالى : (فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة) .. البقرة:196 ... ثلاثة وسبعة معلوم انها عشرة .. فلماذا أكد على انها عشرة كاملة ... أتكرار هو .. معاذ الله

هنا سبحانه وضح لنا بدون أى شك أنهم ثلاثة فى الحج وسبعة إذا رجعتم ، وإلى هنا معروف لدى أى شخص ان محموع 3+7=10 فلماذا ختم المقطع ب " تلك عشرة كاملة " ثانيا علينا أن نتنبه إلى كلمة " كاملة " فى الختام. فهل هنا تكرار لعملية الحساب بأن سبحانه يؤكد علينا مرة ثانية بأنهم عشرة أيام وهذا يكون الكمال والتمام لعدد أيام الصيام الذى يريدها سبحانه وتعالى.

أخى الكريم اشكرك مرة ثانية وبارك الله فيك وزادك علما،

كل التقدير والإحترام

أخوكم محمد صادق


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-10-30
مقالات منشورة : 450
اجمالي القراءات : 7,287,846
تعليقات له : 702
تعليقات عليه : 1,407
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Canada