تمهيد: أحمد الله تعالى واشكر فضله.. أن جاء هذا اليوم وأن رأته عيني.. هذا اليوم الذي نشهده ولازلنا نشهده عيانا...
وأحمد الله أن هب هذا الشعب ووقف وانتفض وثار على ظلمه...
بتاريخ : 11-12-2007 كنت قد كتبت هذا المقال المعنون أعلاه ..
ولعب القدر لعبته وجاءت العاصفة...
نص المقال الأول:
في مصر حيث الحاكم هو الدولة / هو مصر، يصعب عليك أن تقنع شابًا ولد وترعرع في ظل ذلك، يصعب عليك أن تقنعه أن هناك خطاً فاصلاً بين مصر وبين مبارك/ بين الحاكم من جهة/ وبين الدولة من جهة أخرى
هذا الشاب في الحقيقة غير ملام، فالشارع باسم مبارك والقرية باسمه والمدينة، والنوادي والمقاهي ومراكز الشباب ،حتى الحدائق تقدس باسمك يا مبارك ، كل شيء يسبح باسمك يا مبارك ، وحيث ذلك كذلك، فان الانتماء يقل تدريجياً مع كل سنة يتأكد لهذا الشاب أن لا مصر في الحقيقة، وان الأغاني والريادة والشعارات الفارغة التي تلقنها في الصغر محض فراغ وخداع، وأن موضوع التعبير الذي كتبه في الصغر كان تلقينا ساذجاً واستخفافا بعقله الساذج البسيط، فيسب ويسخط على مصر خشية أن يسب ويسخط على مبارك، ويحاول مستجدياً الهروب "يهج" إلى الخارج منها، وحين يقع في فخ الغربة تنفصم شخصيته وتئن نفسيته خاصة في السنين الأولى من الغربة، فتعود شعارات الصغر لتطفو على السطح، لكنها صادقة دافئة متدفقة هذه المرة ، حيث شريط الذكريات لا يمهله ، وطفولته وبعض شبابه ، أهله وأصحابه مسكنه، ابتسامة حبيبته، فتظهر أمامه ملامح مصر الحقيقية ويشعر لوهلة بصدق حروف التعبير الذي خطه في الصغر، لكن سرعان ما تطمس الذكريات تحت حقيقة أن مصر مبارك مستحيل أن تعطيه ما أعطته الغربة، فيعود غريباً في مصر _يناديه أبناء الوطن أحمد السعودي / محمد الكويتي /علاء الإماراتي _غريباً في بلاد الغربة فهو وافد دخيل عليهم، فلا راحة هنا ولا راحة هناك.وإذا كان يحلو للبعض أن يتشدق بجوف متعفن منافق قائلاً: ماذا يفعل مبارك ؟ ثم يملأ جوفه بكمية من المشاكل تدك الجبال؟ متناسيا بحماقة أننا نطالب برحيله لهذه الأسباب ، محتجا علينا بمحل النزاع، فان الإجابة ببساطة وبكل هدوء لا نريد منه أن يفعل شيئاً على الإطلاق، عليه أن يرحل، أن يترك الأمر برمته لرجل آخر يقول: أستطيع أن أفعل شيئاً. فقط من أجل أن نعيش مصر أخرى غير مصر مبارك ، نعيش مصر المؤسسات مصر الحرة مصر الأحزاب الحقيقية مصر النقاء والطهارة والضحكة وعلو الهمة ، مصر الأمان لا مصر المعتقلات ، وإذا كان اليأس احد الراحتين كما يقال ، وإذا لم يكن من الأمر مناص فلا أقل من الموافقة على بنود مقال رسالة إلى السيد الرئيس ..
أحمد الله أن تحقق ما تمنيته...
اجمالي القراءات
6465