آحمد صبحي منصور Ýí 2010-10-29
لكل نفس بشرية جسدان (7)( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ )( ق 3 : 4)
أولا:
1 ـ بموت الانسان فإن جسده المادى يعود الى عناصره الطبيعية الأولى المختلفة الاهتزازات ، أى الى تراب ( مواد صلبة) وغازات تتجول فى الهواء وتتخلل التربة، وطاقة يتم حفظها واختزانها .
واستحضار ذرات الانسان فى عملية الخلق وعودتها الى عناصرها الأولى بعد الموت يأتى بحسابات الاهية لكل ذرة وسرعة اهتزازاتها ، والله &Igrring; جل وعلا يرد على تساؤل منكرى البعث وقولهم : (أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ) فيقول جل وعلا : ( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ )(ق 3 : 4 ) . أى إن الحسابات الالهية تضبط وتحفظ حركة الذرات فى الجسد الانسانى ، تعرف بداية نشأتها ، ثم تخلقها وتحللها المؤقت وإعادة انتاجها، ثم عودتها بالموت الى عناصرها الأولى فى هذا العالم المادى ، ثم فى العالم البرزخى حيث يعاد بعثها خلقا جديدا لتأتى وترتدى عملها الصالح أو السىء.
2 ـ ونعيد التذكيربأن هذا الكون المادى يتكون أساسا من مادة الايدروجين، وما يتفاعل معها ، وتتقلب فى صور شتى من مادة وطاقة ، ومن مادة صلبة الى سائلة وغازية ، ومنها تتكون المجرات والنجوم والشجر والدواب والبشر لا فارق بين شعرة بيضاء فى رأس عالم فى معمل أو ريشة غراب أو حصاة فى كوكب أو صخرة فى نهر . وكما أن هناك دورة أو مدار للأفلاك والأقمار والكواكب والنجوم والمجرات على مستوى اعظم من النجوم والمجرات وهناك دورة على اضأل مستوى يدور به الالكترون حول النواة داخل الذرة، وهناك دورة حياة وموت بنفس الشكل الدائري نلحظها في تحول البذرة إلى شجرة والثمرة إلى بذرة في النبات ، والحيوان يأكل النبات والإنسان يأكل هذا وذاك ثم يموت الإنسان ويصبح سماداً يتغذى به النبات. وهكذا ..
الحسابات الإلهية تتعقب ذلك كله ، وتسجل ذلك كله من خلال كل الصور التي تتقلب وتتفاعل بها العناصروالتي تدخل بها في بناء الأجسام الحية من نبات وحيوان وإنسان، وما يخرج منها من عوادم ونفايات ، وما يعود منه إلى الأرض بعد موت الكائن الحي وتحلل جثته .
3 ـ وفي مرحلة محددة من تلك التحولات والتقلبات تأتي اللحظة الحاسمة للكائن الحي التي يضع فيها الله جل وعلا توقيعه على ذلك الكائن لتكون بصمته التي يتميز بها. ونحن نعرف الآن أن لكل كائن حي بصمته الوراثية (د . ن. أ) وعرفنا قبلها أن لكل فرد من البشر بصمته في جسده ؛ بصمة فى أنامله وفي عينيه وفي صوته وفي شفتيه يتميز بها . وما خفى أعظم .
ونفهم من خلال القرآن الكريم أن للنفس البشرية أيضا بصمة ، وأن تلك البصمة لكل نفس بشرية لها تعلقً بأسلافها يصل بها إلى نفس آدم النفس الأولى ،كما أن لها تعلقاً بذريتها إلى قيام الساعة . وبعد أن تلبس النفس جسدها البشري وتدخل في عالم الحياة الدنيا وتصدر عنها أعمال صالحة أو طالحة فإن هذه الأعمال تأخذ بصمة النفس .
4 ـ إن أعمال الإنسان ثلاثة اشكال : نية وصوت وحركة .
النية أو التفكير تصدر مباشرة من النفس تحمل بصمتها ، الصوت يخرج من الجسد يحمل بصمة صاحبه ، والحركة هى طاقة تحمل نفس البصمة، والله سبحانه وتعالى يقول : (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا )(الإسراء 13 : 14) أي ما يطير عن الإنسان من أفعال لا تصبح عدماً ، ولكن يتم تسجيلها وكتابتها لتلتصق بعنق صاحبها يوم القيامة أي بنفس صاحبها فتأتي نفسه يوم القيامة وقد ارتدت كتاب أعماله . نفس الحال مع الصوت فالصوت الذى يحمل بصمة صاحبه لا يضيع ولكن يتم تسجيله ، وهناك رقيب وعتيد يسجلان كل ما يلفظ به الفرد .
5 ـ وفي النهاية يتم تسجيل كل اعمال الانسان واقواله ومشاعره وأفكاره في (فيديو) إلهي لكل فرد بشر في مجتمعه وفي خلوته، أي في كتاب أعمال جماعي وفي كتاب أعمال فردي ، ومن كتاب الأعمال الجماعي تؤخذ نسخة لكل فرد :( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)( الجاثية 28 : 29) ويعرض كتاب الأعمال الجماعي لكل امة ولكل مجتمع يحكي تاريخا صادقا صدقا مطلقا حيث يرى الناس أعمالهم بالصوت والضوء والألوان الطبيعية (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )( الزلزلة 6 : 8 ).
عندها يكون ندم المجرمين هائلا فالله سبحانه وتعالى لم يترك شيئا دون تسجيل وتدوين (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) ( الكهف 49).
ونعيد التأكيد على أن كل ذلك محسوب بدقة إلهية يشمل البشر جميعا كمجموع ويشمل البشر جميعا فردا فردا (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ) (مريم 93 : 95) .
6 ـ الأرقام هى أساس هذا الحساب الدقيق . ونحن نعلم الآن بالحسابات أوزان العناصر وتفاعلاتها على مستوى الأوزان الذرية ، وبالأوزان والحسابات نعرف المسافات بين النجوم والمجرات ،ويوم القيامة سيكون (الحساب ) على مستوى الذرة :( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )( الزلزلة 7 : 8 ).
ثانيا :
1 ـ ونعود إلى قوله (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ ) : تفيد علم الله جل وعلا المسبق بما تنقص الارض من البشر ، والله تعالى يعبر بالماضي لأن علمه فوق الزمان وقبل الزمان.
ما معنى تنقص الأرض منهم ؟ وما الذي نستهلكه نحن البشر من موارد الأرض على مستوى الفرد ومجموع البشر كلهم ؟
منذ تكون أول خلية للجنين في بطن أمه يبدأ استهلاك صاحبها للغذاء عبر الرحم من دم الأم، ليس الغذاء بالطعام وحده فقط ولكن بالماء والأكسجين ، ويتطور ويتشكل الجنين عبر الطعام ويخرج طفلاً، وتبدأ دورة الرضاعة وإخراج النفايات من بول وغائط وزفير وثاني اكسيد الكربون.وخلال الاستهلاك لموارد الأرض من طعام وماء واكسجين تتولد طاقة الإنسان التي يتحرك بها ليعمل عملا صالحا وآخر سيئا ، وكل ذلك تتعقبه بالتسجيل والحفظ الحسابات الإلهية .
2 ـ ونعطي مثالا :
كم (طنا) استهلكها في حياته محمد عليه السلام في الطعام والشراب والتنفس مذ كان جنينا إلى أن مات ؟.
لنفترض أنه استهلك ( 100000 كجم ـ مائة ألف كيلو جرام ) من الموارد الطبيعية من طعام وشراب واوكسجين) كم طنا خرجت من جسده خلال حياته عليه السلام (بول ،براز، تنفس)؟ لنفترض أنها 50000 خمسون ألف كيلو جرام حتى لحظة وفاته.
ما هو وزن جسده عند الوفاة ؟ نفترض أنه 100 مائة كيلو جرام .
هنا نستطيع أن نحسب ما أنقصه محمد عليه السلام من الأرض خلال حياته بأن نضيف وزن جسده عند الموت زائد النفايات التي خرجت منه:( خمسين ألف + مائة كيلوا جرام) ، وحين نطرحها مما استهلكه من الأرض : ( 100000 كجم ـ50100 = 49000 كجم .أو يتبقي تسعة وأربعون ألف ومائة كيلوا جرام . هذا الرقم يمثل الطاقة التي بذلها واستنفذها وتحرك بها محمد عليه السلام . وهذه الحركة هى (العمل).
3 ـ ينطبق هذا على كل فرد من البشر. فكل ما يستهلكه الفرد من البشر من موارد الأرض يعود إليها في صورة جسده الميت وما خرج منه من نفايات، إلا الطاقة التي كان يتحرك بها ، أو (العمل ) . فهذا العمل ليس شيئا ماديا مثل البول والبراز والغائط والتنفس والزفير والجسد الميت الذى يتحلل ويعود للأرض.
هذا العمل ( الطاقة) هو الذي ينقصه الإنسان من موارد الأرض . هذا العمل هو المقصود بقوله تعالى (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ). هذا العمل هو الذي يتبقى بعد تدمير الأرض ، فكل ما في الأرض من موارد وعناصر وطعام وشراب يتم تدميره ولا يتبقى سوى العمل الذى عمله الانسان.
وبالتالي فإن لكل نفس بشرية جسدين ؛ جسد يذوب في الأرض بما استهلك منها من موارد وطعام وأكسجين ، ثم جسد آخر هو العمل أو الطاقة التي بذلها الإنسان في حياته في الخير أو في الشر . وهذا العمل هو الذي يتبقى .
4 ـ يقول جل وعلا (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا)( الكهف 7) كل هذه الزينة على الأرض تتحول إلى نفايات على الأرض ثم تتدمر مع الأرض وتصبح هباءا، ولا يبقى نافعا للإنسان إلا عمله الصالح(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا )(الكهف 46 )
5 ـ ونعود للتأكيد بأن الحسابات الإلهية تسجل كل ما يدخل في جسد الإنسان من رزق وكل ما يخرج عنه من نفايات وكل ما تقترفه النفس من سيئات وما تفعله من حسنات ، يسري هذا على كل دابة حية (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) (هود 6.)
أي أن كل الأرزاق وكل الموارد مسجلة ، وايضا يعلم الله جل وعلا ما سننقصه من الأرض، وبالتالي فإن الكتاب المبين الذي يسجل الأرزاق سيكون مثله كتاب آخر يحفظ ويسجل ويدون الأعمال أو الجزء الناقص الذي ينقص من الأرض .
6 ـ ونسترجع الاية الكريمة كلها (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ )
فالكتاب الحفيظ هذا يحفظ ما استهلكه البشر من الأرض وعاد إليها في نفايات وأجساد ميتة كما يحفظ الطاقة التي تجلت في أعمال خير أو شر للبشر.وقوله تعالى (وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ) يعني نوعين من الحفظ : حفظ كمي وحفظ كيفي .الحفظ الكمي يعني حفظ الكمية التي استهلكها الإنسان في حياته من موارد الأرض وما رجع إليها من نفايات وجسد ميت . أما الحفظ الكيفي فهو خاص بنوعية النشاط أو الحركة التي استهلكها كل فرد في تلك الطاقة .
هنا الكيف أي نوعية العمل من خير أو شر ، من عمل صالح أو سىء ، وتأثير النية أو العقيدة فيما يفعله الإنسان وهل كان متعمدا أو ناسيا أو مرغما وهل تاب وقبلت توبته أم لا ، فالحفظ الكيفي له مستويان : مستوى الإحاطة الأفقية بكل العمل من خير أو شر ، ومستوى قبول العمل حسب العقيدة والنية والتوبة. وكل ذلك في إطار قوله تعالى (وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ) .
هذا الحفظ الكيفي للأعمال يقوم به الملائكة الحفظة.:( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) ( الانفطار 10 : 12 )( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) ( الزخرف 80 )
6 ـ ويلاحظ هنا ذلك الاتصال بين جسدي كل نفس بشرية ،الجسد المادي وما يصدر عنه من عمل والجسد البرزخى الذى يتكون شيئا فشيئا من خلال تراكم العمل الذى تسجله ملائكة الحفظ ، كما يلاحظ الاتصال بين هذا المستوى الحسي من الوجود الذي نعيشه والمستوى البرزخي حيث النفس وملائكة تسجيل الأعمال ، ثم مستوى القيامة عند تدمير الأرض والكون والجسد البشري وبعث النفس لتعود حية لترتدي عملها الصالح أو الطالح .
يا سبحان الله
رغم هذا النور القرآني الذي وضحه وبينه ربنا جل وعلا للناس كافة فى القرآن الكريم ، عن مراحل خلق الإنسان ورزقه ومراحل حياته وتسجيل اعماله السيئة والحسنة ، وطريقة وكيفية تسجيل هذه الأعمال وأنه لا يمكن التزوير فيها لأنها تحمل بصمة جسدية وبصمة نفسية تميز كل مخلوق عن غيره من البشر ، ورغ وضوح الأدلة عن كيفية البعث وإحياء الموتى وكيفية الحساب وطريقة عرض صحف وكتب الأعمال ، كل هذا لم يحرك ساكنا فى عقول وفكر علماء الإسلام فلا يزالون يقولون للناس بجواز إخراج الأضاحي عن الموتى ، والحج والعمرة عن الموتى ، ويؤمنون بالصدقة الجارية التى يقوم بها إنسان وتظل تولد له الحسنات حتى بعد موته كصدقة جارية كما يطلقون عليها فى عقيدتهم السنية التي تخالف ما أنزل الله جل وعلا فى القرآن ، وأن لكل إنسان طائر سيكون ملازما له فى عنقه يوم القيامة ، وهنا غعجاز إلهي في قوله تعالى (طائره) ليتأكد الدليل على مسألة البصمة الشخصية لكل إنسان واختلافها عن غيره من البشر ، فالجسد المكون من أعمال أى إنسان هو فى الأصل تم بناءه وتكوينة مما تطاير من جسد الإنسان أثناء حياته وأثناء قيامه بأعمال الخير أو الشر فى الدنيا ، وبناء على هذا يتم تسجيل الأعمال ، ولكن رغم كل هذا لا يكادون يفقهون حديثا ويتسببون فى خداع ملايين من البسطاء من المسلمين
هدانا وهداهم الله جل وعلا
يا سبحان الله
رغم هذا النور القرآني الذي وضحه وبينه ربنا جل وعلا للناس كافة فى القرآن الكريم ، عن مراحل خلق الإنسان ورزقه ومراحل حياته وتسجيل اعماله السيئة والحسنة ، وطريقة وكيفية تسجيل هذه الأعمال وأنه لا يمكن التزوير فيها لأنها تحمل بصمة جسدية وبصمة نفسية تميز كل مخلوق عن غيره من البشر ، ورغ وضوح الأدلة عن كيفية البعث وإحياء الموتى وكيفية الحساب وطريقة عرض صحف وكتب الأعمال ، كل هذا لم يحرك ساكنا فى عقول وفكر علماء الإسلام فلا يزالون يقولون للناس بجواز إخراج الأضاحي عن الموتى ، والحج والعمرة عن الموتى ، ويؤمنون بالصدقة الجارية التى يقوم بها إنسان وتظل تولد له الحسنات حتى بعد موته كصدقة جارية كما يطلقون عليها فى عقيدتهم السنية التي تخالف ما أنزل الله جل وعلا فى القرآن ، وأن لكل إنسان طائر سيكون ملازما له فى عنقه يوم القيامة ، وهنا غعجاز إلهي في قوله تعالى (طائره) ليتأكد الدليل على مسألة البصمة الشخصية لكل إنسان واختلافها عن غيره من البشر ، فالجسد المكون من أعمال أى إنسان هو فى الأصل تم بناءه وتكوينة مما تطاير من جسد الإنسان أثناء حياته وأثناء قيامه بأعمال الخير أو الشر فى الدنيا ، وبناء على هذا يتم تسجيل الأعمال ، ولكن رغم كل هذا لا يكادون يفقهون حديثا ويتسببون فى خداع ملايين من البسطاء من المسلمين
هدانا وهداهم الله جل وعلا
شكرا للدكتور احمد على هذه السلسله القيمه والتي يوضح فيها مصير هذا الكون والإسان من القران لكريم ولكن إلتبس علي مفهوم الجسد وعذابه هل هو نس الجسد الذي ما نحن عليه بـ الحياة الدنيا ونلبس عليه اعمالنا ام جسد آخر ليس مادي يعني ليس من نفس الماده التي خلقنا منها اول مره وهل يعذب هذا الجسد ويشعر بالعذاب ام هي النفس التي تعذب
نسأل الله الهدايه وحسن الخاتمه
سؤال للإخوه القائمين على الموقع وألأعضاء الكرام عندما افتح على هذاالموقع اهل القران الذي اعتبره مدرستي ألأولى لفهم وتدبر ديننا من القران الكريم فقط، يكون سريع بقلب الصفحات والكتابه ويتباطء شيا فشيا إلى ان يقف واضطر إلى إغلاق الموقع والعوده له بعد فترة ليست بالوجيزه وهذا لا يحصل مع مواقع اخرى رجاءا فمن له درايه بهذا ألأمر ان يخبرني لماذا
بموت الانسان فإن جسده المادى يعود الى عناصره الطبيعية الأولى المختلفة الاهتزازات ، أى الى تراب ( مواد صلبة) وغازات تتجول فى الهواء وتتخلل التربة، وطاقة يتم حفظها واختزانهاواستحضار ذرات الانسان فى عملية الخلق وعودتها الى عناصرها الأولى بعد الموت يأتى بحسابات الاهية لكل ذرة وسرعة اهتزازاتها ، والله &Igrring; جل وعلا يرد على تساؤل منكرى البعث وقولهم : (أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ) فيقول جل وعلا : ( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ )(ق 3 : 4 ) . أى إن الحسابات الالهية تضبط وتحفظ حركة الذرات فى الجسد الانسانى ، تعرف بداية نشأتها ، ثم تخلقها وتحللها المؤقت وإعادة انتاجها، ثم عودتها بالموت الى عناصرها الأولى فى هذا العالم المادى ، ثم فى العالم البرزخى حيث يعاد بعثها خلقا جديدا لتأتى وترتدى عملها الصالح أو السىء. ونعيد التذكيربأن هذا الكون المادى يتكون أساسا من مادة الايدروجين، وما يتفاعل معها ، وتتقلب فى صور شتى من مادة وطاقة ، ومن مادة صلبة الى سائلة وغازية ، ومنها تتكون المجرات والنجوم والشجر والدواب والبشر لا فارق بين شعرة بيضاء فى رأس عالم فى معمل أو ريشة غراب أو حصاة فى كوكب أو صخرة فى نهر . وكما أن هناك دورة أو مدار للأفلاك والأقمار والكواكب والنجوم والمجرات على مستوى اعظم من النجوم والمجرات وهناك دورة على اضأل مستوى يدور به الالكترون حول النواة داخل الذرة، وهناك دورة حياة وموت بنفس الشكل الدائري نلحظها في تحول البذرة إلى شجرة والثمرة إلى بذرة في النبات ، والحيوان يأكل النبات والإنسان يأكل هذا وذاك ثم يموت الإنسان ويصبح سماداً يتغذى به النبات. وهكذا ..الحسابات الإلهية تتعقب ذلك كله ، وتسجل ذلك كله من خلال كل الصور التي تتقلب وتتفاعل بها العناصروالتي تدخل بها في بناء الأجسام الحية من نبات وحيوان وإنسان، وما يخرج منها من عوادم ونفايات ، وما يعود منه إلى الأرض بعد موت الكائن الحي وتحلل جثته
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,870,740 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
أحمد علي الإمام والقصور عن تدبر القرءان
معاشرة ملك اليمين بدون زواج زنا
دعوة للتبرع
العروس ليست عذراء: ليلة الدخل ة أكتشف أن عروسة ليست عذراء ....
هذا الصديق العزيز: صديقي العزي ز : لفت انتبا هي عنوان الموق ع ...
إرحمونا .!!: بالنس به للتور اه والان جيل ايضا نحن...
عن عائشة: في كتابك م القرأ ن وكفى اعتبر تم عائشة ام...
غمام / غمة / غمّ: تأملت عبارة "من غم" الواق عة بين ((أن يخرجو ا ...
more
جزاك الله خيرا أستاذنا الكبير دكتور منصور على هذه السلسلة من الأبحاث المنبهة والتي تبعث اليقظة في من يتفكر في معانيها .
فمن يقرأ كل هذه المعلومات ويتدبر في الآيات المرتبطة بها والتى توضحها يرتقي بنفسه بعيدا عن كل أمور الدنيا ومغرياتها
اللهم علمنا ما جهلنا وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا أرحم الراحمين .