آحمد صبحي منصور Ýí 2010-09-24
أولا :سرعة الاهتزار فى عالم الشهادة : ( العالم المادى ):
1 ـ لست متخصصا فى العلوم الطبيعية ، وأطلب التصحيح لما أنقله هنا من أرقام ومعلومات.
2 ـ ذرات المادة الأرضية تتكون من مادة مرئية وضوء غيرمرئى . وحسب نظرية النسبية فالضوء مادة ، ولكن لا نراه بل نرى انعكاسه على المواد ، وهناك أشعة غير مرئية فى عالمنا المادى، وهى ايضا ضمن عالمنا المادى.ورؤية وعدم رؤية المادة الأرضية يتوقف على درجة اهتزاز ذراتها ، وذرات المادة الأرضية تدور بسرعة تتراوح بي&aute;ن 400 ألف مليون دورة في الثانية الواحدة فى المواد المرئية لنا إلى 750 ألف مليون دورة فى العوالم المادية غير المرئية لنا ، ومن هنا نفهم قوله جل وعلا لنا ( فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ) ( الحاقة 38 : 39 ) فهناك مما لا نراه كائنات ومواد تقع ضمن عالمنا المادى ، وهناك منها ما يقع فى عوالم البرزخ وتتداخل معنا فى عالمنا المادى.
لا نرى المواد التى تتجاوز سرعة اهتزازها سرعة اهتزاز المواد الصلبة من النبات والحيوان والجماد ، فسرعة المادة المتجسدة ( 400 الف مليون دورة فى الثانية) هى الأقل. وبعض العناصرالصلبة كالحديد تتحول الى السيولة فالتبخر ، تحت الحرارة الزائدة ،أى تتحول سرعة ذراته من 400 ألف مليون فى حالة الصلابة الى ما فوقها، ولو وصلت الى درجة التبخر فلن نراها، والسوائل كالماء يتحول الى بخار ، أى تزداد سرعة ذراته فتتعذر رؤيته ، فإذا تحول البخار لسائل مادى فالمعنى أنه قلّت سرعة اهتزاز ذراته فأمكن لنا رؤيته .
3 ـ والمواد الصلبة (400 ألف مليون فى الثانية) المرئية لنا لا نستطيع اختراقها ، فإذا تعرضت بفعل خارجى الى اهتزازات بنفس سرعة اهتزازات الغازات لن نستطيع رؤيتها ، فمثلا بمحرّك الطائرة تزداد سرعة أهتزازات مروحة الطائرة شيئا فشيئا وتختفى عن الرؤية شيئا فشيئا لتصبح غير مرئية لنا جزئيا ، فهى موجودة ولكن أصبحت غير مرئية لدخولها الى مستوى أعلى من حيث الاهتزازات . ولو وصلت سرعة اهتزازها الى مستوى الضوء والأشعة ( أى الى 750 بليون دورة فى الثانية الواحدة ) تحولت الى ضوء ، ولن نراها. ويمكن أن نخترقها وتخترقنا دون أن نحس بها .
4 ـ ولدينا ثلاث مستويات : مستويان فى هذه الدنيا ( عالم المادة وعوالم البرزخ ) ثم مستوى الآخرة حيث وجود أبدى خالد بدون برزخ . والحسابات الالهية تصل تلك المستويات ببعضها . ونتتبعها من خلال القرآن الكريم.
ثانيا :ارتباط حياة الانسان بهذا المستوى المادى الاهتزازى
1 ـ وحياة الانسان مرتبطة بهذا المستوى المادى لحركة ذرات جسده(400 ألف مليون دورة فى الثانية ) . وصحة الانسان العقلية تعتمد على توازن جسده المادى ، ولو تعرض انسان ما الى حركة دوران اهتزازية دائرية بسرعة تقترب من سرعة دوران المروحة مثلا اصيب بالتلف فى المخ ، وهى تجربة رأيتها فى إحدى القنوات العلمية الأمريكية. ومن طرق التعذيب المؤلمة تعليق الضحية فى مروحة تدور به لتصل به الى التلف لو استمر به التعذيب.
2 ـ حركة هذه الذرات تختلف فى هذا العالم المادى بين وجودها فى جسد مادى صلب ،أو خروجها فى شكل طاقة يتحرك بها الجسد المادى أو فى شكل سائل من دم وبول ،أو فى هيئة بخار للتنفس ، وكل ذلك فى إطار السرعة التى يعيش فيها عالمنا ( عالم الشهادة ) (من 400 ألف مليون دورة الى و غازى
750 ألف مليون دورة في الثانية الواحدة) ، ثم هناك حسابات أخرى لا طاقة لنا بادراكها فى عالم البرزخ حيث تعود النفس مؤقتا وقت النوم ، ثم تعود نهائيا بالموت. ثم هناك حسابات أكثر تعقيدا يوم القيامة بتدمير هذا العالم بأرضه وسمواته وبرزخه ، وبقاء تلك الحسابات ليقوم على أساسها البعث والحشرو الحساب .
3 ـ وبموت الانسان فإن جسده المادى يعود الى عناصره الطبيعية الأولى المختلفة الاهتزازات ، أى الى تراب ( مواد صلبة) وغازات تتجول فى الهواء وتتخلل التربة .
واستحضارها فى عملية الخلق و عودتها الى عناصرها الأولى بعد الموت يأتى بحسابات الاهية لكل ذرة وسرعة اهتزازاتها ، والله جل وعلا يرد على تساؤل منكرى البعث وقولهم : (أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ ) فيقول جل وعلا : ( قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ )(ق 3 : 4 ) . أى إن الحسابات الالهية تضبط وتحفظ حركة الذرات فى الجسد الانسانى ، تعرف بداية نشأتها ، ثم تخلقها وتحللها المؤقت وإعادة انتاجها، ثم عودتها بالموت الى عناصرها الأولى فى هذا العالم المادى ، ثم فى العالم البرزخى حيث يعاد بعثها خلقا جديدا لتأتى تترتدى عملها الصالح أو السىء.
4 ـ وكل تلك التحولات محفوظة ومضبوطة فى كتاب الاهى ، يسرى على الانسان كما يسرى على كل ما نراه حتى ورق الشجر وبذور الأرض قبل وبعد ظهورها للعيان ، من عوالم الغيب وعالم الشهادة المرئى منه وغير المرئى، يقول جل وعلا (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) ( الأنعام 59 ).
5 ـ ولكن فيما يخصّ الانسان فكل هذه التحولات تصل عوالم الغيب والشهادة فى هذه الدنيا بعالم الآخرة فى البعث والنشور و الحشر والعرض والحساب والجنة والنار.
ثالثا : جسد النبى محمد عليه السلام مثالا:
1 ـ ونعطى مثلا توضيحيا لتاريخ أى إنسان ، ونختار النبى محمدا عليه السلام ـ ردّا على المحمديين الذين يؤلهونه تحديا لرب العزة الذى لا اله معه ولا اله غيره .!.
2 ـ قبل أن يتزوج الشاب عبد الله بن عبد المطلب من الفتاة آمنة بنت وهب ، فقد تغذى جسدهما بالطعام المتاح فى مكة وقتها ، وهذا الطعام المادى ـ بعد هضمه وتمثيله غذائيا تحول الى طاقة ومادة تتجدد بها خلايا عبد الله وآمنة ، ومنها تم تخليق الحيوانات المنوية لدى عبد الله والبويضات لدى آمنة . وبزواجهما وعند الالتقاء الجنسى بينهما نجح حيوان منوى محدد فى الوصول الى البويضة فتم التلقيح وتكون الزيجوت ،أول خلية فى مشروع خلق انسان تسمى فيما بعد محمد بن عبدالله .
هذه الخلية الأولى تكاثرت وتحولت من خلق الى خلق فى قرار مكين داخل رحم آمنة ، عن طريق الدم الذى تتغذى به آمنة ، وهذا الدم هو نتيجة الطعام المتاح فى مكة ذلك الوقت ، وبعد الولادة رضع المولود، ولبن الرضاعة مستمد من الغذاء المتاح ، ثم بعدها تحول الى طفل يسعى ثم بلغ أشده واستوى ، ثم بلغ الكهولة الى أن مات .
فى كل تلك الأحوال دخل جسد ( محمد بن عبد الله ) مذ كان خلية واحدة الى أن مات ـ أنواع مختلفة من الطعام ، جرى هضمها وتمثيلها و إخراجها تنفسا وتبولا و غائطا ، لتعود الى الأرض . وكل شىء بحساب عند رب العزة ، يتعدى ما يحدث فى الدنيا الى البعث فى الآخرة أو كمايقول جل وعلا (وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ) (فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ). والله جل وعلا يربط البعث بالخلق الأول فى عملية ديناميكية متصلة وعكسية وبحسابات دقيقة فيقول (مَّا خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) ( لقمان 28) (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ) (الأنبياء 101 ).
نعود للقول بأن الحساب الالهى لذرات جسد محمد وما يدخل اليه من عناصر وما يخرج منه يتم بحساب دقيق من قبل ومن بعد ، الى أن مات محمد عليه السلام ، ورجعت نفسه للبرزخ الذى أتت منه ، وتحلل جسده لتعود كل ذرة منه الى مقرها الأول ، بنفس ما عادت نفسه الى مستقرها الأول شأن كل نفس بشرية ، والله جل وعلا يقول (وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) ( الأنعام 98 ).
3 ـ بموته عليه السلام عادت نفسه الى البرزخ الذى جاءت منه وانقطعت صلتها بهذا العالم ، فى موت ـ أو نوم ـ ستستيقظ منه عند يوم البعث شأن كل من يموت . ولكن لجسده قصة أخرى .
4 ـ بعد موته تحلل جسده الى تراب وماء وغازات شأن موت أى إنسان ، فالله جل وعلا خاطب خاتم النبيين وأعداءه بالتساوى فى استحقاق الموت ومعطيات الموت و كل ما يخص الموت البشرى فقال : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)(الزمر 30 : 31 ). ومثلما تحلل جسد أبى جهل وأبى سفيان و أبى طالب وأبى بكر وأبى فلان وفلان تحلل جسد خاتم الأنبياء وكل الأنبياء ، وينطبق على الجميع قوله جل وعلا عن الأرض : (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) ( طه 55 ).
وبالتالى لم يبق شىء الآن من جسد محمد عليه السلام . فخلال عدة ايام بعد موته ـ وفى البيئة الصحراوية الحارة ـ انتفخ جسده فى القبرثم انفجر وأكله الدود وتحلل ، ومات الدود وتحلل ، وتحول ما تبقى من الجسد بعد أشهر الى عظام نخرة ثم الى تراب وغازات وعناصر طبيعية كالتى تكون منها الغذاء الذى تغذت عليه أمه وأبوه والذى تغذى هو عليه حين كان حيا يسعى. أى كل ماكان يخص جسد محمد عليه السلام وكل اجساد الموتى من البشر قد تحول الى أرقام فى كتاب حفيظ :(قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ )(ق : 4 ).
5 ـ وهل نسينا لغة الأرقام فى الأوزان الذرية للعناصر ، والمعادلات الرياضية للتفاعلات الكيماوية فى الذرات والحسابات الفلكية لحركات ومدارات وسرعات الكواكب والنجوم والمجرات ؟!.
كل شىء موزون فى هذا العالم ( الشهادة و الغيب )ومقدّر بأدق تقدير.
ويبدأ هذا بالماء أصل الحياة (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ ) ( الأنبياء 30 )، (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء ) (النور 45 ) .
محدد نزول عدد قطرات المطر فى أى مكان، إذ ينزل بتقدير الرحمن جل وعلا: (وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ) ( المؤمنون 18) .
ودخول الماء الى الأودية يأتى بتقدير يناسبها:(أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) ( الرعد 17) .
وحتى فى طوفان نوح كان هناك حساب دقيق للمطر والماء المتفجر من الأرض ، والتقى الماء النازل والماء الصاعد بتقدير محكم وحسابات دقيقة :(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاء مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) ( القمر 11، 12 ).
ومن هذا التقدير الموزون ينبت النبات بحساب موزون دقيق مقدر محسوب:(وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ ) ( الحجر 19 ).
وهذا التقدير الموزون تتم به حياة النبات وتقوم عليه من حيوات للحيوان والانسان.
وهذا التقدير المحكم مستمر وموصول للعالم الآخر، فبنفس طريقة الحياة تلك للنبات والانسان تتم طريقة البعث يوم القيامة ، وكما ينزل المطر فتحيا به الأرض الميتة سيهطل مطر آخر يتم به بعث الناس الموتى من القبور : ( وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ) ( الزخرف 11 )،(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) ( الأعراف 29 ).
والأهم أن هذا التقدير يشمل كل شىء ويضع حسابا موزونا لكل شىء ، ولنتدبر قوله جل وعلا :(وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ) ( الحجر 21 )،( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)( الفرقان 2 ).
وأيضا فهذا التقدير المحكم الذى يسرى على كل شىء فى هذا العالم الدنيوى هو موصول بالآخرة وقيام الساعة :(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) ( القمر 49 ).
6 ـ محمد عليه السلام هو مجرد تفصيلة ضئيلة جدا ضمن عوالم الدنيا ( المادية والبرزخية ) وعالم يوم القيامة، والتى يسيطر عليها التقدير الالهى المحكم .
ولنعط مثلا صغيرا : مهما بلغت قوة الانسان فلا يساوى شيئا بالنسبة للأرض ، واقرأ قوله جل وعلا:(وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولا )( الاسراء 37).
وهذا الكوكب الأرضى مجرد ذرة رملية فى صحراء الكون المعروف لنا ـ حتى الآن ـ بنجومه ومجراته .
وهذا الكون المعروف لنا هو مجرد كلمة ( ما بينهما ) فى التعبير القرآنى عن خلق السماوات والأرض وما بينهما ، كقوله جل وعلا: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ ) (ق 38 )، هذا الكون المبهر لنا هو بنجومه اللامعة مجرد مصابيح للسماء الدنيا فقط : (وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ )( فصلت 12 )، فما بالنا بالسماوات السبع التى تقع خارج تخيلنا ، والله جل وعلا يقول : (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (غافر 57 ).
7 ـ ولكن الذين لا يعلمون من المحمديين جعلوا محمدا المخلوق قرينا للخالق جل وعلا فى الشهادة وفى التوسل والدعاء والعبادة ، فما قدروا الله جل وعلا حق قدره ، وانطبق عليهم قوله جل وعلا : (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُيَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) ( الحج 73 : 74 ).
ودائما : صدق الله العظيم.!
المقال القادم : لكل نفس بشرية جسدان ( 4 ) بعث الجسد الآخر
العالم الذي نعيش فيه لا نرى منه إلا القليل وما نجهله أكثر مما نعلمه ، هذه حقيقة يعرفها جيدا من يعملون في الأبحاث، ويستخمون أجهزة تكبر آلاف بل ملايين المرات ، حتى تكون في حالة مرئية ، ولكن الذي أود السؤال عنه هو : ان هناك بعض الأماكن التي لا يستطيع السكنى فيها أحد ، وكما ان هناك بعض الناس لا يستطيعون النوم في مكان او جهة معينة ، وإذا ناموا يتعرضون بحسب آرائهم لكوابيس وعدم راحة ،فهل لذلك علاقة بوجود هذه العوالم التي لا ندري عنها شيء ؟ كما نعلم جميعا أن مثلث برموده ليس ببعيد وهو ظاهرة أصبحت مؤكدة في كل ما يقترب منه يكون مصيره الاختفاء القسري ! كما في بعض النظم الاستبدادية ، وكأنهم أخذوا الفكرة من هذا المثلث أي ان حولنا ظواهر كثيرة لا نراها ..
الإنسان مخلوق ضعيف ليس على ظهر هذه الأرض أضعف منه ومع ذلك يستقوي وينسى هذا الضعف واحتياجه الشديد لخالقه في كل لحظة . وكل ما حوله يذكره بأنه مخلوق ضعيف . {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً }النساء28. ومع ذلك هو لم يقدر الله حق قدره {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج74.
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الزمر67.
فنجد الكثير من البشر يتخذون بشرا أمثالهم أندادا من دون الله يقدسونهم ويخولونهم سلطات لا دخل لهم بها ويرفعونهم فوق مرتبة البشر بل والأنبياء في بعض الأحيان .
هدانا الله جميعا وهداهم إلى ما يحبه ويرضاه
ربي أشهدك إني أعبدك وحدك لا شريك لك أنت خالق كل شئ ومليكه لاإله إلا انت
أنت خالق كل شئ ومقدر كل شئ ولا يعلم الغيب إلا أنت لاأشرك في عبادتك أحدأ .أشهد إنك سبحانك خالق هذا الكون ومنظمه ولا يدخل في حكمك أحدآ.
وحسب نظرية النسبية فالضوء مادة ، ولكن لا نراه بل نرى انعكاسه على المواد ، وهناك أشعة غير مرئية فى عالمنا المادى، وهى ايضا ضمن عالمنا المادى.ورؤية وعدم رؤية المادة الأرضية يتوقف على درجة اهتزاز ذراتها ، وذرات المادة الأرضية تدور بسرعة تتراوح بي&aute;ن 400 ألف مليون دورة في الثانية الواحدة فى المواد المرئية لنا إلى 750 ألف مليون دورة فى العوالم المادية غير المرئية لنا ، ومن هنا نفهم قوله جل وعلا لنا ( فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ) ( الحاقة 38 : 39 ) فهناك مما لا نراه كائنات ومواد تقع ضمن عالمنا المادى ، وهناك منها ما يقع فى عوالم البرزخ وتتداخل معنا فى عالمنا المادى.لا نرى المواد التى تتجاوز سرعة اهتزازها سرعة اهتزاز المواد الصلبة من النبات والحيوان والجماد ، فسرعة المادة المتجسدة ( 400 الف مليون دورة فى الثانية) هى الأقل. وبعض العناصرالصلبة كالحديد تتحول الى السيولة فالتبخر ، تحت الحرارة الزائدة ،أى تتحول سرعة ذراته من 400 ألف مليون فى حالة الصلابة الى ما فوقها، ولو وصلت الى درجة التبخر فلن نراها، والسوائل كالماء يتحول الى بخار ، أى تزداد سرعة ذراته فتتعذر رؤيته ، فإذا تحول البخار لسائل مادى فالمعنى أنه قلّت سرعة اهتزاز ذراته فأمكن لنا رؤيته .والمواد الصلبة (400 ألف مليون فى الثانية) المرئية لنا لا نستطيع اختراقها ، فإذا تعرضت بفعل خارجى الى اهتزازات بنفس سرعة اهتزازات الغازات لن نستطيع رؤيتها ، فمثلا بمحرّك الطائرة تزداد سرعة أهتزازات مروحة الطائرة شيئا فشيئا وتختفى عن الرؤية شيئا فشيئا لتصبح غير مرئية لنا جزئيا ، فهى موجودة ولكن أصبحت غير مرئية لدخولها الى مستوى أعلى من حيث الاهتزازات . ولو وصلت سرعة اهتزازها الى مستوى الضوء والأشعة ( أى الى 750 بليون دورة فى الثانية الواحدة ) تحولت الى ضوء ، ولن نراها. ويمكن أن نخترقها وتخترقنا دون أن نحس بها
هذا ما أختلف به معك تماما يا دكتور أحمد صبحي منصور ، لأن كلامك مناقض لحقائق القرآن ، و فيه إساءة شديدة للنبي الخاتم عليه الصلاة و السلام.
والله أني أصبت بقشعريرة شديدة لفظاعة ما كتبته في مقالك هذا....فما أدراك أن جسد نبينا قد تحلل بعد موته، و أكلته الدود-و العياذ بالله-....هل وقفت على بدنه و شهدته عيانا بعد موته فرأيت هل تحلل و جرى له ما جرى حسب زعمك؟!
بالتأكيد الجواب لا.... إذن فلماذا تتحدث عن أشياء لم تقف على حقيقتها و لم تشهدها يقيناً ، و رب العالمين يقول:((و لا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)).
كيف تغافلت عن الآيات التي تحدثت عن قصة سيدنا سليمان عليه السلام في سورة سبأ ، إذ قال رب العزة جل و علا في حقه:((فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين)).
إذا عند موت سيدنا سليمان و مفارقة نفسه لجسده لم يطرأ على جسده أي تغير، لدرجة أن الجن و الشياطين الذين كانوا عبيدا تحت إمرته لم يدركوا موته أبدا، و لبثوا سنينا بعد موته في الشقاء و العذاب و الإستعباد ظنا منهم أنه لا يزال حيا، و لم يدركوا أنه قد مات إلا عندما استكملت الأرضة التهام عصاته التي كان جسده الشريف مستندا إليها، و عملية التهام الأرضة للأخشاب حتى تتفتت قد تستغرق سنوات عدة، فتفتت عصاته و خر جسده الشريف حتى علم الجن و الإنس و الملأ بموته.
يتبع.........
القران الكريم لم يحدد الفترة التي مكث فيها النبي سليمان عليه السلام ميتا و الهدف الاساسي من الآية هو تكذيب دعوى معلومية الجن بالغيب هذا هو الهدف و المغزى من الآية و الأنبياء عليهم السلام بشر و لا يختلفون إلا بالوحي و التقديس كل التقديس لله جل و علا فقط و الرسل بشر مبلغين رسالة الله و لأنهم بشر فهم تسري عليهم قوانين البشرية المشتركة من ولادة و طفولة و شباب و كهولة و شيخوخة و موت و في تلك المرحلة العمرية يعتري الجسد المرض و التعرض لعوامل الكبر و قد قالت زوجة إبراهيم عليه السلام و وصفته بأنه شيخ ( ألد و أنا عجوز و هذا بعلي شيخ ) و طبيعي جدا أن يتحلل أي جسد فهو من تراب و إلى التراب يعود ، و النبي عليه السلام اكد له ربه جل و علا بأنه ميت في حياته فلا قداسة لجسد بل لا قداسة حتى و إن كان ذلك الجسد حيا بنفسه فالعبرة بالرسالة الإلهية و ليس بشخص النبي كذلك في جزئية قولك : ( ان رسل الله و أنبيائه هم ذروة الكمال البشري فلا أحد يتجاوزهم علما و لا عملا و لا عبادة و لا معرفة بالله تعالى ) لا يوجد شئ اسمه ( كمال بشري ) فالبشر ليس بكامل إطلاقا و هو ناقص وقال الحق جل و علا للنبي عليه السلام مثلا : ( عفا الله عنك ) و ( يا أيها النبي إتق الله ) و غيرها الكثير ... غاية ما هنالك أنه لا تقديس إلا لله فقط و أن الأنبياء بشر يسري عليهم ما يسري على البشر لذلك فالموت هو نهاية كل حي .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5097 |
اجمالي القراءات | : | 56,345,404 |
تعليقات له | : | 5,429 |
تعليقات عليه | : | 14,788 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
خاتمة كتاب ( القرآن الكريم والنحو العربى )
الكسائى : تلميذ الخليل ومؤسّس مدرسة الكوفة النحوية
سيبويه وتأكيد منهج الخليل بن أحمد فى هجر القرآن الكريم
اختصار الكلام في مقالتي الحلال والحرام في تشريع الطعام وفقة التحريم
الحجاب ليس فريضة الحجاب رمز تكفيري سياسي
دعوة للتبرع
زكاة فوائد البنوك: قرأت رد لك على الزكا ة المال ية وقلت إنها على...
الاحوال الشخصية: كان لدي بعض التسا ؤلات من اهمها عن كتب...
حرب الصحابة اليوم : حرب الصحا بة لا تزال مشتعل ة حتى اليوم . فى...
تكرار (أن ) فى آية: عند قراتى لسورة القصص وجدت شيئا...
more
طالما المكونات البشرية واحدة فلا يمكن ان يكون هناك فرق بين جسد إنسان وإنسان أخر لأن جميع البشر خلقوا من أصل واحد ، وياكلون ويشربون طعاما وشرابا من أنواع متشابهه ، وعملية التليقح والحمل والميلاد كلها متطابقة تماما في جميع البشر ، حتى بعد الموت تكون النهاية واحدة يكون الموت المفاجيء ، وتكون نهاية الجسد بالتحلل والتحول إلى تراب وغازات ويرجع لموكناته التي جاء منها ، وينطبق هذا على جميع البشر حتى الأنبياء ، ومن الأمور الهامة التي تجعل إمكانات الجسد البشري محدودة وضعيفة جدا لا يمكن لأي لإنسان أن يعيش بدون نوم لمدة طويلة ، وأعتقد ان هذا له علاقة هامة جدا بأن النفس البشرية يجب كل فترة الذهاب لعالم البرزخ ليستريح الجسد الضعيف محدود الإمكانات ، بمعنى أوضح إن النفس البشرية التي تنتمى لعالم البرزخ خلقت بطريقة أعلى وأرقى وأعقد في التركيب عن الجسد البشري ، ولهذا الضعف الجسدى فلابد للنفس أن تغادر الجسد يوميا لكي يستريح الجسد نسبيا ويعاود نشاطه مرة أخرى ، ولذلك لا يمكن لأي شخص مهما كان يستطيع أن يعيش بدون نوم على الإطلاق لأن هذا يؤثر سلبا على خلايا عقله وسيعود سلبا على صلاحية عقله فيما بعد ، ومن الأمور الهامة التي تبين أن امكانات الجسد محدودة أن الإنسان لا يستطيع الحياة بدون اكل او شرب أو تنفس لمدة طويلة فهو مرتبط بالوجود والبكون حوله ارتباط وثيق متطابق في المكونات لذلك يأكل من النبابات ويشرب الماء الموجود حوله ثم يخرج فضلات من الماء والغازات والغائط وهي مكونات عضوية قد تشترك في بناء وتغذية كائنات أخرى او نباتات أخرى ، فهذا الارتباط بين الانسان وبين الكون يجعلنا نؤمن تماما ان خالق هذا الكون ليس كمثله شيء ولا يمكن لبشر أن يعلم جزء ولو يسير عن علم هذا الكون وكيفية خلقه ولا يمكن لبشر ضعيف مثلنا يتعدى بشريته ويتقول على الله جل وعلا فى الغيب وفي قدرته ويتدخل فى ما لايعنيه وما يخرج عن قدرته وفهمه وعلمه كبشر ضعيف قليل العلم والامكانات .