آحمد صبحي منصور Ýí 2010-08-29
أولا :
1 ـ هناك لغة للقرآن يفهمها الذي ملك عليه القرآن عقله وقلبه ، وأصبحت له بالقرآن نظرة جديدة للناس والأشياء..أما اللغة الإنسانية فهي كائن حي ينمو ويزدهر ثم يذبل ويحتضر، وتتحول اللغة الواحدة إلي لهجات مستقلة ثم إلي لغات متميزة . وتسري هذه القاعدة علي لغات البشر ما عدا لغتين:ـ اللغة العربية واللغة المصرية. فاللغة العربية خرج بها القرآن الكريم للعالم فأصبحت ـ ولا تزال ـ شامخة حتي الآن بينما ذبلت اللغة اللاتينية مثلا وتحولت لهجاتها إلي لغات مستقلة مثل &e; الفرنسية والإيطالية والاسبانية والبرتغالية .أما اللغة المصرية فهي ليست لغة بالمفهوم الحرفي ، ولكننا نعني بها أحاسيس المصري ومشاعره، وقد نطقت أحاسيسه بكل الأزياء اللغوية التي عرفها خلال تاريخه الطويل من الهيروغليفية حتي العربية.
2 ـ تلك اللغة المصرية هي التي ينفرد بها المصري الذي أسس أول حضارة في العالم ولا يزال يعيش علي أنقاضها حتي اليوم ، ولا يزال يحمل تراثها في قلبه وكيانه وينطق بها بشتى الأزياء اللغوية إلي أن نطق بها أخيرا بالألفاظ العربية. وبدأت هذه اللغة المصرية مع أول فلاح مصري كان ينحني علي محراثه وتشوي السياط ظهره وهو يكد في إنتاج الخير للغير..!!
وبكل اللغات التي نطقها المصري عرفت مشاعره كيف تطوع تلك اللغة ومفرداتها ليصيغ منها لغته المصرية الخاصة تعبر عن خصوصيته ومأساته الجغرافية والتاريخية حين عاش فى أخصب بقعة في العالم في منطقة التقاء العالم القديم حيث يطمع فيه الأجانب من كل جانب ويقتحمون عليه بيته وينتهكون خصوصياته..
3 ـ والمصري اليوم ينطق اللغة العربية ولكنه طوع بعض الفاظها وأنتج منها لغته المصرية الخاصة التي تنبض بمشاعره وخصوصياته وميراثه الثقافي والتاريخي.
ومن أبرز الألفاظ في تلك اللغة المصرية : كلمة " الستر" ومشتقاتها، فالمصري يقول عند الفزع والمفاجأة :" استر يارب"" ياستار يارب" ويجعل من أسماء الله الحسني"الستار" ويسمي ابنه" عبد الستار" وحين يدخل دار يقول " يا ساتر" أو "يا ستار" وعن تزويج البنات يقول " التستير علي البنات" ويقول في الأمثال" التستير علي البنات صدقة ".
4 ـ وما سبق كله من تلك اللغة المصرية التي تنبض بأحاسيس المصري وخصوصياته وقد نحتها من اللغة العربية مع أنه لا شأن لكلمة " الستر" ومشتقاتها بمعانيها الحقيقية في اللغة العربية أو حتي في دين الإسلام..
ففي اللغة العربية : كلمة " ستر " بمعني أخفي وغطي ، ونحن نقول " الستارة " ونستعملها في حديثنا وفي منازلنا وتغنى كوكب الشرق أم كلثوم فتقول " ستاير النسيان نزلت بقى لها زمان"..
والقرآن الكريم استعمل كلمة " ستر" ومشتقاتها بنفس المعني أي الخفاء والحجاب والتغطية ، يقول تعالي " وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لايؤمنون بالآخرة حجابا مستورا 17/ 45 " أي حجابا مخفيا، ويقول " .. وجدها تطلع علي قوم لم نجعل لهم من دونها سترا":18/ 90 أي حجابا ، ويقول" وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم :41/22" وكلمة تستترون أي تتخفون . من الخفاء .
إذن كلمة الستر في اللغة العربية وفي القرآن تعني الخفاء والتغطية .. وليس من أسماء الله الحسني كلمة الستار . فم يرد ذلك في القرآن ولا في مصادر التراث ، ولكنها وردت فقط علي السنة المصريين وفي لغتهم الخاصة التي ينحتونها من كل لغة ينطقون بها ، ويعبرون بتلك اللغة الخاصة عن مكنون مشاعرهم.
5 ـ ما الذي يجعل المصري يهجر المفردات العربية فلا يقول عند الفزع والمفاجأة "الطف يا رب " أو " لطفك يا رب " أو " عونك يا رب " ما الذي جعله يترك ذلك ويصوغ لغة أخري من الألفاظ العربية فيقول عند الفزع والمفاجأة " استر يا رب " و"يا ساتر يا رب" مع أن الستر في الأصل هو الحجاب والخفاء؟
إن الإجابة علي هذا السؤال تستلزم الغوص في أعماق النفسية المصرية التي ترسبت فيها مشاعر خمسين قرنا من الزمان .
6 ـ أنه لايوجد شعب في العالم عاني من استعمار الأجانب وظلم الحكام مثلما عاني الشعب المصري . لقد التصق المصري بالنيل ولكن الطامعين فيه قطعوا فيافي الصحراء واقتحموا عليه بيته وخصوصياته ، ومن خلال تاريخه الطويل كان المصري ـ ولا يزال ـ يتمني أن يكون آمنا في بيته " مستورا" عن أعين الأجانب الذين يتقاطرون عليه من الشرق والغرب ، ومن هنا كان" الستر" مطلبا أساسيا في المشاعر المصرية وفي اللغة المصرية ، إذ أن غاية المني عند المصري هو " الستر" وأن يكون في " بيت مستور " لذا يدعو فيقول :"ربك يجمّلها بالستر" وطالما معه " الستر " فكل شيء يهون..!!
7 ـ البيت يعني عند المصري الالتصاق بالأرض، وهذا الالتصاق هو أروع قصة حب للوطن استمرت سبعين قرنا من الزمان ، كان فيها المصري يعتبر بيته ليس مجرد بناء من الطوب ولكنه بناء نفسي في القلب ، يعني أن يكون له دار تضم أبناءه وعشيرته وخصوصياته التي يحرص علي ألا يقتحمها غريب ، وهو يريد أن يكون " مستورا" عن الغرباء الذين لا يجلبون له غالبا إلا المتاعب، لذا يقول في المثل الشعبى " ما يجيش من الغرب شيء يسر القلب"!! 8 ـ والمصري بطيبته وحبه للمسالمة والطاعة وكراهيته للعنف كان فريسة للحكام الظلمة الذين احتكروا لأنفسهم كل عناصر القوة علي حسابه، والذين تطرفوا في تأمين أنفسهم ضد ثورته فاشتطوا في الظلم مما دعا المصري المظلوم إلي إيثار السلامة، ليس فقط بأن يدعو الله تعالي أن ينجيه من شرورهم بل يدعو الله تعالي أن يباعد بينه وبينهم وأن يجعل بينه وبينهم " حجابا" " مستورا" فلا يراهم ولا يرونه . ولذلك فإنه لا يقول " لطفك يارب " وإنما يقول "سترك يارب" أي " استرني عن أعينهم يا رب "!!
9 ـ إن ظلم الحكام كان يصل إلي المصري في عقر داره في قريته وفي أرضه ، وكان الكرباج يلهب ظهره ، وكان التجريس في انتظاره حيث يطاف به مفضوحا إذا تواني في إرضاء مطامع الظلمة لذا كان غاية المصري أن يلبس " طاقية الإخفا" الى تخفيه عن الأبصار ، فلا تراه السلطة ولا يراها ، أي كان يتمني "الستر". ولهذا دخلت ( طاقية الاخفا ) فى التراث الشعبى المصرى ، بل وفى الأفلام السينمائية.ولأن السلطة كانت تطوله لذا كان يتوقع الشر بمناسبة وبدون مناسبة وهكذا كان يهتف عند توقع الشر " استر يارب " " يا ساتر يا رب "!!
10 ـ ولازلنا نقول " يا ساتر يا رب " و" استر يا رب " ليس لأن اللسان تعود علي هذا ولكن لأن الظلم لا يزال يعيش بيننا . صحيح أن حكم الأجانب والفراعنة الظلمة قد انطوت صفحته ، ولكننا لا زلنا يظلم بعضنا بعضا . والمؤسف أن بعضنا يسيء استخدام سلطته فيظلم أخوته في الوطن ويكتسب ملامح الظلمة السابقين.. وكلما توغل في ظلمه ازداد خوفه من الانتقام فيزداد ظلما ويزداد خوفا في تلك الدائرة الجهنمية ويتقلب فيها إلي أن يهلك . والغريب أن هذا الظالم في خوفه من الانتقام المحتمل يقول : " استر يا رب "!!
11 ـ ومن الغريب أن قوة من البوليس قد تقتحم بيتا لأحد الأبرياء لتسوقه ظلما إلي ظلمات المجهول ، ويدقون عليه الباب بقسوة فيهتف المظلوم فزعا " استر يا رب " ويدخل أفراد القوة البوليسية لتعتقل المظلوم وقلوبهم تنطق من الخوف وتدق قائلة " استر يا رب " وإذا تخيل أحدهم أن شيئا من ذلك قد يحدث لبيته وأسرته صرخ دون أن يدري "استر يا رب "..
12 ـ كلنا مصريون .. وكلنا يهتف عند توقع الشر : استر يا رب .. ومع ذلك فلا نزال نظلم بعضنا بعضا ، ويقول المظلوم استر يا رب ، ويقول الظالم : استر يا رب ..
إلي متي تظل الفلاحة المصرية تدعو لابنها وتقول: يكفيك شر الحاكم الظالم؟!!
ثانيا :
1 ـ نشرت لى جريدة الأحرار هذا المقال بتاريخ 30/9/1991 ضمن سلسلة ( قال الراوي). كان المقال صدى لما كنت أعانيه من ارهاب نظام حكم مبارك ، وتوقعى بالقبض علىّ فى أى وقت ، بحيث كنت ـ ولا زلت ـ أتوقع الشّر حين يدق الباب أو يدق جرس التليفون .
2 ـ الشعور بعدم الأمن وتوقع المكروه امتد الآن ـ بعد حوالى عشرين عاما من نشر هذا المقال ليغطى عشرات الملايين من المصريين .
أصبح الخوف هو الشعور الوحيد الذى يتوحد فيه المصريون ، سواء من الحكام وأعوانهم أم من الشعب المطحون المسكين . يزداد الخوف مع بزوغ كل شمس ومع غروبها ، وتتعدد أسباب الخوف ، من خوف من المجهول وخوف من المستقبل الى الخوف من السجن والاعتقال بلا سبب ضمن تطبيقات اللاقانون أو قانون الغاب أو ما يسمى بقانون الطوارىء ، الى الخوف من الجوع والمرض وحوادث الطرق وركوب القاطرات والمعديات و انهيار المساكن ، أو مجرد أن تمر أمام قسم شرطة ..
3 ـ وربما يكون الظالمون هم الأكثر خوفا ورعبا ، فهم يؤمنون بانتقام حتمى قادم ينتظرهم جزاء ما فعلوه من ظلم وقتل وتعذيب وسلب ونهب ، فبهذا تنطق ثقافتهم الشعبية المصرية وتقول لهم :( لك يوم يا ظالم ) ( حتروح من ربنا فين ) ( إذا دعتك قدرتك لظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ) ( القاتل يقتل ولو بعد حين ).
ولهذا تنبض قلوبهم فى كل وقت تقول ( أستر يا رب ).
4 ـ ولا زلت أقولها خوفا على مصر : ( أستر يا رب ).
الدكتور الفاضل/ أحمد صبحي منصور كل عام وأنتم بكامل الصحة والعافية .
الحقيقة أستاذنا الفاضل أن هذا المقال به اللغة الأدبية واضحة وعالية جداً تجعل القارئ له يعيش ويشعر بنبض المصري وأحاسيسه منذ نشأته في هذا الوادي الخصيب وادي النيل وبالأخص الجزء الشمالي منذ خمسين قرناً إلى يومنا الحاضر .
وكانت للمأة والبت المصرية المكانة العالية في عصر الإمبراطورية المصرية التي تتصف بالحضارة الأولى في التاريخ ، ففي المعابد الفراعونية القديمة والبرقيات نجد أن المرأة وصلت إلى مرحلة التأليه فلم يكن الإله لفظ مذكر على الدوام ولو ذكرنا بعض الآلهة القديمة والمعبودات القديمة في عقيدة المصري لوجدنا المعبودة (ماعيت)والمعبودة(نفتيس) والمعبودة(موت) وأشهر ثالوث في تاريخ العقائد البشرية كان أوزوريس وإيزيس وحورس ، فكانت المعبودة إيزيس أحد أضلاع الثالوث .
هذا على المستوى الملكي المصري القديم وكانت (ميريت آمون ) إحدى مشاهير الملكات في ذلك العصر نحتت لها التماثيل حتى لقد زاعت شهرتها في العصر الحديث وأطلقوا إسمها على ماركة من السجائر تدعى ميريت .
وعلى المستوى الشعبي العام كانت المرأة رفيقة الرجل في ذلك العصر وشاركته في جميع أمور الحياة كأنه أطلق عليها سيدة المنزل أو ربة البيت ، فهو داخل البيت يترك كل السلطة والإدارة لزوجته حتي ولو كان فارسا أو غير ذلك
إلى أن جاء الغزو العربي إلى مصر وانتشرت الثقافة البدوية بين المصريين فألبوسوا المرأة البرقع الذي يشابه النقاب ولم تكن تلبسه قبل ذلك في الحضارة المصرية القديمة . وأقعدوها في البيت بحجة أن وجهها وصوتها عورة وكل جسدها وهو مغطى بالثياب أيضا عورة ، لدرجة أن أصبحت جميعها سوءة على حسب الثقافة الوهابية .
وأصبح المصريون بهذه الثقافة السنية الوهابية يحاولون مواراة المرأة داخل الجدران وتحت الأثقف المنيعة وسترها عن أعين الآخرين
لكننا في عصرنا الحالي وبعد أن منّ الله علينا بفهم صحيح لآيات القرآن الكريم ومعرفة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان أصبح هناك لدينا مفهوماً جديدا لمعنى هذه الثقافة المصرية والتي تنص على أن تستير البنت صدقة ،
هذا المفهوم الجديد يعني لدينا التعليم الراقي الجامعي وما بعد الجامعي والذي ينقل البنت والمرأة المصرية نقلة خطيرة وكبيرة ، فالمرأة غير المتعلمة نجدها في معظم الأحيان حقوقها مهدرة وضائعة وهى مستضعفة من زوجها وإبنها وإخوتها الذكور وباقي المجتمع .
تتزوج رغما عنها ورأي الذكر سواء أبيها أو أخوتها الذكور يفرضون عليها آرائهم وإرادتهم وما عليها إلا السمع والطاعة ، حتى عندما تموت تدفن حسبما يترآى لهم ويكون العزاء قاصرا على تشييع الجنازة وعلى العكس من ذلك يحدث مع المرأة المتعلمة . تستطيع المرأة المتعلمة تعليما عاليا أن تحصل على حقوقها بالقانون ، وتكون لها مكانة اجتماعية كبيرة .
نستخلص من ذلك أن المفهوم الجديد لتستير البنت هو تعليمها تعليما راقيا وليس تستيرها بالزواج وحبسها في البيت
للبيت أهمية كبيرة جدا عند الإنسان المصري لدرجة جعلت البيت أو بيت الإنسان المصري يعتبر وطنه الصغير وموطنه يعيش كلاهما داخل الأخر الإنسان المصري يختلف عن باقي شعوب العالم في ارتباطه بمسقط رأسه ووطنه وموطنه وبيته ، وهذه حقيقه ولا يعلمها إلا كل مصري مغترب مهاجر أو مهجر رغما عنه فكل مصري مهما كان سيئا يريد فى يوم من الأيام أن يرجع لبيته وبلده ومسقط رأسه مصر ، والاستثناء الوحيد من هذه القاعدة هو بالكاد إنسان فسدت تركيبته المصرية واختلطت بتراكيب شعوب اخرى وأضاع هويته وشخصيته وقيمته كمصري أصيل
والسبب في خلق هذا الارتباط بين المواطن المصري وبين البيت والوطن هو النيل حيث مثلا فى جميع البلاد العربية قبل البترول كانت الحياة عبارة عن قبائل تعسكر فى الأماكن القريبة من العشب والماء وحين يجف الماء ينتقلون إلى بحثا عن مكان أخر يجدون فيه الماء والعشب وهكذا فليس هناك بيوت وليس هناك ارتباط حقيقي بمكان معين ولا أريد أن أكون مخطئا فأقول لا يوجد انتماء بين إنسان وبيئته وموطنه ووطنه وبيته كالذي يعيشه المصرييون .
علاقة البيت بالستر عند المصريين : معظم المصريين الذين يسافرون خارج مصر هدفهم الأساسي هو تأمين مستقبل الأولاد بالستر بمعنى بناء بيوت للأولاد أو شقق ، وتزويج البنات أو تستيرهم في بيوت الزوجية ، وهنا نجد علاقة كبيرة جدا بين الزواج والبيت والستر ، وهي عندما يتقدم شاب للزواج من فتاة ، فأول ما يسأل عنه هل لديك بيت أو شقة كي تتزوج فيها ، وهنا تتجلى قيمة البيت وأهميته عند المصري الذي دائما يبحث عن الستر
مند سنين وأنا أعشق مصر وأهلها ودائما أقول للناس في كل مكان أني ما وجدت في حياتي أطيب وأزكى نفوس مثل أهل مصر رغم أني في ذالك الوقت لم أزور مصر , وشاء الله أني زرتها مرتين وكم كانت دهشتي وسروري وأنا على أرض مصر العزيزه الغاليه جدا على قلبي وأنا اتجول بين أهلها من المنصوره وقراها إلى الصعيد في بني سويف ,ساعتها تأكدت من أن أحاسيسي لاتخطأ فلم أجد شعبا أطيب وأصدق ومضيافا وواسع الصدر والعفويه البريئه مثل أهل مصر بل وأقولها بصراحه مصر هي البلد الوحيد الذي ماشعرت فيه أني غريب بينما كنت أشعر بالغربه من يوم ولدت فيه من البلد الذي قدر الله لي الولادة فيه (الجزائر)وسائر بلاد العرب ,ماعدا (مصر) وها أنت ياأستاذي العزيز تروي لنا حكايات من واقع أرض مصر المحروسه تزيدني حبا لها أكثر وأكثر
نظرا لأهمية البيوت وعلاقتها بالستر عند المصريين على مر العصور فإن هذه الثقافة تنتقل بصورة واضحة جدا لكل من جاء مصر على سيبل المثال:
عندما دخل جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله الفاطمي مصر فاتحا في سنة 359هــ (970م) وفى اول ليلة وضع أساس القاهرة حيث شيد قصرين عظيمين ،ثم وضع أساس الجامع الأزهر.
أختار محمد علي مكاناً قصياً ليبنى لنفسه قصراً تهدأ فيه نفسه.. وتلك هي بداية شبرا !! ففى منتصف شهر ذي الحجة 1223 هـ يناير 1809 م ـ أي قبل مذبحة القلعة ـ اختار محمد على باشا موقعا على شاطئ النيل في منطقة شبرا مساحته 50 فداناً في متسع من الأرض، يمتد إلى بركة الحاج، واستولى فيه على عدة قرى وإقطاعيات، وبدأ بناء قصره، وغرس فيها البساتين والأشجار... ولكن سقط سقف القصر بعد انتهاء بنائه في مايو 1809 فأعيد بناؤه. وفى 1812 م أنشا محمد على عدداً من السواقى لتوفير المياه للقصر
بدأ محمد علي في بناء قصر رأس التين عام 1834م ليضمه إلى قصوره علاوة على القصور الأخرى التي كان يملكها في الإسكندرية مثل قصر المحمودية وقصر إبراهيم باشا وقد تم الاستعانة في بنائه وإصلاحه فيما بعد بمهندسين أجانب منهم المهندس الفرنسي سيريزى بك، والذي استقدمه محمد علي عام1828م لإنشاء دار الصناعة والإشراف عليها، وقد عهد إليه بتصميم جناح الحرم في هذا القصر، كما شارك في بنائه مهندسان آخران هما روميو والمسيو ليفرويج، وقد تم بناء هذا القصر عام 1845م، وقد استغرق بناؤه أحد عشر عاما، ولكن أعمالا تكميلية وإنشاء أجنحة إضافية ظلت قائمة به إلى عام 1847حيث تم افتتاحه رسميا.
الخديوي إسماعيل هو من أمر ببناء قصر عابدين فور توليه الحكم في مصر العام 1863، ويرجع اسم القصر إلى (عابدين بك) أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي باشا وكان يمتلك قصراً صغيراً في مكان القصر الحالي فاشتراه إسماعيل من أرملته وهدمه وضم اليه أراضي واسعة ثم شرع في تشييد هذا القصر.
كان قصر عابدين مقرا للحكم من عام 1872 حتى عام 1952م وقد شهد قصر عابدين الأحداث الهامة التي مرت أثناء الحكم الملكي لمصر
بنى قصر عابدين أثناء بناء القاهرة الحديثة فقد أمر الخديوي إسماعيل بتخطيط القاهرة على النظام الأوروبي الذى كان سائداً فى هذا العصر وما زالت الميادين فسيحة والشوارع واسعة والقصور والمباني والجسور على النيل والحدائق غنية بالأشجار وأنواع النخيل والنباتات النادرة موجودة حتى الآن شاهداً تاريخياً على نمط الحياة السياسية والإجتماعية فى أثناء الحكم الملكى فى مصر .
هذه مجرد أمثلة لملوك اتهتموا ببناء وتشييد القصور في مصر
اطمئن يادكتور احمد المحترم
انت ومن معك ممن يريدون الاصلاح ورفع الظلم عن المظلومين لا والله لن يترككم الله وحدكم واني ادعوه سبحانه ان ينزل عليكم الطمأنينة والسكينة و الأمان كما فعل سبحانه مع اخوانكم من اهلي بدر
سيظهر الحق وسيزهق الباطل ولو بعد حين
ولكم مني السلام
ابنكم حمزة
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,872,321 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
النساء 103: اخي الكري م انا قراءة كتاب القرا ءن ...
كافة للناس: قرات كتاب للكات ب جورج طرابي شي بعنوا ن من...
هو آثم : هل يكون آثما من يمر بين يدي المصل ي متعمد ا؟ ...
الوادى المقدس: ما هو تفسير ايه بورك من في النار ومن حولها...
اسرائيل وفلسطين: لكم شغلتن ي قضية ارض فلسطي ن كجغرا فيا و...
more
صدقت يادكتور أحمد ....فدعاء الستر من وحشية الظالمين على ما يبدوا أنه انتقل إلى دول عربية أخرى ...إلى شعوب عربية أخرى ...تشابهت ظروفها وظروف المعذبين والمقهورين في مصر ...فحتى في سوريا والأردن وفي فلسطين ...تسمع عبارة استرنا يارب.
إلى متى يا أخي ...ستبقى الشعوب العربية ,تكتفي بالدعاء ..أما آن آوان العصيان المدني السلمي ,أما آن آوان ...أن تقول الشعوب كلمتها التي طال انتظارها ...أم أنه كتب عليها أن تكتفي بالدعاء فقط.